بوابة الوفد:
2025-02-07@02:21:44 GMT

الإيمان والعلم

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

الإيمان والعلم يتكاملان ولا يتناقضان، وصحيح العقل لا يتناقض مع صحيح فهم الشرع، فبالعلم نصل للإيمان، حيث يقول الحق سبحانه: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، ويقول سبحانه: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»، والإيمان يحثنا على طلب العلم، حيث يقول الحق سبحانه: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن فى السَّمواتِ ومن فى الأرضِ، حتَّى الحيتانِ فى الماءِ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ».


كما أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق، فالعلم قائم على الأخذ بالأسباب، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب، وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) يقول: «لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق» ويقول: اللهم ارزقنى، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وحتى فى حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوْحُ بِطَانًا»، قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب، فتغدو وتروح، ولا تقعد فى مكانها وتقول: اللهم ارزقنى.
ونقل بعض الرواة أن أحد الناس خرج فى تجارة فلجأ إلى حائط بستان للاستراحة فيه، فوجد طائرًا كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله ما لهذا الطائر الكسير كيف يأكل؟ وكيف يشرب؟ وبينما هو على هذه الحال إذا بطائر آخر يأتى بشىء يسير من الطعام فيضعه أمام الطائر كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله، سيأتينى ما قسمه الله لى، فقال له صاحبه: كيف رضيت لنفسك أن تكون الطائر المسكين الكسير مهيض الجناح؟ ولم تسع لأن تكون الطائر الآخر القوى الذى يسعى على رزقه ويساعد الآخرين من بنى جنسه، وقد قال أحد الحكماء: لا تسأل الله أن يخفف حملك، ولكن اسأله سبحانه أن يقوى ظهرك.
ويقول الحق سبحانه: «فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور»، ولم يقل اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «تَدَاوَوْا فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ»، ولم يقل أحد على الإطلاق إن الدعاء بديل الدواء، إنما هو تضرع إلى الله (عز وجل) بإعمال الأسباب التى أمرنا سبحانه وتعالى بالأخذ بها لنتائجها.
ولم يقل أحد على الإطلاق من أهل العلم إن الفقه بديل الطب بل إن الفقه الصحيح يؤكد أن تعلم الطب من فروض الكفايات، وقد يرقى فى بعض الأحوال إلى درجة فرض العين على البعض. 
ونؤكد أن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، وأن الأولوية لأحدهما ترتبط بمدى الحاجة الملحة إليه، فحيث تكون حاجة الأمة يكون الثواب أعلى وأفضل ما صدقت النية لله (عز وجل).
وعلينا ونحن نأخذ بأقصى الأسباب ألا ننسى خالق الأسباب والمسببات، مَنْ أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فنجمع بين أسباب العلم وأسباب الإيمان معًا، مؤكدين أنه لا تناقض بينهما بل الخير كل الخير والنجاء كل النجاء أن نحسن الجمع بينهما والأخذ بهما معًا.

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله عز وجل أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر صلى الله عليه وسلم ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

أبرزها أكل الموتى.. تعرف على أغرب التقاليد فى العالم وسر الإيمان بها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتنوع العادات والتقاليد فى العالم اذ ان كل دولة لها تقليد يخصها يختلف به عن الاخر وعلى ذلك فبعضها قد يكون غريب لا يصدقه عقل وهناك ما يصدق وحتى الان مازل ويطبق فاليك فى هذا التقرير بعض من هذه العادات والتقاليد التى لايصدقها عقل ومازالت يمارسها البعض 

فى هذا التقرير نستعرض اغرب واطرف تلك العادات التى تثير حيره كل من يعرفها وسرها وانها مازالت حتى الان تمارس 

الزواج من الموتى (فرنسا)

 في بعض المناطق في فرنسا، يسمح للناس بالزواج من الموتى، بشرط أن يكونوا قد خطبوا قبل وفاة الشريك ولعل فى ذلك اعتقادا بانه فى ذلك تحقيق للوفاء والاخلاص الذى عنه تتحقق رؤيه الحى للميت ومسادة روحه له فى الحياة ان كان حيا واذ مات فسوف يلحق به ويتزوجه .

الرقص مع الموتى “ مدغشقر ”

اعتقادا بان ذلك نوع من الامتنان والوفاء لذكرى روح الميت.مع جثث موتاهم كجزء من طقوس الدفن  الزواج بين الأقارب 

يعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعًا ومقبولًا اجتماعيًا لما فى ذلك من توطيد للعلاقات وتقويه الاواصر .

 االختان للإناث   : عتقادا بان فى ذلك جماية  لهن من الفجور ولعل ذلك شائع فى الارياف  

أكل الموتى  كجزء من طقوس الدفن 

للاعتقاد بان فى ذلك احلال لروح الميت وحفاظا على بقائه مدى الحياة ولكن فى جسد اخر بحيث يصبح  شبيه للميت باكل بعض من اجزاء جسمه . ذلك عن الموت والحياه اما الاستقبال فقد تتنوع التقاليد كالاتى 

 الاستقبال بالرصاص  : كنوع من الاحترام والتقدير . اذ يتم استقبال الضيوف بالرصاص كجزء من طقوس الاستقبال.

 الاستقبال  بالرقص على الدار لمن بلغ  : اعتقادا بانه فى ذلك سيطول عمره وستزوج بسرعة ويطول مدة هذا الزواج 

االزواج بالوكالة :عتقادا بانه زواج ارواح هو  الابقى .وعلى ذلك فاذا تحقق حسن اخلاق الزو جين  فيستحب زواجهما بالوكالة دون رؤية كل منهما للاخر  لدوام مدة الزواج وحتى لا ينفصلا 

 الاستقبال بالدم  : اعتقادا بانه فى ذذلك بث لروح التحذير من الخيانة والغدر لمن يقبل عليهم 

  الرقص مع الحيوانات :: يتم الرقص مع الحيوانات كجزء من طقوس البلوغ.اعتقادا بان فى ذلك بث لروح القوة 

 

مقالات مشابهة

  • أبرزها أكل الموتى.. تعرف على أغرب التقاليد فى العالم وسر الإيمان بها
  • الخطاب الديني
  • تحويل القبلة في النصف من شعبان .. حكمته ومقاصده العظيمة
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية: مصر لها نصيب من حب رسول الله ﷺ وآل بيته
  • علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة
  • جمجمة طائر عمره 69 مليون سنة تكشف غموض تطور الطيور
  • ما الفرق بين الإيمان واليقين في الإسلام؟
  • خالد الجندي يوضح الفرق بين الإيمان واليقين
  • عاجل. الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير"
  • ناشطة يهودية: إسرائيل أكذوبة صهيونية والعلم الفلسطيني يمثلني (فيديو)