موقع روسي: هل يفجر الاحتباس الحراري حروب المياه بآسيا؟
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
ذكر تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي أن ظاهرة الاحتباس الحراري زادت من نسبة ذوبان الأنهار الجليدية التي تُعد المصدر الرئيسي للمياه في آسيا الوسطى، مما يفاقم حدة الأزمة خاصة في ظل غياب الحلول للاستفادة من تلك المياه، ويثير المخاوف من اندلاع نزاعات في المنطقة.
وأضاف الكاتب يوري زيناشيف في تقريره أن ملف نقص المياه الصالحة للشرب في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز من أبرز الموضوعات التي ركزت عليها الدورة 29 لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التي عقدت في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وخلال افتتاح الدورة أشار وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجاني مختار باباييف إلى أن بحر قزوين أصبح ضحلا، بينما تواجه منطقة القوقاز مشكلة ذوبان الأنهار الجليدية وتقلّص مصادر المياه العذبة.
ظروف جديدةودعا باباييف، الذي يرأس مؤتمر كوب 29، الدول المعنية إلى تقديم خطط تساعد على التكيف مع الظروف المناخية الجديدة، فيما تطرّق الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف إلى قضية نقص المياه العذبة في آسيا الوسطى خلال المؤتمر، معتبرا أن هناك تفاقما في المشاكل المتعلقة بتخطي الفقر والأمن الغذائي والطاقي والوصول إلى الموارد المائية.
وأيد الرئيس القرغيزي صدر جباروف رأي نظيره الأوزبكي قائلا، "في ظل تغير المناخ، تزداد أهمية قضايا الاستخدام الفعال والحذِر للموارد المائية".
وفي تصريحات لـ"نيوز ري"، أكد وزير البيئة الأوزبكي عزيز عبد الحكيموف، أن مشكلة نقص المياه تفاقمت في جميع أنحاء المنطقة خلال السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ وذوبان الأنهار الجليدية في الجبال بشكل متسارع، وأضاف "ليس من فراغ توقع الرئيس الراحل إسلام كريموف إمكانية اندلاع حروب في آسيا الوسطى بسبب المياه".
أنهار قرغيزستانكما نقل الكاتب عن وزير الموارد الطبيعية والبيئة والإشراف الفني في قيرغيزستان ميدير ماسييف، قوله إن بلاده تتميز بموقعها الجغرافي، معتبرا أن ذلك هو السبب في أنها لا تواجه مشاكل حادة فيما يتعلق بالمياه.
ويقول ماسييف "94% من مساحة أراضينا جبال. لدينا أنهار جليدية، وتعتمد علينا الدول المجاورة. لقد قام خبراء الهيدروجيولوجيا بدراسة جميع مصادر المياه، وتعدّ الآن موارد باطنية إستراتيجية".
لكنه أوضح أنه "في المستقبل، سوف تبدأ المشاكل، بسبب تسارع ذوبان الأنهار الجليدية في جبال تيان شان".
واستبعد ماسييف إمكانية أن تعاني بلاده من نقص في المياه بحلول نهاية القرن، على عكس الدول المجاورة، وهو العامل الذي قد يمهد لنشوب صراعات مسلحة حسب تعبيره.
ويعتقد ماسييف أن العلاقات مع دول الجوار، بما في ذلك ما يتعلق بالموارد المائية، قد تم تسويتها إلى حد ما، معتبرا الحدود مع طاجيكستان من المناطق التي يُحتمل أن تثير نزاعا في المستقبل.
تقنيات توفير المياهوينقل الكاتب عن عبد الحكيموف قوله إن أوزبكستان جهزت برنامجا تفصيليا للحفاظ على المياه، وأوضح "أنشِئ نظام كامل لإدخال تقنيات توفير المياه، ويتعلق الأمر بالري بالتنقيط، فضلا عن تخصيص مئات الملايين من الدولارات لهذا البرنامج وحصول المزارعين الذين يعتمدون على هذه التقنية على إعانات مالية كبيرة".
ويؤكد عبد الحكيموف أن هذه السياسة أدت إلى انخفاض استهلاك المياه بنسبة 15% خلال السنوات الماضية، مع تضاعف الإنتاج الزراعي بمعدل مرة ونصف.
الجفاف في روسياوقبل مغادرته لحضور قمة المناخ في باكو، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في اجتماع حكومي إن المزارعين الروس اضطروا إلى العمل في ظروف مناخية غير ملائمة هذا العام بسبب الجفاف طويل الأمد.
وفي الصيف الماضي، ذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنه منذ بداية يوليو/تموز، يعاني سكان شمال القوقاز من ارتفاع درجات حرارة بمعدل غير طبيعي. وفي ستافروبول والشيشان وقبردينو بلقاريا، بلغت درجات الحرارة حوالي 40 درجة مئوية.
ووفقا لرئيس مركز الأرصاد الجوية الروسي إيغور شوماكوف، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري ملحوظة بشكل أكبر في المناطق الجنوبية من روسيا.
بحر قزوينويوضح الموقع أن رئيس الجمعية البيئية الروسية رشيد إسماعيلوف يعتقد أن تغير المناخ يؤثر بشكل خاص على جنوب روسيا، حيث تراجع مستوى عمق الأحواض المائية، وأصبح الجفاف ظاهرة منتشرة، مما يؤدي إلى نقص المياه.
وأضاف إسماعيلوف "هذه مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لنا وللدول الخمس في بحر قزوين، وعلماء البيئة والسلطات يشعرون بالقلق إزاء هذا الأمر. إن ضحالة بحر قزوين، وكذلك الخزانات المائية الأخرى أمر واقع يرتبط بتغير المناخ ويعود أيضا إلى الأنشطة التجارية وعمل شركات التعدين في المناطق الساحلية".
وذكر إسماعيلوف أن الجمعية البيئية الروسية، وهي منظمة غير حكومية، اقترحت إنشاء "معيار أخضر لبحر قزوين"، يهدف إلى تحميل الشركات العاملة على سواحله المسؤولية عن حمايته وضرورة الاستثمار في السلامة البيئية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الأنهار الجلیدیة آسیا الوسطى نقص المیاه بحر قزوین
إقرأ أيضاً:
الشتاء أصبح أكثر دفئًا وأقصر مدة والصيف أطول| تفاصيل
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا بعنوان "الاحتباس الحراري.. ظاهرة تهدد كوكب الأرض"، الذي سلط الضوء على التغيرات الجوية المتسارعة التي يشهدها كوكب الأرض بسبب الاحتباس الحراري.
وشرح التقرير أن الاحتباس الحراري والاحترار المناخي يعدان من أبرز الظواهر التي أثرت بشكل كبير على البيئة، مما تسبب في تغيرات مناخية ملحوظة مثل الجفاف، السيول، وذوبان الجليد، بالإضافة إلى الارتفاع الغير مبرر في درجات الحرارة.
وأكد التقرير أن تأثيرات الاحتباس الحراري لم تقتصر على فصلي الربيع والصيف فقط، بل امتدت إلى فصل الشتاء، الذي أصبح ينتهي في وقت مبكر مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، مما يفاقم من مشكلات الجفاف والاضطرابات البيئية والمناخية في مختلف أنحاء العالم.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن انتهاء فصل الشتاء فلكيًا يُعتبر في العشرين من مارس، إلا أن درجات الحرارة خلال هذه الفترة شهدت ارتفاعًا متكررًا، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدلات تساقط الجليد والأمطار في عدة دول حول العالم.
وأوضح التقرير أن العلماء توصلوا إلى أن الشتاء أصبح أكثر دفئًا وأقصر من حيث المدة، مع صعوبة في التنبؤ بتغيراته. وأظهرت الدراسات المناخية التي نُشرت عام 2011 أن عدد أيام الشتاء قد انخفض بشكل ملحوظ منذ الخمسينيات من القرن الماضي، بينما أصبح فصل الصيف أطول بمقدار 17 يومًا ليصل إلى 95 يومًا، في حين أصبح فصلا الربيع والخريف أقصر.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام، فإن ذلك يثير مخاوف بيئية ومناخية واضحة، مما يطرح تساؤلات حول إعادة ترتيب الفصول المناخية في المستقبل القريب.