خطاب قاسم في ميران التقييم: تضعضع حزبي وتحضير العودة إلى الداخل؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لم تكن الإطلالة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم متماسكة وحازمة رغم حرصه على أن تكون كذلك. ذلك أن المواقف التي أطلقها في الاستحقاقات المطروحة لم تأت متناسقة بل حملت جملة من التناقضات لا يمكن فهمها أو تبريرها إلا بسببين أحدهما أن الحزب يعاني حالة من التخبّط على مستوى القيادة السياسية الداخلية التي تستوجب وجود مسار واضح ومحدّد لمقاربة الملفات الداخلية، مفترض أن يكون ثابتاً لدى الحزب، كما كان أقله قبل حرب الإسناد، لا سيما في ما يتصل بمسألة السلاح وانتخاب رئيس الجمهورية، أو على صعيد المواقف التي استجدّت بعد حرب الإسناد، وتتصل بمسألة المواجهة مع إسرائيل والربط مع غزة على أساس معادلة الميدان في ما يتعلق بوقف إطلاق النار.
وقد حملت مواقف قاسم في هذه المسائل رسائل متعددة الوجهات، منها ما هو موجّه إلى قواعد الحزب لشدّ العصب عبر تأكيد الاستمرار في الحرب، ومنها ما هو موجّه لإسرائيل والمفاوض الأميركي ويتصل بمسار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار، وقد تعامل مع الاتفاق الجاري التفاوض في شأنه بمرونة مبطنة بكلام منمّق يرضي تلك القواعد ولاسيما منها تلك المتشددة داخل الحزب. وللمفارقة، بدا لافتاً أن اعتراف قاسم بالمفاوض الأميركي والدور الذي يقوم به توصّلاً إلى وقف إطلاق النار، استتبع فوراً في الشق الثاني من الخطاب بوصف الولايات المتحدة الأميركية، الوسيطة في ملفّ التفاوض بـ"الوحوش البشرية".
أبرز التناقضات ظهر في الشق الداخلي من خطاب قاسم، حيث شدّد على نقاط أربع ستحكم سلوكه الداخلي. لكن النقاط الأهم تأتي في ما كشفه عن تفعيل الدور السياسي للحزب بحيث تكون خطواته السياسية تحت سقف الطائف. ولعلها المرة الأولى التي يقارب فيها "حزب الله" العمل السياسي على الساحة الداخلية من باب احترام اتفاق الطائف والعمل تحت سقفه.
في تعليق للنائب في الحزب علي فيّاض في حديث تلفزيوني أمس، كان لافتاً قوله إن "مواقف قاسم حملت رسائل مثقلة بالإيجابية والمرونة"، ما يعكس رغبة واضحة للحزب في النزول عن شجرة السقوف العالية والعودة إلى الداخل من خلال تقديم نفسه حزباً سياسياً لا يتكل على فائض قوّته العسكرية التي وضعت البلاد تحت نفوذه على مدى عقدين، مع كلّ ما رتّبه ذلك من تعطيل للحياة السياسية والعمل الديموقراطي في البلاد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب العمال الكردستاني في العراق يعلن وقف إطلاق النار استجابة لدعوة أوجلان
بغداد اليوم - متابعة
أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، اليوم السبت (1 اذار 2025)،استجابةً لنداء زعيم الحزب عبد الله أوجلان وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من اليوم، مؤكدةً أن تحقيق نزع السلاح ممكن فقط من خلال القيادة العملية للقائد آبو
وجاء في بيان الحزب وتابعته "بغداد اليوم" ، بعنوان "إلى شعبنا الوطني والرأي العام"، أن "نداء عبد الله أوجلان الصادر في 27 شباط بعنوان "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" يمثل مانيفستو العصر، ويضيء الطريق لقوى الحرية والديمقراطية".
وأكد البيان أن "الحزب يلتزم بهذا النداء وسيتخذ خطوات وفقاً لضروراته ومتطلباته، مشيراً إلى أن القيادة والمجلس المركزي يشكلان القوة المنظمة للنضال".
وأشاد الحزب "بتضحيات شهداء الحرية، مجدداً العهد على مواصلة النضال بنفس العزيمة والإصرار، مشدداً على أن الحزب يدخل مرحلة جديدة مستفيداً من رؤية أوجلان وتجربته التاريخية لتحقيق أهدافه عبر نهج سياسي ديمقراطي"، مبيناً أن "الحزب أعلن وقف إطلاق النار استجابةً لنداء أوجلان"، مؤكداً أن "قواته لن تبادر إلى تنفيذ عمليات عسكرية رغم أي هجمات قد تُشن".
ودعا البيان "النساء والشباب إلى لعب دورهم في هذه المرحلة التاريخية"، مؤكداً أهمية هذا النداء مع اقتراب يوم المرأة في 8 آذار وعيد نوروز" .