سودانايل:
2024-12-26@16:36:53 GMT

القراءة في عقل الأزمة

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الأزمات و التحديات التي تواجه القوى السياسية، تعد أهم الاختبارات التي تواجه العقل السياسي، و هي التي تبين إذا كان العقل السياسي سليما قادارا على تجاوزها، أم به من العلل التي تعجزه أن يقدم مبادرات يتجاوز بها هذه الأختبارات، و إذا كان العقل معلولا تجده يبحث عن تبريرات يداري بها هذا العجز.

. و علة العقل السياسي ظهرت في أول أختبار مرت به، عندما سلم ذات العقل المعلول قيادة الجيش السلطة طواعية عام 1958م، خوفا من نتائج الصراع السياسي مع الآخرين باعتباره حلا يمكن تجاوزه بدخول عامل جديد في الصراع على السلطة، أهمل العقل دراسة هذه الواقعة و نتائجها إذا كانت سالبة أو إيجابية، ثم تكررت التجربة في 1969م و أيضا إهملت تماما، و أيضا في 1989م، كلها تجارب ماذا كان دور القوى السياسية حيال هذه التجارب، هل استطاعت أي قوى سياسية يسارا أو يمينا كانت، أن تقدم نقدا لهذه التجارب لكي تستفيد منه القوى السياسية الأخرى.. أم أهملت نقد التجارب؟.. الأهمال نفسه يبين أن العقل السياسي في أعمق مراحل الأزمة التي عجز أن يتجاوزها..
إذا عرجنا إلي الشعارات التي ترفعها القوى السياسية بكل مدارسها الفكرية "لعملية التحول الديمقراطي" في البلاد، من هي القوى السياسية التي استطاعت أن تكون مقنعة للشعب بأنها تعد مثالا للديمقراطية داخل مؤسستها أو خارجها من خلال إنتاجها الفكري و الثقافي الذي يقنع الجماهير بأنها بالفعل جادة قولا و فعلا في تنزيل الشعار لأرض الواقع الإجتماعي.. الديمقراطية فكر و ثقافة و قوانين و سلوك و ممارسة يومية و ليست شعارات تزين بها الخطابات السياسية.. و الذي يحصل في الساحة السياسية هو صراع ليس من أجل توعية و تثقيف الجماهير بالديمقراطية، أنما صراع بهدف الإستحواز على السلطة بأي ثمن كان..
الآن هناك البعض يرفع شعار البحث عن " طريق ثالث" رغم أن الذين يرفعون هذا الشعار هم من الذين ظلوا يدعمون " الميليشيا" و هم الذين اقنعوها بأن تقوم بالانقلاب، كما قال قائد الميليشيا أن أصحاب " الاتفاق الإطاري" كانوا وراء اشعال الحرب.. بعض من هؤلاء يرفعون شعار " الطريق الثالث" و لم يعرفوا الآخرين ما هو المقصود بهذا الشعار؟ ما هو التصور " للطريق الثالث" الذي يجب أن يتجاوز الحرب، و أيضا الأزمة السياسية التي تعيشها القوى السياسية، العقل المأزوم هو الذي يعلق انتاجه السياسي بالشعار، و لا يستطيع أن يقدم أطروحات فكرية تخدم الشعار الذي يرفعه، هؤلاء هم الذين عطلوا عقولهم طواعية، و اعتمدوا على شخص واحد يفكر نيابة عنهم، و عندما رحل مفكرهم، و جدوا انفسهم أمام تحديات عجز عقلهم التعامل معها..
أن الذين اعتقدوا أن الأزمة التي تعيشها البلاد أنها بسبب " الكيزان و الفلول" هؤلاء أنواع البعض منهم يحاول أن يغطي علاقته بالنظام السابق في اعتقاد أن تركيزه على ذلك سوف سغطي أفعاله، و البعض الأخر بسبب العجز الثقافي و الفكري الذي يعاني منه، أعتقادا أن التركيز على هذا الخطاب سوف يجعله من الذين يطلق عليهم " قوى تقدمية" رغم أن هذه الثقافة قد قبرت كما قبرت الحرب الباردة، و هؤلاء سدنة الأفكار التي تجاوزتها البشرية في مسيرتها التاريخية.. و أخرين يتعلقون بأهداب الخارج ليشكل لهم رافعة للسلطة، و يعتقدون كلما كانوا اشدا بأسا على الكيزان و الفلول " كانوا مقنعين لهذا الخارج بأنهم رجال مرحلة لهم، و هناك الذين يعتقدون أن " الكيزان و الفلول" جزء من الأزمة التي تعيشها كل القوى السياسية، و بالتالي معالجتها تأتي من المعالجة العامة للأزمة السياسية في البلاد...
أن الحرب التي يشهدها السودان هي أعلى مراحل الأزمة السياسية، و هي أزمة العقل السياسي، الذي بدأ يتراجع منذ أن بدأت القوى السياسية تبحث عن حلول للأزمة داخل المؤسسة العسكرية.. أن تحدث فيها أختراقا لكي تقوم بانقلاب عسكري يسلمها السلطة، و الغريب كل القوى السياسية التي أحدثت انقلاب بواسطة عسكريين عجزوا أن يستلموا منهم السلطة.. و حتى الآن لم يبينوا لماذا فشلوا في ذلك.. ما عدا إفادات الدكتور الترابي لأحمد منصور في " قناة الجزيرة" البقية تعلقت " بالنكران و الهروب" الحرب و فشل نقد السياسسين للتجارب السابقة تمثل أعلى درجات أزمة العقل السياسي، و هناك الأمارات التي تدخلت بشكل سافر في الأزمة لكي تحولها لمصلحتها، و استطاعت أن تتاجر في الاستحوا ز على عقول الأزمة في السودان، لعل تنجح مؤامرتها على البلاد، و من وراءها مثل بريطانيا و أمريكا و الايغاد و الاتحاد الأفريقي و بقية المنظمات الإقليمية.. هل تستطيع القوى الجديدة التي سوف تفرزها الحرب أن تدرك دورها و مسؤوليتها السياسية، و تقدم أطروحات سياسية و أفكار تخلق بها واقعا جديدا، و أيضا تتجاوز بها الأسباب الحقيقية التي أدت للأزمة و تنشل العقل السياسي منها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة العقل السیاسی

إقرأ أيضاً:

القراءة للجنين

هل من فائدة بالفعل من القراءة للجنين؟ وهل يختلف ما تقرؤه المرأة الحامل عن غيرها؟
في الغالب لا فرق بينهما، لكن هناك مواد قرائية إضافية يستحسن للأم قراءتها خلال الحمل تفيدها وتفيد جنينها، حتى وهو في داخل رحمها. فمن الممكن ومن المفيد أن تقرأ الحامل لجنينها في الأسابيع الأولى للحمل بعض الكتب، وذلك بصوت مرتفع بحيث يمكنه أن يسمع، لكن بدرجة 10 ديسيبل أقل مما يسمعه الشخص العادي.

أما كيف يبدو صوت الحامل للطفل عندما تتحدث أمه، فيشبّهه موقع خاص بمكتبة كليفلاند العامة https://cpl.org)/( بصوت الشخص عندما يضع يده على فمه ثم يتحدث! ويضيف الموقع أن ذلك “حتى لو كان لمدة 10 دقائق يوميًّا” فإنه يقلِّل التوتر، ويزيد الروابط السمعية للأم بطفلها، بل إنه يقلل معدل نبضات القلب لدى الجنين، رغم أنه لن يفهم ما يسمعه بطبيعة الحال، لكنه يُعتقد بأنه يمكن أن يتفاعل مع ما يُقرأ بحسب ما تتفاعل أمه، ويفضِّل الكلمات ذات الإيقاعات المتكرّرة. وعن نوعية الكتب التي يفضل قراءتها، فيقترح الموقع أن تكون من الكتب التي تحبها الأم نفسها، ومن نوعية الكتب البسيطة ذات النغمات التكرارية، وذات الجمل القصيرة؛ حيث تعدّ الأفضل لأذنيْ الجنين.

وعمومًا فإن أغلب الخبراء يرون أن تقرأ المرأة الحامل الكتب التي تحب وتأمل أن يحبها الجنين. كما تُنصح الأم الحامل بأن تطلب ممّن حولها أن يقرؤوا لها في الحالات التي لا تستطيع فيها ذلك، مع مراعاة عدم استخدام مكبرات الصوت أثناء القراءة؛ لما قد يسببه ذلك من إعاقة نمو المخ لدى الجنين، أو التأثير على دورات نومه.

ومن ناحية أخرى، فإنه سوف يكون من المفيد جدًّا أن تقرأ الأم الكتب التي تتحدث عن الحمل والولادة وتربية الأطفال، حتى لو لم تكن حاملًا بطفلها الأول، وذلك حتى تكون على اطلاع كاف على آخر الدراسات الطبية والتربوية حول الحمل والولادة والتربية.
* في طفولتي ومراهقتي، أنقذتني الكُتب من اليأس، وأدركتُ حينها أن الثقافة هي أعلى القيَّم.
– سيمون دي بوفوار – كاتبة فرنسية-

مقالات مشابهة

  • وحدة السودان بين تعددية الجيوش والمليشيات وتعددية المراكز الجغرافية السياسية
  • المعارضة تطالب بإقالة رئيس وزراء كوريا الجنوبية وتصاعد الأزمة السياسية
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • وسط تصاعد الأزمة السياسية.. رئيس كوريا الجنوبية المعزول يرفض المثول أمام التحقيق مجددًا
  • حزب ناكر: سنحيي ذكرى الاستقلال وندعو القوى الوطنية إلى حل الانسداد السياسي
  • تقسيم الوطن: حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
  • القراءة للجنين
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
  • إعلام القوى الثورية مقابل إعلام الكيزان