مسؤول بولندي يكشف مؤامرة روسية لزعزعة استقرار بلاده
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
لفت تقرير لموقع (ديلي بيست) الإخباري إلى ما وصفه بتهديد مخيف أثار غضب كبار المسؤولين في بولندا، أثناء إرسالها آلاف الجنود والمروحيات القتالية إلى حدودها مع بيلاروسيا لتجنب صراع محتمل مع مجموعة فاغنر الروسية.
وقال أحد المسؤولين البولنديين في مقابلة حصرية مع الموقع الأميركي إن الكرملين أطلق ذراع تأثيره الذي استهدف بولندا في الأيام الأخيرة، دافعا بعملاء ومسؤولين روس وبيلاروسيين، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، لترويج دعاية في المجتمع البولندي برسائل تثير الشكوك في دعم أوكرانيا.
وألمح الموقع إلى أن التحذير من أن روسيا تعمل على زعزعة استقرار السياسة البولندية يتزامن مع تحديد وارسو موعد انتخاباتها هذا الأسبوع في 15 أكتوبر/تشرين الأول، ويبدو أن عملية التأثير الروسي تهدف إلى تفاقم الانقسامات بين الشعب البولندي وإثارة خلافات في المجتمع قبل الانتخابات، بينما يتم إضعاف الدعم البولندي لكييف حيث تواصل روسيا حربها في أوكرانيا.
وقال المسؤول البولندي إن "الدعم الشعبي لأوكرانيا مرتفع جدا في بولندا. ويكاد يكون إجماعا عندما يتعلق الأمر بنظرتنا إلى الصراع. ولكن هناك أيضا عنصر ما في المجتمع البولندي متشكك إلى حد ما.. وأعتقد أن الروس ربما يعتقدون أن هذا النوع من الرسائل قد يجذب الجمهور المتشكك أثناء التحضير للانتخابات".
تفكيك الدعم الشعبيوأردف الموقع أنه على الرغم من أن غالبية المجتمع البولندي تدعم مساعدة أوكرانيا في معركتها لدرء الاستيلاء الروسي، فإن هناك جيوبا أقل حماسا بشأن حجم المساعدة الموجهة للقضية الأوكرانية. فبحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز دراسات أوروبا الشرقية والدولية مؤخرا، يريد نحو 65% من البولنديين استمرار وارسو في دعم أوكرانيا، بينما يؤيد نحو 34% حيادية بلادهم.
وأشار إلى ما قاله الباحث في شؤون القوقاز وأوروبا الشرقية جيفي جيجيتاشفيلي إن أحد أهداف روسيا الأساسية لمخططات التأثير التي تستهدف بولندا هو تفكيك الدعم الشعبي الأوكراني في بولندا.
وتشمل الجوانب المختلفة لعملية التأثير بين الكرملين وبيلاروسيا العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتصريحات الحادة من القيادة في كل من موسكو ومينسك، وعمليات التهجين التي تهدف إلى إذكاء الاضطرابات السياسية في بولندا.
وأضاف جيجيتاشفيلي أن مسألة استضافة بولندا للاجئين الأوكرانيين كانت أول أولويات عملية التأثير التي ينفذها الكرملين. وقال إن عددا كبيرا من قنوات تليغرام الناطقة بالبولندية، وهي التي تحمل إشارات واضحة لعملية منسقة للكرملين ركزت على تضخيم المشاعر المعادية للاجئين الأوكرانيين والموالية للكرملين في بولندا في الأسابيع الأخيرة.
وعلق بأن مثل هذه القنوات "تحاول استغلال بعض نقاط الضعف الحالية، أو دعنا نقول المشاعر، في المجتمع، على سبيل المثال… إذا استمرت بولندا في قبول المزيد من اللاجئين".
تضخيم الانقساماتووفقا للمسؤول البولندي تهدف العملية الروسية إلى تضخيم الانقسامات على نطاق واسع في بولندا أيضا، لخلق قلق عام، لاسيما مع اقتراب الانتخابات.
وأضاف المسؤول أنه وفقا لوارسو يبدو أن بعض أهداف عملية التأثير الروسي ترمي إلى خلق بيئة عامة وفهم يميل إلى صراع طويل الأمد ودائم أو احتمال نشوب صراع، مما يفسح المجال لتعبئة محتملة.
وقال جيجيتاشفيلي إنه بالرغم من أن عملية التأثير الروسية كاسحة، إلا أنها تبدو غير فعالة وخرقاء حتى الآن، ومن المحتمل ألا تتأثر غالبية البولنديين بالروايات الموالية للكرملين. لكنه يرى أن شبكة التأثير في بولندا غير مستعدة للتراجع في أي وقت قريب، وأنها آخذة في النمو.
وأضاف أنه من المحتمل أن تلجأ الجهات الفاعلة الروسية والبيلاروسية التي تعمل على زعزعة استقرار بولندا إلى عمليات القرصنة والتسريب. "ويجب أن نتوقع أيضا هجمات إلكترونية. وقد نتوقع أيضا عمليات اختراق وتسريب… والتدخل في الانتخابات لعبة طويلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المجتمع فی بولندا
إقرأ أيضاً:
الدفاعات الجوية الروسية ربما أسقطت طائرة ركاب الأذربيجانية بعد تحديدها خطأً على أنها طائرة بدون طيار حسب تقرير للأستخبارات الأمريكية
ديسمبر 28, 2024آخر تحديث: ديسمبر 28, 2024
المستقلة/- قالت مصادر عسكرية أمريكية إن الدفاعات الجوية الروسية ربما أسقطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية بعد أن أخطأت في تحديد هويتها.
وقال مسؤولان لم يتم الكشف عن هويتهما تحدثا إلى شبكة إن بي سي نيوز إن أمريكا لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن روسيا ربما اعتقدت أن الرحلة كانت طائرة بدون طيار.
وأضافت أن هذا يرجع جزئياً إلى نمط طيران الطائرة وارتفاعها غير المنتظم.
ويأتي التقرير بعد أن قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يوم الجمعة إن واشنطن “رأت بعض المؤشرات المبكرة التي تشير بالتأكيد إلى احتمال إسقاط هذه الطائرة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية”.
رفض كيربي الخوض في التفاصيل، مستشهداً بالتحقيق الجاري.
كانت الطائرة تحلق من عاصمة أذربيجان باكو إلى جروزني، العاصمة الإقليمية لجمهورية الشيشان الروسية، في يوم عيد الميلاد.
أثناء رحلتها، اتجهت الطائرة نحو كازاخستان وتحطمت فيما بعد على بعد حوالي ميلين من أكتاو أثناء محاولتها الهبوط بعد الطيران شرقاً عبر بحر قزوين.
أسفر الحادث عن مقتل 38 شخص وإصابة جميع الناجين البالغ عددهم 29.
وأعلنت أذربيجان الحداد الوطني بعد الحادث – حيث ظهرت لقطات من داخل الطائرة.
وقال وزير النقل الأذربيجاني راشد نبييف لوسائل الإعلام في البلاد إن “الاستنتاجات الأولية للخبراء تشير إلى تأثير خارجي”.
وأضاف: “سيتم تحديد نوع السلاح المستخدم في التأثير أثناء التحقيق”.
وعلقت الخطوط الجوية الأذربيجانية منذ ذلك الحين رحلاتها إلى عدد من المدن الروسية.
ورفض متحدث باسم الكرملين التعليق على الحادث، قائلاً إنه سيكون من مسؤولية المحققين تحديد السبب.
وقال دميتري بيسكوف: “يتم التحقيق في الحادث الجوي، ولا نعتقد أن لدينا الحق في إجراء أي تقييمات حتى يتم التوصل إلى الاستنتاجات نتيجة للتحقيق”.
ويقال إن الحادث وقع أثناء هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية.
وألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باللوم على روسيا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الركاب وأفراد الطاقم الذين نجوا من الحادث لوسائل الإعلام الأذربيجانية إنهم سمعوا أصواتا عالية أثناء تحليق الطائرة فوق غروزني.
وقالت مضيفة الطيران آيدان رحيملي إنه بعد سماع صوت واحد تم إطلاق أقنعة الأكسجين تلقائياً وذهبت لتقديم الإسعافات الأولية لزميلها ذو الفقار أسادوف، ثم سمعت صوتاً آخر.
وقال أسادوف، أحد الناجين، إن الأصوات بدت وكأنها شيء يضرب الطائرة من الخارج.
وقال إنه بعد وقت قصير أصيب بإصابة مفاجئة مثل “جرح عميق، وتمزق الذراع وكأن أحدهم ضربني في الذراع بفأس”.
وصف اثنان آخران من الناجين تجاربهما على متن الرحلة.
وقالت جيروفا صالحات للتلفزيون الأذربيجاني إن “شيئا ما انفجر” بالقرب من ساقها وقالت فافا شبانوفا إنه كان هناك “انفجاران في السماء، وبعد ساعة ونصف تحطمت الطائرة على الأرض”.
إذا ثبت أن الطائرة تحطمت بعد أن أصابتها دفاعات جوية روسية، فستكون هذه ثاني حادثة طيران مميتة مرتبطة بصراع الكرملين مع أوكرانيا.
وفقًا للمحققين، أسقطت طائرة الخطوط الجوية الماليزية الرحلة 17 بصاروخ روسي، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 298 شخصًا، في عام 2014.