أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، إطلاق روسيا صاروخا باليستيا فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو.

وأشار بوتين، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إلى أن الضربة جاءت ردا على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية من طراز "أتاكمز"، وأخرى بريطانية من طراز "ستورم شادو".

وأوضح الرئيس الروسي أن الهجوم يمثل ردا على التصعيد الغربي، محذرا من إمكانية استخدام مزيد من هذه الصواريخ، مع الالتزام بتحذير المدنيين مسبقا قبل أي هجمات مماثلة، واعتبر أن الغرب قد حوّل الصراع في أوكرانيا إلى نزاع ذي أبعاد عالمية.

ردود

من جهته، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "تصعيد خطير وواضح"، داعيا إلى إدانة عالمية قوية.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" إن استخدام هذا السلاح الجديد يثبت أن روسيا غير مهتمة بالسلام. وأضاف "على العالم أن يرد بقوة على مثل هذه الأفعال. أي تهاون سيكون بمثابة تشجيع لروسيا على مواصلة التصعيد".

أما على الجانب الأميركي، فقد صرح مسؤولون أن روسيا أخطرت واشنطن قبيل تنفيذ الهجوم، في حين أبلغت واشنطن حلفاءها في كييف بضرورة الاستعداد لمثل هذه الأسلحة.

وتعتقد واشنطن أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى في هجومها على أوكرانيا، حيث صرح الجيش الأميركي أن الصاروخ الروسي الجديد يعتمد في تصميمه على صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "آر.إس-26 روبيغ"، وهو صاروخ أطول مدى صُمم لضرب أهداف بعيدة المدى.

وأضاف مسؤولون أميركيون أن هذا الصاروخ الجديد ما زال في مرحلة تجريبية، ويُعتقد أن موسكو تمتلك عددا محدودا منه.

وعلى الجانب الأوروبي، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيره البريطاني ديفيد لامي، في مقال مشترك نشر بصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، التزام بلادهما بمنع بوتين من "إعادة كتابة مبادئ العلاقات الدولية"، وتحقيق أهدافه في أوكرانيا.

وشدد الوزيران على أن بريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع الحلفاء، سيبذلان كل الجهود الممكنة لدعم أوكرانيا في الحصول على سلام عادل ودائم.

واتهما المسؤولان بوتين بالسعي إلى تدمير المنظومة الأمنية الدولية التي حافظت على السلام لعقود عبر اللجوء إلى "حكم الأقوى"، إذ إن الحرب في أوكرانيا لم تعد مقتصرة على حدود أوروبا، بل باتت تهدد استقرار العالم بأسره.

وأكدا أن العنف والقوة لن يكونا السبيل لتحقيق سلام دائم، مع الإشارة إلى صراعات أخرى مثل الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وفلسطين المحتلة.

حلف الناتو

أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن استخدام روسيا لهذا الصاروخ الجديد لن يؤثر على مسار الحرب أو تصميم الحلفاء على دعم أوكرانيا.

وقالت المتحدث باسم الحلف فرح دخل الله إن الهجوم يهدف إلى "ترهيب المدنيين وحلفاء أوكرانيا"، مشددا على أن ذلك "لن يثني الناتو عن تقديم الدعم اللازم لكييف".

وأوضح فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو والمتخصص في تكنولوجيا الصواريخ، أن الصاروخ الروسي الجديد قادر على حمل رؤوس نووية، مما يبعث برسائل واضحة حول نوايا موسكو.

وأضاف أن إطلاق مثل هذا السلاح يعكس تصعيدا متعمدا يهدف إلى التأثير على حسابات الدفاع الصاروخي الأوروبي.

وتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة، إذ أطلقت كييف صواريخ أميركية وبريطانية على أهداف داخل روسيا، وردا على ذلك، نفذت موسكو هجومها الجديد.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يزداد فيه القلق الدولي من تحوّل النزاع إلى مواجهة أوسع نطاقا، مع تحذيرات من تداعيات كارثية على الأمن العالمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من طراز

إقرأ أيضاً:

ترامب يتوقع أخبارا جيدة من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتين

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه ينتظر أخبارا "جيدة جدا" من روسيا، في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير جاد بشأن السلام مع أوكرانيا.

ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إن إدارته تحدثت مع بوتين، معربا عن شعوره بأن موسكو ستبرم صفقة معه.

وأضاف أنه ينتظر أخبارا "جيدة جدا" من موسكو بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

ونقلت وكالات أنباء عن الرئيس الأميركي قوله إن أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار، معتقدا أنه يمكن إقناع روسيا بذلك أيضا.

وأوضح ترامب أن بلاده أجرت محادثات "جيدة للغاية" مع روسيا وأوكرانيا، وأنه تلقى أخبارا سارة في هذا الصدد.

وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف زار موسكو والتقى بوتين، وذلك بعد أن أبدت كييف استعدادها لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.

بوتين "غير جاد"

في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء البريطاني ستارمر الرئيس الروسي بأنه لا يتعامل بجدية مع مساعٍ تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.

وجاء في بيان لستارمر صدر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة أن تجاهل الكرملين التام لمقترح الرئيس ترامب بشأن وقف إطلاق النار يثبت أن بوتين غير جاد بشأن السلام.

إعلان

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يتعين على روسيا قبول الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، والذي تقدمت به الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وأضاف ماكرون أنه ناقش الوضع أمس الجمعة مع رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي كلمة مصورة مساء أمس الجمعة، قال زيلينسكي إنه وماكرون ناقشا "حالة الدبلوماسية والإمكانيات المتاحة والجوانب التقنية" للإشراف على وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني إنه يمكن مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار مع روسيا بمساعدة الولايات المتحدة عبر الأقمار الصناعية والمعلومات المخابراتية.

والثلاثاء الماضي، شهدت مدينة جدة السعودية انطلاق محادثات أميركية أوكرانية برئاسة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو.

وعقب ذلك أعلن الإعلام السعودي الرسمي موافقة أوكرانيا على مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مع روسيا يستمر لمدة شهر.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتقول إن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة تهدد الأمن القومي الروسي.

مقالات مشابهة

  • الكرملين يؤكد: محادثة هاتفية مرتقبة بين بوتين وترامب غدا بشأن أوكرانيا
  • الاحتلال يعلن سقوط صاروخ يمني في سيناء.. يُرجح أنه كان متجها لـإسرائيل
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب على روسيا دعم وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • فون دير لاين تدعو روسيا إلى قبول وقف النار في أوكرانيا
  • الصين تطلق قمرين اصطناعيين جديدين
  • ماكرون: على روسيا قبول الهدنة مع أوكرانيا
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • أوقف الهجمات على أوكرانيا..عن ستارمر: بوتين ليس جاداً في السلام
  • ترامب يتوقع أخبارا جيدة من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتين
  • ترامب: أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار ويمكننا إقناع روسيا أيضا