تعرف على الجنائية الدولية بعد مذكرة اعتقال نتنياهو.. ما أقسى عقوبة؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
أثارت أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الخميس، بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير حربه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، ردود فعل واسعة على الصعيدين الدولي والإسرائيلي.
وفي حين أعربت دول عربية ودولية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار واعتبره "معاديا للسامية".
وعلى ضوء مذكرة اعتقال نتنياهو، إليك ما نعرفه عن المحكمة الجنائية الدولية، والإجراءات القضائية داخل المحكمة، وقراراتها والعقوبات التي تصدرها بحال إدانة الأشخاص المتهمين.
ما اختصاص المحكمة؟
⬛ تهتم المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة الأفراد عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والعدوان، وهي أخطر الجرائم التي تثير قلقا دوليا.
⬛ تمارس المحاكم الوطنية التحقيق والادعاء في الجرائم المرتكبة في البلد، ولا تتدخل الجنائية الدولية، إلا إذا لم تستطيع دولة التحقيق والادعاء في جرائم.
⬛ ليس لدى الجنائية الدولية جهاز شرطة ولا جيش خاص بها، وإنما تعتمد على الدول في القبض على المشتبه بهم وتسليمهم، وتبقى أوامر القبض سارية المفعول مدى الحياة، ما لم يقرر قضاة المحكمة خلاف ذلك.
وجرى إنشاء المحكمة بموجب نظام روما الأساسي، وهي وثيقة تأسيسية وقعتها الدول الأطراف، وتعهدت بمنع الجرائم وعرض من يتحمل المسؤولية على العدالة.
ومنذ عام 1998، أصبحت 123 دولة دولا أطرافا في نظام روما الأساسي، والتحقت بالكفاح ضد الإفلات من العقاب، وهي توفر التمويل للمحكمة وتنتخب القضاة والمدعي العام.
ما الإجراءات القضائية؟
⬛ بعد نقل المشتبه به إلى المحكمة أو بعد مثوله عن طواعية أمام القضاة، سترتب المحكمة مثوله الأول وبعد ذلك جلسة اعتماد التهم، وتهدف هذه الجلسة للتعرف ما إن كانت هناك أدلة كافية لبدأ محاكمة.
⬛ يُعهد بكل قضية إلى ثلاثة قضاة في المحكمة، وخلال المحاكمة يقدم الادعاء أولا الأدلة ويدعو الشهود، ويمكن لهيئة الدفاع إجراء استجواب مقابل من ناحيتها لأولئك الشهود، ويمكن للمجني عليهم التعبير عن آرائهم وشواغلهم في قاعة المحكمة.
⬛ بعد تقديم طرفي القضية أدلتهما، يُدعى الدفاع والادعاء إلى تقديم مرافعاتهما الختامية. وتُتاح فرصة الكلام الأخيرة دوماً للدفاع.
ويوجد في المحكمة الجنائية الدولية 18 قاضيا يُنتخبون لمدة تسع سنوات، ويضمن القضاة عدالة المحاكمات، ويصدرون أوامر القبض أو أوامر الحضور، ويأذنون للمجني عليهم بالمشاركة، ويأمرون باعتماد إجراءات حماية الشهود، ويحمون حقوق المتهم، ويقرر القضاة مخرجات المحاكمة.
ويحقق مكتب المدعي العام في الجرائم ويجمع الأدلة ويلاحق الأفراد قضائيا، وهو لا يلاحق الدول قضائيا، وخلال تحقيقاته يجمع أدلة الجرائم المزعومة ويحللها، ويقدم الأدلة ضد شخص أو أشخاص مشتبه بهم، ويطلب من القضاة إصدار أوامر القبض أو أوامر الحضور أمام القضاة.
ولا يُستثنى أحد من ملاحقة الادعاء له قضائيا بسبب مكانته أو مركزه، ويجب على الادعاء أن يُثبت ذنب الشخص المتهم بما لا يرقى إليه شك معقول.
ويعتبر الأشخاص المتهمون أبرياء إلى حين ثبوت إدانتهم، ويمثل محامو الدفاع حقوق الشخص المشتبه به أو المتهم ويحمونها، ويمكنهم إجراء تحقيق وتقديم أدلى، واستدعاء الشهود واستجوابهم. وإذا لم يكن عند المشتبه به أو المتهم ما يكفي من المال لدفع أجرة المحامي، فإن المحكمة تتحمل تكاليف الدفاع عبر المساعدة القانونية.
أين يتم احتجاز الجناة؟
⬛ يُحتجز المتهمون الذين قُبض عليهم في مركز الاحتجاز التابع للمحكمة الجنائية الدولية، ويكون الاحتفاظ بالمحتجزين ومعاملتهم وفقاً لأعلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ويحق للمجني عليهم المشاركة في الإجراءات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية وطلب جبر الضرر، ويشاركون من خلال محامين. والمحامون هم من يمثلون المجني عليهم في الإجراءات القضائية، وفي قاعة المحكمة، ويضمنون أن تكون أصوات المجني عليهم مسموعة.
ولا يمكن لقضاة المحكمة الجنائية الدولية توفير جبر الضرر للمجني عليهم ولمجتمعاتهم الأهلية عن الأذى الذي أصابهم، إلا إذا أُدين الشخص بحكم نهائي.
ويقدم الشهود شهادتهم حتى يقرر القضاة بشأن حقيقة ما حصل. ويمكن للشهود الإدلاء بشهادتهم عمّا رأوه، أو الإدلاء برأي كخبراء، أو التحدث عن السياق الذي حصل فيه نزاع، من بين مواضيع أخرى. ويمكن استدعاء الشهود من جانب المدعي العام، أو الدفاع، أو الممثلين القانونيين للمجني عليهم، أو القضاة.
ما عقوبات المحكمة؟
⬛ عند نهاية المحاكمة، يقرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية ما إن كان الشخص المتهم مذنبا أم لا. فإن كان مذنباً وأُدين، يمكن أن تُسلَّط عليه غرامة و/أو حكم بالسجن قد يصل إلى 30 سنة، وبصفة استثنائية إلى السجن مدى الحياة.
ويقضي المحكومون مدة سجنهم في دولة تحددها المحكمة، من قائمة الدول التي كانت قد عبرت للمحكمة عن رغبتها في قبول المحكومين.
ويمكن أن يأمر القضاة بجبر الضرر للمجني عليهم، بما في ذلك عبر رد الاعتبار والتعويض وإعادة التأهيل. ويجوز للادعاء وللشخص المحكوم (الدفاع) الطعن في القرار. ويمكن لدائرة الاستئناف تأكيد أو نقض أو تعديل القرار أو الإدانة، أو الأمر بمحاكمة جديدة أمام دائرة ابتدائية أخرى.
وأنشأت الدول الأطراف في نظام روما الأساسي صندوقاً ائتمانياً للمجني عليهم ولذويهم فيما يدخل في الاختصاص القانوني للمحكمة، لإتاحة قدر من جبر الضرر حتى إذا لم تكن عند الشخص المحكوم موارد كافية لجبر ذلك الضرر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية نتنياهو الجنائية الدولية محاكمة نتنياهو محاكمة الجنائية الدولية جرائم الحرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة للمجنی علیهم
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يزور المجر في تحد لمذكرة الاعتقال الدولية
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، الأربعاء المقبل، في أول زيارة إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدارها مذكرة اعتقال دولية بحقه.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن رئيس الوزراء سيسافر إلى بودابست، حيث سيلتقي نظيره المجري فيكتور أوربان، في زيارة تستغرق 5 ايام، ليعود الأحد المقبل إلى تل أبيب.
وستكون هذه أول مرة يزور فيها نتنياهو دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، مما يعني أنها مُلزَمة نظريا بتنفيذ مذكرة الاعتقال بحقه، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم".
وأضافت الصحيفة أن المجر كانت من أوائل الدول التي أعلنت أنها لن تمتثل لمذكرة الاعتقال، وتبعتها لاحقا دول أخرى مثل فرنسا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وجّه رئيس الوزراء المجري دعوة رسمية إلى نتنياهو لزيارة بودابست، عبر خلالها عن صدمته من القرار "المخزي" للمحكمة الجنائية الدولية، في إشارة لمذكرة الاعتقال.
وأضاف أن المجر تدين بشدة هذا القرار الذي لا يؤثر بأي شكل على التحالف والصداقة المجرية-الإسرائيلية، على حد قوله.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة (مقرها لاهاي) مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (2022–2024)؛ بتهمتي ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة.
إعلانوتعني هذه المذكرة أنه يمكن اعتقال نتنياهو إذا سافر إلى أي من الدول الـ120 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.
وفي 18 مارس/ آذار الجاري استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية بغزة، وقتلت حتى اليوم الأحد نحو 950 فلسطينيا وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وفي 1 مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي.
ورغم التزام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجميع بنود الاتفاق، رفض نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، واستأنف الإبادة في غزة، استجابة لضغوط الجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.
وإجمالا أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أميركي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن أكثر من 164 ألف شهيد وجريح فلسطيني في غزة، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.