تعرّف إلى قدرات الصاروخ الروسي الجديد «أوريشنيك».. لماذا أثار قلقاً دولياً؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
في تصعيد جديد للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب، أطلقت روسيا صاروخاً فرط صوتيا متوسط المدى يحمل اسم “أوريشنيك” باتجاه أوكرانيا، حيث دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء البلاد فجر أمس الخميس، وأفاد مسؤول أميركي بأن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً متوسط المدى، خلال هجوم على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام على استخدام أوكرانيا صواريخ «أتاكمز» الأميركية في استهداف مناطق بالعمق الروسي، بعد حصولها على تفويض من واشنطن.
فما هي قدرات هذا الصاروخ؟ ولماذا أثار قلقاً دولياً؟
يعتبر “أوريشنيك” صاروخا باليستيا متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت (IRBM)، أعلن عنه الرئيس الروسي لأول مرة، أمس الخميس.
وتبلغ سرعته 10 ماخ (12300 كلم/ساعة، 7610 ميل في الساعة) مما يجعل من الصعب اعتراضه. كما أنه قادر على حمل رؤوس نووية.
لكن العديد من الخبراء أكدوا أن صواريخ روسية أخرى قادرة أيضا على حمل رؤوس نووية، مثل إسكندر وKh-101.
إلا أن ما يجعل هذا الصاروخ متوسط المدى مثيرًا للقلق على وجه الخصوص، بالإضافة إلى مداه، هو قدرته على إطلاق رؤوس حربية نووية متعددة، ما يجعل من الصعب اعتراضه.
وفي هذا السياق، أوضح توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل تقريبا، اعتراض هذا النوع من الصواريخ.
كما أضاف أن تلك الصواريخ كبيرة الحجم ويمكنها الطيران لمسافات بعيدة وعالية وسريعة تصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت. وأردف “هذا يمثل تهديداً نووياً لكل من أوكرانيا وأوروبا نفسها.. إنها إشارة قوية جدًا”.
وكان حلف شمال الأطلسي شدد أمس على أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلقته روسيا “لن يغيّر مسار الحرب ولا تصميم الحلفاء في الناتو على دعم أوكرانيا” في تصديها للغزو الروسي.
وقال فرح دخل الله، المتحدث باسم الحلف، في بيان إن “روسيا تسعى إلى ترويع المدنيين في أوكرانيا وترهيب من يدعمونها”.
فيما أكدت موسكو أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أن سماح الغرب لكييف باستعمال صواريخ بعيدة المدى من أجل ضرب العمق الروسي، لن يمر مرور الكرام، قبل أن تطلق رسالتها الصاروخية أمس، محذرة حلفاء أوكرانيا وداعميها من التمادي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أوريشنيك روسيا والغرب صاروخا باليستيا متوسط المدى
إقرأ أيضاً:
تحالف الراغبين لأجل أوكرانيا.. لماذا تتحمس له لندن وتسخر منه واشنطن؟
لندن- في وقت يحشد فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لانضمام المزيد من الدول لما أطلق عليه "تحالف الراغبين"، كضامن لصمود أي اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، تتوالى انتقادات مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطة ستارمر، وتصريحاتهم المستخفة والساخرة من المساعي البريطانية.
وبمقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية، وصف المبعوث الأميركي لمفاوضات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ستيفن ويتكوف، الطموح البريطاني لتشكيل حلف دفاعي أوروبي بمجرد "سيل من الأفكار التبسيطية" التي تقفز على الوقائع في ميدان المعركة، ومحض "مواقف للاستهلاك السياسي" لا غير.
كما عبَّر جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي في تصريحات سابقة، عن الفتور الأميركي الواضح تجاه "حلف الراغبين" -الذي التقى رئيسا الأركان البريطاني والفرنسي للمرة الثالثة في لندن بغضون أقل من شهر لبحث تفاصيله- حيث استخف بقدرة بريطانيا على خوض حروب خارج حدودها.
"رسائل التودد"
وفيما التزم المسؤولون البريطانيون الصمت ردا على تصريحات نظرائهم الأميركيين، شدَّدت حكومة حزب العمال بأنها ماضية في الشراكة مع فرنسا بخططها لحماية أي وقف محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
إعلانوصرَّحت وزيرة الخزانة راشيل ريفز في مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية أن اللحظة الحالية مواتية للدفع قدما بمشروع إنشاء قوة دفاعية أوروبية لكن مع غطاء أميركي عسكري.
وأمام الجهود الحثيثة التي يبذلها ستارمر بتنسيق مع شركائه الأوروبيين لإخراج "تحالف الراغبين" إلى حيز الوجود، تواصل تصريحاته محاولات استمالة ترامب وإرسال رسائل التودد، أملا بأن ينظر إليه كوسيط مقبول يجسر الهوَّة المُتسعة بين الكتلة الأوروبية والإدارة الأميركية.
في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز، لم يخف ستارمر إعجابه بترامب وتفهُّمه لمطالبته الأوروبيين بتحمُّل أعباء الحماية العسكرية التي توفرها أميركا لأمن القارة الأوروبية على مدى عقود.
وبحذر شديد انتقى ستارمر كلمات خطابه الموجه للإدارة الأميركية، وأضاف في الحوار نفسه، أنه "ليس في وارد الاختيار بين حليفه الأميركي الإستراتيجي وشركائه الأوروبيين".
هذا اللعب على حبلين يشتد التوتر بينهما، لا يبدو مهمة سهلة بالنسبة لستارمر، الذي يحاول الظهور بهيئة اللاعب المحوري بمسرح الأحداث والقادر على التأثير في صياغة اتفاق سلام في أوكرانيا وتوفير ضمانات أمنية للأوروبيين.
بينما ترى صحيفة غارديان البريطانية أنه في الوقت الذي أثارت الطريقة التي دبَّر بها ستارمر لقاءه بترامب خلال زيارته قبل أسابيع للبيت الأبيض ارتياح وإعجاب طيف سياسي واسع من مؤيديه والخصوم، يتوجس كثيرون -بينهم موالون لستارمر داخل حزب العمال- من مبالغته في استرضاء الإدارة الأميركية دون امتلاكه جرأة سياسية للدفاع عن مصالح بريطانيا التي قد تتعارض الآن مع السياسات الأميركية.
موازنةوما بدا خلال الأيام الماضية أنه تراشق إعلامي بين الحلفاء البريطانيين والأميركيين، استدعى أيضا صراعا حول النماذج التاريخية لقيادة الحلف الغربي، إذ قال ويتكوف إن الأوروبيين يسعون لتقمُّص نموذج وينستون تشرشل، ويغفلون أن العالم يعيش زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يواصل حلف الناتو حماية الأمن المشترك للحلفاء الغربيين، في إشارة للخطابات الحماسية التي كان يلقيها الزعيم البريطاني إبان الغزو الألماني لبلاده خلال الحرب.
إعلانستارمر بدوره، استدعى الزعيم البريطاني وينستون تشرشل، حين قال في حوار صحفي، إنه سيقتفي أثره ولن يُفاضل أيضا بين شراكته مع الأوروبيين وحلفه التاريخي مع الولايات المتحدة.
وفي السياق، رأت دراسة تحليلية أصدرها المعهد الأوروبي للسياسات الخارجية (إي سي إف آر) أن هناك توجها أوروبيا متناميا لاستحضار نموذج كل من الجنرال الفرنسي شارل ديغول الذي دافع عن استقلالية بلاده العسكرية عن التبعية لأميركا، وشخصية الزعيم تشرشل في تدبيره للعلاقات مع واشنطن في زمن الحرب.
وتشير الدراسة إلى أن هناك محاولات أوروبية لاستعادة السيادة والقيادة على مظلة حلف الناتو في محاولة لاستباق أي انسحاب أميركي مفاجئ من الحلف، وسط اعتقاد متنامٍ أن أوروبا واقعة حاليا بين السلم والحرب وتحتاج لإحياء العقيدة القتالية القومية لكل من تشرشل وديغول.
مسايرة وتَماهٍ
من جهته، تساءل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، نهاد خنفر، عن المدى الذي يمكن لستارمر أن يتوغل فيه ويتجرَّأ على الخروج عن المسار الذي اختطته الإدارة الأميركية للحرب في أوكرانيا، مرجحا أن المبادرات التي تقودها كل من فرنسا وبريطانيا تهدف أساسا لكسر حدة الموقف الأميركي وليس لمعارضته.
وشدد خنفر في حديثه للجزيرة نت على أن السياسات الخارجية البريطانية في الأصل تتماهى مع التوجه الأميركي قبل أن يطرأ متغير جديد مع وصول ترامب للسلطة، حيث أصبحت هذه السياسات الأميركية نفسها غير متوقعة بالنسبة للبريطانيين.
وأكد أن الأوروبيين والبريطانيين سيضطرون للقبول بالتسوية التي تفرضها واشنطن بشأن طريقة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويرى خنفر أن الحكومة البريطانية بقيادة ستارمر تحاول أن تجد لنفسها بعض الهوامش الضيقة جدا للخروج من حالة التبعية للسياسة الخارجية الأميركية، عبر الدفع بمبادرة مع الأوروبيين لتشكيل قوة عسكرية أوروبية، لكن لا يبدو أن أميركا في وارد التعاطي معها بجدية.
إعلان