خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، المسلمين بتقوى الله تعالى تقوى من يرجو دار النعيم، حيث بيّن أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق ويمنحه الطمأنينة ويبعد عنه الخوف والشك, مبينًا أن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن في قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة وكان حسن ظنها بالله راسخًا قال تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ).
وتابع الثبيتي: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبوبكر للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا»، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهما).
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة أقسى الأزمات مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل بل هو محفز على الجد والاجتهاد, وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة دينه وأمته وبناء وطنه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) وقال جل من قائل (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي قصة مريم سنة الحياة حسن الظن التوكل على الله حسن الظن بالله
إقرأ أيضاً:
كيف استطاع الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي كسرَ حاجز الخوف من أمريكا؟
يمانيون../
استطاع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من خلال مشروعه القرآني كسرَ حاجز الخوف والصمت من أمريكا.
وأعاد -رحمه الله- للأُمَّـة الأمل في النصر، والطموح في التغيير، والشعور بضعف العدوّ، والإحساس بقوة الإيمَـان، وجسّد القرآن عملًا وسلوكًا، وقدمه كثقافة تمثل الحل الوحيد للأُمَّـة، لبنائها وتطورها، وقوتها في مواجهة أعدائها.
وفي هذا الشأن يقول أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك عبد الملك محمد عيسى: إن “الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – استطاع كسر حاجز الخوف من أمريكا من خلال إحياء الثقة بالله، والإيمان بالوعد والوعيد الإلهي وهي مفاهيم محورية ركز عليها في ملازم “في هدى القرآن”، وقدم رؤية قرآنية متكاملة تعالج الخوف كحالة نفسية تفرضها قوى الاستكبار، وعمل على ترسيخ منهجية تعتمد على العقيدة الصُّلبة، في مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية، فبدأ بترسيخ الثقة بالله كقوة عليا فوق كُـلّ القوى”.
ويضيف عيسى أن “الشهيد القائد أكّـد أن منطلق الثقة بالله هو مفتاح التحرّر من الخوف الذي تسعى أمريكا والكيان الإسرائيلي إلى زرعه في قلوب المسلمين”، موضحًا أن “الإيمان الحقيقي بوعد الله ونصره يمكّن الإنسان من تجاوز الخوف من أية قوة مادية؛ إذ إن الله هو القادر على تغيير موازين القوى لصالح المستضعفين”.
وعن تحرير الإنسان من الخوف، يؤكّـد عيسى، أن “الشهيد القائد ركّز على تحرير الإنسان من الخوف بالمبادرة في المواجهة، حَيثُ وضح أنه بمُجَـرّد التصدي والمواجهة ضد الظلم والاستكبار العالمي، يعد خطوة في كسر حاجز الخوف، وأن الشجاعة المستمدة من الإيمان، تقود إلى النصر”، موضحًا أن “القعود والانتظار هو ما يجعل العدوّ أكثر قدرة على التحكم في الشعوب”.
ويتابع حديثه بالقول: “الوعي القرآني بمفهوم العداء للأُمَّـة الإسلامية ضروري للمواجهة؛ لأَنَّ الخوف من أمريكا والغرب ينبع من ضعف الوعي القرآني وفهم طبيعة الصراع بين الحق والباطل”، موضحًا أن أمريكا “تمثل أنموذجًا للطغيان الحديث مثل فرعون وأنه لا يمكن مواجهتُها إلا بالإيمان الصادق المستمد من القرآن”.
ويتطرق الدكتور عيسى إلى الهيمنة الأمريكية، مؤكّـدًا أن الشهيد القائد “أظهر الهيمنةَ الأمريكية كقوة وهمية من خلال تحليل الواقع”، لافتًا إلى أن أمريكا تعتمد في سيطرتها “على الحرب النفسية والإعلامية وليس على القوة المطلقة، حَيثُ تزرع الخوف والرهبة في قلوب الشعوب؛ بهَدفِ إخضاعهم دون مقاومة فعلية، ولهذا ركز الشهيد على أن القوة الحقيقية تكمن في التمسك بالمبادئ القرآنية والثقة بالله، والعمل على إحياء ثقافة الجهاد والتصدي للطغيان وتحمل المسؤولية”.
الجهاد كموقف شامل:
وبحسب أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك الدكتور عبدالملك محمد عيسى، فَــإنَّ الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عمل من خلال ملازمه على “إعادة مفهوم الجهاد إلى الواجهة ليس فقط كمواجهة عسكرية ولكن كموقف شامل يتضمن مقاومةَ الاستعمار بكل السبل (الثقافية، الاقتصادية، والسياسية… وغيرها) “، مذكرًا بأهميّة الصبر والتضحية في سبيل مواجهة الظلم.
ويشير إلى أن “الشهيد القائد عمل على تقديم أمريكا كعدوٍّ رئيس للأُمَّـة الإسلامية، وأظهرها بوضوح أن أمريكا ليست مُجَـرّد دولة عادية، بل هي رأس الاستكبار العالمي، والشيطان الأكبر الذي يقود حروبًا ضد الإسلام والمسلمين عبر أدواتها المختلفة، مثل “إسرائيل” والأنظمة العميلة، محذرًا من خطر التطبيع والاستسلام لها، فأطلق الشعار القرآني كسلاح نفسي وسياسي وإيمَـاني شعار [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ”إسرائيل”، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام] كوسيلة لكسر حاجز الخوف وتحفيز الأُمَّــة على التصدي المباشر لأعدائها دون رهبة أَو تردّد”، معتبرًا أن “الشعار ليس مُجَـرّد كلمات بل هو موقف عملي يعبّر عن رفض الاستكبار”.
الصرخة ثورةٌ أرعبت أمريكا:
ولأن الشهيدَ القائدَ عرف اللهَ حقَّ معرفته من خلال التدبر العميق في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية الصحيحة، يقول الكاتب والإعلامي سند الصيادي: إن “الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عاش في ذاته عظمةَ الإيمَـان بالله وَعظمة التمسك به، وكيف أن جبابرةَ العالم وطواغيته يتضاءلون ويتلاشون في ترغيبهم وترهيبهم أمام هذا الإيمَـان والمعرفة الحقة بالله، وَمن خلال هذا الإيمَـان انطلق الشهيد القائد يحاضر الناس من حوله، ويشاركهم هذا الوعي، وَيعيد في أذهانهم رسمَ القيمة العظيمة للدين الإسلامي التي أسقطها دعاة التدين من علماء السوء وعلماء المنفعة”.
ويضيف: “لقد استلهم الشهيدُ القائد تلك الدوافعَ من وحي المسيرة المحمدية، واستطاع الرسولُ الأعظمُ كقائد والقرآن كمنهج، أن يصنعا أُمَّـةً كانت في هامش التاريخ الإنساني قبل أن تتمكّن من أن تهزم الممالك العظيمة وتتوسع في أقطار الأرض بفعل هذا التأثير العظيم للمنهجية الالهية في نفوس من يعتنقها ويفهمها ويبلغ بها أكمل الإيمَـان”.
ويؤكّـد الصيادي في حديثه أن “الشهيد القائد تحَرّك من قناعات ودوافع إيمَـانية صادقة، غير آبهٍ بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها، وفوارق العدة والعتاد التي يتسلح بها أعداؤه، وكان يرى في أمريكا مُجَـرّد قشة أمام هذا المشروع العظيم، وكان يراهن أن بإمْكَان الأُمَّــة هزيمتها إذَا ما امتلكت الإيمَـان كسلاح وتحَرّكت عمليًّا لتوفر كُـلّ أسباب التدخل والإسناد الالهي لها في المواجهة”.
ويرى الصيادي في منهجية الشهيد القائد يكونُ “الموتُ في سبيل الله نصرًا عظيمًا، وانتصارًا للنفس البشرية في أن تظفر بحياة الخلود، وانتصارًا للمجتمع والأمة في أن يجني ثمار تلك التضحيات، وانحسارًا لمشاريع الأعداء، وهم يرون أُمَّـة مستعدة لأن تفنى دون مبادئها”.
وفي ختام حديثه يؤكّـد الصيادي أن “الشهيد القائد شخّص طواغيت هذا الزمن وأحسن التصويب إليهم بأسمائهم، وكان شعار الصرخة بمثابة ثورة أرعبت أمريكا، وهي لا تزال في مهدها، فما بالنا ونحن اليوم نرى الصرخة وقد أثمرت وشكلت هزائمَ متلاحقة لأمريكا و”إسرائيل”، وأفرزت تحولاتٍ جيوسياسية ملموسةً تبشّر بالمزيد من الدعم والإسناد الالهي، وبصوابيه المنهج وقادته الإعلام”.
المسيرة: عباس القاعدي