سودانايل:
2025-03-20@06:28:52 GMT

الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

دمرت الحرب معظم بلادنا، وقتلت الالاف من شعبنا، وأدت لنزوح الملايين داخليا وخارجيا. وسميت آثارها أكبر مأساة في عصرنا. ثم صعدت الفلول واجهزتهم الأمنية والإعلامية خلاف الكراهية، بهدف اكمال مشروع الحرب الأهلية الشاملة، حيث يحارب الكل ضد الكل. ويتم القتل بناء على الهوية والسحنة واللهجة. ليتم تدمير السودان تماما وتقسيمه لدويلات صغيرة فاشلة ومنشغلة بالحرب صد شعبها والدول المجاورة.

هذا طريق كارثي ومصير أسود لا نتمناه لبلادنا العزيزة. الواقع اثبت ان لا منتصر في هذه الحرب. وديمومتها هو استمرار وتصعيد للدمار والمعاناة. واثبتت تجارب العالم كله وتجارب بلادنا ان كل الحروب تنتهي باتفاق سلام. ولن يتحقق أي اتفاق سلام، بدون وحدة القوي المدنية، لتخاطب المتحاربين والعالم بصوت واحد. ورغم الخلافات بين القوى السياسية، فلا طريق آخر غير الاتفاق. ولنبدأ بالمطابة بإيقاف الحرب جميعا، ومن يود ان ينسق لفترة ما بعد الحرب فهذا ممتاز، ومن لا يريد ان ينسق حول ذلك فذاك جيد ومفهوم.
اننا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، وإذا لم نتعلم نه لا فائدة لنا من قراءته. فقد مرت الحركة السياسية السودانية، خلال تطورها، بفترات من الصعود والهبوط، صدامات كثر وتحالفات متعددة. وقدمنا، خلال عرضنا للتحالفات، كيف تحالف الحزب مع حزب الامة بعد ان هاجمه، بعنف، وبالرغم من كل ما مارسه الحزب الوطني الاتحادي ووزير الارشاد من عداء للحزب الشيوعي ولاتحاد العمال، وما تم في مذبحة عنبر جودة، وتشريد العاملين، دعم الحزب الحكومة الوطنية ورفض الصراع الذي أدى لانشقاق الحزب الوطني الاتحادي. أما بيان الحزب حول انتخابات المجلس المركزي فهو يعبر عن موقف عقلاني وموضوعي، لان التحالف يتم بين قوى تحمل رؤي مختلفة. أما حل الحزب وطرد نوابه وهجوم الأنصار على دوره لم يمنع تحالفه مع حزبي الامة والاتحادي قبل الانتفاضة. وكانت الموقف خلال الانتفاضة، تجربة ملهمة وجديرة بالدراسة فرغم كل التعقيدات والمصاعب والتنكر للوعود، لم يرفض الحزب التحالف، بل أصر على استمرارية وتقوية قوى الانتفاضة في وجه الداعين لوحدة قوى اليسار. تجربة مظاهرات السكر فهي أوضح مثال على رفض المواقف غير الناضجة والتمسك بالمبادي، والنظر للإطار الأكبر وعدم الإغراق في التفاصيل. وجاءت كل بيانات الحزب خلال مقاومة حكم الاسلامويين لتوضح ايمانه، الذي لا يتزعزع، بالعمل المشترك والجبهة الواسعة.
أعتقد بان أفضل ما اختم به هذه المقالات، لأنني ركزت في هذه المقالات الاعتماد على الوثائق، هو ما ورد في الورقة التي قدمها الحزب الشيوعي الى المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي، وتم نشرها في القاهرة بتاريخ 8 نوفمبر 1998:
" اهتم ميثاق التجمع بالفترة الانتقالية، وافرد لها حيزا كبيرا، وذلك إدراكا منه لحقيقة ان إقامة حياة مستقرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في السودان، عقب اسقاط نظام الجبهة، وفق تطلعات شعبنا للسلام والديمقراطية والوحدة الوطنية، ووفق التزامات التجمع، تتطلب ليس فقط إزالة آثار حكم الجبهة، وانما أيضا التخلص من العوامل المختلفة التي أدت الى انتاج الأزمة منذ الاستقلال، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية واجتماعية وإدارية، كان غيابها وراء تلك الازمة.\وهذه مهمة عسيرة تتطلب أعلى درجات التوحد والعزم لإنجازها. انها الجهاد الأكبر مقارنة بمهمة الإطاحة بنظام الجبهة. ذلك لأنها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة. ولهذا فان على التجمع ان يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة نتجنب ونتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة، وترسى الأسس السليمة والقويمة لسودان ديمقراطي موحد ومتصالح مع نفسه"
ثم تركز الورقة حول معالجة الاختلافات اثناء الفترة الانتقالية، فتقول:
" ليس مستبعدا، بل الأرجح، ان تقوم خلافات بين الفصائل وداخل أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، فالتجمع ليس تنظيما شموليا، وانما هو تحالف مؤسس على اتفاقات محددة.
ان الاختلاف في الفترة الانتقالية جائز، بل ضروري أحيانا بين أعضاء المجلس الوطني ومجلس الوزراء، وسيكون خلافا بين اشخاص (وربما حزاب) يجمعهم برنامج واحد. ولذلك سيكون على الأرجح خلافا حول تفسير أو تنفيذ البرنامج لا ضده. وفي حالة الاختلافات الخطيرة يمكن رد الأمر الى هيئة قيادة التجمع لتحلها وفق منهج التراضي. "

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة

إقرأ أيضاً:

قراءة إسرائيلية لموقف حزب الله بعد تجدد العدوان على غزة.. اختبار استراتيجي لقيادته

نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للباحث في شؤون إيران وحزب الله بمعهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، يوسي مانشروف، ذكر أنّ: "محافل الاحتلال ترصد ما يواجهه حزب الله من الاعتبارات، بخصوص إمكانية انضمامه للحرب مجدّدا، مع استئناف العدوان ضد غزة".

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "قيادة حزب الله الجديدة، تواجد ضغوطاً مختلفة، يجعلها تحتاج للنظر بعناية فيها، ما يدفع الاحتلال للاستعداد وفقًا لها، وبينما يجدّد الحرب في غزة، يجدر به دراسة كيفية تصرّف الحزب في مثل هذا السيناريو".

وأكّد أنّ: "الحزب في عهد حسن نصر الله مختلف جوهريًا عن مرحلة ما بعده، ويمكن ملاحظة أنه في ظل القيادة الجديدة برئاسة نعيم قاسم؛ لا يزال يتلمّس طريقه نحو إعادة تصميم نفسه، ويعيد بناء علاقات شخصية مع إيران، لأن هذه العلاقات كانت تُدار من قبل نصر الله وإبراهيم عقيل وعلي كركي".

وأضاف بأنّ: "الوضع الجديد للحزب يستدعي جملة من التوصيات السياسية لدولة الاحتلال، بهدف تقليل خطر فتح جبهة أخرى مع لبنان في أعقاب استئناف العدوان على غزة، خاصة أن الموازين تبدوا أنها تميل أكثر لصالح حصول الحزب على صفة مراقب، في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، دون استبعاد إمكانية أن تقرر قيادته بنهاية المطاف الانضمام للمجهود الحربي".

وأشار إلى أنه: "في مثل هذه الحالة من الأفضل للاحتلال اتّخاذ جملة من الخطوات الاستباقية: أولها توجيه تهديد قوي للدولة اللبنانية بأنه لن يتسامح مع انضمام الحزب للحرب، وبالتالي سيضطر لإخطار سكان جنوب لبنان حتى منطقة الليطاني، بالإخلاء حتى لا تعرض حياتهم للخطر، بما من شأنه إرباك الحكومة اللبنانية، التي سيتعين عليها التعامل مع معاناتهم، وصولا للتهديد بمهاجمة الجسور والطرق الرئيسية، والبنية التحتية للكهرباء".


وأردف بأنّ: "الخطوة الاستباقية الثانية تستدعي تهديد الحزب مُسبقًا بأنه في حال انضمامه للقتال، فسيتم تدمير كامل منافذ سيطرته المتبقية، بجانب هجمات واسعة النطاق على ما تبقى من أصوله وبنيته التحتية، عقب امتلاك الاحتلال لاختراق استخباراتي وقاعدة بيانات واسعة، وبالتالي سيكون قادرا على تنفيذ هذا التهديد إذا تجدّدت الحرب في لبنان".

وأشار إلى أنّ: "الخطوة الاستباقية الثالثة تتمثل باستخدام إدارة ترامب كأداة ضغط فعّالة ضد الحزب ولبنان، من حيث تزويده بالأسلحة التي تسمح له بالقتال على نطاق واسع في كلا ساحتي غزة ولبنان، أو ممارسة الضغط على الحكومة في بيروت، في ضوء قرار إدارة ترامب تقديم مساعدات لجيشها بقيمة 95 مليون دولار".

"بالتالي فقد تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير إذا هدّدت بتجميد هذه المساعدات إن شارك الحزب في الحرب" استرسل المقال، مؤكدا أنه: "كدرس مستفاد من إخفاقات السابع من أكتوبر، يحتاج جيش الاحتلال لزيادة اليقظة الاستخباراتية".

واستدرك بالقول أنّ: "قيادة الحزب الجديدة تُفضّل التركيز الآن على المهام المُلحّة المُلقاة على عاتقها: إعادة بناء هيكلية الحزب، وإعادة تنظيم صفوفه بعد الضربة التي تلقّاها، وإصلاح أضرار الحرب التي لحقت بقاعدته الاجتماعية التي يعتمد عليها، وكل ذلك يدفع إلى أنه لن يُسارع للانضمام للحرب في غزة، إذ تشير سياسة الاحتواء وضبط النفس التي اتبعها حتى الآن في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتتالية عليه منذ وقف إطلاق النار، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوفه، إلى خط العمل الذي تفضله القيادة الجديدة".


وختم بأنه: "بجانب هذه الاعتبارات التي تُملي تجنّب الدخول في الحرب، على الاحتلال أن يأخذ بالاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة الحزب لاتخاذ قرار مختلف، بحيث تشعر بضغط من ثلاثة عوامل تدفعها لاستنزاف الاحتلال، ومساعدة حماس".

واستطرد بأنّ: "أولها: الانضمام المتوقع للحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق للحرب، وثانيها عدم الرغبة بأن تخيب آمال راعيها الإيراني، وثالثها أن الحزب ما زال في حالة صدمة عميقة عقب اغتيال قائده الأعلى، وبالتالي فإن قرارات قيادته الحالية لا تحظى بالإجماع، وبالتالي قد ينضم للقتال".

مقالات مشابهة

  • بعد اتصالات ترامب مع زيلينسكي وبوتين.. العالم يترقب النتائج.. محادثات أمريكية – روسية بالسعودية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • المستقلين الجدد: الهجوم البري على غزة للمرة الثانية تصعيد خطير
  • قراءة إسرائيلية لموقف حزب الله بعد تجدد العدوان على غزة.. اختبار استراتيجي لقيادته
  • أخنوش: التساقطات الأخيرة خفضت العجز المائي وبرنامج شامل لإعادة تكوين القطيع الوطني
  • الدكتور عبد الرحمن الخضر يكتب للمحقق: الوطني والتفكير في اليوم التالي (1- 3)
  • أمن القاهرة يحدد هوية المتهمين بسرقة بوابات المنازل في التجمع
  • منذ مطلع مارس.. انتزاع أكثر من 1600 مادة متفجرة من مخلفات الحرب في اليمن
  • واقعة اعتداء في مدرسة بشفرة حلاقة يتحول لقضية.. إيه اللي حصل بالضبط؟
  • وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
  • المواجهة اليمنية – الأمريكية.. جردة حساب 48 ساعة