أرخى التصعيد العسكري والميداني ظلالاً ثقيلة على مجمل المشهد الداخلي عشية أحياء عيد الاستقلال للمرة الثالثة وسط الفراغ الرئاسي وبالتزامن مع الحرب الجارية. وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارة رمزية لوزارة الدفاع وقيادة الجيش "أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل".

  وشدّد على "ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره ذوداً عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززاً بثقة اللبنانيين بأنه الأمل والمرتجى". بدوره، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن "الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" ضمن إطار القرار 1701".   وقال في أمر اليوم: يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة".   وكتبت" الاخبار": تبيّن أن الغضب الذي ساد بين خُصوم المُقاومة من قوى سياسية وشخصيات وإعلاميين، ليس سببه فقط حصر التفاوض مع الرئيس نبيه بري، وتالياً مع حزب الله، بل يعود أيضاً إلى أن هذه القوى، فهمت من اتصالاتها مع الجانب الأميركي بأن التسوية تنحصر بتوفير مُتطلبات أمنية تخص إسرائيل، والتركيز على سحب حزب الله من جنوب الليطاني والضغط لمنع إعادة تسليحه، فيما كانت هذه القوى تأمل بأن يكون الملف الداخلي جزءاً من الصفقة، وتصرّف هؤلاء، عن قناعة أو رُبما بناءً على وعُود سابقة، بأن أي حل لوقف الحرب، سيتضمن تغييرات في تركيبة السلطة في لبنان. وقد تبيّن لبعض من التقاهم هوكشتاين بأن الأخير لا يهتم كثيراً بالوقوف على رأيهم، وأنه يعتبر أن مهمته محصورة في التوصل إلى اتفاق «مع الجهة القادرة على تحقيق وقف الحرب، أي حزب الله». ولأن التحاور مباشرة مع الحزب غير مُتاح، فهو يعتبر التفاوض مع الرئيس بري الوسيلة الوحيدة، «الموثوقة والفعّالة» للوصول إلى اتفاق مع الحزب. واللافت، على ذمة «شخصية سيادية»، أن بعض المسؤولين الغربيين كانوا أكثر صراحة في الحديث عن الوضع، إذ نقلت عن أحد المسؤولين الأجانب قوله: «يبدو أن أصدقاءنا اللبنانيين لا يفهمون حقيقة ما يجري على الأرض، وأنهم صدّقوا بأن حزب الله انهار، ولا يريدون الاعتراف بأن الحزب استفاق من الضربات القاسية التي تلقّاها، وأن قدراته القتالية ظاهرة للعيان في المُواجهات، والجيش الإسرائيلي يعترف بذلك.   وبحسب الشخصية نفسها، فإن المسؤول الأجنبي، قال إن «إسرائيل نفسها خفّضت سقف مطالبها، وهي تُريد الآن ضمان عدم عودة حزب الله بمسلحيه إلى حدودها، لكنها لا تعتبر أنها قادرة أو معنية بتدمير الحزب».

وتُضيف الرواية أن المسؤول الأجنبي قال إن «القضاء على حزب الله ليس مهمة إسرائيل ولا أميركا ولا أحد في العالم، بل هي مهمة اللبنانيين، وعلى القوى السياسية، معرفة أن عدم قدرتها على خلق بيئة شعبية كبيرة ضد حزب الله، في مُقابل تماسك بيئة حزب الله، وثبات نبيه بري إلى جانبها، وحياد وليد جنبلاط، والتعاطف عند آخرين، كل ذلك، جعل العالم يُقارب المسألة بطريقة مُختلفة».

يُشار هنا إلى أن النائب السابق وليد جنبلاط، أبلغ جهات غربية وأخرى عربية بأن موقفه لا يجب أن يُقرأ دفاعاً عن حزب الله، لكنه موقف واقعي، وقال جنبلاط: «لا يتوهمنّ أحد، في لبنان أو الخارج، بأننا سنقوم بما عجزت أميركا وإسرائيل عن القيام به».
وكان الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة قال أمام مقرّبين منه إن «أي لبناني يُفكر في أنه قادر على تنفيذ ما عجزت إسرائيل وأميركا عن تحقيقه، يكون جاهلاً بالسياسة، ويُريد جرّ البلاد إلى فتنة»، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية الدفاعية هي مدخل لسحب سلاح المقاومة».
           

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه استهدف عنصرا في حزب الله في جنوب لبنان غداة إغارته على مواقع عسكرية تابعة للحزب، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "أغارت طائرة لسلاح الجو قبل قليل على مخرب من حزب الله عمل على إقامة بنية تحتية إرهابية لتوجيه أنشطة إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان". وأكد البيان أن إسرائيل ستمنع إعادة "تموضع حزب الله" في المنطقة.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في لبنان قوله في بيان إن "الغارة بمسيرة إسرائيلية معادية على سيارة في خربة سلم (من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية) أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح".

ولم يعلق حزب الله على الادعاءات الإسرائيلية، حيث تعد الغارة أحدث انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع الحزب.

ومساء الجمعة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية على قرى عدة جنوبي لبنان، طالت مناطق جبل الريحان وزبقين وياطر، كما استهدف واديا في بلدة البابلية، وبلدة تبنا.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن 3 أشخاص أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بلدة كفركلا الحدودية بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي البلاد.

إعلان

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك للاتفاق، مما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت عن 4115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • سلاح حزب الله وصل إلى طريق مسدود.. والضغوط الدولية ستزداد
  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • الحزب لن يتدخل
  • إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان
  • جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
  • دريان: نتأمل مع هذا العهد الجديد أن نرى الخير في لبنان وعند اللبنانيين