السعودية.. هل ما زال “الراتب لا يكفي الحاجة”؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
كشفت نتائج دراسة جديدة عن عدم رضا 62 في المئة من الموظفين بالسعودية عن رواتبهم، معتبرين أنها “لا تعكس مستوى الجهد والعمل المبذول”، في وقت أكدت فيه الحكومة السعودية وعيها بضرورة تحسين الأجور مستقبلا.
وأظهرت دراسة “تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية لرفع الإنتاجية في المنظمات السعودية”، التي نوقشت في منتدى الرياض الاقتصادي، الاثنين، أن الموظفين “يشعرون بعدم كفاية الرواتب التي يحصلون عليها مقابل عملهم”، كما كشفت أن 45 في المئة منهم “يشعرون بالتوتر في العمل”.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أحمد بن سليمان الراجحي، أن “السعودية وصلت إلى مرحلة ناضجة في سوق العمل، إذ انتقل التركيز من مجرد البحث عن وظيفة إلى تعزيز جودة الحياة الوظيفية”.
ودعا الوزير السعودي خلال المنتدى، أصحاب الأعمال إلى “إعادة النظر في سياسات الأجور”، معربا عن أمله في أن “تعمل الوزارة على دراسة وتنفيذ التوصيات المطروحة في المنتدى، بما يحقق أهداف تحسين جودة الحياة الوظيفية، وزيادة الإنتاجية في سوق العمل”، حسبما نقلت صحيفة “سبق” المحلية.
وفي حين يرى المسؤول السعودي في هذه النتائج فرصة لتحسين بيئة العمل وتطوير سياسات الأجور، تباينت التحليلات بشأن تأثير عدم رضا الموظفين عن رواتبهم على واقع الاقتصاد السعودي ومستقبل رؤية 2030، بين من يراها “جرس إنذار” لأزمة متفاقمة، ومن يعتبرها مجرد تحدٍ مرحلي قابل للمعالجة.
“جرس إنذار”
في هذا الجانب، قال الناشط الحقوقي السعودي، طارق بن عبد العزيز، إن الأرقام التي تقدمها هذه الدراسة “جرس إنذار يسلط الضوء على مشكلة تتفاقم منذ سنوات”، مشيرا إلى أن السبب ليس فقط في الرواتب نفسها، بل في عدم مواكبتها للارتفاع الكبير في تكلفة المعيشة بالمملكة.
وأشار الناشط المقيم بالولايات المتحدة، في تصريح لموقع “الحرة”، إلى أن “السعودية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الضرائب، وزيادة أسعار البنزين والسلع الأساسية، وهو ما أثقل كاهل المواطن دون أن يقابله ارتفاع في الرواتب أو تحسين في الدخل”.
وتابع “الأمر يتجاوز الموظفين في قطاع عام أو خاص ليشمل المواطنين كافة، الذين يشعرون بأن أوضاعهم المعيشية تتراجع بدلاً من التحسن”، معتبرا أن “الوضع المادي للمواطن السعودي أصبح يتراجع مقارنة بنظرائه في دول الخليج ذات الظروف المشابهة”.
وأوضح أن “رؤية 2030 كانت تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطن ورفاهيته وهو أمر جميل، لكن بعد مرور ثماني سنوات من بدء العمل عليها، نجد أن الواقع يعكس العكس”، لافتا إلى “عدم تحقيق تحسن واضح في دخل المواطنين، ولا انعكاس مباشر لنجاح مشاريع الرؤية على حياتهم اليومية، وبدلاً من معالجة هذه القضايا، نشهد تزايد الفجوة بين ما يُعلن وما يعيشه المواطن”.
ورؤية 2030، هي خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الطموحة التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف لإعداد المملكة الخليجية لمرحلة ما بعد النفط، من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات العامة وجذب الاستثمارات الخارجية.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة تشكيل للاستشارات الإدارية ومقدم الدراسة، مشاري بن محمد الشلهوب، أن البحث هدف إلى تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية في المنظمات السعودية لتعزيز الإنتاجية والتنمية.
وأجرت الدراسة، التي نوقشت في جلسة حوارية بحضور أكثر من 1500 شخص من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال، تقييما للسياسات الحالية ومقارنتها بأفضل الممارسات العالمية.
وأكدت النتائج أن تحسين جودة الحياة الوظيفية سيسهم في خلق سوق عمل أكثر تنافسية، ويعزز تصنيف السعودية في مؤشر التنمية البشرية، ويدعم التنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق متصل، اعتبر بن عبد العزيز، أن نتائج الدراسة الأخيرة “يجب أن تكون دافعا لتحقيق خطوات ملموسة لإصلاح بيئة العمل وزيادة الرواتب بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “مواجهة الواقع بشفافية والعمل على تحسينه هو السبيل الحقيقي لتحقيق تطلعات المواطنين وأهداف الرؤية”.
اعتراف رسمي وإنجازات اقتصادية
في المقابل، يقول الخبير الاقتصادي، محمد البيشي، إن مسألة عدم الرضا الوظيفي تبقى مسألة طبيعية، حيث يتطلع الموظفون لزيادة رواتبهم في ظل ارتفاع الأسعار والضغوط التضخمية في الفترة الأخيرة.
وقال البيشي في تصريح لموقع “الحرة”، إن “هذه مشكلة معترف بها على أعلى المستويات الحكومية، حيث سبق لولي العهد أن أشار في لقاء تلفزيوني إلى أن خفض البطالة إلى ما دون 7 في المئة يمثل الهدف الأول، يليه تحسين رواتب 50 في المئة من موظفي الدولة في مرحلة لاحقة”.
وأضاف البيشي أن معدلات البطالة شهدت تحسناً ملحوظاً، إذ انخفضت من 12.7 في المئة إلى نحو 7 في المئة، مع ارتفاع كبير في معدلات مشاركة المواطنين والمواطنات في سوق العمل، خاصة في القطاع الخاص.
وحقق سوق العمل السعودي إنجازات مهمة في مجال التوظيف والمشاركة الاقتصادية. إذ ارتفع عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.34 مليون، بزيادة 35 في المئة. كما زادت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بشكل لافت، من 23.2 بالمئة إلى 35.4 بالمئة، وفقا للأرقام التي قدمها الوزير السعودي.
كما تقدمت الرياض في عدة مؤشرات دولية متعلقة بسوق العمل خلال عام 2023، وتقدمت إلى المركز 22 في مؤشر لوائح العمل، والمركز 19 في مؤشر العمالة الماهرة، والمركز 11 في مؤشر إنتاجية القوى العاملة، والمرتبة 15 في مؤشر مساواة الأجور للعمل المماثل.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي يسجلها سوق العمل السعودي، يظل تحدي الرواتب ومستوى رضا الموظفين عنها تحديا يلقي بظلاله على مسار رؤية 2030، لا سيما مع تحذير الدراسة من أن واقع الأجور الحالي يفرض تحديات على قدرة المؤسسات في المحافظة على مواهبها.
في هذا الجانب، يؤكد البيشي أن هذا لن يؤثر على تحقيق الأهداف، موضحاً أن الغرض من الدراسة يبقى أساسا العمل على تحسين الرواتب مستقبلا وفهم احتياجات الموظفين بشكل أفضل.
وأوضح أن حجم القوى العاملة وجودة الأداء الوظيفي شهدا تحسناً ملحوظا، الأمر الذي يصب في مصلحة تحقيق أهداف رؤية 2030.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی سوق العمل فی المئة رؤیة 2030 فی مؤشر إلى أن
إقرأ أيضاً:
غادة عبد الرازق تكشف أسرار “شباب امرأة”.. وتواجه التحدي بثقة!
متابعة بتجــرد: كشفت النجمة غادة عبد الرازق أسراراً جديدة عن مسلسلها “شباب امرأة”، معبرةً عن حماستها لعرض المسلسل خلال النصف الثاني من السباق الرمضاني الجاري.
وتحدثت غادة خلال تصريحات صحافية عن المقارنات التي عقدها البعض قبل بداية المسلسل بينها وبين النجمة الرّاحلة تحيّة كاريوكا، مؤكدةً أنّها ترفض مقارنتها مع النّجمة الكبيرة التي لا يمكن أن يكرّرها الزّمن، مشيرةً إلى أنّ إعادة تقديم فيلم “شباب امرأة” بتحويله إلى مسلسل، هدفه الأساسيّ تعريف الجيل الجديد على الفيلم بطريقة عصريّة وحديثة.
وأكدت غادة أنّ فيلم “شباب امرأة” هو بين أهم مئة فيلم في تاريخ السّينما المصريّة، لأنّه شارك في “مهرجان كان السينمائيّ”، والممثّلة والرّاقصة تحيّة كاريوكا سارت على “الرّيد كاربت” بالجلابيّة المصريّة وكانت أيقونة للفنّ الشّعبيّ المصريّ وتمّ وضع صورتها على بوسترات كبيرة في مدينة كان الفرنسية.
وأشارت عبد الرّازق إلى أنّها أرادت من خلال المسلسل أن تسرد لحفيدتيها هذا التّاريخ، وتعرف رأيهما بأدائها في العمل، مشيرةً إلى أنّ ابنتها روتانا تُحب الأعمال المصريّة القديمة وتتابعها معها.
وأضافت عبد الرّازق أنّ مقارنة فريق عمل المسلسل مع أبطال الفيلم من الممثّلين الكبار، فيه ظلم كبير، مشيرةً إلى أنّها متأكّدة من أنّ الفنّانين والنقّاد لن يجلدوا أبطال المسلسل بالنّقد، فهي تؤمن بأنّ الفرصة يجب أن تُتاح للجيل الجديد من الممثّلين الذين يشاركون في العمل، لأنّ مصر ولاّدة وتحتاج الى نجوم ونجمات من كل الأعمار.
وعن أسباب قبولها بتجديد الفيلم، أشارت غادة إلى أنّ ذلك يحصل في العالم أجمع، ومصر هي جزء من هذا العالم ولديها تاريخ فنّيّ عريق، خصوصاً أنّ تحيّة كاريّوكا فنّانة عظيمة، لذلك فهي قبلت التحدّي، حتّى وإن لم يكن في صالحها، لتؤكّد بذلك أنّ مصر تاريخ لن ينتهي وتمتلك قامات فنّية عظيمة.
كما أشارت غادة إلى أنّها تقدّم قصّة المسلسل بطريقة عصريّة مختلفة عن الفيلم، لأنّ أحداث “شباب امرأة” تحصل يوميّاً، وستحصل في المستقبل أيضاً بدون شكّ.
أمّا عن جرأتها في المراهنة على الجيل الجديد من الممثّلين، ومنهم داليا شوقي ويوسف عمر، فقد لفتت غادة إلى أنّهما كانا عند حُسن ظنّها ولم يستهترا وتعبا كثيراً.
وأشارت غادة إلى أنّ الممثّل محمد محمود محترف، وقدّم دوراً خطيراً لشخصية “عبد الوارث عسر”، لافتةً إلى أنّها ستنتظر رأي الجمهور ولن تتحدّث كثيراً عن العمل.
كما شكرت عمرو وهبة، الذي وصفته بـ”الكارثة” من كوارث الزّمن، كاشفةً أنه هو مَن أعطاها “الإيفيه” الباهر: “أنا عاملة عمليّة وشايلة الحنّيّة”.
وردًّا على سؤال عن قلقها قبل عرض العمل في النّصف الثاني من شهر رمضان المبارك، قالت غادة إنّها بالتّأكيد قلقة، خصوصاً أنّ المسلسل صوّر في ثلاثين يوماً فقط، ويأتي بعد عرض عدد من المسلسلات، كما أنّه مهدّد بالمقارنة مع الفيلم الأصليّ، لكن فريق العمل وجميع الممثّلين كانوا على قدر المسؤوليّة.
أما على سؤال عن الأمر الذي يزعجها، وهل هو الزّواج؟ فأجابت غادة عبد الرازق أنّها لا تمانع في فكرة الزّواج مجدّداً، لكن يجب أن يكون رجلاً يحترمها ويقدّرها ويحبّها، مشيرةً إلى أنّ الزواج هو في علم الله والغيب.
main 2025-03-17Bitajarod