موقع 24:
2024-11-22@14:20:01 GMT

التأفيف حين يكون إيجابياً

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

التأفيف حين يكون إيجابياً

صدر كتاب "التثقيف.. زمن التأفيف"، عن دار نشر ديوان 2024، وهو من تأليف الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي تهتم بالفن التشكيلي والفيلم السينمائي، وأبدعت فيهما، كما عينت أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية من قبل الألسكو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) عام 2021، ومن خلال دورها في السفارة الثقافية، أطلقت موقع بوابة النقوش العربية، كما قُدمت أكثر من 90 فعالية محلية عربية ودولية، وأطلقت فيها كثيراً من المبادرات، بالإضافة إلى كتابتها لمقالات نقدية متنوعة الموضوعات في الصحف والمجلات.


لفت نظري غلاف الكتاب، من إبداع الفنان كريم آدم، وهو كولاج لصور سينمائية وتمثال وفيلم وشاشات مفتوحة؛ القراءة البصرية للغلاف تشير إلى أن محتوى الكتاب يتناول الثقافة بكل فنونها، إضافة إلى استخدامه للألوان المبهجة.
أتوقف عند إهداء الكتاب لوالدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح حيث كتبت عنه "ألهمتنا نعمة التحاور والتفكر، ولأنك أهديتني الكتب". فعلا إنها نعمة، حين تقوم التربية على الحوار والنقاش المثمر؛ لأن الصامت لا يُعرف ما بداخله، ولا يُسمع صوته. وهي نعمة حين تبنى العلاقات الإنسانية عليها. وأما إهداء الكتب فهو من أجلّ النعم؛ لأنها مصدر أساسي للثقافة ولفتح نافذة على الذات والآخر، يدرك الأبناء قيمتها أكثر حين يكبرون، ويرون كيف أثرت فيهم هذه الكتب.
عنوان الكتاب "التثقيف زمن التأفيف" يثير التساؤل منذ اللحظة الأولى، فما معنى التأفيف؟ إن التأفيف من كلمة أف، التي قد تكون من الضجر أو الملل أو الرفض، لكنها هنا تنحو منحى إيجابيا للتعبير عن الدهشة والسؤال، ولاقتراح الحلول.
تقول الشيخة اليازية بنت نهيان في التمهيد: "سنبدأ – مجبرين أو مخيرين – التأفف الآن، سنبدأ بالحيرة والتساؤل، سنبدأ بالتشخيص، والتحليل، والتعمق؛ لأجل الفهم والإدراك، إذن هي دعوة إلى التنقل بين محاور ثقافية، سارحين في ذواتنا لاستكشافها، ولنعرف أسرارها". يتضح هنا منهج الكتاب الذي يعتمد على التحليل، والاستكشاف، من خلال سرد الحوادث والأساطير والنقوش. كما تناولت في بعض المقالات أحدث الدراسات، من خلال تحليلها، ومن ثم الوصول إلى نتائج، ووصولا إلى الاستيكرات في الهاتف مثل استيكرات عبلة كامل، مما يدل على ذكاء وقدرة على التواصل مع المثقفين وعامة الناس.
وطرحت الكاتبة موضوع علم الأنساب والكنى، واستخدام ابن وبنت في الاسم، وضرورة تفعيل ذلك أكثر في حياتنا المعاصرة، بعد أن قلّ الاهتمام به. وترى أن حب معرفة أصول نسب أي إنسان هي محبة فطرية. ومن اللافت للنظر قدرة الكاتبة على التتبع الزمني لهذا الموضوع مثل حديثها عن قبيلة عذرة التي تنتمي إلى قضاعة، مع الاستشهاد على ذلك من المصادر العربية وغيرها.
يعكس الكتاب مدى حب الشيخة اليازية بنت نهيان للغة العربية، وتأكيدها الدائم على جمالياتها وقدرتها على مواكبة العصر والتطور الجاري، ومن ذلك إهداؤها الكتاب لمركز أبوظبي للغة العربية، وطرحها لموضوع الاختصارات في اللغة العربية، مثل "ص" لـ "صلى الله عليه وسلم" و "س" لـ"سورة"، وما إلى ذلك من اختصارات، وبذلك سبقت غيرها، ويمكن استخدام الاختصارات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
التراث العربي بكل مجالاته وفنونه بحاجة إلى أن يصل إلى الجميع؛ لهذا كما تساءلت الكاتبة  "أين يمكننا أن نطلع على أسرار تاريخنا؟ من يزود المحرك البحثي بالبيانات والمعطيات والتفسيرات". إنه دور الجميع، خاصة المثقفين، والجامعات، والمؤسسات، كل واحد في مجاله.
طرحت الكاتبة موضوع الهوية الوطنية، وضرورة تعزيزها في نفوس الجيل الجديد، واستدامة هذه التقاليد، فتقول في كتابها: "تتخالف الأجيال، وتتصالح بمقدار تصالح المتغير والثابت أو تجاوز الأول على الآخر، المعركة دائرة...الصلح معقول صدقوني". يمكن تحقيق ذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الثقافة والمحافظة على الهوية الوطنية.
وقد ركزت المؤلفة في التمهيد وبعض المقالات وحتى في الخاتمة على دور الأسرة، ورأت مدى افتقاد تجمع العائلة للفرجة والاستمتاع بالمشاهدة، أي افتقاد ذوق العائلة لانشغال الجميع بهاتفه وشاشته الخاصة، وهي تركز في ذلك على أهمية الوعي الفردي، الذي يصنع الفارق؛ لأن الإنسان الواعي المدرك يستطيع تحسين جودة حياته وعلاقاته.
نصل في النهاية إلى أن التأفيف هو أبو الإبداع وأمه أيضاً، وأنه من المهم الاستمتاع بالآداب والفنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية من خلال

إقرأ أيضاً:

جامعة عدن تُبهر ببحث علمي في ملتقى الجامعات العربية بالشارقة

شمسان بوست / متابعات:

شارك رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور، بورقة علمية باسم جامعة عدن في الملتقى الثاني لتوأمة الجامعات العربية والموسومة بـ (ريادة الأعمال الخضراء .. الرؤية والمقترحات)، الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) تحت شعار “ريادة الأعمال الخضراء والفرق البيئية التطوعية في الجامعات العربية- آفاق نحو التعاون المشترك”، وتستضيفه جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

واستعرض الأخ رئيس جامعة عدن في الورقة العلمية رؤية ومفهوم وأهمية ريادة الأعمال الخضراء وأنواعها ومجالات عملها ودور الجامعات في هذا الجانب، وعلاقة ذلك بالحدائق الجيولوجية، متطرقًا إلى رؤية جامعة عدن حول ريادة الأعمال الخضراء ومقترحاتها، وسعيها إلى أن تكون مركزًا للابتكار والبحث في مجال ريادة الأعمال الخضراء من خلال تعزيز الوعي بالاستدامة، وتطوير المهارات اللازمة، ودعم المبادرات البيئية، مؤكدًا بأن هذه الرؤية تهدف إلى إعداد قادة المستقبل الذين يمكنهم المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإسهام الجامعات من خلال دورها التنويري الأكاديمي، لتحقيق مستقبل مستدام.

ويهدف الملتقى الذي تستمر أعماله للمدة من (20 إلى 22 نوفمبر الجاري) بمشاركة نحو 100 من الرؤساء والقيادات والممثلين عن 80 جامعة عربية، إلى جمع رؤساء الجامعات من الدول العربية كافة في بيئة أكاديمية أخوية لتعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل الأفكار والخبرات، واستكمالًا لبرنامج التوأمة من خلال تعزيز وتدعيم أواصر التعاون مع عديد من كبرى الجامعات العربية.

مقالات مشابهة

  • جامعة عدن تُبهر ببحث علمي في ملتقى الجامعات العربية بالشارقة
  • حركة فتح: نأمل أن يكون قرار "الجنائية الدولية" بداية لمحاكمة نتنياهو
  • متحف الطباعة في طهران يوثق تاريخ الآلة الكاتبة
  • المجلس العسكري في مالي يعين رئيسا جديدا للوزراء.. من يكون؟
  • المغرب يتعادل إيجابيا مع الجزائر في تصفيات كأس أمم إفريقيا
  • أسعار صرف العملات العربية خلال التعاملات المسائية
  • نهيان بن مبارك يفتتح معرض "توظيف x زاهب"
  • نهيان بن مبارك: تعزيز التعليم في بيئة تحتضن التعدد الثقافي
  • أخنوش: مخرجات الحوار الإجتماعي ستخلق أثرا إيجابيا على الدينامية الصناعية