من المعلوم في دائرة النقد الأدبي ،
أن الناقد الفيلسوف جاك دريدا ،
صاحب النظرية ” التفكيكية ” ، قد واجه نقدا غليظا منقطع النظير لمنهج نظريته التفكيكية المدمرة التي أعلنها وكرسها نهايات القرن العشرين .
فالتفكيك هو تدمير للأبنية الشائهة وإزالتها ، ومن ثم إعادة بناء أو تأسيس أبنية أخرى تتوهج بإشراق جديد للإنسانية ، بلا أكاذيب وأوهام .


قاسى دريدا من غلظة الناقدين لنظريته التفكيكية ،
إلا أنه ثابر ،
فبقدراته وافكاره النقدية ،
ومهاراته الذكية ،
مضى عابرا بسلام في نشر نظريته ،
وتسويقها من خلال التطبيقات التي أجراها بنفسه كاشفا عن نظريته الجديدة ، بوصفها الأكثر تناسبا مع وقائع العصر ومطلوباته .
استدعيت ذلك النموذج في التفكير المغاير للسائد والمألوف ..
وأنا أتأمل وقائع حرب الكرامة ، التي اتبع فيها الفريق أول عبدالفتاح البرهان – قائد الجيش – منهجا غير مألوف في مواجهة مليشيات الجنجويد .
ولعمري ما عرف التاريخ ، قائدا للجيش واجه نقدا غليظا مثلما وجهه البرهان ، ضدا
للمنهج الذي الذي أطلق عليه ” الحفر بالإبره ”
وبدا وقتئذ لدى أغلب الجمهور أن البرهان ليس إلا كتلة منتجة للتناقضات المريعة .
غير أنه وبمرور الوقت ، رغم المآسي والآلام ، تتجلى حقيقة أخرى .
أن الفريق أول عبدالفتاح البرهان سعى بذهن مبدع خلاق متجاوزا الذهنيات التقليدية ، بحثا عن منهج قتالي يتناسب مع الواقع المشاهد والمحسوس والملموس لديه على أرض الواقع والموضوعي .
فافترع منهجه الحربي التفكيكي المدمر الجديد ” الحفر بالإبرة ” .
استطاع بالمهلة والتمهل وبمهارة فائقة أن يفكك الأبنية الحربية الدولية التى امتطت ظهور .
” الإبرة ” برعت في عمليات الحفر وتفكيك الجنجويد لا عسكريا فحسب ، بل شعبيا ودبلوماسيا .
نتائج إجتماع مجلس الأمن الدولي ، والفيتو الروسي الذي انتصر للإرادة السودانية ، ما ذلك إلا دال من دوال نجاح ” إبرة البرهان ” .حفرا وخلخلة وتفكيكا ودمارا شاملا للجنجويد بإذن الله .
من اجل ان نعيد بناء السودان من جديد ، وإزالة كل أنساق أبنية الوهم والاكاذيب .

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
فضل الله أحمد عبدالله إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

توهان حزب

أظنه الشاعر الجاغريو كتب أغنية للفنان أحمد المصطفى، فيها مقطع يقول: (دا الجنن عبد القادر)، وعبد القادر المقصود في مقالنا هذا جماهير حزب الأمة القومي، التي تتابع توهان الحزب هذه الأيام، رئيس الحزب لبس الكدمول في رابعة النهار بنيروبي، ست الحزب والكل في الكل (مريومة) بعد أن حقق الجيش انتصارات ميدانية كبيرة، ووقّع البرهان على الوثيقة الدستورية التي بموجبها قيام حكومة جديدة، ها هي تنفض يدها من سعوط حمدوك، الغريب في الأمر قبل يومين كانت ضمن قوى سياسية عقدت مشاورات بأثيوبيا، رفضت فيه مشاركة المؤتمر الوطني في أي عملية سياسية. بإدارة البوصلة (١٨٠) درجة مريومة تعترف بشرعية البرهان التي أخذها من ثوار الثورة كما زعمت، أما عبارة إنقلاب البرهان على الحكم المدني، فهذه أصبح (نسيًا منسيا)، بل خجل إبليس من مناداتها بفتح حوار مع الكيزان، طلاب الحزب بولاية القضارف مع الجيش، قيادة الحزب بالنيل الأبيض مع الجيش، زينب الصادق مع احتلال المرتزقة لبيوت الناس خوفًا من طيران الجيش، رباح تتوعد برمة بالويل والثبور، الصديق متبتل في محراب حمدوك، ما يسمى بقيادات الحزب (لا في العير ولا النفير)؛ لأنهم (خاتم ياقوت) في سبابة مريومة. وخلاصة الأمر من (سواطة العجين) تلك نؤكد بأن برمة خارج القيادة ككبش فداء، مريومة بتحولها الجديد، نرى بأنه اعتراف ضمني بالعجز في قيادة الحزب وسط أمواج سياسة السودان الهوجاء، وخير من يرفع الحرج عنها ويعيد الأمور لنصابها هو عبد الرحمن الصادق. ونؤكد بأن تصريحاتها تشير لتعبيد الطريق لقيادة عبد الرحمن للحزب، في المرحلة الأولى يتم تنصيبه إمامًا الأنصار، ومن ثم قيادة الحزب بمؤتمر صوري. وبناءً عليه نجزم بأن الإسلاميين نجحوا في كسب حليف جديد، وخسر اليسار رقم قياسي؛ فالأحزاب الطائفية (الأمة والإتحادي) ميدان صراع عنيف بين اليمين واليسار منذ زمن، وتزداد شراسة المواجهة بينهما في الفترة المقبلة لحاجتهما للتحالفات السياسية.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٢/٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمين الذي فدى الأمة ..إنا على العهد
  • توهان حزب
  • حماتي تقايضني بالحمل أو الطلاق من زوجي الذي أعشقه
  • الجنجويد الموجودين حالياً في الخرطوم هم جنجويد درجة سابعة
  • تفاصيل جديدة: ما الذي دفع الفنانة وعد إلى ارتداء الحجاب بعد سنوات من الشهرة؟
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!
  • فيديو جديد للمقاتل الأنيق الذي خطف الأنظار في غزة
  • قيادي في حماس..لو كنت أعرف الدمار الذي سيخلفه لما دعمت هجوم 7 أكتوبر
  • مدير "البسيج": القيادي في "داعش" عبد الرحمان الصحراوي بعث بالأسلحة إلى خلية "أسود الخلافة" التي فُككت بالمغرب
  • الرئيس المشاط: السيد حسن نصر الله هزم كيان العدو ودمّر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر