قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يربينا على أن نكون أقوياء، وأن نأخذ بيد العاجز منا ونصل به إلى القوة، فالعجز مذموم خاصة إن كان في عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، غير أن المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله، وينبغي أن يكون كذلك عند الناس، فالمؤمن يمتلك القيم والأخلاق، والإصلاح الطهر الذي يكون به الحضارة الإنسانية الحقيقية.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن مبدأ الإنجاز الذي نذمه هو أن يكون وحده المعيار مع مخالفة الأخلاق والقيم والثوابت، أما الإنجاز مع الالتزام بكل ذلك هو مطلوب ومأمور به في شرعنا، لم يكن الغرب بدعًا في اعتماد مبدأ الإنجاز المذموم، وإنما سبقهم إلى ذلك من الأمم البائدة قوم عاد، حيث تودد لهم نبيهم هود عليه السلام كما حكى عنه القرآن ذلك فقال : (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ* إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ) ، وأدرك هود أنه قومه فتنوا بمنجزاتهم فأراد أن يذكر أنها نعم الله وأن الله سوف يزيدها إذا أنتم آمنتم به، فقال لهم : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِى أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ }.

فتمسكوا بشرعية النظام الذي هم عليه، وتمسكوا بما قد ورثوه وقرروه، ولو كان مخالفا لمراد الله ورسوله، وقالوا حسما للقضية (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ).

يبدو أننا قد دخلنا في دائرة عاد، حيث عبثنا إذ جعلنا الإنجاز قرين القوة، وجعلنا العجز قرين التقوى، والله لا يحب أن يتقدم الفاجر القوي على العاجز التقي.

فينبغي على المسلم أن يقدم المقدم، ويؤخر المؤخر، فيقدم المسلم الكيف على الكم، والتقوى على الإنجاز، ويقدم الجار قبل الدار، فهو دائما يقدم الإنسان على البنيان، رزقنا الله الرشد، والصواب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تزكية النفس عمارة الأرض عبادة الله

إقرأ أيضاً:

محمد مختار جمعة: صلة الأرحام من أهم خصائص شهر رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، إن من أهم خصائص شهر رمضان المبارك صلة الأرحام عبر الأزمنة المختلفة، فهو شهر البر والصلة، ويكفي أن نقف عند قوله تعالى في الحديث القدسي: “أنا الرحمن خلقت الرحمة وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته”.

وأضاف وزير الأوقاف السابق، خلال برنامجه “الصراط المستقيم”، المذاع على قناة “تن”، أن قاطعوا الأرحام أبصارهم وقلوبهم عمياء عن الحق، موضحًا أنه لا يرفع عمل قاطعوا الأرحام، مؤكدا أن من أفضل الأعمال التي تدخل الجنة صلة الرحم.

وأوضح أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”، ويقول سبحانه: “فأنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، مشيرًا إلى أن الله عندما خلق الحلق قامت الرحم وقالت: يارب هذا مقام العائذ بك من القاطعة؛ فقال سبحانه: ألا ترضيني أن أصل من وصلكي وأن أقطع من قطعكي.

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة: على المسلم مجاهدة نفسه على طريق الحق
  • علي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامة
  • خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
  • وكيل الأزهر: الصيام تدريب للنفس للوقوف على حدود الله تعالى
  • علي جمعة: يجوز للمرأة التعطر لكن بشروط
  • محمد مختار جمعة: صلة الأرحام من أهم خصائص شهر رمضان
  • خير وأحب إلى الله.. عالم أزهري يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القوي
  • شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء ومساعدة الآخرين
  • ليه الحجاب فرض على النساء؟.. علي جمعة يكشف
  • شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله الحسيب يكون بالبذل والعطاء والمساعدة