وزير الإسكان الموريتاني يشيد بالخبرة المغربية ويعتز بالمشاركة في المعرض الدولي للبناء SIB بالمغرب
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
زنقة20| علي التومي
نوه وزير الإسكان والعمران والإستصلاح الترابي مامودو ممادو انيانغ, بمتانة العلاقات الأخوية الراسخة بين موريتانيا والمغرب، تحت قيادة الرئيس محمد ولد الغزواني، والملك محمد السادس، شاكرا للمغرب اختيار موريتانيا لتكون ضيف شرف النسخة الحالية من المعرض.
وعبر مامادو انيانغ خلال كلمة له بمناسبة إفتتاح المعرض الدولي للبناء SIB بالجديدة، عن تقديره الكبير لهذه الفرصة التي أتاحت لموريتانيا اللقاء بالمشاركين في المعرض من وزراء ومختصين، وممثلي المنظمات الوطنية والدولية في قطاع البناء والأشغال، مؤكدا أن هذه اللقاءات تسهم بلا شك في تعزيز التعاون البيني والدولي.
وأشاد الوزير الموريتاني بالخبرة المغربية، والتقدم الملاحظ للمغرب في مجال الأشغال العمومية والإسكان الاجتماعي، ووصفه بأنه “نموذج حري بالاقتداء”، مذكرا بما يربط موريتانيا والمغرب من “شراكات استراتيجية، ستتعزز في الفترة المقبلة”.
وحول اهمية هذا المعرض الدولي المنظم بالمغرب؛ قال المسؤول الموريتاني بأن هذا النوع من اللقاءات، يمكنها ان تساهم بالتقدم في تحقيق الأهداف القطاعية، وبأن الشركات والخبراء الحاضرون اليوم لديهم دور رئيسي في مستقبل البناء في موريتانيا، مبرزا ان المعرض سيكون منصة لتبادل الخبرات والفرص التي تعزز التعاون بين بلدينا والمنظمات الوطنية والدولية المختلفة.
وأكد الوزير أن قطاع البناء يعد من الأولويات بالنسبة لموريتانيا، مردفا أن قطاعه وضع سياسات وإصلاحات طموحة تهدف إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة من المواطنين على السكن، وتطوير البنية التحتية اللازمة لنمو المدن، وجعلها بيئة مناسبة للحياة.
وأردف أن قطاع الإسكان قد إلتزم في السنوات الأخيرة بتحقيق أهدافه، عبر تعزيز المنظومة القانونية، وتفعيل التخطيط الحضري، ومراعاة المعايير البيئية، وتشجيع التطوير العقاري، والبناء بالمواد المحلية.
وقال مامادو انيانع إن موريتانيا تعمل على إعداد استراتيجية وطنية للسكن الحضري بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، فضلا عن آليات جديدة لتمويل السكن، بهدف تمكين المواطنين من الحصول على سكن لائق ومستدام.
وحلت موريتانيا “ضيف شرف” على الدورة 19 للمعرض الدولي للبناء SIB، والتي افتتحت امس الأربعاء 20 نونبر الجاري في مدينة الجديدة، حيث مثل موريتانيا في هذا المعرض وفد يرأسه وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي مامودو ممادو انيانغ.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
"معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
تشو شيوان **
يتساءل الكثيرون كيف ستكون قوة الاقتصاد الصيني على امتصاص الصدمات ومواجهة أزمة التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، والتي قامت الصين بدورها بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية؟
وفي مواجهة هذه الإجراءات الحمائية، تعمل الصين على تسريع تكامل التجارة الداخلية والخارجية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمضي قُدمًا بخطى ثابتة نحو توسيع انفتاحها على الخارج، وخلال الفترة المقبلة سوف يرى العالم بشكل أكثر وضوحًا أن نزعة الحماية التجارية طريق مسدود، وأن الانفتاح والتعاون فقط هما القادران على كسب المستقبل، وهذا رهان قوي ستتكشف نتائجه يومًا بعد يوم.
وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتصاعد موجة الحمائية التجارية، يبرُز معرض هاينان الدولي الخامس للسلع الاستهلاكية كإحدى الركائز الحيوية التي تعتمد عليها الصين لتعزيز مرونة تجارتها الخارجية. ففي الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عشوائية وتواجه العولمة الاقتصادية عراقيل متزايدة، نجحت الصين في تقديم رسالة واضحة للعالم: أن الانفتاح والتعاون لا يزالان خيارها الاستراتيجي، وهذا الخيار لا يمكن للصين التخلي عنه أولًا كدولة مسؤولة تمارس دورها الإيجابي العالمي، وثانيًا كدولة كبرى اقتصاديًا ولها حلول الاستراتيجية لمواجهة جميع التحديات.
لقد اختتم المعرض في 18 أبريل الجاري، مُحقِّقًا أرقامًا قياسية؛ حيث استقطب أكثر من 1767 شركة و4209 علامات تجارية من 71 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغ حجم التعاون المُوَقَّع خلال المعرض حوالي 92 مليار يوان صيني؛ مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق الصينية رغم التقلبات الدولية. المثير للاهتمام أن مئات الشركات أكدت رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، ما يُبرهن على الجاذبية المتنامية للسوق الاستهلاكية الصينية، وهذه الأرقام خير برهان على أن الانفتاح والتعاون هما الأساس والطريق الأسلم لضمان استقرار العالم اقتصاديًا.
يأتي هذا النجاح مدعومًا بإمكانات السوق المحلية؛ إذ وصلت مبيعات التجزئة إلى 48.8 تريليون يوان صيني عام 2024؛ بزيادة سنوية قدرها 3.5% مقارنة بعام 2023؛ ما يُعزِّز مكانة الصين كثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد أشار العديد من العارضين الأجانب إلى أن فرص النمو والتوسع التي يتيحها السوق الصيني كانت الدافع الرئيسي لمشاركتهم في هذا الحدث، وأيضًا برزت أهمية هذا المعرض لكونه نافذة للسوق الصيني والتي باتت فرصة أمام الكثير من الدول ممن تمارس عليهم الولايات المتحدة حمائية تجارية غير مسبوقة، وهؤلاء يجدون في الصين والسوق الصيني فرصة كبيرة لتعويض الخسائر وتدارك الأمر.
أيضًا يجب أن نذكر هنا أن المعرض يُعزِّز مكانة هاينان بوصفها منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي؛ ففي إطار سياسات المنطقة الحرة يتمتع المشاركون بمزايا مثل التعرِفة الصفرية؛ مما يسهم في تدفق السلع عالية الجودة إلى الأسواق الصينية والعالمية على حد سواء، وهذا التوجه يضع هاينان في موقع الريادة كمحور حيوي للتجارة الحرة والانفتاح، وهنا يجب القول إن الصين تمضي في الاتجاه المعاكس للولايات المتحدة؛ فالصين تدفع نحو الانفتاح والتشارك، بينما الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والحمائية.
من جهة أخرى، يعكس المعرض ديناميكية الابتكار في الصين، فمع تسارع تطوير قوى إنتاجية جديدة وعالية الجودة، يتم تجديد السوق الاستهلاكية الصينية باستمرار؛ ما يوفر بيئة خصبة لنمو الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. وأظهر تقرير الابتكار الوطني الأخير أن الصين قفزت 10 مراكز خلال عقد واحد، لتصبح ضمن العشرة الأوائل عالميًا في مجال الابتكار، وهو عامل محوري في تعزيز مرونة التجارة الخارجية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط؛ حيث إن الصين تؤمن بأن الابتكار هو من سيقود المستقبل وهو المحرك الأساسي للاقتصاد.
وفي ظل استمرار انعقاد معارض دولية كبرى مثل معرض كانتون ومعرض الصين الدولي للاستيراد، تواصل الصين الوفاء بوعودها بالانفتاح العملي، لا بالأقوال فقط؛ بل بالأفعال، خصوصًا وسط حالة الاضطراب في النظام التجاري العالمي. وهنا يقدم معرض هاينان دليلًا حيًا على قدرة الصين على تحويل التحديات إلى فرص، معتمدة على سوقها الواسعة، وسياساتها التفضيلية وديناميكية الابتكار الدائم.
وفي النهاية، لدي رأي أجده مهمًا بأن الانفتاح هو الحل؛ إذ إن الصين لا تزال قلب الاقتصاد العالمي النابض من خلال الجمع بين قوة السوق المحلية، والابتكار التكنولوجي، والشراكات العالمية، كما تُظهر الصين أن الحمائية ليست حلًا؛ بل الانفتاح والتعاون هما الطريق لاقتصاد مستقر ومزدهر. وكما قال أحد العارضين الأجانب: "السوق الصينية ليست فقط كبيرة، ولكنها ديناميكية وتقدم فرصًا لا مثيل لها". وبهذه الروح، تواصل الصين كتابة فصل جديد في تاريخ التجارة العالمية؛ فصل تقوده الشراكات وليس الحواجز، والثقة لا الشكوك.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية
رابط مختصر