أثار لقاء وفد من قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح بعضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في العاصمة السعودية الرياض العديد من التساؤلات حول طبيعة اللقاء، ودلالته، والخطوات المترتبة عليه.

 

يعد اللقاء لافتا كونه الأول بين الطرفين، اللذان غلبت على العلاقة بينهما العداء، والتصعيد الإعلامي، وافتراق الأجندة، والخلاف حول قضايا كثيرة.

 

وظهر في اللقاء – وفقا للصورة التي نشرها إعلام الإصلاح - عضو الهيئة العليا رئيس الكتلة البرلمانية، النائب عبد الرزاق الهجري، وعضو الهيئة العليا أيضا أحمد القميري، ونائب رئيس الكتلة النائب انصاف مايو، والقائم بأعمال رئيس مكتب العلاقات الخارجية إبراهيم الشامي.

 

وسارعت وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح لنشر تفاصيل اللقاء، وقال موقع افصلاح النت الناطق بلسان الحزب إن اللقاء ناقش جملة من القضايا والمستجدات على الساحة المحلية، وكذا الأوضاع على المستوى الإقليمي، وتأثيرها على اليمن، وأن وفد الحزب أكد على أهمية وحدة الصف الوطني، لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة.

 

وفي سياق الشرح لمجريات اللقاء يضيف موقع الإصلاح نت إن وفد الحزب شدد على أهمية تلاحم القوى الوطنية المساندة للشرعية، ووحدة الصف، لاستكمال المعركة الوطنية في مواجهة المشروع الإمامي الحوثي، في إشارة لجماعة الحوثي.

 

ولم يخف الحزب التعبير عن ارتياحه للقاء، مطالبا بأهمية التواصل المستمر، لما يخدم المصلحة الوطنية العليا، وتوحيد المكونات لتحقيق الأهداف الكبيرة، ومواجهة التحديات والمخاطر التي يسببها المشروع المليشياوي المدعوم من إيران، على اليمن ومحيطه العربي، والتنسيق المستمر من أجل نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لبناء قاعدة وطنية صلبة، توجه الطاقات باتجاه تخليص اليمن من المشروع العنصري الكهنوتي.

 

الفقرتين السابقتين أوردها موقع حزب الإصلاح، ويبدو واضحا عليها حضور جماعة الحوثي، كمحرك أساسي لهذا اللقاء، ومحور للنقاش، وذلك امتدادا لذات الخطاب الذي تسوقه الحكومة اليمنية، ومن خلفها الممكلة العربية السعودية، ويتسق مع جهود عديدة تبذل تحت يافطة وحدة الصف، وتوحيد المكونات باتجاه جماعة الحوثي، وهو ما اتضح أيضا فيما نقله الحزب عن الزبيدي الذي أكد على أهمية وجدة الصف، واستمرار التواصل، ووضع استعادة الدولة، وإنهاء انقلاب الحوثيين كأولوية لدى كل المكونات والقوى السياسية.

 

لكن الاعلام التابع للمجلس الانتقالي تجاهل هذا اللقاء بشكل تام، وعزف عن نشره، ولم يتطرق له على الإطلاق، وفضل الصمت على الحديث أو التعليق، بما في ذلك موقع المجلس الانتقالي الرسمي، الذي يغطي أنشطة المجلس ورئيسه باستمرار.

 

وهيمنت الخلافات وحدة التصعيد الإعلامي بين الطرفين على العلاقة بينهما منذ إعلان تشكل المجلس الانتقالي في الرابع من مايو 2017م، وأعلن المجلس حظر جماعة الإخوان المسلمين، وهي إشارة لحزب الإصلاح في مناطق سيطرته، مثلما خاض حربا تحت يافطة اسقاطها ومحاربتها في عدة محافظات، أبرزها سقطرى، وشبوة، والمهرة.

 

وشهدت عدن التي تعد اليوم معقلا للمجلس الانتقالي، وعاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عمليات اغتيال عديدة منذ العام 2015م، طالت قيادات ومسؤولين في حزب الإصلاح، خلال إدارة الانتقالي للمحافظة، وتحكمه بالمشهد الأمني فيها، وظهرت قيادات في الانتقالي من وقت لأخر تحرض على الحزب وقيادته، بشكل غير مسبوق، ما تسبب بتوجيه عدة ضربات للحزب وأعضائه.

 

ومن اللافت أن أحد المشاركين في لقاء الزبيدي القيادي في حزب الإصلاح، ورئيس مكتبه التنفيذي في عدن، ونائب رئيس كتلته البرلمانية النائب أنصاف مايو، وهو الشخص الذي كشف موقع بازفيد الأمريكي قبل سنوات أن الإمارات استأجرت مرتزقة أجانب لاغتياله في عدن، لكنها فشلت في ذلك.

 

 

ويرتبط المجلس الانتقالي بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقف خلف تمويله، وهي الدولة التي ترى في حزب الإصلاح امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها قبل سنوات، وظلت علاقتها بالحزب متذبذبة، وتنظر إليه بعداء، ووقفت خلف الضربات التي تلقاها الحزب، سواء في الحكومة أو ميدانيا، أو من خلال حملات الاغتيالات التي تعرضت لها قيادات إصلاحية، طوال الفترة الماضية.

 

هذه العلاقة بين الإمارات والانتقالي انعكست على علاقة الانتقالي بحزب الإصلاح، وكانت امتدادا للسياسة الإماراتية نفسها، ونتج عن ذلك قطيعة مشتركة بين الطرفين، وجاء هذا اللقاء ليحرك ركودها من جديد.

 

وتأتي هذه الزيارة في وقت بدت السعودية تعمل فيه على إذابة الكثير من الكتل الصلبة التي تحكم العلاقة بين الأطراف والمكونات التابعة لها، في عملية ترميم واسعة، لم تعرف دوافعها وأهدافها بعد، وتمثل ذلك في السعي لاستئناف جلسات مجلس النواب، وإتاحة الفرصة للأحزاب السياسية للعمل من جديد في عدن، وتنسيق اللقاءات المكثفة مع أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي مع سفراء ودبلوماسيين أجانب في الرياض.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي حزب الإصلاح المجلس الانتقالي السعودية المجلس الانتقالی حزب الإصلاح العلاقة بین

إقرأ أيضاً:

وزير الشؤون الاجتماعية يلتقي ممثلي الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر

الثورة نت|

التقى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة، اليوم، منسق التعاون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فيليب كوستا، وممثلي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

ناقش اللقاء الذي ضم رئيس مصلحة الدفاع المدني اللواء إبراهيم المؤيد، والوكيل المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية ياسر شرف الدين، التعاون المشترك في مواجهة الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، والشراكة في مجال العمل الإنساني.

وتطرق اللقاء إلى الجوانب المتصلة بفتح مسارات أوسع للشراكة والتعاون الإنساني، وخدمة المصالح المشتركة بين اليمن والدول المانحة، والمستفيدة من المرور في مياه البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.

وفي اللقاء عبر الوزير باجعالة عن الشكر لدعم الصليب الأحمر الدولي لليمن خلال السنوات الماضية من العدوان والحصار، مؤكدًا أهمية دور الصليب الأحمر كمنظمة إنسانية مستقلة ومحايدة تعمل على حماية ومساعدة المتضررين من النزاعات وحالات العنف الأخرى.

وشدد على تطبيق المبادئ الأساسية لعمل اللجنة الدولية التي أنشأت من أجلها والمتمثلة بالحياد والاستقلال وعدم التمييز، وبما يسهم في تحقيق أهدافها لحماية الأرواح والدفاع عن الحقوق وتخفيف المعاناة.

وأعرب وزير الشؤون الاجتماعية عن الأمل في فتح مسارات للتعاون بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومصلحة الدفاع المدني، للشراكة بينهما في المهام الإنسانية وتعزيز التعاون المشترك بين الوزارة واللجنة الدولية بما يخص الاستجابة للطوارئ ومواجهة الكوارث.

وأكد على احتياج اليمن للمخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية والإيوائية والمساعدات النقدية على المستوى المحوري، للاستجابة لحالات الطوارئ، مبينًا أن اليمن من أكثر الدول تعرضًا للمخاطر بسبب التغيرات المناخية والذي يؤثر على الفئات الأكثر ضعفًا وفقرًا في البلاد وتجمعات النازحين.

وأشار الوزير باجعالة إلى أهمية دعم المعاقين واستمرار توفير المساعدة لهم، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل في الوقت الراهن على استكمال تجهيز وتفعيل مستشفى خاص بالفئات المستضعفة والمحتاجة ومنهم المعاقين.

وعرّج على التدخل في مخيمات النازحين بحيث يوجد 1500 موقع نزوح تفتقر معظمها لخدمات المياه والصرف الصحي، وخدمات الرعاية الصحية، والحاجة للحشد والمناصرة لتدخلات سبل العيش والتمكين الاقتصادي من خلال استهداف الفئات المتضررة والنازحة.

وأفاد بأن اليمن بحاجة لخطط الطوارئ والاستجابة السريعة سيما بعد عزوف العديد من المنظمات عن العمل والسياسية الأمريكية الخاطئة، مؤكدًا استعداد الوزارة للتشبيك مع مصلحة الدفاع المدني، وتذليل الصعوبات التي تواجه أعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

بدوره أكد رئيس مصلحة الدفاع المدني اللواء المؤيد، أن المصلحة والهلال الأحمر اليمني يعملان في مسار في مواجهة الكوارث الطبيعية كما حصل في وصاب وملحان.

وبين أن الدفاع المدني معني بمواجهة الكوارث الطبيعية أو بسبب البشر، ومن يحدّد من الجهات التي تعمل معه سواء الهلال الأحمر أو غيره، مشيرًا إلى المعطيات والتوقعات لعدة مخاطر في الموسم القادم، ما يتطلب تكاتف الجهود المعنية في هذا الجانب.

ولفت اللواء المؤيد إلى أن نشاط الهلال الأحمر اليمني الأخير، من خلال وقوف الدفاع المدني إلى جانبه والتعاون كان مثمرً في كثير من المناطق، داعيًا إلى تعزيز قدرات الدفاع المدني ليكون منظومة واحدة مع الهلال الأحمر في مواجهة الكوارث لما قبل وأثناء وبعد الكارثة، سواء في الإسعاف أو الإنقاذ أو الإخلاء أو الإطفاء، والتحشيد لإزالة المخاطر من إزالة الصخور الآيلة للسقوط.

من جهته أكد الوكيل المساعد لوزارة الشؤون الاجتماعية شرف الدين، الحرص على تعزيز التعاون والشراكة مع ممثلي حركة الدولية للصليب الأحمر، في مجالات العمل الإنسانية، والمساهمة في التخفيف من الأضرار الناجمة عن الكوارث.

وذكر أن الوزارة هي الجانب الإنساني في الحكومة التي تعمل مع فئات المستضعفين وتنسيق جميع الإحتياجات الخاصة بهم، لافتًا إلى العلاقة المشتركة للجهات الحاضرة اللقاء، وأهمية تحديد الأولويات للاحتياجات في اللقاء المقبل.

في حين عبر منسق التعاون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر كوستا، عن الشكر والتقدير، على الدعوة للقاء وتذليل الصعوبات المقدمة للمنظمات في تنفيذ مهامها.

وتطرق إلى مستوى التنسيق بين اللجنة، والهلال الأحمر اليمني، والتي أثمرت في تنفيذ أنشطة إغاثية مشتركة في السيول التي وقعت مؤخرًا في اليمن.

حضر اللقاء ممثلو الصليب الأحمر النرويجي سامر شحاته، والدنماركي ملادني، والألماني بهات عزيزوف، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر محمد زين، ومساعد رئيس البعثة فاطمة اليماني، وقيادات من وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يلتقي مسئولي "الحوار الوطني"
  • نائب وزير الاسكان يلتقي مسئولي إحدي الشركات المتخصصة فى أنظمة معالجة الصرف الصحى
  • السيسي يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجيبوتي
  • الصايغ: في لبنان إن اختلفنا نعطل الدستور وان اتفقنا نشوهه
  • الرباط تحتضن الإجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي لأول مرة خارج أوروبا.. السعدي: مكسب دبلوماسي
  • في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن
  • الانتقالي يدعو الرئاسي والحكومة إلى العمل من عدن ويحملهما مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية
  • وزير الشؤون الاجتماعية يلتقي ممثلي الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر
  • “المجلس الانتقالي” يدعو الرئاسي والحكومة للعمل من عدن
  • الانتقالي يؤكد على ضرورة عودة مجلس القيادة والحكومة للعمل من عدن