في خطوة غير مسبوقة.. طهران تفتح معرضاً يضم أبرز لوحات الفن الغربي من بينها أعمال لبيكاسو وفان غوخ
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
رغم تمسكها بالطابع القومي والإسلامي في الأعمال الفنية، احتفلت طهران بافتتاح معرض للفن المعاصر في متحف العاصمة، يضم أكثر من 120 عملًا فنيًا لرسامين غربيين، بما في ذلك لوحات لبابلو بيكاسو، ومارك روثكو، وكلود مونيه، وفان غوخ، وغيرهم. وقد لاقت الخطوة ترحيبًا من رواد الفن الإيرانيين.
استقطب الإعلان عن معرض "العين بالعين" للفن المعاصر في طهران، الذي يضم لوحات تكعيبية وسريالية وانطباعية وفن بوب، العديد من رواد الفن، حيث سيتمكن الإيرانيون من رؤية هذه الأعمال، التي اقتنتها الدولة الفارسية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، بعد عقد على الأقل من سحبها من الساحة الفنية.
وقالت عايدة زرين، وهي شابة زارت المعرض، لوكالة "أسوشيتد برس": "أشعر بفرحة عارمة لرؤية هذه الأعمال"، مضيفةً: "إذا تم تكثيف مثل هذه الفعاليات هنا وتمكنا من رؤية الأعمال الفنية، فهذا يكفي. إنها ثمينة حقًا."
ويضم المعرض أكثر من 120 عملًا فنيًا تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، حيث يستعرض أعمالًا فنية لبابلو بيكاسو، مارك روثكو، كلود مونيه، جاكسون بولوك، فان غوخ وغيرهم من الفنانين الكبار. كما يعرض أيضًا لوحة "جاكلين كينيدي الثانية"، وهي صورة مزدوجة باستخدام الشاشة الحريرية للسيدة الأمريكية الأولى السابقة في حالة حداد بعد اغتيال زوجها الرئيس جون كينيدي عام 1963.
في هذا السياق، يقول جمال عرب زاده، القيّم على المعرض، لوكالة "أسوشيتد برس": "الكثير من هذه الأعمال تعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ الفن، وهذا ما يميز هذا المعرض عن غيره.. نحن نرى شريحة من المجتمع تكتشف الفن والمتحف وترى إمكانات هذا المكان، وهذا شيء يدعو للفخر."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد أوكرانيا؟ خلافات تعصف بمحادثات "كوب 29".. مسودة غامضة وفجوات تمويلية تعرقل مسار الاتفاق صفقة كواليس البرلمان الأوروبي: هل هي تثبيت المفوضين؟ أم تجاوز للشفافية؟ بابلو بيكاسولوحاتفن معاصرالفن السرياليفان جوخطهرانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 قطاع غزة روسيا إسرائيل بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوب 29 قطاع غزة روسيا إسرائيل بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بابلو بيكاسو لوحات الفن السريالي فان جوخ طهران كوب 29 قطاع غزة روسيا إسرائيل بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يوآف غالانت الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب فلاديمير بوتين ضحايا لاهاي للفن المعاصر یعرض الآن Next فی طهران فی متحف
إقرأ أيضاً:
الابتكار المجتمعي المعاصر و«اقتصاد الإلهام»
ارتبط الابتكار الاجتماعي بالمفهوم السائد والتقليدي عن توظيف الخبرات، والمعارف المحلية، والممارسات لحل التحديات الناشئة، وقد اكتسب هذا الفهم توسعًا كبيرًا بعد أن زحف التطور التكنولوجي والرقمي إلى معالجة التحديات الاقتصادية والمجتمعية، مما أتاح المجال لنشوء الابتكار المجتمعي المعاصر، والقائم على التكنولوجيا، وهذه التحولات ليست مجرد شواهد على التطور العلمي والتكنولوجي، ولكنها تحمل العديد من الفرص الاستراتيجية في تعزيز خلق القيمة الاقتصادية من الأصول الاجتماعية والثقافية، والتي يمكن وصفها بأنها مدخلات «اقتصاد الإلهام».
وإذا أردنا أن نتعرف بشكل أعمق على هذا المفهوم الناشئ في الاقتصاد، فإنه يظهر من عنوانه بأن ركيزته الكبرى تكمن في إذكاء الإلهام على المستوى الفردي والمجتمعي لاتخاذ مسارات أكثر ابتكارًا في حل التحديات، وذلك عبر إلهام المختصين والجهات ذات الصلة بهذه التحديات، وهو إن كان مماثلًا في سياقه العام للعديد من المفاهيم الاقتصادية القائمة على المرونة الاستراتيجية في اغتنام الفرص، إلا أنه في جوهره ينطوي على مجالات لم يتطرق إليها أي مفهوم آخر سبقه، مثل أهدافه الرامية إلى إعادة الثقة بالقدرات البشرية المشتركة في توظيف الابتكار المجتمعي لمعالجة التحديات المعقدة والمعاصرة، وإعادة التوازن في حياة الإنسان مع تسارع الثورات التكنولوجية، والمحافظة على القيم والثقافات والأنشطة الاجتماعية، والفعاليات الموسمية، والعادات المجتمعية، كمصادر غير ملموسة لخلق فرص الإلهام، وتعظيم الاستفادة منها.
ويُعد هذا النوع من الفكر مجالًا خصبًا للاستكشاف، فهو يقوم على إنتاج نماذج ناجحة ومتجددة من الابتكار المجتمعي بعيدًا عن البحوث الاجتماعية النظرية، والجهود الابتكارية المنهجية التي تقوم على اختبار الفرضيات، وتحليل الاحتمالات وتجريبها، ووضع الاستنتاجات، وهذا يقودنا إلى النقطة الأولى التي تم طرحها، وهي أن ركائز اقتصاد الإلهام ليست جديدة كليًا وإن كانت الأطر والمسميات حديثة، وعلى سبيل المثال فإن الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية التي يزخر بها شهر رمضان المبارك هي من الصور البارزة والأكثر مطابقةً لأبعاد اقتصاد الإلهام، وقد كانت تُمارس منذ فترة طويلة كأنشطة موسمية ترفيهية في المقام الأول، ولكنها تعد في الوقت ذاته استثمارًا اقتصاديًا، والمتتبع لها يمكنه أن يجد الكثير من المحاور التي تصب في الابتكار المجتمعي، وعلى رأسها تأتي النتاجات الإبداعية التاريخية والوثائقية التي يتم إنتاجها في شهر رمضان؛ فهي في الأصل تعود إلى جذور قديمة في العادات المجتمعية التي تقضي الوقت أثناء الصيام، أو بعد الإفطار في الاستماع للقصص والسير التاريخية، وهذا ينطبق كذلك على المسابقات وغيرها من الأنشطة الموسمية التي يمكن استثمارها في إنتاج أفكار جديدة وابتكارية، وهي جميعها تمثل مُمكنات مهمة لدعم اقتصاد الإلهام، من حيث توظيفها على نحو يتماشى مع المتطلبات العصرية.
ويكمن التحدي الأكبر هنا في إيجاد مسارات عملية لتحويل السمات الفردية، والمجتمعية، والعادات، والممارسات اليومية أو الموسمية إلى مصادر الإلهام لصناعة أفكار ابتكارية قابلة لحل التحديات، وتطويرها إلى نماذج أعمال ضمن مدخلات اقتصاد الإلهام، وذلك من خلال رفع كفاءة اكتشاف الفرص الكامنة للإلهام المجتمعي المشترك، مع التركيز على إبراز دور الشباب في إضفاء روح التجديد ومواكبة الأدوات التقنية، وإدماجها في البحث عن حلول مستدامة للتحديات المجتمعية، وذلك عبر مختلف الأدوات الإجرائية التي بإمكانها صناعة الإلهام المشترك، أو ما يعرف بمصطلح هندسة الإلهام الذي يبدأ بالبحث عن الأصول غير التقليدية وغير المستغلة، ثم تقييم القدرات التي تحملها هذه الأصول من منطلق أن اقتصاد الإلهام يعتمد على القدرات التي تخلق الطلب على منتجات وخدمات بشكل استباقي، وليس على انتظار نشوء الطلب ثم الاستجابة لها، وهذا ما يجعل من اقتصاد الإلهام أداة مهمة في رسم ملامح قطاعات الاقتصاد في المستقبل، والذي يتطلب وجود درجة عالية من الجاهزية والاستجابة الذكية.
فإذا أخذنا شهر رمضان مثالًا، نجد بأن هناك العديد من الفرص التي يمكن استثمارها لتأسيس دعائم اقتصاد الإلهام، وتفعيله بشكل موسمي، ثم إطلاقه بصفته قطاعا اقتصاديا موجها لدعم الابتكار الاجتماعي المعاصر، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية التوعية باقتصاد الإلهام من حيث نشر المفهوم، واستخلاص الدروس المستفادة من التجارب الرائدة عالميًا، ثم وضع الأطر الداعمة لتأسيس الفهم المشترك لأهمية تحقيق التموضع الاستراتيجي لهذا الفرع من فروع الاقتصاد ضمن القطاعات الاقتصادية الحيوية القائمة، ثم تأطير الأدوات التنفيذية لتهيئة نشوء اقتصاد الإلهام عبر تسهيل عملية الإلمام بأبعاده ومجالاته وتطبيقاته، ومراعاة أهمية ترسيخ هذا الفهم لجميع الفئات المجتمعية، وربطه مع الابتكار الاجتماعي لإتاحة الفرصة للتكامل مع المفاهيم الأخرى وتعزيزها، وذلك دون ازدواجية أو تكرار، فإن ظهور المصطلحات الجديدة تتطلب نهجًا تكامليًا في الإدماج مع ما هو قائم، لضمان التفاعل الإيجابي المرن، والوصول للعوائد الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ضمن منحنى أقصر للتعلم، ودرجة مقاومة أقل من قبل الجهات الفاعلة والمستهدفة.
ولعل العادات، والممارسات، والسمات المجتمعية المرتبطة بالمناسبات الموسمية مثل شهر رمضان وغيرها هي منطلقات واعدة لنشر وتفعيل اقتصاد الإلهام المدفوع بالابتكار المجتمعي المعاصر، مما يستوجب المبادرة في هندسة الإلهام كقيمة مشتركة وبشكل متكامل، والتجسير بين الإمكانات المجتمعية التي تمتلك القدرات من جهة، والقطاعات الإنتاجية التي تواجه التحديات من جهة أخرى، ويتطلب ذلك الالتفات إلى أهمية تعريف القدرات المؤسسية والمجتمعية كنقطة الانطلاقة، ثم تحليل التحديات والمتطلبات الراهنة على نحو تشاركي، ثم إتاحة هذه الاحتياجات للمبتكرين وإذكاء الإلهام في إنتاج طيف واسع من الأفكار والمقترحات والحلول والسيناريوهات، والتي يمكن إتاحتها عبر جميع أبعاد الابتكار التكنولوجي، أو النتاجات الفكرية والإبداعية، فالتحديات المعاصرة قد أصبحت أكثر ديناميكية، ومع تسارع الثورات العلمية لم تعد الفترة الزمنية المعتادة لدورة إنتاج الأفكار وتطويرها مواكبة بشكل كافٍ، مما فرض البحث عن مسارات بديلة أكثر فاعلية وكفاءة، كما أن التحديات كذلك لم تعد واضحة المعالم، ولذلك فإن إدماج الابتكار المجتمعي ومختلف أنواع الابتكار التشاركي في معالجة التحديات قد أصبح ضرورة لازمة، وبنفس القدر فإن الاستثمار في إلهام وتشجيع مختلف الفئات المجتمعية هما في صميم تشكيل الصورة المستقبلية للحياة والاقتصاد.