موقع 24:
2025-01-22@01:14:33 GMT

معضلات «إعادة أمريكا عظيمة» عالمياً

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

معضلات «إعادة أمريكا عظيمة» عالمياً

حاول مقال مهم نُشر قبل أيام قليلة في الدورية الأمريكية الأشهر «فورين أفيرز»، وكتبه دانييل دبليو دريزنر أستاذ السياسة الدولية بجامعة تافتس، مناقشة مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، في ظل ولاية الحكم الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي ستبدأ في 20 يناير المقبل.

وحمل المقال عنواناً دالاً، وهو «نهاية الاستثنائية الأمريكية: إعادة انتخاب ترامب ستعيد تعريف قوة الولايات المتحدة»، وانطلق من رصد ثلاثة اختلافات كبيرة، ستكون بين سياسات ترامب الخارجية في ولايته السابقة والقادمة: أولها، أنه سيدير منصبه بفريق أمن قومي أكثر تجانساً مما كان عليه في عام 2017، وثانيها، أن حالة العالم في عام 2025، تبدو مختلفة تماماً عما كانت عليه في عام 2017، وثالثها، أنه سيكون لدى الجهات الأجنبية الفاعلة والمهتمة، قراءة أفضل بكثير لسياسات ترامب الخارجية.


ولخص الكاتب رؤيته المتوقعة لمسار السياسة الخارجية لأمريكا في سنوات الرئيس ترامب الأربع القادمة في ملمحين، الأول، أنها ستتوقف عن الترويج للمُثُل الأمريكية الراسخة، من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان، والثاني، أن ممارسات السياسة الخارجية الفاسدة، ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق، وسيؤدي هذان الأمران إلى عنوان المقال: إفقاد الولايات المتحدة قوتها الاستثنائية عالمياً.
وبعيداً عن رؤية الكاتب وتوقعاته للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب القادم، فالمعضلة الحقيقية أمام سياسة الرئيس الجديد – القديم، تأتي من شعار حملته الانتخابية الرئاسية المستمر خلال حملاته الانتخابية الثلاث، أعوام 2016 و2020 و2024، وهو «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
فلكي تعود أمريكا عظيمة مرة أخرى، وهي كانت كذلك في السياسة العالمية منذ الحرب العالمية الأولى، فإن هذا لا يعتمد فقط على قدراتها ومواردها الداخلية الاقتصادية والطبيعية والبشرية. فليس هناك أدنى شك في أنها وفقاً لهذه القدرات والموارد، فهي تشغل حالياً المركز الأول في أقوى اقتصادات العالم، وفي كثير من محاوره الفرعية، بدءاً من الطاقة وانتهاءً بكل أشكال وصور التكنولوجيا.
ولكن أيضاً ليس هناك أدنى شك في أن «عظمة» ومكانة الولايات المتحدة، كأقوى دولة في العالم على كل المحاور، لم تتأتِ فقط على أوضاعها الداخلية، ولكنها ارتبطت دوماً بأمرين خارجيين، أولهما هو الدور السياسي – العسكري لها دولياً، والثاني هو تفاعلاتها الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية مع هذا العالم.
ولقد برز دور الولايات المتحدة وتصاعد على الصعيد السياسي – العسكري، بدءاً من خروجها من عزلتها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مع المبادئ الأربعة عشر التي أعلنها رئيسها حينئذ، وودرو نيلسون، ثم أتت الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من مراحل حتى اليوم، لتجعل منها القوة العسكرية الأكبر في العالم، والأكثر انتشاراً في أرجائه، وكذلك القوة السياسية الأشد تأثيراً في العلاقات الدولية.
وأما الدور الاقتصادي الأمريكي المتنامي داخلياً، والمتصاعد ضمن الاقتصاد العالمي، فهو لم يكن ليتم إلا بتزايد كبير في معدلات التبادل الاقتصادي والتجاري بين دول العالم، وشغل الاقتصاد الأمريكي الأكبر فيه المكانة الأولى في الترتيب، وفي التبادل بين الدول والمؤسسات.
وما يعنيه كل ما سبق، هو أن تحقيق شعار الرئيس القديم – الجديد في ولايته الثانية، وهو «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، لن يمكن له التحقق بدون تطور داخلي هائل في الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، بما يتضمنه من صناعة وتكنولوجيا، يستطيع أن يتغلب على المنافسة الصينية الشرسة على المركز الاقتصادي الأول عالمياً.
ولن يتأتى لهذا التطور أن يحقق الشعار، بدون انخراط أمريكي نشيط للغاية في المعاملات والتبادلات الدولية الاقتصادية، بما يتجاوز إمكانات الدول المنافسة، ويحقق العدالة والتوازن المطلوبين في النظام الاقتصادي العالمي. وكذلك، فلن «تعود أمريكا عظيمة» بدون دور خارجي نشيط وقادر على حل الأزمات، وليس خلقها، وهو ما قد يتطلب زيادة كبيرة في الدور السياسي، وتراجع ضروري في الأدوار العسكرية.
الخلاصة البسيطة، هي أن إدارة الرئيس ترامب الجديدة، لن تستطيع تحقيق شعارها الانتخابي بالانعزال عن العالم، والانكباب على أوضاعها الداخلية، فلقد أصبحت أمريكا جزءاً رئيساً من العالم، وأصبح العالم أحد مكونات وجود أمريكا بداخل حدودها وخارجها.
وأيضاً، فإن تحقيق الشعار على الصعيد العالمي، والذي هو أحد مكوناته، لن يتحقق بدون إعادة تعريف الوجود الأمريكي على الصعيد العالمي وأدواته ووسائله.
فهل سيستطيع الرئيس ترامب وحكمه الجديد إدارة كل هذه الملفات المعقدة والمتناقضة في كثير من جوانبها؟ سؤال لن يجيب عنه سوى الواقع القادم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الانتخابات الأمريكية إيران وإسرائيل عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة أمریکا عظیمة على الصعید

إقرأ أيضاً:

من إنهاء حق المواطنة إلى تغيير السياسة الخارجية.. ترامب يستعد لإعلان إجراءات تنفيذية حاسمة

مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، من المتوقع أن يعلن في أيامه الأولى في منصبه عن مجموعة من الإجراءات التنفيذية التي تركز على تنفيذ وعوده الانتخابية، وفقا لصحيفة «بوليتيكو»، كشفت عن أبرز الإجراءات، كالتالي:

1. إنهاء حق المواطنة بالولادة:

يخطط ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة الذي أقره التعديل الـ14 للدستور الأمريكي، وذلك من خلال استبعاد أطفال المهاجرين غير المسجلين والزائرين قصيري الأمد للولايات المتحدة.

2. السياسة الخارجية:

بدأ ترامب في اتخاذ خطوات نحو تغيير السياسة الخارجية، وذلك من خلال إرسال مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، للضغط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وتعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في غضون 24 ساعة، من خلال مفاوضات مباشرة مع الرئيسين الروسي والأوكراني، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة للصين لتوطيد العلاقات مع القيادة الصينية.

3. التجارة:

أعلن ترامب عن عزمه فرض تعريفات جمركية عالمية تتراوح بين 10-20% على السلع الأجنبية التي تدخل الولايات المتحدة ورسوم جمركية أعلى بكثير على الواردات الصينية.

بجانب تهديدات أخري بفرض 25% على واردات كندا والمكسيك، أعلن ترامب على منصة «Truth Social»، أنه يخطط لإنشاء جهة للإيرادات الخارجية «لتحصيل التعريفات الجمركية والرسوم الجمركية وجميع الإيرادات التي تأتي من مصادر أجنبية».

4. الصحة العالمية:

من المتوقع أن يعلن ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، ما يؤدي إلى فقدانها المساهمة المالية الأمريكية، في حين ستفقد أمريكا القدرة على الوصول إلى معلومات هامة مثل تحدد تركيبة لقاح الإنفلونزا كل عام.

تعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة

5. الطاقة:

يسعى ترامب إلى تعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة من خلال إجراءات مثل تمديد فترات تصاريح تصدير الغاز الطبيعي، كما سيعلن أيضًا حالة الطوارئ الوطنية، ما يمنحه صلاحيات لتعليق بعض اللوائح البيئية، بالإضافة إلى حفر مناطق جديدة لاستخراج النفط، بما في ذلك في المياه العميقة للمحيطات.

6. الهجرة:

وعد ترامب بتأمين الحدود وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، لذلك يسعى إلى تنفيذ إجراءات حازمة في ملف الهجرة، حيث يخطط لإطلاق حملة ترحيل واسعة للمهاجرين غير الشرعيين.

7. العدالة:

من المتوقع أن يعلن ترامب عن عفو جماعي لعدد من الأشخاص المتهمين في أحداث 6 يناير 2021، ولم يتم تأكيد ما إذا كان سيخفف الأحكام بالسجن أو يوقف الملاحقات القضائية المتعلقة بالهجوم على الكابيتول.

8. العمل:

يعتزم ترامب تحييد «الدولة العميقة» التي يعتقد أنها أعاقت إدارته الأولى، وهذا من شأنه أن يسهل طرد أو خفض رتبة الموظفين الحكوميين.

9. التكنولوجيا:

يخطط ترامب لإلغاء الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي، والذي يتطلب من مطوري الذكاء الاصطناعي تقديم تقارير عن أنشطتهم إلى وزارة التجارة، ما يرفع الرقابة عن المحتويات علي منصات التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: السياسة الرسمية للولايات المتحدة هي انتهاء الحرب
  • صفقة أوكرانيا وفرض ضرائب على الصين.. تفاصيل التغييرات الجذرية في السياسة الأمريكية
  • عودة ترامب تثير نقاشات واسعة في دافوس حول السياسة الخارجية الأمريكية
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووي الإيراني.. وتعهدات بإنهاء الحرب في أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية
  • أنقذني الرب لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى..ترامب: عصر أمريكا الذهبي بدأ الآن
  • محلل سياسي: ترامب يسعى لاستخراج الوقود من جميع الولايات الأمريكية
  • عاجل..ترامب: أمريكا ستكون عظيمة أكثر من أي وقت مضى
  • استقالات قسرية في «الخارجية الأمريكية» مع بدء إدارة ترامب الجديدة.. ما ملامح السياسة المقبلة؟
  • عشية التنصيب.. «ترامب» يتعهد بقرارات سريعة وحاسمة لإعادة أمريكا عظيمة
  • من إنهاء حق المواطنة إلى تغيير السياسة الخارجية.. ترامب يستعد لإعلان إجراءات تنفيذية حاسمة