مناقشة حشد التمويل لممرات مائية خالية من البلاستيك
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
اختتم جناح دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP29 في أذربيجان، فعالياته أمس بمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالجهود الدولية الهادفة لترسيخ الاستدامة البيئية ومواجهة التحديات المناخية، داعياً إلى توحيد الجهود من أجل حماية الفئات الأكثر عرضة لتأثيرات تداعيات التغيرات المناخية.
واستهل الجناح فعاليات اليوم الأخير بجلسة بعنوان «حشد التمويل المختلط لممرات مائية خالية من البلاستيك»، حيث جمعت مؤسسة «الأنهار النظيفة» أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص لمناقشة دور التمويل المختلط في تنظيف الأنظمة النهرية العالمية.
ودعت ديبورا باكوس، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة إلى اتخاذ إجراءات تعاونية لمعالجة قضية النفايات التي تدخل الممرات المائية العالمية.
وأوضح راميش سوبرامانيام، المدير العام ورئيس مجموعة القطاعات في البنك الآسيوي للتنمية، أن«المال، والأفراد، والأنظمة عناصر أساسية لتحقيق الأهداف المناخية المرجوة، وجمع هذه العناصر من خلال آليات تمويل مبتكرة أمر بالغ الأهمية».
وتناولت جلسة«حشد مبادرة تنمية القرم»، وهي فعالية مشتركة بين تحالف القرم من أجل المناخ وتحالف القرم العالمي، التقدم الذي أحرزته هذه المبادرة التحولية في مجالات الحفاظ على البيئة، والعلوم والتمويل والسياسات.
وقالت رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28: منذ إطلاق مبادرة تنمية القرم في مؤتمر الأطراف COP27، حققت المبادرة زخماً كبيراً.. فقد كانت أشجار القرم محوراً رئيسياً في مؤتمر الأطراف COP28 العام الماضي.».
من جهتها قالت هبة الشحي، الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة: «تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها شريك مؤسس لتحالف القرم من أجل المناخ.. حيث يقود التحالف تغييراً حقيقياً على أرض الواقع، بما في ذلك تعزيز دفاعات النظام البيئي من خلال الأبحاث مع تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه، استعرض ستيوارت ماغينيس، نائب المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، التحديات قائلاً: «50% من أشجار القرم معرضة لخطر الانهيار بحلول عام 2050، ومن المحتمل أن نفقد 25% منها بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر».
كما شهدت فعاليات الجناح إطلاق هيئة الفجيرة للبيئة كتاباً جديداً بعنوان «الحيتان والدلافين في الفجيرة والمنطقة العربية» من تأليف روبرت بالدوين وبالازس بوزاس، وذلك بحضور أصيلة المعلا مدير عام هيئة الفجيرة للبيئة.
ومن جانبها، شاركت وكالة الإمارات للفضاء أبحاثاً وتحديثات من برنامج ساس للتطبيقات الفضائية «SAS» الذي يسهم في تطوير الابتكارات والحلول لمواجهة تحديات المناخ.
وقدمت وزارة التغير المناخي والبيئة عرضاً بعنوان «نحو تطوير خطة التكيف الوطنية الإماراتية المستجيبة لقضايا النوع الاجتماعي والشاملة اجتماعياً».
وقالت أمل عبدالرحيم وكيل وزارة مساعد والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي والابتكار في وزارة التغير المناخي والبيئة: «يكمن في صميم استراتيجيتنا المناخية التزاماً قوياً بالشمولية والابتكار».
ومن خلال التواصل مع المنظمات التي تركز على الشباب والتوازن بين الجنسين، تأكدنا من أن استراتيجيتنا تتماشى مع الاحتياجات المتنوعة للمجتمع».
واختتم اليوم، والبرنامج الكامل لجناح دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP29، بحفل «المرأة في الدبلوماسية» حيث احتفت الدكتورة آمنة الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة، بالدبلوماسيات.
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أذربيجان كوب 29 التغیر المناخی والبیئة فی مؤتمر الأطراف
إقرأ أيضاً:
بوتين يسعى لنظام عالمي جديد يخدم مصالح روسيا
يسعى بوتين إلى إعادة تشكيل النظام العالمي وفق رؤية تخدم مصالح موسكو، مستنداً إلى تحالفات جديدة ومنطق القوة بدلاً من مبادئ القانون الدولي، في محاولة لإعادة توزيع النفوذ بين القوى الكبرى.
الأمم المتحدة والقوى الغربية تعجز عن ردع الهجوم الروسي أو فرض سلام عادل ودائم
وتقول الباحثة الأوكرانية الدكتورة ليسيا بيدوتشكو، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية إن الحكومة الروسية والدعاية الرسمية تروجان بشكل نشط لفكرة ضرورة إعادة تقسيم العالم بين روسيا والصين والولايات المتحدة، وذلك على خلفية الذكرى السنوية لمؤتمر يالطا عام 1945.
As long as the Kremlin can recruit at least as many troops as it is losing, Russia’s leadership will continue its “special military operation” in Ukraine. https://t.co/NDuLQC2g1A
— National Interest (@TheNatlInterest) February 15, 2025 النظام الدوليوتضيف بيدوتشكو وهي أستاذة مساعدة في العلوم السياسية في أكاديمية كييف موهيلا بأوكرانيا، إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين للمؤتمر التاريخي الذي اجتمع فيه قادة الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل وجوزيف ستالين، للتفاوض حول النظام الدولي بعد الحرب.
إلا أن هذا النظام شهد تحولات جوهرية، لا سيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وما تبعه من اندماج دول أوروبا الشرقية في المنظومة الأطلسية، وهي الدول التي كانت سابقاُ جزءاً من الاتحاد السوفيتي أو ضمن دائرة نفوذه.
وتقول بيدوتشكو إن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 أصبح نقطة تحول مفصلية في تفكك نظام يالطا بوتسدام، حيث شكل إشارة إلى عودة سياسة القوى العظمى ورفض الأعراف الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.
The Russian military, paramilitary units, and pro-Russian separatist forces average 1,500 losses every day. https://t.co/UcrGa9aQRh
— National Interest (@TheNatlInterest) February 12, 2025وبمناسبة هذه الذكرى، كتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها على منصة إكس: "قبل 80 عاماً، تم تشكيل النظام العالمي ومناطق النفوذ في يالطا. واليوم، يريد بوتين يالطا جديدة وحدوداً جديدة ومناطق نفوذ جديدة. ومن أجل عالم آمن، يجب رفض مطالب المعتدي غير الشرعية. ويجب إجباره على السلام العادل بدلاً من ذلك".
وبعد 80 عاماً على مؤتمر يالطا، ينظر العالم إلى إرثه بطرق متباينة جوهرياً. فبالنسبة للغرب، يمثل المؤتمر تسوية ضرورية لكنها معيبة وضعت أسس التعاون الدولي. أما بالنسبة لروسيا، فهو أداة تستخدمها لتبرير طموحاتها الإمبريالية الجديدة.
وأسس مؤتمر يالطا فبراير (شباط) 1945 ومؤتمر بوتسدام 17 يوليو (تموز) إلى 2 أغسطس (آب) 1945 الإطار الجيوسياسي للنظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية.
Latest Defence intelligence update on the situation in Ukraine - 05 February 2025.
Find out more about Defence Intelligence's use of language: https://t.co/3ST7zKvsYL #StandWithUkraine ???????? pic.twitter.com/eKz8bGrk72
وقد كرس المؤتمران أولاً تقسيماً فعلياً لمناطق النفوذ، حيث خضعت أوروبا الشرقية للسيطرة السوفيتية، بينما تحالفت أوروبا الغربية مع الولايات المتحدة وحلفائها. ثانياً، وضع المؤتمران أسس إنشاء الأمم المتحدة كآلية للأمن الجماعي وحسم النزاعات.
ثالثا، أطلق المؤتمران عمليات نزع السلاح واجتثاث النازية، وكان أبرزها تقسيم ألمانيا وإعادة هيكلتها لمنع أي عدوان مستقبلي. لكن استقرار نظام يالطا بوتسدام بدأ يتآكل تدريجياً مع نهاية الحرب الباردة. وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 إلى تفكيك النظام العالمي ثنائي القطب، مما جرد موسكو من هيمنتها على أوروبا الشرقية.
وسعت الجمهوريات السوفيتية السابقة والدول التابعة للاتحاد السوفيتي إلى الاندماج في المنظومة الأوروبية الأطلسية، مما أضعف بشكل أكبر نفوذ روسيا في مرحلة ما بعد يالطا.
وتقول بيدوتشكو إنه بين عامي 1999 و 2004، شهد حلف الناتو والاتحاد الأوروبي توسعاً كبيراً بضم أعضاء سابقين في حلف وارسو وجمهوريات سوفيتية سابقة، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا والمجر والتشيك، ما عزز ارتباط هذه الدول بالبنى الأمنية والاقتصادية الغربية.
وأدى انضمامها إلى الناتو والاتحاد الأوروبي إلى إضعاف نفوذ روسيا بشكل حاسم، مما شكل تحدياً لطموحاتها الجيوسياسية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وفي عام 2008، غزت القوات الروسية جورجيا بحجة حماية الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم تسخينفالي، المعروف روسيا باسم أوسيتيا الجنوبية، من سيطرة تبليسي. واعتبر هذا التدخل العسكري تحدياً مباشراً لمبدأ سيادة الدول الذي ساد بعد الحرب الباردة.
ثم في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، في انتهاك صارخ لمبدأ سلامة الأراضي، مما جسد انهيار التوافق العالمي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية. وأدى الاستيلاء غير القانوني على القرم والحرب الشاملة ضد أوكرانيا لاحقاً إلى القضاء نهائياً على التفاهمات الكبرى التي كانت تهدف إلى منع اندلاع الحروب في أوروبا.
???????????????????? REPORT: BBC has confirmed that 90 THOUSAND Russian troops have DIED in the Ukraine War.
UKRAINE has suffered nearly 1 MILLION losses. pic.twitter.com/fUB5SiuSHm
وكشفت هذه الأحداث أيضاً عن محدودية المؤسسات الدولية، مسلطة الضوء على عجز الأمم المتحدة والقوى الغربية عن ردع العدوان أو فرض سلام عادل ودائم. وتقول بيدوتشكو إنه لطالما استدعت الدولة الروسية ونخبها السياسية إرث مؤتمر يالطا لتبرير طموحاتها الجيوسياسية المعاصرة.
وعلى سبيل المثال، في يونيو (حزيران) 2020 وبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لـ"النصر العظيم" للاتحاد السوفيتي، كتب فلاديمير بوتين: "إن التحريف التاريخي الذي نشهده حالياً في الغرب، وخاصة فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية ونتائجها، يشكل خطراً لأنه يشوه بشكل ساخر المبادئ التي أرستها مؤتمرات يالطا وسان فرانسيسكو عام 1945 لتحقيق التنمية السلمية. وكان الإنجاز التاريخي الأساسي ليالطا والاتفاقيات الأخرى في تلك الحقبة هو إنشاء آلية تسمح للقوى الكبرى بحل خلافاتها في إطار الدبلوماسية".
وبعد أقل من عامين على استحضاره "إطار الدبلوماسية"، شن فلاديمير بوتين حرباً شاملة على أوكرانيا. وكان قبل ذلك بـ6 سنوات ضم شبه جزيرة القرم وأشعل حرباً في شرق أوكرانيا، وهي الأحداث التي شكلت الانهيار الحاسم لنظام يالطا بوتسدام.
وتزعم الدعاية الروسية أن الغرب، وليس موسكو، هو من انتهك "روح يالطا" عبر توسيع حلف الناتو و"تقويض" أمن روسيا. ووفقاً لهذا السرد، فإن مؤتمر يالطا قد أضفى الشرعية على سيطرة موسكو على الجمهوريات السوفيتية السابقة، بينما اعتبرت دمقرطتها وانخراطها مع الغرب تدخلاً غير مشروع.
وفي عام 2023، أعلن المسؤولون في شبه جزيرة القرم أن القرم مرة أخرى "مركز السياسة العالمية"، فيما تكهنت وسائل الإعلام المحلية بإمكانية عقد مؤتمر يالطا حديث. وبدأت تظهر مقالات بعناوين مثل "مؤتمر يالطا 2 هل يمكن للقرم أن توقف إراقة الدماء من جديد"؟، مما عزز السردية التي يروج لها الكرملين ووفقاً لموسكو، حان الوقت لـ"يالطا2".
Although the North Korean troops were highlighted as a decisive escalation in the conflict, their performance appears to have fallen well short of expectations. https://t.co/JLJEUbPFlw
— National Interest (@TheNatlInterest) February 3, 2025وصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا مستعدة لعقد مثل هذه القمة، ولكن بشرط أن يكون اثنان من القوى الثلاث الكبرى على الطاولة مناهضين للغرب. ففي قمة "يالطا2" المتخيلة، تحل الصين محل بريطانيا العظمى، لتتحالف مع روسيا ضد الولايات المتحدة.
ووضع مؤتمر يالطا عام 1945 الأساس للقانون الدولي الحديث، ومع ذلك فإن روسيا، من خلال ضمها غير القانوني لشبه جزيرة القرم، تجاهلت علناً المبادئ ذاتها للقانون الدولي التي ساهمت سابقاً في ترسيخها.
وبدلاً من الاعتراف بهذا الانتهاك، سعت موسكو باستمرار إلى إعادة كتابة التاريخ، محملة الغرب مسؤولية عدوانها، وملقية باللوم على الولايات المتحدة وحلف الناتو بزعم أنهما "استفزاً" روسيا.
ويبدو أن الكرملين يترقب صفقة جيوسياسية على غرار يالطا، صفقة تخدم مصالحه عبر اتفاق قوي بين القوى الكبرى. فمن منظور موسكو، لن يقتصر تأمين مثل هذا الاتفاق على إضفاء الشرعية على توسعاتها الإقليمية فحسب، بل سيعزز أيضاً فكرة أن النظام العالمي يحدد عبر القوة العسكرية والنفوذ السياسي، وليس من خلال مبادئ السيادة وتقرير المصير. وباختصار، تسعى روسيا إلى صياغة عالم تحدد فيه القوة العسكرية والمصالح السياسية مصير الأمم، بدلاً من القانون الدولي.