الغليان الحراري يهدد قطاعاتنا الحيوية في الأعوام القادمة،،، وهذه الحلول
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
صراحة نيوز – كتب أ.د. محمد الفرجات
الغليان الحراري غير المسبوق في صيف ٢٠٢٣ ينذر بصيف أكثر حرارة في الأعوام القادمة…القطاعات الحيوية كالمياه والزراعة والسياحة والطاقة والشبكات والبنى التحتية والفوقية والسكان، كلها مهددة هنا وفي معظم دول العالمالبصمة الكربونية للدول والقطاعات والأفراد تأخذ حيزا هاما في مؤتمرات ومباحثات التغير المناخي، والجميع مطالبون بخفض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بكل الطرق…الكوكب أصبح يعكس بتسارع واضح آثار التغير المناخي، والمملكة جزء من هذا العالم، ووزارة البيئة عليها التعامل مع الإتفاقيات الدولية في هذا الخصوص،أمراض جديدة تظهر على الساحة، وجغرافية كل دولة وطبيعة سكانها صحيا تحدد طبيعة هذه الأمراض، ووزارة الصحة عليها التعامل مع الأمر بالتقصي والدراسات ووضع الحلول،الشح المائي من أهم إنعكاسات وآثار التغير المناخي في المملكة، متمثلا بالجفاف وشح التساقط المطري، ووزارة المياه عليها التعامل مع الأمر،التغير المناخي يمس أمننا الغذائي ويحد من المساحات القابلة للزراعة والأراضي الخصبة، كما ويؤثر على الإنتاج الزراعي ومصادر الأعلاف والثروة الحيوانية، واللحوم ومنتجات ومشتقات الألبان، ووزارة الزراعة عليها التعامل مع ذلك،الكوارث الطبيعية من حرائق وفيضانات وموجات حر وأعاصير بدأت ملامحها جلية في المنطقة، وإدارة الأزمات ووزارة الداخلية معنيتان بالأمر كثيرا،السلطات المحلية ومجالس التنظيم مطلوب منها تقديم إستعمالات أراضي ذكي يحافظ على الأراضي المنتجة، إضافة لإختيار الموقع الأنسب لإستعمالات الأراضي المختلفة،التغير المناخي يفاقم مشكلتي الفقر والبطالة بفقدان المصادر وتدهور البيئة، ووزارت العمل والتنمية الإجتماعية والإقتصاد، عليها الكثير لمواجهة الأمر،الحلول والإبتكارات بالتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي والصناعات الدوائية مطلوبة، والجامعات عليها تطوير البحث العلمي التطبيقي وقيادته في هذا الإتجاه،يعد إيجاد مركز لدراسات وحلول التعايش مع آثار التغير المناخي أمرا هاما وملحا، لجمع المحاور أعلاه والتعامل معها بمنهجية وإستراتيجيات وخطط واضحة، كما ويجب أن يكون على علاقات رسمية مع الوزارات والمؤسسات التي ذكرناها أعلاه، فالتغير المناخي بات يهدد الكوكب، والجميع معرضون للمخاطر والآثار، والجميع مدعوون لإنجاح هكذا مركز وطني…
يستطيع هكذا مركز الإستفادة من المنح المقدمة من دول العالم، وتنمية علاقاته الدولية ليصبح مركزا إقليميا علميا مرموقا ومرجعا من الطراز الأول…
فلا شك بأن المملكة تمر بفترة بدأت فيها علامات التغير المناخي العالمي تظهر جلية وواضحة، حيث أن التساقط المطري أخذ أشكال توزيع مكاني وزمني مختلفة تماما عن المعدلات السنوية للعقود الماضية، كما وأصبح يتركز في مناطق دون الأخرى.
الفجائية وإرتفاع كميات المطر في فترة قصيرة أصبحت السمة الغالبة، والتي تشكل الفيضانات الومضية.
إحدى دراساتي العلمية مع أحد الزملاء والمنشورة في مجلة علمية محكمة تشير إلى إنخفاض في كميات الأمطار وتغير في خارطة التوزيع المطري في المملكة، حيث تزداد المناطق الجافة جفافا في الجنوب والشرق، بينما تتحول المناطق ذات كميات التساقط المطري الجيد في الوسط والشمال الغربي إلى شبه جافة.
ومن ناحية أخرى فطبيعة التساقط المطري زمنيا أصبحت تتجه نحو التأخر عن شهر أيلول وتشرين أول، حيث تحدث إزاحة للتساقط بإتجاه الفترة الأكثر دفئا، مما يقلل من فرص النمو الخضري والشحن الجوفي وإغناء التربة بالماء، حيث يستهلك التبخر جزء جيد من الماء. ويعد هذا تحدي واضح يواجه الزراعة والإنتاج الزراعي والغطاء الأخضر والصحة العامة وسلامة المحيط البيئي والتنوع الحيوي، فضلا عن قلة تجدد المياه الجوفية وتحسن نوعيتها والتي تعد مصدر الشرب الرئيسي وشبه الوحيد في المملكة.
التوسع بإستعمالات الأراضي بات يستهلك المساحات الزراعية الخصبة، كما وأصبح يزيد من خطر الفيضان المفاجيء عند زيادة الجريان السطحي وإنخفاض كميات الرشح للتربة.
تقلص المساحات الزراعية وإنخفاض التغذية الجوفية وتدني نوعية المياه الجوفية بجانب خطر الفيضان المفاجيء، تهديدات تعيشها المنطقة بما فيها المملكة بسبب التغير المناخي المتسارع.
الماء شريان الحياة والذي يشكل القاعدة التي يعتمد عليها مزارعو المملكة، ويشكل من جهة أخرى عصب الصناعة والسياحة، أصبح مهددا كمصدر، وهذا بدوره يهدد مصادر دخل نسبة كبيرة جدا من المواطنين، بينما يمس الناتج القومي والإقتصاد وقوة الدينار الشرائية.
وحول خطر الفيضان، كنا أول من تنبه مع الزملاء لذلك عندما ركبنا نظام الإنذار المبكر لخطر الفيضان في البترا عام 2012.
وعندما أشرفت على إعداد المخطط الشمولي الإستراتيجي لإقليم البترا للعشرين عاما القادمة والذي أطلق في 2013، وضعت في مقدمة الإهتمامات وبالتعاون مع الشركات العالمية والتي فازت بالعطاء وفيما يتعلق بحيثية مخطط إستعمالات الأراضي، أهمية الحفاظ على المناطق الصالحة للزراعة حفاظا على أمننا الغذائي، وبدلالة خرائط مكانية لخصوبة التربة وطبوغرافية الأراضي وثباتيتها الجيوهندسية ووفرة مصادر بالمياه، وخصصنا نطاق عازل حول حرم الأودية الرئيسية بمسافة 50 متر عن كلا جانبي المجرى، حيث كان مستقبل المواطن وأمنه في مقدمة الأولويات.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأذري أمام "COP29": نضطلع بدور بارز لمواجهة التغير المناخي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تضطلع بدور بارز ومفيد لمد الجسور بين الدول النامية والمتقدمة لمواجهة التغير المناخي.
وقال علييف ـ في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) المنعقد في العاصمة الأذرية باكو ـ إن اختيار أكثر من 100 دولة لتنظيم أذربيجان هذا المؤتمر يعد دليلا على الاحترام الدولي الذي تحظى به بلاده، مضيفا أن أذربيجان تمثل جسرا بين مختلف الأطراف الدولية.
وأوضح أن بلاده أطلقت مشاريع هائلة وحولت خريطة النقل والطاقة في أوراسيا، وذلك نتيجة تعاون مثمر مع شركائها لأشهر طويلة، مؤكدا أن أذربيجان دولة قوية ذات اقتصاد مستقل.
وتابع علييف قائلا إن "بلاده احتفلت منذ أربع سنوات بالانتصار في الحرب الثانية في قره باغ واستعادة سيادتها كاملة تماشيا مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن"، مضيفا أن باكو تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى تفاهمات مشتركة بين الدول النامية والمتقدمة.
وشدد على أن أذربيجان تؤيد تعددية الثقافات، مؤكدا أنه في أذربيجان يتمتع الجميع بحقوقهم بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو الاثنية وسط أجواء من التعايش السلمي المتناغم.
ولفت إلهام علييف إلى أن أذربيجان ستوقع خلال مؤتمر المناخ (COP29) اتفاقات مع المملكة المتحدة لبناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 240 ميجاوات في منطقة جبرائيل التي تم تحريرها من أرمينيا قبل أربع سنوات، موضحا أن هذا المشروع سيعزز الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في أكبر محطات النفط والغاز في باكو.
وقال الرئيس الأذري "من الآن وحتى عام 2030، نهدف إلى بناء محطات طاقة شمسية بقدرة 6 جيجاوات، لكن هناك مشاريع أخرى بقدرة تصل إلى 10 جيجاوات، إضافة إلى مذكرات تفاهم وعقود تم توقيعها بالفعل".
وأكد أن أذربيجان تتعاون مع الأسواق العالمية والشركاء الدوليين لتنفيذ مشروع طاقة شمسية أمني آخر يتمثل في "كابل البحر الأسود"، الذي سيساهم في تعزيز القدرة التكنولوجية في بحر قزوين..موضحا "أن هذا المشروع سيسمح بتوليد 4 جيجاوات إضافية من الطاقة الشمسية".
وأشار علييف إلى أن الأجندة تشمل أيضًا أمن الطاقة، قائلًا: "أنا أدرك أن هذا الموضوع قد لا يحظى بشعبية في مثل هذا المؤتمر، لكن يجب أن أتطرق إليه"، لافتا إلى أن أول بئر نفطي تم حفره في باكو كان عام 1846، وكذلك أول بئر نفطي في أعالي البحار تم حفره في بحر قزوين في منتصف القرن العشرين.
ونوه "بأنه في القرن التاسع عشر، أنتجت أذربيجان أكثر من نصف الإنتاج النفطي العالمي، وفي ذلك الوقت، كان يطلق علينا دولة نفطية، وكان الأمر مقبولًا..أما اليوم، فإن هذا المصطلح يشجب، وهو ما يعكس التغيرات في الثقافة العالمية"..مضيفا "اليوم، يمثل إنتاجنا النفطي 0.7% من الإنتاج العالمي، و0.9% من إنتاجنا الإجمالي".