كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. محاولات ومحاذير من إعادة زراعته
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
تخيل أن تمتلك كل الموارد اللازمة لكي تنتج محصولا غذائيا أساسيا لا غنى عنه، ولكنك تستورده رغم ذلك. هذا ما يحصل في سيراليون الواقعة في القارة السمراء، التي تضاعف سعر الأرز فيها لأنه لا ينتج محليا. السبب في ذلك يعود إلى سياسات أجنبية في القرن الماضي، رغم وجود سعي حالي لزراعة الأرز مجددا في المستقبل.
"لو كان لدي المال لأكلت الأرز خمس مرات في اليوم" هذا ما قالته السيدة أنيما مانغولا (28 عاما)، التي تسكن العاصمة فريتاون، متحدثة عن هذا المحصول، الذي زاد سعره عن الضعف هذا العام.
اضطر المستهلكون في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا للاستغناء عن أنواع أخرى من الطعام لشراء الأرز. فهناك، تعتبر كأنك لم تأكل إن لم تتناوله، ولكنه يصبح أكثر ندرة شيئا فشيئا في سيراليون.
كل ذلك أدى إلى انعدام الأمن الغذائي لدى 83 في المئة من السكان، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
"كنا نصدر الأرز".. والآن نستوردهالخبراء يعزون السبب في ارتفاع الأسعار إلى الاعتماد الشديد على الواردات، فهي توفر 35% من أرز سيراليون، وتستهلك 200 مليون دولار سنويًا من العملات الأجنبية.
فعلى الرغم من أن غرب إفريقيا تهتم بزراعة الأرز منذ القدم وغالبًا ما تمتلك أماكن ممتازة لزراعته، يقول الخبراء إن نقص الاستثمار في الزراعة سببه الاعتماد على الواردات، بالإضافة إلى تأثير النمو السكاني المتزايد، وواردات الأرز الرخيصة من آسيا.
واتهم وزير الزراعة في سيراليون هنري كباكا موسى، صندوق النقد الدولي بالضغط على البلد الأفريقي في الثمانينيات لوقف الاستثمار في الزراعة وفتح أسواقها للواردات، وذلك كشرط لتلقي القروض.
قال كباكا في مقابلة: "كنا نصدر الأرز". والآن يخطط هو والرئيس جوليوس بيو للقيام بذلك مرة أخرى. وجمعت الحكومة أكثر من 100 مليون دولار من أجل ذلك.
مساع أفريقية للاكتفاء الذاتي.. تحذيرات وتخوفاتتحتاج دولة كوت ديفوار الأفريقية للحصول على مبلغ 620 مليون دولار من بنوك التنمية العالمية هذا العام، سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وخاصة الأرز، على الرغم من أن كباكا قدر أن الخطة ستكلف 1.8 مليار دولار في المجمل.
وأشاد خبراء من مركز أبحاث أفريكا رايس (Africa Rice) ومقره ساحل العاج بالخطة، ووصفوها بأنها "طموحة وتتطلع إلى المستقبل".
في المقابل، حذرت المنظمات غير الحكومية والأكاديميون من أن الخطة ستفضل الأعمال الزراعية الدولية والمزارع الكبيرة، على خمسة ملايين مزرعة صغيرة في البلاد. وأشاروا إلى محاولات مماثلة فاشلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في أماكن مثل بوركينا فاسو وغانا.
تزرع غرب أفريقيا الأرز منذ ما يقارب الـ 3500 عام. وقالت المؤرخة جوديث كارني إن المزارعين في غرب أفريقيا كانوا يعملون عبيدا في مزارع في جنوب الولايات المتحدة.
وبالرغم من أن سيراليون تتمتع بأفضل مناخ وأراضٍ لزراعة الأرز في المنطقة، بسبب وفرة الأمطار السنوية في المناطق الساحلية. إلا أن الوزير كباكا سلط الضوء على العقبات، ومنها وجود طرق رديئة تربط مناطق زراعة الأرز بالأسواق، والكهرباء التي لا يمكن الاعتماد عليها، وتغير المناخ، وضعف التمويل.
Relatedكيف تتعاون اليابان وغانا لمكافحة الأوبئة في غرب أفريقيا؟شاهد: مسجد الطريقة المريدية الصوفية الأكبر في غرب أفريقيافيضانات بنغلاديش تُدمر 1.1 مليون طن من الأرز وتدفع الحكومة لزيادة الوارداتفي نظرة أوسع، وافق الوزير على خطط لتحسين الطرق المؤدية إلى "أحواض الأرز" الرئيسية الثلاثة في البلاد بسبب الدعم المالي من بنوك التنمية، وعلى إنشاء مساحات كبيرة من الأراضي المروية وتوفير الأسمدة والبذور والمبيدات الحشرية للمزارع الصغيرة.
لكن بعض الناس يعتقدون أن صغار المزارعين، الذين يشكلون 70 بالئمة من سكان البلاد سيتعرضون للتهميش في سيراليون البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة.
يقول إريك أمارا مانيه، وهو أحد صغار المزارعين: "إننا لا نحصل على دعم من الحكومة".
ولم يتوصل تقييم حديث أجرته وزارة التنمية الألمانية في غانا وبوركينا فاسو إلى أي دليل على أن توفير الأسمدة والبذور يزيد من المحصول أو الربح لصغار المزارعين، لكنه وجد أن 41 بالمئة من مزارعي الأرز يكافحون ليتمكنوا من سداد ديونهم.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خصخصة بذور أوروبا: هل تهدد براءات الاختراع استقرارَ الأمن الغذائي وتنوّعَ الحياة النباتية؟ تفشي الأمراض في غزة بسبب نقص الأدوية والأمن الغذائي الدفيئات الزراعية تحسن الأمن الغذائي في العاصمة الصومالية.. لكن ينبغي الحذر غاناصندوق النقد الدوليبوركينا فاسوالأمن الغذائيالغذاءزراعةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 قطاع غزة ضحايا إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوب 29 قطاع غزة ضحايا إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غانا صندوق النقد الدولي بوركينا فاسو الأمن الغذائي الغذاء زراعة كوب 29 قطاع غزة ضحايا إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا الحرب في أوكرانيا الذكاء الاصطناعي وفاة صاروخ قصف فی غرب أفریقیا یعرض الآن Next فی سیرالیون
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسعار المانجو في اليمن…وفرة الإنتاج تهدد دخل المزارعين
يمن مونيتور/خاص
يشهد السوق اليمني انخفاضاً حاداً في أسعار المانجو، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد في تهامة غربي اليمن إلى 200 ريال فقط لبعض الأصناف، مقابل 1000-500 ريال في السابق.
ويشير هذا الانخفاض إلى وفرة في الإنتاج، ما قد يؤدي إلى تهديد دخل المزارعين.
من المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج اليمن من المانجو هذا الموسم إلى 500,850 طن بحلول نهاية الموسم، وفقاً لتقديرات مركز الإحصاء الزراعي.
وقد وصل الإنتاج الفعلي حتى الآن إلى 381,000 طن. وتحتل اليمن المرتبة الثالثة عربياً والثامنة عشر عالمياً في إنتاج وتصدير المانجو.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه الوفرة في الإنتاج، رغم كونها إيجابية للمستهلكين، إلا أنها قد تُحدث خللاً في توازن السوق وتُقلل من عائدات المزارعين الذين يعتمدون بشكل كبير على هذا المحصول.
تأثير الانخفاض على دخل المزارعين
ويمثل المانجو مصدر دخل أساسي لآلاف الأسر اليمنية، حيث يقدر عدد المستفيدين المباشرين وغير المباشرين من هذا القطاع بنحو 250 ألف شخص. قد يؤدي الانخفاض الحاد في الأسعار إلى انخفاض دخل هؤلاء المزارعين بشكل كبير، مما قد يُسبب ضائقة اقتصادية لهم.
ويرى بعض الخبراء أن استمرار وفرة إنتاج المانجو قد يؤدي إلى انخفاض أكبر في الأسعار خلال الفترة المقبلة، مما قد يهدد استدامة القطاع الزراعي في اليمن.
وأكدوا أن هذه الحالة تتطلب تدخلًا حكوميًا من خلال دعم المزارعين أو إيجاد آليات لتنظيم السوق وتسويق المنتج بشكل أفضل.
ومن الممكن أن تتضمن هذه الآليات دعم تصدير المانجو إلى الأسواق الخارجية، وتطوير تقنيات التخزين والحفظ لتجنب الفاقد من الإنتاج.
يُعتبر المانجو من أهم المحاصيل الزراعية في اليمن، حيث يحتل المرتبة الأولى في قائمة الفواكه الأكثر إنتاجية بنسبة 27.5% من إجمالي المساحة المزروعة بالفواكه.
ويعتمد آلاف المزارعين على زراعة المانجو كمصدر رئيسي لدخلهم، بالإضافة إلى العمال الذين يعملون في قطف وتعبئة وتسويق هذا المنتج. لذا، فإن انخفاض أسعار المانجو لا يؤثر فقط على المزارعين، بل على سلسلة القيمة بأكملها.
ومن المحتمل أن يؤدي استمرار انخفاض أسعار المانجو إلى إحجام بعض المزارعين عن زراعته في المواسم القادمة، مما قد يؤدي إلى نقص في الإنتاج في المستقبل.
ويحث خبراء محليون الجهات الحكومية المعنية بالتدخل لدعم المزارعين وتنظيم السوق، لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي المهم.