لبنان: مواقف دولة الكويت مقدرة ولم تتوان عن مساعدتنا ومد يد العون لنا
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
أشاد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري اليوم الجمعة بمواقف دولة الكويت تجاه بلاده لمساعدتها في مواجهة الدمار الذي تسببه آلة الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب المكاري في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن شكره وتقديره لدولة الكويت حكومة وشعبا على وقوفها دائما إلى جانب لبنان مشددا على أن دولة الكويت لم تتوان سابقا ولا اليوم عن مساعدة لبنان ومد يد العون له.
وأثنى على جهود دولة الكويت لاسيما من خلال الجسر الجوي الإغاثي في مسعى لبذل كل ما من شأنه الحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمتضررين والنازحين في لبنان جراء الحرب التي شملت منذ 23 سبتمبر الماضي توغلات وغارات جوية عنيفة على مختلف المناطق ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة إلى جانب نزوح مئات الآلاف من السكان.
وشدد على أن “لبنان تجمعه بالكويت علاقة تاريخية ونحرص على حمايتها وتطويرها وتنميتها”.
ومن ناحية أخرى كشف المكاري عن ان وزارة الاعلام تعمل مع وزير العدل اللبناني على صياغة نص قانوني يتيح للبنان التقدم بشكاوى ضد الاحتلال الاسرائيلي أمام الهيئات الدولية المختصة تتعلق بارتكاب جرائم حرب ومنها استهداف الصحفيين.
ويأتي ذلك غداة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة وهو قرار من شأنه أن يقيد تنقلاتهما إذ يتوجب على الدول الأعضاء ال124 في هذه الهيئة توقيفهما في حال دخولهما أراضيها.
كما أشار الوزير المكاري إلى انه سيجري الشهر الجاري زيارة رسمية إلى باريس من اجل زيارة منظمة (اي بي دي سي) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) سعيا الى اقرار بند متعلق بحماية الصحفيين من الاعتداءات في ميادين الحروب والنزاعات.
وحول الاستهدافات المتكررة للإعلاميين من قبل الاحتلال الاسرائيلي ذكر المكاري ان وزارة الاعلام من خلال الحكومة اللبنانية تقدمت بشكاوى عدة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ضد استهداف الاعلاميين إضافة الى منظمات اخرى تعنى بحقوق الانسان والصحفيين حول العالم.
وقال إن “هناك أكثر من 1600 مراسل إعلامي أجنبي في لبنان منذ بدء حرب قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان ما يعكس حجم الاهتمام العالمي ببلدنا وسط ما يتعرض له من اعتداءات وانتهاكات يقوم بها الاحتلال”.
وأضاف المكاري أن وجود هذا العدد من وسائل الإعلام ومن يمثلها في لبنان يعكس حجم الاهتمام العالمي بالظلم الذي يجري على لبنان من اعتداءات وانتهاكات من قبل قوات الاحتلال وحرصها على نقل وقائعه إلى العالم أجمع.
واضاف أن لبنان بلد مفتوح على العالم وحرية التعبير “فيه مصانة” سواء للبنانيين او للعرب والاجانب ضمن الاطر القانونية المرعية داعيا الى وجود الاعلاميين في لبنان “التي تعد عين الحدث الاقليمي والعالمي حاليا”.
وأوضح ان الحكومة اللبنانية تشجع وجود المراسلين الاجانب في لبنان من اجل ان ينقلوا “الصورة الحقيقية للعالم خصوصا اننا مقتنعون بأن بلدنا مظلوم ويتعرض للدمار من قبل الاحتلال الاسرائيلي”.
واشار الى ان الوزارة تعمل حاليا على تدريب فريق متخصص بكشف الاخبار الزائفة بالتعاون مع منظمة يونسكو ووكالة الصحافة الفرنسية لافتا الى انه سيعلن قريبا عن منصة تحمل اسم (فاكت تشيك ليبانون) للتحقق من الاخبار والشائعات تكون رديفة للوكالة الوطنية للإعلام.
وبين ان المنصة ستكون مرتبطة بالوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الانباء الرسمية) من اجل دعم موثوقيتها في نقل الاخبار داعيا وسائل الاعلام الى تشكيل فرق خاصة بها للتحقق من الاخبار ومنع انتشار الشائعات في مثل هذه الظروف.
وقال الوزير المكاري ان مبادرة وزارة الاعلام بإنشاء المنصة تعود الى قدرة الوزارة على التواصل مع جميع الاجهزة الامنية والقضاء والوزارات الاخرى للتحقق من صحة الاخبار ودقتها “لذلك يصبح مصدر الخبر الاساسي من الوزارة”.
وأكد ان الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية هي المصدر الرسمي “للخبر الصحيح” الذي تعتمد عليه سائر وسائل الاعلام المحلية والاجنبية والبعثات الدبلوماسية في تلقي الاخبار وموثوقيتها في لبنان.
وأوضح ان وزارة الاعلام اللبنانية تسعى “جاهدة” من خلال مؤسساتها التابعة لها لنقل صورة ما يجري في لبنان من جرائم حرب بشكل يومي من قبل الاحتلال وايصال الموقف الرسمي للدولة الى العالم الخارجي.
واشار الى ان وسائل الاعلام المحلية “ملتزمة الى حد ما” بموقف الدولة بشأن ايقاف الحرب وتطبيق القرار الاممي 1701 والحوار بين الفرقاء اللبنانيين من اجل انتخاب رئيس للجمهورية.
ولفت الى ان العلاقة بين وزارة الاعلام ومؤسسات الاعلام اللبنانية تعد “جيدة” مشيرا الى ان هناك تنسيقا دائما بينهما.
المصدر كونا الوسومالاحتلال الإسرائيلي الكـويت لبنانالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الكـويت لبنان الاحتلال الإسرائیلی وزارة الاعلام دولة الکویت فی لبنان لبنان من من قبل من اجل الى ان
إقرأ أيضاً:
الحريري يهاجم إسرائيل ويعد بالمشاركة في الاستحقاقات اللبنانية المقبلة (شاهد)
وعد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري في الذكرى العشرين لاغتيال والده رفيق الحريري، بأن يكون تياره السياسي الغائب منذ ثلاث سنوات، حاضرا في كل الاستحقاقات المقبلة في لبنان، على وقع التغيرات الداخلية والإقليمية التي أضعفت حزب الله وداعميه.
وقتل رفيق الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء لفترات طويلة اعتبارا من العام 1992 وحتى استقالته في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، في 14 شباط/ فبراير 2005 بتفجير استهدف موكبه في بيروت، ما خلّف 22 قتيلا و226 جريحا.
وأتى إحياء ذكرى اغتيال الحريري، قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق وقف إطلاق نار بين حزب الله و"إسرائيل"، أعقب مواجهة مدمرة بينهما، أضعفت حزب الله. وأعقب تبلّغ لبنان من الأمريكيين، الخميس، عزم "إسرائيل" إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة انسحابها في 18 شباط/ فبراير، وهو ما يرفضه المسؤولون اللبنانيون بالمطلق.
في كلمة ألقاها أمام الآلاف من مناصريه، قال سعد الحريري الذي نادرا ما عبّر عن مواقف سياسية منذ تعليقه نشاطه السياسي وعمل تياره منذ العام 2022، "هذا التيار، تيار المستقبل.. باق هنا وباق معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية وفي كل المحطات المقبلة"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
ومنذ ساعات الصباح، تجمّع مناصرو الحريري قرب ضريح والده ورفاقه في وسط بيروت، رافعين الأعلام اللبنانية ورايات تيار المستقبل الزرقاء، ورددوا الهتافات المؤيدة له، بينما كان يلوّح من على منصة لمناصريه ويصافح عددا منهم.
وسط الحشود، قال معين الدسوقي (25 عاما) الذي جاء من البقاع (شرق) "جئنا لنقف إلى جانب الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده"، مضيفا: "سنبقى معه إلى آخر نفس ونريد عودته إلى الساحة السياسية لأنه رمز وطني".
هجوم على "إسرائيل"
هاجم الحريري رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بالهروب من المسؤولية والسلام إلى الحرب.
وأكد الحريري، أنه لا يمكن حل الأزمة في غزة عبر تهجير أهلها إلى مصر أو الأردن أو السعودية.
وقال: "مشكلتنا مع نتنياهو أنه يهرب من المسؤولية ومن السلام إلى الحرب. مشكلته هي الاحتلال والقتل وتشريد شعب بأكمله".
وشدد أن "هذه الأزمة لا يمكن حلّها على حساب مصر ولا الأردن ولا السعودية".
"بداية العدالة"
ووصل الحريري المقيم في الإمارات العربية المتحدة، مساء الثلاثاء، إلى بيروت، بعد أسابيع من انتخاب جوزاف عون رئيسا ومن ثم تشكيل حكومة برئاسة نواف سلام، بضغط دولي خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل بعد نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع "إسرائيل" وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وبرز الحريري سياسيا بعد جريمة اغتيال والده التي أغرقت لبنان في أزمة كبرى، مع اتهام حزب الله وحليفته سوريا بالوقوف خلفها.
وقال الحريري في كلمته إنه بعد عشرين سنة على اغتيال والده "طرد الشعب السوري البطل، المجرم من سوريا"، مضيفا: "ربما هذه هي بداية العدالة، وربما هذه نهايتها. في الحالتين، رأيتم كيف أنه إن لم تنصفنا عدالة الأرض فعدالة رب العالمين لا يهرب منها أحد".
سوريا
وأشاد الحريري بالشعب السوري الذي أسقط نظام البعث وطرد الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد 20 عاما من طرد اللبنانيين لقواته من الأراضي اللبنانية عقب اغتيال والده رفيق الحريري.
وقال الحريري: "منذ 20 عاما ومن هذه الساحة (حيث نظمت اعتصامات وقتها عقب الاغتيال) طردتم بشار الأسد من لبنان، وبعد 20 سنة من الحكم الطائفي والاعتقال والوحشية قام الشعب السوري البطل بطرد المجرم من سوريا".
وأضاف مخاطبًا مناصريه: "طرد بشار الأسد، ربما كان بداية العدالة ونهايتها، وفي الحالتين إذا لم تنصفنا عدالة الأرض، فعدالة رب العالمين لا أحد يهرب منها".
وأردف: "هذه مناسبة لنعلن دعمنا لاستقرار سوريا وأفضل العلاقات الندية من دولة لدولة، كما أعلنت القيادة السورية الجديدة".
وكان رفيق الحريري الملياردير الذي ربطته علاقات وثيقة بدول الخليج والغرب، بمثابة مهندس إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب في لبنان (1975- 1990).
وتولى رئاسة الوزراء مرتين، قبل أن ينتقل في 2004 إلى صفوف المعارضة إثر اعتراضه على تمديد ولاية الرئيس السابق إميل لحود بضغط سوري.
حتى مطلع 2022، كان سعد الحريري الزعيم السني الأبرز في لبنان حيث يقوم النظام السياسي على المحاصصة الطائفية. لكنّ توتّر علاقته مع السعودية، داعمته الرئيسية، شكّل منعطفا في مسيرته السياسية. فأعلن في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، منددا بتدخل حزب الله في النزاعات الإقليمية. واعتبر خصومه حينها قرار استقالته "سعوديا"، قبل أن يعود إلى لبنان بعد أيام بوساطة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويتراجع عن الاستقالة.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، قدّم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة إثر اندلاع احتجاجات شعبية طالبت برحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتي شكل أحد أركانها.
وعزا البعض تراجع شعبيته إلى تنازلات سياسية قدمها لحزب الله، لكنه قال لاحقا إن هدفه كان الحفاظ على السلم الأهلي. وجاء ابتعاده من العمل السياسي حينها بعدما مُني بانتكاسات، ماليا وسياسيا. وعلى وقع التغير في موازين القوى في لبنان، عادت السعودية في الآونة الأخيرة إلى المشهد السياسي في لبنان، بعد انكفاء طويل اعتراضا على تحكّم الحزب بالقرار اللبناني.
وأعرب أستاذ العلوم السياسية عماد سلامة عن اعتقاده بأن السعودية "تسعى إلى قيادة سنية قوية ومنظمة، وإذا تمكن الحريري من تقديم نفسه بهذه الصورة، فمن شأن عودته أن تخدم مصالحه ومصالحها".
وأضاف: "نظرا لقدرته غير المسبوقة على توحيد الناخبين السنة، فإنه يبقى الزعيم الوحيد القادر على تأمين كتلة برلمانية قوية" في الانتخابات المقررة العام المقبل.
"الدولة تحمي"
وخرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع "إسرائيل"، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية.
ورأى الحريري أن لدى لبنان بعد انتخاب رئيس وتشكيل حكومة "فرصة ذهبية". وخاطب أهالي الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، معاقل حزب الله، بالقول "أنتم شركاء في هذه الفرصة ومن دونكم لا يمكن أن تتحقق. لكن يجب أن تكسروا أي انطباع من السابق بأنكم قوة تعطيل واستقواء وسلاح"، مضيفا: "أنتم شركاء بقوة في إعادة الاعتبار للدولة.. التي تحمي كل اللبنانيين".
ورغم النكسات التي مُني بها، ما زال الحزب يحظى بشعبية واسعة بين مناصريه. وقطع العشرات منهم ليل الخميس الطريق المؤدي إلى المطار، احتجاجا على امتناع السلطات عن منح إذن بالهبوط لرحلتين تابعتين لخطوط ماهان الإيرانية، ما حال دون عودة عشرات المسافرين اللبنانيين من طهران.
وجاء القرار اللبناني غداة تحذير "إسرائيل" من استخدام الحزب الرحلات المدنية لنقل أموال من داعمته طهران.