ناقشت جلسة بعنوان "استمع إلى الشاركس: قوة التمويل المؤسسي" الطرق المختلفة لتعزيز الوعي بالتمويل المؤسسي كمسار بديل لجمع الأموال، كما هو معروض في برنامج "شارك تانك".
وشملت المناقشات التي أدارها الإعلامي أسامة كمال، مقارنة هذا النوع من التمويل برأس المال المغامر التقليدي، مع تسليط الضوء على كيفية الحصول على جولات التمويل من خلال بناء توافق استراتيجي مع اللاعبين الراسخين، والوصول إلى موارد الشركات، وتقديم دعم نمو مصمم خصيصًا لتلبية احتياجات بعض الشركات الناشئة بشكل أفضل.


خلال الجلسة، تناول المتحدثون الفوائد الرئيسية للتمويل المؤسسي، مثل الاستفادة من الخبرات وشبكات العلاقات الواسعة للشركات الكبرى. 
كما أوضحوا المفاهيم الخاطئة الشائعة حول هذا النوع من التمويل، مما يساعد رواد الأعمال على فهم المزايا الفريدة التي يمكن أن يقدمها لتوسيع مشاريعهم.
محمد فاروق: تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي
تحدث محمد فاروق، الرئيس التنفيذي لشركة موبيكو، عن التحديات التي قد تواجه بعض الوظائف التقليدية. 
وأشار إلى أن بعض المهن، مثل تلك التي تعتمد على معالجة البيانات وتحليل القضايا القانونية، قد تكون مهددة نتيجة لقدرة الذكاء الاصطناعي على أداء هذه المهام بكفاءة أعلى.
واستشهد فاروق بمثال أحد أصدقائه، وهو محامٍ معروف، وكيف أثرت هذه التحولات التقنية على عمله، مما يعكس التحديات التي ستواجهها المهن القانونية في المستقبل القريب.
كما شارك فاروق قصة نجاح مصطفى، شاب من أسيوط، الذي تحدى الصعوبات وحقق إنجازات بارزة. 
حصل مصطفى على منحة دراسية بقيمة 25 ألف دولار للالتحاق بجامعة أمريكية، وبعد تفوقه، تمكن من تأسيس شركة ناجحة بلغت قيمتها 70 مليون دولار، وحققت مبيعات تجاوزت 100 مليون دولار في ثلاث سنوات فقط، مع توقعات بوصول قيمتها إلى 250 مليون دولار في المستقبل القريب.
أكد فاروق على أهمية تعلم اللغة الإنجليزية في العصر الحالي، مشيرًا إلى أن عدم إتقانها قد يعوق التواصل والنجاح في مجالات متعددة. واستعرض تجربته الشخصية، حيث بدأ تعلم اللغة الإنجليزية عندما التحق بالجامعة الأمريكية، بعد حصوله على 40% فقط في امتحانات الثانوية العامة. 
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها، أصر على تطوير مهاراته اللغوية، مما دفعه للسفر إلى الولايات المتحدة لتحسين مستواه.
وأضاف أن تعلم الإنجليزية ليس خيارًا، بل ضرورة، كونها أصبحت أداة أساسية للتواصل في العالم الحديث. ودعا الجميع إلى تطوير مهاراتهم اللغوية لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل.
أسامة كمال: التحول الرقمي ومعايير النجاح
تحدث الإعلامي أسامة كمال عن أهمية التركيز على الفوائد الحقيقية للتحول الرقمي. 
وأشاد بأحمد طارق من شركة "أليانز" لدوره الإيجابي خلال النقاش. وركزت الجلسة، التي شارك فيها أيضًا محمد فاروق وأيمن عباس وأحمد عبد الله، على ضرورة تجاوز النظرة الضيقة للبروفايل الشخصي أو المكاسب المباشرة، والاهتمام بتحقيق قيمة مضافة للمجتمع والشركات.
أكد كمال أن النجاح لا يُقاس فقط بالأرباح المالية، بل بالتأثير الإيجابي على المجتمع وتطوير الاقتصاد. وأوضح أحمد طارق أن أي فكرة يمكن أن تنجح إذا سعت لتحقيق قيمة مضافة.
وتساءل كمال عن كيفية تحقيق توازن بين النجاح والرضا الذاتي، مشيرًا إلى أهمية التفكير العميق في معنى النجاح في عصر التحول الرقمي.
كما تحدث عن التحديات التي تواجه الشباب في مصر، خاصة قلة الفرص، لكنه أكد أن الطموح والعمل الجاد والرؤية الواضحة هي مفتاح تحقيق الأهداف.
اختتم كمال بتسليط الضوء على أهمية رعاية الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأوضح أن الطفل المصري يواجه تحديات كبيرة بسبب العادات والموروثات التي قد تعيق نموه وإبداعه، مشددًا على ضرورة توفير بيئة ملائمة لتنمية مهاراتهم الإبداعية.
وأعطى مثالًا عن رواد أعمال نجحوا في تحويل أفكارهم إلى مشاريع مربحة، مما يعزز أهمية الابتكار والتفكير الإبداعي لتحقيق النجاح.
عبد الله سلام: دعم الشباب ودفع عجلة الاقتصاد
تحدث عبد الله سلام، الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مصر، عن طموحات الشباب المصري، مؤكدًا قدرتهم على الابتكار والإسهام في تطوير المجتمع. وأوضح أن هناك شريحة من الشباب تعتمد على الإرث العائلي في بناء مستقبلها، بينما يفضل آخرون الاعتماد على أنفسهم وبناء حياتهم من الصفر. وشدد على ضرورة دعم جميع الشباب لتحقيق إمكاناتهم الكاملة بغض النظر عن خلفياتهم.
وأشار سلام إلى محاولات الشباب المصري لإيجاد فرص جديدة وتطوير أفكارهم، إلى جانب السعي لتعويض نقص التعليم. 
وأكد أن العديد من الشباب يمتلكون رغبة حقيقية في تطوير أنفسهم وطرح أفكار مبتكرة. وبيّن أهمية دور الشركات في دعم هذه الطموحات وتعزيز الابتكار، ما يسهم بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
تطرق سلام إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي في مصر، موضحًا أنه يبلغ حوالي 400 مليار دولار، مع تقلبات ترتبط بقيمة الجنيه.
وأوضح أن ترتيب مصر عالميًا يتراوح بين المركز 30 و32 من حيث الناتج المحلي الإجمالي، عند مراعاة القوة الشرائية.
وأوضح سلام أنه عند تقسيم الناتج المحلي على عدد السكان، يتبين أن نصيب الفرد يبلغ نحو 150 ألف جنيه سنويًا، أي ما يعادل 12 ألف جنيه شهريًا. 
وأضاف أن هذا الرقم يكشف الفجوة الكبيرة بين مصر ودول أخرى، حيث ينتج المواطن في ألمانيا أو اليابان أو المكسيك ما يصل إلى أربعة أضعاف ما ينتجه المواطن المصري.
وأكد سلام الحاجة المُلِحّة لخلق بيئة تشجع على الابتكار وزيادة الإنتاج، مع التركيز على دعم الشباب كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي.
كما أشار إلى الفوائد المتبادلة بين الأجيال، حيث يمكن للكبار التعلم من الشباب والاستفادة من أفكارهم.
وفي سياق شخصي، تحدث سلام عن ارتباطه بالشباب، موضحًا أنه يبلغ من العمر 51 عامًا ولديه ابنة على وشك الزواج، مما يعكس الروح الشبابية التي يسعى إلى تعزيزها في المجتمع.
أحمد طارق: العمل الجاد وتحقيق الرضا الذاتي
صرّح أحمد طارق، المدير العام لشركة أليانز بالشرق الأوسط، بأن المتعة الحقيقية تكمن في تحقيق النجاح الذي يدفع الشخص إلى الذهاب لعمله سعيدًا كل يوم، متجاوزًا التحديات وساعيًا لتقديم الأفضل. 
وأكد على أهمية بناء نظام داخلي قائم على الرضا الذاتي، وزرع الأمل والإيجابية كعناصر أساسية في أسلوب الحياة.
أشار طارق إلى أن الرزق يتطلب جهدًا وعملًا، وأن النجاح لا يأتي صدفة، بل يحتاج إلى تحضير واستعداد. وأوضح أن هناك نوعين من الرزق:
الرزق المكتوب: وهو الذي يأتي نتيجة العمل الجاد.
الرزق المحبوس: وهو الذي يحتاج إلى مجهود إضافي لاكتشافه واستغلاله.
وأكد طارق أن التحضير والاستعداد الجيد يمكن أن يكونا عوامل حاسمة في تحقيق النجاح، موضحًا أن كثيرًا من الأشخاص يفقدون فرصهم بسبب نقص الاستعداد. 
كما أشار إلى أن التحديات لا تعني الفشل، بل يمكن أن تكون حافزًا للابتكار والنمو.
واختتم طارق حديثه بالتأكيد على أهمية استغلال الفرص التي تأتي لمن يجهز نفسه جيدًا، مشددًا على أن النجاح الحقيقي يكمن في الاستفادة من الظروف المحيطة وتحويلها إلى عوامل دفع نحو تحقيق الأهداف.
عمرو منسي: دعم رواد الأعمال وخلق بيئة مناسبة للابتكار
عبّر عمرو منسي، الشريك المؤسس لشركتي ImP وLevents، عن سعادته بالمشاركة في الجلسة المميزة التي يعقدها معرض Cairo ICT بقيادة الإعلامي أسامة كمال، وبالتعاون مع فريق برنامج "شارك تانك". وأشاد بدور أحمد الأقصر، شريكه المؤسس في ImP، في دعم رواد الأعمال. 
وأكد على أهمية هذه اللقاءات التي تهدف إلى تبادل الأفكار بصراحة وشفافية.
تناول منسي تأثير أحمد الأقصر في مختلف المجالات، معبرًا عن إعجابه بكيفية تحويله لكل مشروع يتعامل معه إلى نجاح ملحوظ. 
وأكد على أهمية توفير بيئة عمل ملائمة لرواد الأعمال، مشيرًا إلى دور معرض Cairo ICT في خلق نظام إيكولوجي متكامل يعزز الابتكار والتعاون بين الشركات.
وأشار منسي إلى التحديات التي يواجهها رواد الأعمال، لا سيما الضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى القلق والتوتر. وأوضح أن البرنامج يسعى لتسليط الضوء على تجاربهم ومشاريعهم، مما يعزز الوعي والدعم المجتمعي لهم. وشدد على أهمية التواصل والتعاون بين جميع الأطراف لتحقيق النجاح في بيئة الأعمال، مؤكدًا أن الجهود المشتركة تؤدي حتمًا إلى نتائج إيجابية.
كما سلط الضوء على أهمية الاجتهاد والابتكار، مشيرًا إلى أن تقليد الطبيعة، مثل الطائرة التي تحاكي الطيور، يُعد مثالًا على كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح. واستعرض بعض التحديات التي تواجه رواد الأعمال، مثل المعوقات الإدارية والممارسات غير السليمة كالفواتير المزورة، مشددًا على أهمية الدقة والنزاهة في إدارة الأعمال.
أيمن عباس: التعلم من التاريخ والقصص لتحقيق النجاح
عبّر أيمن عباس، رئيس شركة انترو هولدينج، عن سعادته بلقاء الحضور، مشيرًا إلى أهمية مناقشة الموضوعات الحيوية.
وأكد أن العديد من القصص التي نتداولها تفتقر إلى الفهم العميق لمعانيها، مثل قصة سيدنا موسى التي تحمل دروسًا غنية يمكن الاستفادة منها في مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
وأوضح عباس أن فلسفة "شارك تانك" تركز على ضرورة اكتساب مهارات جديدة، سواء من خلال التعليم التقليدي أو التعلم الذاتي، مع الاستمرار في البحث عن الفرص المتاحة في السوق واستغلالها بفعالية. وأشار إلى أن عدم الخوف من الفشل يعد جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم والنمو، لافتًا إلى أن الإيمان بالفكرة والتمسك بها، رغم التحديات، هو مفتاح النجاح.
وشدد عباس على أهمية تطوير المهارات الشخصية وتكوين فرق عمل فعالة لتحقيق الأهداف المشتركة. 
كما أشار إلى ضرورة التحول من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وبناء علاقات وشبكات مع أشخاص يعملون في مجالات مشابهة لتبادل الأفكار والدعم المتبادل.
أحمد لوكسر: استراتيجيات جمع التمويل
كشف أحمد الأقصر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة IMP، عن التحديات التي تواجه الشركات الناشئة عند جمع جولات تمويلية. 
وأكد على أهمية دراسة السوق وفهم احتياجاته بدقة قبل بدء عملية جمع التمويل.
دعا الأقصر إلى وضع رؤية واضحة تبرز كيفية تقديم قيمة مضافة، مشددًا على ضرورة إعداد خطة عمل شاملة تتضمن الأهداف والاستراتيجيات والتوقعات المالية، بحيث تكون الخطة مقنعة للمستثمرين.
وأشار إلى أهمية بناء شبكة علاقات قوية مع المستثمرين والمستشارين في المجال، مؤكدًا أن التفاعل الإيجابي مع هؤلاء يمكن أن يسهل عملية جمع التمويل. 
وشدد على أهمية الشفافية في تقديم المعلومات، مما يعزز ثقة المستثمرين بقدرة الشركة على تحقيق العوائد المرجوة.
كما أوصى بتقديم عرض واضح وموجز يشرح كيفية استخدام التمويل، وكيف سيسهم ذلك في نمو الشركة، مع تضمين تفاصيل دقيقة عن تحقيق الأهداف المحددة. 
وأكد أهمية الاستعداد للتكيف مع التحديات المحتملة، مثل تغيرات السوق أو مواقف المستثمرين.
بعد النجاح في الحصول على التمويل، شدد لوكسر على ضرورة استخدام الأموال بشكل استراتيجي لتحقيق الأهداف المحددة، مثل توسيع نطاق العمل أو تحسين المنتجات والخدمات، مؤكدا على أهمية قياس الأداء بانتظام لضمان استخدام التمويل بكفاءة وتحقيق النتائج المرجوة.
أعرب الأقصر عن تمنياته بأن تمثل هذه النصائح دفعة إلى تعزيز قدرة الشركات الناشئة على جمع التمويل وتحقيق النجاح في بيئة الأعمال التنافسية.
وأقيمت فعاليات النسخة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT’24، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وعقدت فعاليات Cairo ICT’24 بتنظيم شركة تريد فيرز انترناشيونال، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار  "The Next Wave “حيث اكتشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ويأتي المعرض برعاية شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدولي CIB مصر، وشركة هواوى، وشركة اورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية المصرية للاتصالات وماستر كارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة فورتينت.
كما تضم قائمة الرعاة كل من إي آند إنتربرايز، ومجموعة بنية وشركة خزنة، وشركة سايشيلد، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr و IoT Misr، ونتورك انترناشيونال، وCassava Technologies، وإيجيبت تراست.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وأکد على أهمیة تحقیق الأهداف التحدیات التی تحقیق النجاح رواد الأعمال أسامة کمال مشیر ا إلى مشدد ا على الضوء على أحمد طارق على ضرورة النجاح فی وأوضح أن أشار إلى یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن سيل الزوار الدبلوماسيين العرب والغربيين لحكام سوريا الجدد هو لغاية واحدة هي معرفة كيف يخطط أحمد الشرع لحكم الدولة التي مزقتها الحرب والتي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة؟

وتضيف الصحيفة، بحسب تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط جاريد مالسين، أن الشرع وزعماء هيئة تحرير الشام بالإضافة إلى جماعات الفصائل المتحالفة، يواجهون قرارات تفتح الباب لإعادة البناء السلمي بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية أو جولات جديدة من القتال الطائفي الذي غذته تدخلات القوى الخارجية.

التحدي الفوري الذي يواجه الشرع هو الحفاظ على النظام والخدمات الحكومية. كانت مجموعته، هيئة تحرير الشام، تدير مدينة واحدة في جيب يسيطر عليه المتمردون ويسكنه خمسة ملايين شخص. إن حكم البلاد بأكملها مهمة شاقة.



وصف عضو مكتب الشؤون السياسية في هيئة تحرير الشام محمد خالد في إحاطة مع الصحفيين قائمة المهام التي يتعين على المجموعة القيام بها: دمج الجماعات المسلحة في جيش وطني، وإعادة اللاجئين السوريين، وكتابة دستور وتشغيل الوزارات الحكومية.

قال خالد إنه والشرع يتصوران انتقالا لمدة عام لوضع الإطار للحكومة الجديدة. وقالا إنه سيتم مناقشة القضايا الاجتماعية الساخنة مثل قواعد لباس المرأة، ومعاملة المثليين جنسيا واستهلاك الكحول، وسيتعين على الانتخابات الانتظار.

على نطاق أوسع، سيشكل مسار سوريا نفوذ روسيا، التي لديها قواعد عسكرية في البلاد تعمل كموطئ قدم لها في الشرق الأوسط، وإيران، التي أرسلت قوات ميليشيا لدعم نظام الأسد واستخدمت سوريا منذ فترة طويلة كساحة لممارسة النفوذ الإقليمي.

لا تزال الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تسيطر على نحو ثلث الأراضي السورية في الشمال الشرقي، لكنها تتعرض لضغوط متزايدة من تركيا، التي تتحالف إلى حد كبير مع الحكومة الجديدة.

في الجنوب، أرسلت "إسرائيل" قوات إلى منطقة عازلة بالقرب من مرتفعات الجولان واستولت على أرض مرتفعة تتحكم في الاقتراب من دمشق. سعى الشرع إلى تجنب الاحتكاك مع "إسرائيل"، حتى بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة.

قالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي التي التقت بالشرع، الجمعة، إنها سمعت "بعض التصريحات البراغماتية والمعتدلة للغاية حول قضايا مختلفة من حقوق المرأة إلى حماية الحقوق المتساوية لجميع المجتمعات".

قالت ليف: "كان أول لقاء جيد. سنحكم على الأفعال، وليس فقط بالأقوال".

تقول دارين خليفة، المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية التي أجرت مقابلات مع الشرع عدة مرات: "في نهاية المطاف، هم براغماتيون، ومفيدون، وسياسيون، ولا يمكن مقارنتهم بالنظام من حيث سياساتهم. ولكنهم إسلاميون محافظون."

ويجادل بعض المسؤولين والمحللين الغربيين بضرورة إزالة تصنيف الولايات المتحدة للجماعة كمنظمة إرهابية. وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا الذي دفع في البداية لإضافة جماعة الشرع إلى قائمة الإرهاب، إن الجماعة ربما لم تعد مستحقة لذلك التصنيف.

وقال: "بناء على ما يفعلونه الآن، سيكون من الصعب كتابة مبرر لوضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، مشيرا إلى أن مقاتلي الجماعة قاتلوا وماتوا في معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وسمحوا لسنوات لجمعية خيرية طبية مقرها الولايات المتحدة بإدارة مستشفى في إدلب".

وقال فورد: "لا أعتقد أن لديهم خطة مفصلة بعد. أعتقد أنهم، جزئيا، يرتجلون الأمر على الطريق".

اكتسب الشرع شعبية مع النجاحات العسكرية ضد نظام الأسد والخدمات الاجتماعية التي تقدمها مجموعته، وفقا لأرون زيلين، محلل أمني في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى.



عندما أعلن البغدادي إنشاء الدولة الإسلامية في عام 2013، انشق الشرع وجدد ولاءه لتنظيم القاعدة. وقد ضمن له زعيم القاعدة أيمن الظواهري الاستقلال. ووصف الشرع لاحقا الأمر بأنه زواج مصلحة.

قطع الشرع علاقاته مع القاعدة في عام 2016 وشرع في التوحد مع الجماعات المسلحة الأخرى. وضع جانبا الجهاد العابر للحدود الوطنية الذي دعا إليه تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وقال إن هدفه كان الإطاحة بنظام الأسد وتخليص سوريا من النفوذ الروسي والإيراني والسماح بعودة النازحين السوريين.

خلال عقد الحرب الذي أعقب ثورة سوريا عام 2011، دفع نظام الأسد بدعم من القوة الجوية الروسية والمقاتلين المتحالفين مع إيران هيئة تحرير الشام والمتمردين الآخرين إلى جيب جبلي في شمال غرب سوريا يتركز حول مدينة إدلب.

كانت إدلب تُعرف بأنها واحدة من أكثر مدن البلاد محافظة قبل الحرب وتضخمت بتدفق ما يقدر بنحو مليوني شخص نزحوا بسبب الحرب من أجزاء أخرى من سوريا. أصبحت المدينة دويلة يديرها المتمردون وتحكمها الشريعة الإسلامية. كانت جميع النساء تقريبا يرتدين الحجاب، ولم تسمح هيئة تحرير الشام بأي معارضة لحكمها.

وقد شكلت الجماعة المعارضة حكومة يقودها إسلاميون وتضم محاكم ونظاما مدرسيا في إدلب، وأطلقت حملة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وفتحت المنطقة أمام المنظمات غير الحكومية الأجنبية. وعلى مدى سنوات، حاولت هيئة تحرير الشام أن تنأى بنفسها عن حلفائها السابقين في عالم التطرف العنيف وحظرت الهجمات في الخارج.

ويقول الشرع ومساعدوه، الذين يتولون المسؤولية الآن، إنهم بحاجة إلى احترام تنوع سوريا.

وقال خالد، مسؤول مكتب الشؤون السياسية، الأسبوع الماضي: "الناس لديهم ثقافات مختلفة". وفي الوقت نفسه، قال: "هوية سوريا سورية، ومعظم سكانها مسلمون".

بعد فرار الأسد من دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، نقلت حركة الشرع وهيئة تحرير الشام الكثير من إدارتها من إدلب. وقال الشرع للصحفيين: "لقد أحضرت معي مؤسسات كاملة"، بما في ذلك القوات المسلحة والوزراء والمخططات لنظام التعليم.

وبعد فرار أجهزة الأمن التابعة للأسد، وصلت سيارات الشرطة التي تحمل شعار حكومة الإنقاذ التي يقودها الإسلاميون. واستولى مقاتلو هيئة تحرير الشام مرتدين ملابس قتالية وبنادقهم الهجومية على أكتافهم، على القصر الرئاسي والمباني العسكرية والاستخباراتية.

وقال أبو رضا خالد، وهو عضو في القوات الخاصة يبلغ من العمر 21 عاما أثناء سيره في المسجد الأموي في دمشق: "الهدف الرئيسي هو الأمن، من أجل السماح بتشكيل الحكومة الجديدة والشرطة".

أعادت الحكومة الجديدة فتح المدارس وأعادت الموظفين الحكوميين إلى العمل. وهي تسيطر على التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء التي تسيطر عليها الدولة. وقال مسؤولون في هيئة تحرير الشام إنه على الرغم من أن القادة الجدد قاموا بتفكيك الأجهزة العسكرية والأمنية للنظام، إلا أنهم قرروا الحفاظ على العديد من مؤسسات الدولة.

وقال خالد: "لم يكن لدينا خيار. إنهم يفهمون أسرار الدولة". وعندما شكلت هيئة تحرير الشام حكومة جديدة، نقلت المجموعة رئيس الوزراء من حكومة الإنقاذ التي تتخذ من إدلب مقرا لها.

يتفق المسؤولون الغربيون على نطاق واسع على أن القادة الجدد في سوريا أظهروا إتقانا للتفاصيل التكنوقراطية لإدارة المسؤوليات الوطنية مثل توليد الطاقة واحتياطيات العملة. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، الذي تحدث مع الشرع هذا الشهر، إنه يتوقع أخطاء من الحكومة الجديدة. وقال الدبلوماسي إن السؤال بالنسبة للغرب هو أي الأخطاء يجب التسامح معها.

وقال العديد من السوريين في المنفى إنهم يخططون للعودة إلى ديارهم، بما في ذلك أولئك الذين يأملون في بدء أعمال تجارية أو جمعيات خيرية أو مؤسسات إعلامية. وقال كثيرون في دمشق إنهم غير مبالين بهيئة تحرير الشام لكنهم يتمتعون بحرية التعبير الجديدة.

لقد أغلق نظام الأسد منذ فترة طويلة ساحة المسجد الأموي ذات الحجارة البيضاء التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن، والتي تقع في وسط دمشق. لقد كانت مصدر فخر وطني للسوريين، ووجهة سياحية قبل الحرب الأهلية ورمزا عاطفيا لملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم.

في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، فتح المتمردون الساحة، ودخلت حشود من الناس إلى المجمع. ولوح العديد منهم بأعلام الثورة السورية الخضراء والبيضاء والسوداء التي تم خياطتها حديثا، والتي كانت محظورة في ظل نظام الأسد. وفي الساحة، وقف المقاتلون المتمردون والسكان على حد سواء لالتقاط الصور.

قالت زويا عبد الله، وهي طالبة اقتصاد تبلغ من العمر 22 عاما في جامعة دمشق: "الآن يمكنني أن أفعل شيئا لمساعدة البلاد. من قبل، لم أكن أستطيع ذلك. نشعر بمزيد من الاسترخاء الآن".

لقد نجح الشرع ومجموعته كمحررين ولكنهم لم يثبتوا أنفسهم بعد كقادة. بعد فترة وجيزة من تغيير أيدي البلاد، تجمع مئات الأشخاص في ساحة بدمشق وهم يهتفون "العلمانية" و"لا للحكم الديني".

جاء الاحتجاج بعد أن صرح المتحدث باسم الحكومة الجديدة، عبيدة أرنوت، لقناة إخبارية لبنانية أن النساء "بطبيعتهن البيولوجية والنفسية" غير مناسبات "لجميع الأدوار داخل الدولة، مثل وزارة الدفاع".

وقفت غزل بكري، 23 عاما، من مدينة السويداء، في الساحة وهي تحمل لافتة عليها أسماء ناشطات سوريات بارزات.



وقالت بكري: "لا نريد أن تذهب السنوات الـ13 الماضية سدى. نطالب بفصل الدولة عن الدين".

وفي لقاء مع صحافيين أجانب، سُئل خالد عن كيفية تعامل حكومته مع القضايا الاجتماعية مثل حقوق المثليين جنسيا وبيع الكحول في الحانات.

قال خالد: "الأمر مفتوح للنقاش. ستكون هناك لجان، وسيكون هناك دستور، وكل هذا سيقرره القانون".

وقال إن هذا الانتقال سيستغرق بعض الوقت مع كتابة القوانين والدستور. وأضاف أنه حتى ذلك الحين لن تكون هناك انتخابات.

مقالات مشابهة

  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • «مستقبل وطن» يواصل لقاءاته التنظيمية.. دورات تدريبية ومناقشة قوانين
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • 5 أبراج بدرجة رائد أعمال.. لا تتردد في العمل تحت إدارتها
  • أمير المنطقة الشرقية يشهد توقيع اتفاقيات تعاون بين بنك التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المحلي
  • الإمارات تؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة
  • لدعم رواد الأعمال الشباب.. افتتاح "الحي الإماراتي" في مطار دبي
  • «صُنّاع المحتوى الاقتصادي» يستعرض عوامل النجاح والانتشار الإعلامي
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التي تواجه الوطن
  • الإمارات.. "صناع المحتوى الاقتصادي" يستعرض عوامل النجاح والانتشار المهني