لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
كتب قاسم يوسف في" نداء الوطن": استكمل السنّة في لبنان تأكيد المؤكد بعد عقدَين كاملين من التجارب والكبوات والمنزلقات القاتلة، اختبروا فيهما كل أنواع القهر والمظلوميات والضغوط القصوى، من الداخل ومن الخارج، لكنهم لم ينجرفوا، ولم يسلكوا درب المغامرات. وظلت أكثريتهم الكاثرة في صلب المعادلة الوطنية التي حسمت نهائية الكيان اللبناني وأولويته، باعتباره حصنهم الحصين، بعد أن كان في أدبياتهم جزءاً لا يتجزّأ من بحر سنّي هادر يمتد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب.
قبل غزة، كان جرحهم المفتوح في سوريا. تعاطفوا مع ثورتها الهائلة كما لم يتعاطفوا مع قضية في تاريخهم، لكنهم لم ينجرفوا. وظلت حركتهم السياسية والاجتماعية تحت سقف الممكن والمتاح، قبل أن يعودوا ويلفظوا كل أولئك الذين سلكوا درب السلاح أو حرّضوا عليه. السنّة في لبنان، بأكثريتهم الكاثرة، هم أهل دولة، وأبناء الانتظام العام، يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية وهادئة، في دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة وعادلة ومحايدة ومتفاهمة مع محيطها، يريدون دولة حقيقية يأخذون فيها حقوقهم ويقدمون واجباتهم كمواطنين طبيعيين، ويرفضون أن تتحول بلادهم إلى ساحة لحروب الآخرين تحت أي عنوان من العناوين، قد يتعاطفون مع هذا أو ذاك، وقد يعبّرون عن تعاطفهم كما تُعبّر كل الشعوب في العالم، لكنهم يرفضون الانجراف إلى الهاوية، ويرفضون أخذ بلادهم إلى الجحيم.
وكتب طارق أبو زينب في" نداء الوطن": حاول المحور الإيراني الالتفاف على الطائفة السنية لاستقطاب المسلمين السنة ودعم بعض الأحزاب والحركات بالمال والسلاح تم تشكيلها في عدة مناطق لبنانية، وعلى رغم أنه أسس "سرايا المقاومة" من الشبّان السنة، فإن الكثيرين لم يتجاوبوا مع دعوته في الشارع السني. وكما تفرد بقرار الحرب عام2006، تفرد بقرار المشاركة في حرب طوفان الأقصى وأسماها حرب الإسناد والمشاغلة. تأثر جزء من الشارع السني بهذه الحرب وفتحت شهية بعض شبان السنة من خلال العمل على التطوع والقتال إلى جانب "حزب الله".
تقول أوساط سنية إن معظم المنتمين للطائفة السنية العروبية لم ينزلقوا إلى المحور الإيراني وينبذون السلاح غير الشرعي، والطائفة السنية مرجعيتها دار الفتوى التي أثبتت أنها جامعة لكل اللبنانيين، أما العمل على عسكرة جزء من الشارع السني في لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله"، فإن هذا الأمر يصب في مصلحة الحزب السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حرق المصفاة
في إطار تنفيذ خطة تدمير البنية التحتية للدولة السودانية. أقدمت بالأمس مرتزقة بن زايد على حرق جزء من المصفاة. نجد ردة الفعل من الشارع كانت عادية للغاية. وتقبل الشارع الخبر بكل برود. ولم يسبب له صدمة. وذلك لتوقعات الشارع هذا العمل الجبان البربري. ولتعلم المرتزقة وتقزمها بأن حرق المصفاة أو حرق بقية السودان لن يثني عزم الجيش من تطهير الوطن منهم. وفي تقديرنا ما قامت به المرتزقة من عمل بالأمس القصد منه ضرب جدار التلاحم ما بين الشارع والجيش في مقتل. ولكن هيهات. لقد بصم الشارع بالعشرة للجيش منذ أول طلقة خرج لصدر الوطن. ونزيد جنجاتقزم بيتا من الشعر بقولنا: (إن لمثل تلك الحماقات لا تزيد الشارع إلا تخندقا مع الجيش). عليه رسالتنا واضحة لابن الوطن البار (الجيش) بأننا رهن الإشارة. والله لو استعرضت بنا عرض البحر لخضناه معك. خذ من أموالنا ما شئت. وخلاصة الأمر نؤكد بأننا نتوقع همجية أكثر من ذلك. لإيماننا الراسخ بأنه ليس لجنجناتقزم خطوط حمراء في حربهم ضد الوطن. وذلك لسبب بسيط يتمثل في عدم امتلاكهم القرار.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/١/٢٤