لحظة غير مسبوقة

في خطوة قد تُعيد تشكيل مفهوم العدالة الدولية وتجدد الثقة بالمؤسسات القضائية العالمية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارًا طال انتظاره، يقضي باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني. هذه الخطوة، إذا ما تم تنفيذها، ستكون نقطة تحول تاريخية في مسار المحاسبة على الجرائم الدولية، مما يضع قادة دولة إسرائيل في قلب معركة قانونية قد تمتد تبعاتها إلى مستويات غير مسبوقة.



يُنظر إلى القرار باعتباره استحقاقًا قانونيًا وإنسانيًا طويل الأمد، حيث يعيد تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي طالما أُهملت في الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن الخطوة لا تقتصر على تداعياتها القانونية؛ بل تمتد آثارها إلى المشهد السياسي العالمي، محدثة زلزالًا دبلوماسيًا يفرض تساؤلات ملحة حول حصانة القيادات السياسية، حدود السيادة الوطنية، وإمكانية إنصاف الشعوب المضطهدة عبر الآليات الدولية. 

بينما يُثني أنصار العدالة على هذه الخطوة باعتبارها انتصارًا للقانون الإنساني الدولي، تُثار تساؤلات حول العقبات التي قد تعيق تنفيذ هذا القرار، ومدى استعداد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في مواجهة الضغوط السياسية والإقليمية التي تفرضها هذه القضية.

التداعيات القانونية للقرار :

قرار المحكمة الجنائية الدولية اليوم باعتقال بنتنياهو ووزير دفاعة السابق لحظة تاريخية للعدالة الدولية ويضع سابقة يمكن أن تؤثر على النزاعات المستقبلية في الشرق الأوسط، بينما سيستمر نتنياهو وغالانت بالدفاع عن موقفهما على الساحة الداخلية، سيواجهان تحديات قانونية ودبلوماسية غير مسبوقة على الساحة الدولية أهمها:

إن الخطوة لا تقتصر على تداعياتها القانونية؛ بل تمتد آثارها إلى المشهد السياسي العالمي، محدثة زلزالًا دبلوماسيًا يفرض تساؤلات ملحة حول حصانة القيادات السياسية، حدود السيادة الوطنية، وإمكانية إنصاف الشعوب المضطهدة عبر الآليات الدولية.1 ـ القيود القانونية على الحركة الدولية لنتنياهو وغالانت بموجب نظام روما الأساسي، يمكن لأي دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية اعتقال الأفراد الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف لجرائم تدخل ضمن اختصاص المحكمة، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. قرار المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق أو إصدار مذكرات توقيف سيضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أمام قيود صارمة على حركتهما الدولية. الدول الأعضاء في نظام روما (عددها حاليًا 123 دولة) ملزمة قانونًا بتنفيذ مذكرات التوقيف، مما يعني أن نتنياهو وغالانت قد يواجهان خطر الاعتقال في أي من هذه الدول.

على الصعيد السياسي، هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى تقليص مشاركتهما في المؤتمرات الدولية والاجتماعات الرسمية، مما يعزل القيادة الإسرائيلية عن المحافل الدبلوماسية المهمة.

ـ  تعزيز المطالب بالعدالة الدولية: يُعتبر أي قرار من المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، خصوصًا في غزة، خطوة كبيرة نحو المساءلة الدولية. القرار ليس فقط إدانة ضمنية للأعمال العسكرية الإسرائيلية، بل يُعطي زخماً قانونياً وسياسياً للحقوق الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الاحتلال العسكري.  خاصة في ظل وجود  آليات دولية تسعى إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على انتهاكات حقوق الإنسان، ستزداد الدعوات لمزيد من الشفافية حول الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، خصوصًا في المناطق المحتلة، مما يضع الاحتلال الإسرائيلي تحت المجهر الدولي بشكل غير مسبوق.

ـ تقويض صورة إسرائيل الدولية: التحقيقات الدولية المتعلقة بجرائم الحرب ستؤدي إلى تقويض شرعية إسرائيل على المستويين السياسي والأخلاقي. يمكن توقع تصاعد موجات من الانتقادات الدولية ليس فقط من الحكومات، بل من المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية العالمية.  القرار يرسل إشارة قوية إلى أن الانتهاكات الموثقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن تمر دون مساءلة. الدول التي تسعى إلى تعزيز احترام القانون الدولي ستشدد مواقفها ضد إسرائيل، مما يؤدي إلى ضغوط دبلوماسية واقتصادية متزايدة. إضافة إلى ذلك، سيزيد القرار من عزلة إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، مع تزايد مطالب فرض عقوبات أو قيود على التعاون العسكري والدبلوماسي معها.

ـ تآكل الدعم الدولي: الإدانة، خاصة إذا صدرت عن منظمات دولية كبرى أو دول حليفة، قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية مع شركاء رئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الغربية. هذا التوتر قد يضع إسرائيل في موقف دفاعي، مما يعقد جهودها للحفاظ على مكانتها في النظام الدولي. 

ـ تصاعد العزلة القانونية والسياسية: في حال تصاعدت الإدانة إلى خطوات ملموسة مثل فرض عقوبات أو إجراءات قانونية في المحافل الدولية، ستواجه إسرائيل تحديات كبيرة في الدفاع عن شرعيتها في قضايا مثل المستوطنات أو العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. 

ـ إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية: التوترات مع الغرب قد تدفع إسرائيل للبحث عن تحالفات جديدة أو تعزيز العلاقات مع دول في آسيا أو إفريقيا لا تعطي أهمية كبيرة لحقوق الإنسان في سياستها الخارجية، مما قد يؤدي إلى تحولات جيوسياسية طويلة الأمد. 

ـ قرار المحكمة  العلاقات الدولية : قرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر أمس سيشكل اختبارا حقيقيًا لمدى التزام المجتمع الدولي بمبادئ العدالة وسيادة القانون ،  فالمواقف المتباينة حيال ما يحدث في غزة ، يعكس صراعات أعمق حول المصالح الاستراتيجية والسيادة الوطنية في عالم تسوده تحالفات متشابكة وأهداف متضاربة.

ولا شك أن القرار الحالي لن يكون معزولا عن هذه المصالح والتشابكات في العلاقات الدولية ، خاصة وان هذا التبيان بدي جليا وواضحا ، وربما لأول مرة حيال حرب غزة ، والاصطفاف امام محكمة العدل  الدولية مع جنوب افريقيا ،  وبالتالي فهذا القرار سيشكل  تحولًا في مقاربتها للعدالة الدولية، تتفاوت المواقف الدولية بين تأييد القرار ورفضه، وهو ما يعكس مصالح متشابكة وديناميكيات متغيرة في العلاقات الدولية ، يمكن ان نري مواقف متباينة علي ضوء تحكمها العلاقات الاستراتيجية والمصيرية وبيان ذلك علي النحو التالي

الولايات المتحدة.. التحديات القانونية والتحالفات الاستراتيجية

باعتبارها الحليف الأبرز لإسرائيل، ويمكن وصفها من قرارات المحكمة بأنها “منحازة سياسيًا”،فقد ترى الولايات المتحدة أن هذا القرار يهدد مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ويفتح الباب أمام مساءلة حلفائها عن انتهاكات مزعومة للقانون الدولي.

الدول الأعضاء في نظام روما (عددها حاليًا 123 دولة) ملزمة قانونًا بتنفيذ مذكرات التوقيف، مما يعني أن نتنياهو وغالانت قد يواجهان خطر الاعتقال في أي من هذه الدول.ولذا يتوقع ا١ن قد تلجأ واشنطن إلى الضغط على المحكمة الجنائية الدولية بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد تستخدم أساليب دبلوماسية واقتصادية للتأثير على الدول الأعضاء في المحكمة لعرقلة تنفيذ القرار.
حيث هناك بعض تصريحات سابقة أدلى بها مسؤولون أمريكيون تجاه تحقيقات المحكمة في قضايا أخرى. على الصعيد القانوني، يتعارض هذا مع التزامات الولايات المتحدة السابقة تجاه النظام الدولي، مما يعكس ازدواجية في التعامل مع القانون الدولي بناءً على الحلفاء والمصالح.


الاتحاد الأوروبي بين المبادئ والمصالح

بالرغم من دعم الاتحاد الأوروبي لحل الدولتين واعترافه بالدور المحوري للقانون الدولي، فإن الموقف الأوروبي قد يشهد انقسامات نتيجة المصالح الوطنية المختلفة ، حيث من المرجح أن تدعم دول مثل النرويج وإيرلندا القرار، استنادًا إلى مواقفهما المؤيدة للعدالة الدولية والحقوق الفلسطينية
.
بينما دول  ألمانيا وفرنسا قد تعبران عن تحفظات خشية تأثير القرار على استقرار المنطقة. هذا التحفظ يعكس القلق الأوروبي من تقويض أي جهود دبلوماسية سابقة لتحقيق السلام ،في حين اعتقد ان موقف الاتحاد الأوربي سينضم الي جانب القانون الدولي دون موقف سياسي معين .

الدول العربية المطبّعة مع إسرائيل بين الشارع والمصالح الدبلوماسية

الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مثل الإمارات والبحرين، تجد نفسها أمام معضلة قانونية وسياسية، فقد تسعى هذه الدول إلى اعتماد خطاب عام يدعو إلى احترام القانون الدولي دون الإضرار بعلاقاتها الثنائية مع إسرائيل. على النقيض، من المحتمل أن تواجه ضغوطًا داخلية من شعوبها التي ترى في القرار خطوة نحو تحقيق العدالة، مع استمرار العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في ظل هذا القرار قد يُضعف موقفها أمام الهيئات الدولية ويعرضها لاتهامات بعدم الالتزام بمبادئ العدالة والشرعية الدولية.

انعكاسات القرار على إسرائيل

لاشك أن للقرار تداعيات مزدوجة علي الكيان الصهيوني المحتل، علي المستوي الداخلي، الذي يعيش حالة انقسام غير مسبوق، وشعور أكثر من أي وقت مضي أن  كيانه الوجودي في خطر ، وخارجيا، في ظل خسران الصورة الذهنية التي عمل على رسمها في الذهنية العالمية من ٧٠ عاما، كدولة ديمقراطية، ملتزمة بحقوق الإنسان، وأهم هذه الانعكاسات على المستوى الداخلي

1 ـ  الآثار السياسية الداخلية في إسرائيل

الإدانة الدولية التي قد تواجهها إسرائيل نتيجة تصعيد سياساتها تجاه الفلسطينيين من شأنها أن تحدث تغييرات جذرية داخل المشهد السياسي الإسرائيلي:

ـ تعميق الاستقطاب الداخلي: قرار الإدانة سيعزز الانقسامات بين معسكرات اليمين واليسار في إسرائيل. قد يستخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار لتصعيد خطابهم تجاه الفلسطينيين والمجتمع الدولي، متهمين إياه بالتحيز ضد إسرائيل. مثل هذا الخطاب، إذا تبناه قادة الحكومة، قد يخلق توترات أكبر بين الإسرائيليين الذين يدعمون سياسات أكثر اعتدالًا والذين يفضلون مواقف أكثر تشددًا. 

ـ إضعاف الحكومة الحالية: مع تزايد الانتقادات الدولية، قد يجد نتنياهو وحكومته أنفسهم تحت ضغوط محلية من المعارضة وحتى من داخل ائتلافهم. إذا أثرت العزلة الدولية على الاقتصاد أو المصالح الأمنية، قد يرتفع مستوى الدعوات لاستقالتهم أو لإعادة النظر في السياسات التي تسببت في العزلة. 

ـ تعزيز الخطاب اليميني: التيار اليميني المتشدد قد يستغل الإدانة للتأكيد على رفض التدخل الدولي في شؤون إسرائيل السيادية، مما قد يؤدي إلى حشد دعم داخلي أوسع لسياسات تتسم بمزيد من الانغلاق تجاه المجتمع الدولي. قد تكون هذه الخطوة محاولة لإعادة توجيه السخط الداخلي نحو الخارج، وتعزيز الشعور القومي لصد الضغوط الخارجية. 

تأثير القرار على الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

لا شك أن القرار ستكون له انعكاسات على الصرع الإسرائيلي الفلسطيني ، خاصة وأن البعد القانوني والدولي ، كان حاضرا منذ البدايات الأولي للاحتلال ، واتخذ منه الاحتلال شماعة لقضم الأراضي الفلسطينية وخاصة بعد ٤٨ ، ولذا سيظهر أثر هذا القرار في الصراع على النحو التالي:

ـ تعزيز الضغط على إسرائيل دوليًا

قرار  المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين، مثل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، يشكل تحولاً نوعيًا في طبيعة التفاعل الدولي مع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. إذ يعزز هذا القرار بشكل كبير الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويدفع نحو تعزيز الشرعية الدولية للمطالب الفلسطينية بالاعتراف بحقوقهم الوطنية.

ستستغل السلطة الفلسطينية القرار للدعوة إلى محاسبة إسرائيل على ممارساتها التي وصفت مرارًا بـ"جرائم حرب" وفق القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، التهجير القسري، وفرض الحصار على غزة. القرار، إن نُفذ، يمكن أن يخلق سابقة تُجبر إسرائيل على مواجهة عواقب قانونية على أفعالها، مما سيزيد من التحديات أمامها في أي محادثات مستقبلية.

الآثار الرمزية والمعنوية للقرار

القرار سوف يحمل رسالة تتجاوز حدود إسرائيل وحب غزة، وسيعزز دور الناشطين في مجال الانسان، والثقة في الجهود المبذولة في ملاحقة مجرمي الحرب، حيث ان القرار من الناحية الرمزية يعمل علي إضعاف الإفلات من العقاب، حيث أن فتح التحقيق يُعتبر رسالة واضحة بأن الجرائم ضد الفلسطينيين لن تمر دون محاسبة، مما يُضعف هيمنة الرواية الإسرائيلية القائمة على الحصانة الدولية ، ثانيا يُمكن للقرار أن يُعزز الثقة لدى الشعب الفلسطيني في المؤسسات القانونية الدولية، على الرغم من التحديات المتعلقة بالتنفيذ.

سيكون لهذا القرار تأثير مزدوج: رمزياً، سيمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين، وسيكشف عيوب النظام الدولي في مواجهة المصالح السياسية للقوى الكبرى. وعملياً، سيضع صعوبات كبيرة أمام إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو القانوني.ـ إعادة الاعتبار للعدالة الدولية: يُمثل القرار اختبارًا لقدرة المحكمة الجنائية الدولية على تجاوز الضغوط السياسية الدولية والوفاء بالتزامها بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم الخطيرة، إذا تم تنفيذه بفعالية، قد يُعزز القرار دور العدالة الدولية في النزاعات الممتدة مثل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

التحديات القانونية والسياسية لقرار المحكمة الجنائية الدولية

في ظل اختلال موازين القوي، وعودة الهيمنة الاستعمارية بأساليبها القديمة، سيواجه القرار بعدد من التحديات أهمها:

رفض إسرائيل تنفيذ القرار

إسرائيل ليست طرفًا في نظام روما الأساسي، المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، وتؤكد باستمرار رفضها الاعتراف بولايتها القضائية. يشكل هذا تحديًا كبيرًا من حيث تنفيذ قرارات المحكمة، حيث يعرقل التعاون اللازم لإجراء تحقيقات فعّالة أو محاكمات عادلة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقويض قدرة المحكمة على فرض إجراءات حقيقية على الأرض.

الضغط على المحكمة الجنائية الدولية

الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة التي تعد حليفًا وثيقًا لإسرائيل، قد تستخدم نفوذها السياسي والدبلوماسي للضغط على المحكمة من أجل تعليق التحقيقات أو إلغائها. هذه التدخلات قد تعكس ازدواجية المعايير الدولية وتثير تساؤلات حول قدرة المحكمة على الحفاظ على استقلاليتها في مواجهة الضغوط الجيوسياسية.

ازدواجية المعايير الدولية

القرار يفتح بابًا للانتقادات بشأن الانتقائية في العدالة الدولية. فبينما تواجه إسرائيل تحقيقات دولية، لا تخضع دول أخرى يُزعم ارتكابها جرائم مشابهة لمثل هذه الإجراءات. هذا قد يعزز الشعور بعدم التوازن ويؤثر على مصداقية المحكمة في أعين بعض الدول.

عدالة تتحدى المصالح السياسية

في نهاية المطاف، سيكون لهذا القرار تأثير مزدوج: رمزياً، سيمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين، وسيكشف عيوب النظام الدولي في مواجهة المصالح السياسية للقوى الكبرى. وعملياً، سيضع صعوبات كبيرة أمام إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو القانوني. 

إن نجاح القرار يعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي للعدالة وسيادة القانون، ولكنه يثبت مجددًا أن الحقوق الفلسطينية حاضرة على أجندة العالم، حتى في ظل الواقع السياسي المعقد.

*محامي وناشط حقوقي يمني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الجنائية الدولية الفلسطيني مذكرات غزة الاحتلال احتلال فلسطين غزة الجنائية الدولية مذكرات سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قرار المحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة بنیامین نتنیاهو للعدالة الدولیة العدالة الدولیة نتنیاهو وغالانت المجتمع الدولی القانون الدولی النظام الدولی نتنیاهو ووزیر مع إسرائیل إسرائیل فی هذا القرار نظام روما فی مواجهة یؤدی إلى یمکن أن قرار ا

إقرأ أيضاً:

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (1) سليل الإرهاب

ابتداء من هذا العدد، تنشر بوابة «الأسبوع» فصولًا من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» للكاتب الصحفي مصطفى بكري رئيس التحرير، والصادر عن دار كنوز للنشر والتوزيع. وفي الحلقة الأولى يرصد المؤلف تاريخ نتنياهو منذ الطفولة وعلاقته بوالده الذي لقنه الأفكار المتطرفة والمعادية للعرب والفلسطينيين، خاصة وأن جده كان من كبار دعاة الحركة الصهيونية. لقد رباه والده على كراهية أي يهودي يقبل بمصافحة العرب، وكان دائم الترديد على مسامعه «أن العربي إذا مد يده بالسلام، فانظر إلى يده الأخرى.. فإنك ستجد خنجرًا ممدودًا إليك».

الحلقة الأولى:

-والده رباه على التطرف وكراهية العرب وجده من قادة الحركة الصهيونية

- كان يقول له: العرب أقل من أن تحدثهم أو تنظر إليهم

- المفكر الصهيوني المتطرف «جابوتنسكى» كان مثله الأعلى

في الثالث والعشرين من أكتوبر لعام 1949، ولد بنيامين تسيون نتنياهو في مستشفى “أسونا” بتل أبيب، أي بعد إعلان ولادة دولة الكيان الصهيوني بعام وخمسة أشهر تقريبًا.

كان جد بنيامين خطيبًا مفوهًا.. ومن كبار دعاة الحركة الصهيونية.. وكان يمتلك قدرات هائلة لجذب المزيد من يهود العالم، خاصة اليهود الشرقيين إلى “أرض الميعاد” حسب الوصف الصهيوني، وقد عرف عنه كرهه الشديد للعرب، ومن المؤمنين بضرورة اختفائهم من فوق ظهر الأرض.

وكان “تسيون” يرى ألا يكتفى اليهود بإقامة دولتهم في فلسطين فحسب، بل يجب أن تمتد حدودها في كل الأراضي والمناطق المجاورة لـ “أرض إسرائيل” في فلسطين على حد تعبيره.

وقد طبّع الجد ميليكوفسكي أولاده التسعة، ومن بينهم “تسيون نتنياهو” والد بنيامين بشخصيته القوية والمؤثرة.. حتى أن “تسيون” كان من فرط تأثره بآراء والده.. يردد أمام أولاده بأن العرب.. “دنس.. وأن الكلاب أفضل منهم لو أقاموا فى البلدان المجاورة لنا”.

ومن أقواله كذلك “إنك إذا سرت فى الطريق مع كلب.. أفضل من أن تسير مع عربى”.. وكان يردد على مسامع أولاده بأنه لا مجال للتعامل مع العرب إلا بإبادتهم.. وأنه لا حلول وسط فى هذه المسألة.

ومنذ صغره تشرب “بنيامين” من والده “تسيون نتنياهو” حبه لزعماء الحركة الصهيونية بل وتمجيدهم، حيث كان الأب يتغنى بآباء الحركة.. بينما نجله “بنيامين” ينقل عنه هذه الأغانى ويحفظها عن ظهر قلب.. بل ويرددها أمام أصدقائه بين الحين والآخر.. مبديًا تفاخره بأن والده هو صاحب هذه الأغانى.

وكانت هناك علاقة تربط فى ذلك الوقت بين والد بنيامين و”زئيف جابوتنسكى” مؤسس الحركة التصحيحية المتطرفة، حيث شكلت تلك العلاقة إدراك وعقلية “بنيامين نتنياهو”.. .ذلك أنه كان معروفًا عن المتطرف الصهيونى “جابوتنسكى” ميوله العدوانية الواضحة ضد العرب.. وكرهه الشديد لهم.

لقد كان كل من تسيون وجابوتنسكى يؤمنان بالعنف المطلق مع العرب وحتميته.. فيما كان يسعى “حاييم دايزمان” إلى المرونة فى التعامل معهم.

وفى هذا الجو المشحون بالعداء للعرب.. ولد “بنيامين تسيون نتنياهو”، حيث رباه والده على كراهية أى يهودى يقبل مصافحة العرب.. وكان دائم الترديد على مسامعه ”أن العربى إذا مد يده إليك بالسلام.. فانظر إلى يده الأخرى.. فإنك ستجد خنجرًا ممدودًا إليك”.!!

هذه الأفكار التى آمن بها والد “بنيامين نتنياهو” هى التى دفعت المتطرف الصهيونى جابوتنسكى لأن يعينه رئيسًا لتحرير صحيفة “هايروين” الصهيونية.. والتى من خلالها لمع اسمه وذاع صيته.. حيث تخصصت تلك الصحيفة فى مهاجمة كل يهودى أو مسئول يفكر ولو بشكل غير مباشر فى السلام مع العرب أو أن يجلس معهم على مائدة مفاوضات واحدة.

ومن الكلمات التى كان يرددها “تسيون” على مسامع ولده “بنيامين” قوله “إنك أفضل من أى عربى.. وإذا جلست فاجلس مع من هم نظراؤك.. فالعرب أقل من أن تحدثهم أو تنظر إليهم”.. إلا أن الأكثر تأثيرًا فى عقل “بنيامين نتنياهو” كانت هى تلك الكتب الصغيرة التى ألفها والده وآخرون من خلال دار النشر الصغيرة التى أنشأها.. وهى كتب تدور فى مجملها حول “أسس الحركة الصهيونية” و “كيفية إقامة دولة إسرائيل” و “إسرائيل المستقبل والأمل” و”العرب إلى الهاوية” و “إسرائيل العظمى فى كل البلاد العربية”.

كان “تسيون” حريصًا على تلقين ابنه دروسًا يومية فى السياسة.. شارحًا له بالتفصيل كيفية تفكير “جابوتنسكى” القائد الملهم له.. والذى سيصبح أيضًا القائد الملهم لنجله “بنيامين”!!

لقد عرف جابوتنسكى بكثرة تنقلاته وسفرياته بالاضافة إلى علاقاته الوطيدة بعدد من المسئولين الأمريكيين، والترويج لمقولاته أينما ذهب، فاستطاع بذلك أن يضم إلى جانبه آلاف المتطرفين والذين أمنوا بمقواته

فى العام 1940، شغل “تسيون نتنياهو” منصب السكرتير الشخصى لجابوتنسكى، وبات ملازمًا له فى كل رحلاته وتحركاته.. وأتاح له ذلك الاطلاع على العديد من الأوراق السرية التى كان يتم الإعداد والتخطيط من خلالها لإقامة دولة إسرائيل، وقد ضمت هذه الأوراق وثائق فى غاية الأهمية احتفظ بها “تسيون” وحده بعد وفاة جابوتنسكى.. وكانت هذه الوثائق تحمل عبارة تقول: “إلى كل مخلص.. إلى كل وطنى.. إلى كل شريف فى هذا الكون.. إذا ما وقعت هذه الأوراق فى يدك.. عليك أن تكون أمينًا فى تنفيذ ما بها حتى ترضى الله.. فشعب الله المختار الذى شرد ونهبت ثرواته لابد أن يعود.. وعندما يعود لابد أن يكون سيد العالم.. ومع سيادة العالم لابد من إبادة العرب الأقذار”.

هذه الأوراق السرية لم يتح لأحد الإطلاع عليها سوى “تسيلاه سيجل” والدة “بنيامين نتنياهو”.. ثم شاء القدر أن تشكل تلك الأوراق رؤية “بنيامين” فى المستقبل، حتى أنه من كثرة قراءته لهذه الوثائق حفظها وكان دائم الترديد لها.

وقد كان والده حريصًا على ألا ينسى نجله “بنيامين” ما تحمله تلك الوثائق من أفكار ومعتقدات، حتى أنه كان يطلب منه ترديدها فى إطار حلقات استماع كان يعقدها بحضور بقية اخوته، لدرجة أن والدته “تسيلاه” كانت تشفق عليه من والده الذى كان دائم الإصرار على تلقينه كل دروس الصهيونية.

وكانت “تسيلاه” ذاتها صهيونية متطرفة.. فهى من أسرة ثرية تنتمى لرجل أعمال يهودى، لديه العديد من المشروعات المتعددة والمترامية الأطراف، سواء فى الولايات المتحدة أو إسرائيل.. حيث كان يخصص ريعًا سنويًا من هذه المشروعات، بالإضافة إلى مساهمات كبيرة من أجل تنشيط الحركة الصهيونية.

وكان لدى والد “تسيلاه” تطلع دائم بأن يسخر كل القوى الدعائية لصالح إسرائيل والحركة الصهيونية.. ولذا فقد كان يسعى للسيطرة على وسائل الإعلام المختلفة من أجل دعاية مؤيدة للصهيونية.

وحين اشتد عود “تسيلاه” وأصبحت زميلة لـ”تسيون” فى حركة جابوتنسكى، جمعهما كره مشترك لعائلة وايزمان.. ومن هنا تبرز طبيعة العداء الذى حمله “بنيامين” عن والده ووالدته لرئيس إسرائيل الأسبق عيزرا وايزمان.

كانت والدة “بنيامين” تعشق القانون.. ورأت أن دراستها له يمكن أن تفيد الحركة الصهيونية أكثر بكثير من دراستها لأى فرع من فروع العلم الأخرى، حيث رأت أن القانون سيعلمها المنطق وتفنيد الحجج المضادة التى يمكن استخدامها ضد إسرائيل، خاصة من جانب العرب فى حال إقامة دولة إسرائيل.. وكان ولعها بالقانون وسيلة لتحقيق حلم الصهيونية الكبرى وتنفيذ تعليمات “جابوتنسكى” فى أن دراسة القانون مفيدة لأسس الحركة.. وأنها ستعطيها قوة جديدة تضاف إلى قوة المفكرين للحركة.

كانت “تسيلاه” مؤمنة بأن “جابوتنسكى” على حق حين أدرك أن الخطابة وحدها ليست كافية لدعم أسس الحركة.. وأنه لابد من سفراء لهذه الحركة فى مختلف دول العالم وأن سفراء هذه الحركة لابد أن يكونوا على قدر كبير من العلم والفهم الكامل لمتطلبات الحركة فى العقود القادمة.

وكان جابوتنسكى حريصًا على توجيه تلاميذه إلى دراسة فروع العلم المختلفة.

وقد برز تفوق “تسيلاه سيجل” بشكل واضح لدى دراستها للقانون بالجامعة العبرية بالقدس.. وعرف عنها الصراحة والجدية فى عملها ودراستها.. ودفعتها دراستها للقانون إلى السفر إلى لندن، حيث انضمت هناك إلى الحركات الصهيونية الناشئة فى ذلك الوقت، وأبرزت اهتمامًا ملحوظًا بأنشطتها داخل تلك الحركات، حتى أنها أصبحت واحدة من القيادات المعروفة بتخطيطها الجيد من أجل إقامة دولة إسرائيل.. واستطاعت “تسيلاه” الارتباط فى ذلك الوقت بمن يعرفون بزعماء وآباء الحركة الصهيونية فى إنجلترا.. وتمكنت بفضل تلك الروابط الوثيقة من أن تسافر إلى العديد من البلدان الأوروبية.

فى ذلك الوقت.. كان “جابوتنسكى” المرتبط بآباء وزعماء هذه الحركة يعزز من وضعية “تسيلاه” ولأن “تسيون نتنياهو” كان رئيسًا لتحرير صحيفة “هايروين” ويتابع أنشطة “تسيلاه” رأى أنه من المناسب الارتباط بهذه الفتاة التى تشاركه الفكر والحلم فى إقامة دولة إسرائيل.. وخصوصًا أن العديد من الصفات الأخرى ربطت بينهما.. وفى مقدمتها الكره الشديد للعرب وضرورة العمل على إزالتهم من الوجود.

ولذا.. حين التقى “تسيون” و “تسيلاه” كونا ثنائيًا مشتركًا.. وكانا يكرهان أى شخص يحمل جنسية أية دولة- حتى ولو كان يهوديًا- يتحدث عن العرب بلغة لا يرغبانها.

كل هذه المؤثرات النفسية المعقدة لكل من «تسيون وتسيلاه» ورثها عنهما فيما بعد ابنهما «بنيامين» الذى قدر له فيما بعد تولى رئاسة حكومة إسرائيل لأكثر من مرة.

ومع حدوث الزواج بين “تسيون وتسيلاه” استجابت الزوجة لمطالب زوجها وقررت التفرغ لمعاونته.. ومع وفاة “جابوتنسكى” كان همهما الأول هو كيفية العمل على تنفيذ وصاياه التى يحتفظ بها “تسيون” والذى رأى أن تنفيذها يمكن أن يتم من خلال طبع كتيبات ونشرها على جميع يهوديّ العالم حتى يتجمع اليهود حول الفكرة الصهيونية الأساسية وهى “إسرائيل العظمى”.

وبالفعل بدأت سلسلة كتب “تسيون” فى الظهور بفضل معاونة زوجته والتى تلقت بدورها دعمًا من والدها رجل الأعمال المعروف فى الولايات المتحدة، الذى أخذ على عاتقه نشر كتب “تسيون” بين يهود أمريكا.. ثم انتشرت الكتب فى العديد من الدول الأوروبية عبر اليهود الأمريكان.

وبدأ صيت “تسيون” ينتشر بين اليهود فى العالم.. غير أن والد “تسيلاه” لم يرق له ذوبان شخصية ابنته فى شخصية زوجها.

فى العام 1946 قرر “تسيون” أن يكون أبًا من آباء الصهيونية، رافضًا أن يكون مجرد داعٍ لها.. فنصحته “تسيلاه” بأن يحصل على درجة الدكتوراه باعتبار أن ذلك سوف يسهم فى وضعه العلمى بين صفوف اليهود.. وكانت ترى أن هذا الطموح يمكن أن يجعله على رأس دولة إسرائيل.

وبالفعل حقق “تسيون” طموحه، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية “درونس” فى فيلادلفيا بالولايات المتحدة غير أن هذه الدرجة العلمية خلقت له العديد من المشاكل مع الزعامات اليهودية الموجودة فى الولايات المتحدة خصوصًا بعد شعورهم بأنه يسعى إلى تخطيهم فى طريقه للصعود إلى قمة سلم الدولة الوليدة.

فى ذلك الوقت ثار الكثير من الجدل بين القيادات اليهودية فى الولايات المتحدة، حيث كان البعض يرى أن التفاوض مع العرب يمكن أن يمثل إحدى وسائل إقامة دولة إسرائيل، إلا أن “تسيون” كان يرى عكس ذلك معتبرًا أن العنف هو الوسيلة الأساسية لإقامة الدولة.

وحين احتدم الخلاف بين الزعامات الصهيونية فى الولايات المتحدة قرر “تسيون نتنياهو” العودة إلى إسرائيل فى العام 1948وذلك بعد وقت قصير من قيامها على أرض فلسطين المحتلة.

ولم يكن “تسيون” على وفاق مع مسئولى الدولة الإسرائيلية الوليدة معتبرًا أنهم تنكروا لنضاله ودوره فى إقامة دولة إسرائيل.. حيث كان يرى أن كتبه وأبحاثه التى انتشرت فى العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد أسهمت فى إقامة هذه الدولة.. والحصول على تأييد الأوروبيين والأمريكان.. فى حين كان ساسة إسرائيل ينظرون إليه بازدراء لأنه كان أنانيًا ومحبًا لذاته.

ورغم رفض ساسة إسرائيل التعاون معه إلا أنه كان يسعى إلى مشاركة القيادات الإسرائيلية فى مناظراتهم وندواتهم حول مستقبل الدولة الإسرائيلية.. وكان يردد دائمًا أنه تلميذ لجابوتنسكى، وأنه من أكثر الذين تحملوا العبء الأكبر من أجل إقامة هذه الدولة.

ووسط هذه الأجواء جاء “بنيامين تسيون نتنياهو” إلى الدنيا فى عام 1949.. حيث شهد هذا العام صراعًا مريرًا ومعقدًا بين تسيون ومناحم بيجين الذى تولى فيما بعد رئاسة الوزارة الإسرائيلية وعقد اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات.

كان الصراع فى مجمله يدور حول الحركة التصحيحية التى أرسى قواعدها “جابوتنسكى”.. وكان مناحم بيجين يرى أنه أكثر قدرة من تسيون على السيطرة على مقاليد الأمور داخل الحركة المتطرفة.

هذا الصراع الذى نشأ بين تسيون ومناحم بيجين لم يكن ليختفى أبدًا عن ذاكرة الطفل “بنيامين” الذى شب على كراهية “بيجين” منذ صغره، حيث اعتبره السبب الأساسى وراء القضاء على مستقبل والده السياسى.

ومنذ ذلك الحين تملكت “بنيامين نتنياهو” رغبة جامحة فى كيفية الانتقام لوالده وإعادة الاعتبار إليه.. وكان يرى أن ذلك لن يتحقق إلا بوصوله إلى مقعد رئاسة الوزراء فى إسرائيل.

وبالرغم من انضمام “بنيامين نتنياهو” إلى ذات تكتل الليكود الذى أوصل “مناحم بيجين” إلى رئاسة الوزراء فى إسرائيل إلا أنه كان يعتبر أن ما أقدم عليه “بيجين” من توقيع معاهدة للصلح مع مصر بمثابة خطأ إستراتيجى لا يغتفر.. وكان يرى أن “بيجين” تسرع فى التوقيع على هذه المعاهدة.. بينما كان بإمكانه المماطلة لسنوات طويلة يحصل خلالها على السلام دون التفريط فى شبر واحد من الأرض التى احتلتها إسرائيل فى شبه جزيرة سيناء.

لقد شهد “بنيامين” كيف أن بيجين أزاح والده عن طريقه، وكان بيجين يردد دائمًا أن “تسيون نتنياهو” لم يحارب مع منظمة “أتسل” وهى المنظمة العسكرية الإسرائيلية “الوطنية” وأنه لم يقدم أى تضحيات.. ولذا رفض منحه أى منصب.

من جانبه قرر “تسيون” ألا يستسلم لأفكار “بيجين” والقيادات اليمنية الإسرائيلية وأخذ على عاتقه أن يكون زعيمًا لحركة “حيروت” إلا أن الحركة رفضته.. مما فسره بأن هناك مؤامرة على مستقبله السياسى.

لقد نصحه أحد أصدقائه بالتخفيف من أفكاره المتطرفة للغاية إلا أن زوجته “تسيلاه” رفضت أن يقدم تسيون أية تنازلات فى هذا الصدد.. وطالبته بالتمسك بموقفه.. وأن يترك السياسة ويلتحق بالسلك الأكاديمى فى الجامعة العبرية.

اقرأ أيضاً«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. كتاب جديد لـ مصطفى بكري يكشف فيه بالوثائق استراتيجية الكيان الصهيوني للهيمنة على المنطقة

نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى (2)

مصطفى بكري عن كتابه «حلم إسرائيل الكبرى»: يكشف سيناريو ما هو متوقع

مقالات مشابهة

  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (1) سليل الإرهاب
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي
  • قبل محاكمته في الجنائية الدولية..الفلبين: لن نتدخل للدفاع عن دوتيرتي
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • غولان: نتنياهو باع أمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي
  • ماذا سيجري في الجلسة الأولى؟.. مثول الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي أمام “الجنائية الدولية”
  • الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي يمثل أمام الجنائية الدولية
  • ضجة في إسرائيل - اتهامات متبادلة بين نتنياهو والشاباك
  • المستقلين الدولية «IOI» ترصد مستقبل اللاجئين السوريين