نقاوم الموت.. هكذا تحول حلم شباب المغرب بالثراء إلى مواجهة الإفلاس
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
"إننا نقاوم الموت فقط، حيث لا نزال نعيش في ظل ما خلفته جائحة كورونا من آثار سلبية"، بهذه الجملة يكشف محمد الكولالي، صاحب مشروع في مجال الحدادة، حجم معاناته من تراجع حال مشروعه، جراء غلاء الأسعار الذي بات يشهده المغرب خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد تراجع مجال البناء بسبب الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا.
محمد الذي انطلق في مشروعه قبل تفشي فيروس كورونا، تغير وضعه الاقتصادي بعدها، فلم يعد من السهل عليه الاستمرار، إلا بنفس إبداعي جديد.
ويضيف في حديثه لـ"عربي21": "نصيحتي لكل شاب يطمح إلى خلق مشروع جديد، هي القيام بدراسة معمقة للسوق المغربي، والآفاق المستقبلية لمشروعه، كي لا يقع في الخطأ الذي أصابنا، وهي عدم توقعنا لدخول الشركات الصينية والتركية لسوق الحدادة في المغرب، وهو إكراه حقيقي بالنسبة لنا، وأصابتنا بضرر كبير".
"بيانات مخيفة"
أكدت بيانات "مخيفة" صادرة عن مكتب "أنفوريسك" (Inforisk)، المتخصص بالمعلومات القانونية والمالية حول الشركات، زيادة معدل توقف أنشطة الشركات خلال النصف الأول من العام 2023 بلغ نحو 18 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت البيانات، توقف أنشطة أكثر من 6665 شركة في النصف الأول من العام الجاري. إلى جانب إفلاس 2883 شركة خلال الربع الثاني من العام الجاري، بزيادة قدرها 6 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وجاءت الحصة الأكبر من الإفلاس في النصف الأول من العام الجاري، من نصيب المشاريع الصغرى بنسبة بلغت 98.8 بالمئة، مقابل 1.1 بالمئة لدى المشاريع المتوسطة، بحسب "أنفوريسك".
وأشار المكتب المتخصص بالمعلومات القانونية والمالية حول الشركات، إلى أن نحو 12397 شركة مغربية أفلست خلال العام الماضي، بزيادة 17.4 بالمئة عن العام 2021، متوقعا أن يبلغ الرقم مع نهاية 2023 رقما قياسيا جديدا بنحو 15 ألف حالة إفلاس.
"ليست خلطة سحرية"
بين الحديث عن أرقام إفلاس عدد من المشاريع الشبابية في الآونة الأخيرة، وعن تدشين 49 ألفا و145 مشروعا جديدا، في عدد من القطاعات، بالمغرب، منذ بداية العام الجاري، أوضح الخبير في إدارة وتطوير المشاريع، صلاح الدين البدوي، أن "الشباب المغربي لا يزال بعيدا عن النجاح في مجال المشاريع، حيث أن المشاريع الجديدة في المغرب لا تزال تشهد جملة من التعثرات، خاصة بعد فترة الوباء الذي اجتاح البلاد".
وأضاف البدوي، في حديثه لـ"عربي21" أن "أغلب الشباب الذين انطلقوا في عالم المشاريع الصغيرة خلال الخمس السنوات الأخيرة، لم تكن لهم تمويلات خاصة، حيث انطلق جلهم بالقروض التي تمنحها برامج التمويلات، غير أنهم وجدوا فيما بعد أن رقم معاملاتهم غير كافي لسد كافة الفواتير والقروض واليد العاملة لديهم".
وتابع بالقول إن "المشاريع ليست خلطة سحرية بل هي خطة عمل مستمر، يجب التكوين عليها أولا، ويجب استيعاب فكرة أنه ليس هناك ربحا سريعا، كما يعمل عدد من المؤثرين على ترويجه".
وفي شباط/فبراير 2020، عرف المغرب برنامج "انطلاقة" لدعم الشباب عبر تمويل المشاريع الصغيرة بمختلف المجالات، بقروض بنكية بنسبة فائدة قليلة، مع ضمان المستفيدين من القروض لدى البنوك المغربية من طرف الدولة في حال عدم القدرة على السداد، لكن هذا البرنامج واجه تعثرا وصعوبات كبيرة في التنفيذ.
وأرجعت دراسة صادرة عن منظمة “أوكسفام” في أيار/مايو 2022 تعثر برنامج انطلاقه إلى عدة أسباب أبرزها، تزامن إطلاقه مع بداية انتشار جائحة كورونا، وهو ما أثر عليه سلبا، إلى جانب أن إطلاق البرنامج لم يواكبه تواصل كاف من طرف الحكومة إزاء المستفيدين المفترضين.
وأكد البدوي، وجود صعوبات في الحصول على الفرص والحصول على الدعم، والتمويل المالي، والوصول إلى كل من الصفقات العمومية أو الخاصة".
وتابع: "باستثناء الحديث عن القروض الصغرى التي يتم الاستفادة منها بشيء من السهولة، يمكن ترجيح بطء التمويلات البنكية في الفترة الراهنة إلى الأزمة الاقتصادية التي يشهدها المغرب".
وأوضح البدوي خلال حديثه لـ"عربي21" أن "الحصول على التمويل البنكي في المغرب ليس سهلا، حتى على سبيل المثال البرامج المقاولاتية التي تم الترويج إليها، من قبيل برنامج انطلاقة، نجد أنه صعب جدا إن لم نقل من المستحيل الحصول على تمويلات بنكية للمشاريع، وكأن البنوك المغربية لم تعد مهتمة بتمويل مشاريع الشباب، وبالتالي فإننا عدنا لنقطة الصفر في تمويل المشاريع في المغرب، بمعنى إن لم تكن تملك الضمانات الكافية لن تحصل على أي تمويل بنكي، ناهيك على أن برنامج فرصة يمكن اعتباره ذو استقطاب محدود، حيث يستقبل سنويا فقط عدد معين من الشباب".
أي حضور النساء المغربيات في عالم المقاولة؟
عن الحضور النسائي في مجال المشاريع والمقاولات بالمغرب، يوضح البدوي أنهن "تجدن صعوبات جمّة في هذا المجال، خاصة في عدد من القرى والمدن الصغيرة"، مردفا: " للأسف إن عدد من النساء حضورها في مجال المشاريع فقط من أجل تأثيث المشهد ولا يعتبر حضورا نوعيا، حيث حضورها في برامج المواكبة في الأغلب يكون انطلاقا من ضرورة حضورها عدديا".
ويطالب البدوي، الجهات المعنية بضرورة التدخل باستراتيجية عمل من أجل "العمل على تمكين الحضور النوعي للنساء"، مؤكدا أن "المشاريع النسائية تواجه العديد من الصعوبات، ولا تزال النظرة النمطية تسيطر على حضور النساء، بدليل أن هناك فقط عدد قليل من المشاريع النسائية الناجحة المكتفية بنفسها ماديا، أغلبها تتعلق بتنمية المنتجات المحلية، وتطوير مواد التجميل الطبيعية، ووحدات إنتاج الخياطة".
تجدر الإشارة إلى أن المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، كشف، أنه خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، تم إحداث بالمغرب، 49 ألفا و145 مشروع، في عدد من القطاعات، بما يشير إلى هيمنة القطاع التجاري بنسبة 36.33 بالمئة، متبوعا بالبناء والأشغال العمومية والأنشطة العقارية بنسبة 18.83 بالمئة، والخدمات المتنوعة بنسبة 17.88 بالمئة، والنقل بنسبة 8.11 بالمئة، والصناعات بنسبة 7.10 بالمئة، والفنادق والمطاعم بنسبة 6.19 بالمئة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 2.83 بالمئة، والفلاحة والصيد البحري بنسبة 1.75 بالمئة، ثم الأنشطة المالية بنسبة 0.98 بالمئة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي كورونا المغرب الاقتصادي المشاريع اقتصاد المغرب استثمار كورونا مشاريع اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من العام الجاری فی المغرب فی مجال عدد من
إقرأ أيضاً:
ميرال تعلن تسجيل جزيرتي ياس والسعديات زيارات قياسية في 2024
أعلنت ميرال، عن تسجيل جزيرتي ياس والسعديات لمعدلات زيارات قياسية خلال عام 2024، حيث حققت الوجهتان نمواً استثنائياً وغير مسبوق من الزيارات.
وخلال مشاركتها في معرض سوق السفر العربي 2025، كشفت ميرال عن الأداء الاستثنائي الذي حققته جزيرة ياس، حيث سجلت أكثر من 38 مليون زيارة خلال عام 2024، ما يمثل زيادة ملحوظة قدرها 10 بالمئة مقارنة بعام 2023. كما حققت فنادق جزيرة ياس أفضل أداء لها منذ عام 2019، حيث وصل معدل إشغالها إلى 82 بالمئة، وارتفع إلى 90 بالمئة في أغسطس 2024، مسجلاً نمواً سنوياً بنسبة 9 بالمئة في معدل إشغال الفنادق وارتفاع بنسبة 17 بالمئة في متوسط السعر اليومي مقارنة بعام 2023. وبالمثل، سجلت جزيرة السعديات نمواً قدره 10 بالمئة في عدد الزيارات إلى فنادقها وتجاربها الثقافية مقارنة بالعام السابق.
وفي إطار تعليقه على الموضوع، قال الدكتور محمد عبد الله الزعابي، الرئيس التنفيذي لميرال: "تؤكد هذه النتائج الاستثنائية التزامنا الدائم بدعم رؤية أبوظبي في أن تصبح وجهةً عالميةً رائدة، بما يتماشى مع الاستراتيجية السياحية للإمارة وطموحاتها الأوسع نحو تحقيق النمو المستدام والتنويع الاقتصادي. ومن خلال تطوير وجهات عالمية المستوى وتجارب غامرة، فإننا لا نسهم فقط في زيادة الزيارات من جميع أنحاء العالم فحسب، بل نعمل أيضاً على توفير ذكريات ممتعة تترك أثراً دائماً. ويشكل النجاح المستمر لجزيرة ياس وجزيرة السعديات دليلًا واضحاً على قوة شراكاتنا الاستراتيجية والتزامنا المشترك بتعزيز جاذبية أبوظبي عالمياً."
وشهدت المدن الترفيهية في جزيرة ياس ومشروع "كلايم™" زيادة ملحوظة في عدد الزيارات قدرها 20 بالمئة، بالإضافة إلى زيادة مذهلة بنسبة 56 بالمئة في عدد الزيارات من دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بالعام السابق. وفي غضون ذلك، شهدت الزيارات الدولية للمدن الترفيهية أيضاً نمواً كبيراً بنسبة 40 بالمئة، مدفوعة بزيادة كبيرة من الأسواق الرئيسية، بما في ذلك الهند (+44 بالمئة) والصين (+81 بالمئة) والمملكة المتحدة (+40 بالمئة) وروسيا (+29 بالمئة).
وشهدت الوجهة كذلك زيادة بنسبة 10 بالمئة في معدل حضور فعالياتها الاستهلاكية خلال العام، مما عزز مكانتها كوجهة رائدة للفعاليات العالمية. ويعزى هذا النمو المذهل إلى أجندة من الحفلات الموسيقية والعروض والفعاليات العائلية والرياضية عالمية المستوى التي تم تنظيمها على مدار العام، بما في ذلك جولة "ديل-لوميناتي" للنجم العالمي ديليجيت دوسانج، ومهرجان "وايرلس الشرق الأوسط"، وبطولة "يو إف سي" UFC، ودوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، وسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1® في أبوظبي، والعرض الاحتفالي "ديزني على الجليد"، و"أسبوع أبوظبي للكوميديا"، وفرقة "باك ستريت بويز"، وغيرها الكثير. وشهد العام أيضاً العرض الأول إقليمياً للمسرحيات الموسيقية الشهيرة، "هاميلتون"، و"حياة باي"، و"ماتيلدا"، و"شيكاغو"، مما ساهم في تعزيز معدل حضور الفعاليات على جزيرة ياس.
علاوة على ذلك، تشهد جزيرة ياس نمواً سريعاً جعلها وجهة رئيسية للفعاليات ومؤتمرات الأعمال، حيث توفر مزيجاً فريداً من الإمكانات التجارية والعروض الترفيهية. وسجلت الوجهة زيادة بنسبة 17 بالمئة في عدد فعاليات ومؤتمرات الأعمال في عام 2024، مع زيادة قدرها 7 بالمئة في الليالي الفندقية المحجوزة مقارنة بعام 2023. وفي إطار جهودها لدفع نمو هذا القطاع الحيوي، أعلنت "ميرال" عن تطوير مشروع "ميتافيرس جزيرة ياس"، بالتعاون مع شركة "إي آند إنتربرايز" – ركيزة التحول الرقمي في مجموعة "إي آند". يهدف المشروع إلى الاستفادة من تقنية "ميتافيرس" لعرض أماكن الفعاليات التجارية إلى جانب التجارب والمعالم السياحية في جزيرة ياس، في تجربة افتراضية شاملة.
بدورها، تواصل جزيرة السعديات استقطاب المزيد من الزيارات من الباحثين عن مزيج راقي من التجارب الثقافية والترفيهية الغامرة. وبالإضافة إلى زيادة عدد الزيارات المسجلة، حققت الوجهة نسبة إشغال فندقي عالية بلغت 74 بالمئة في عام 2024، إلى جانب زيادة بنسبة 14 بالمئة في متوسط السعر اليومي مقارنة بعام 2023. كما شهدت الوجهة نمواً ملحوظاً في عدد الزيارات من الأسواق الرئيسية، بما في ذلك نمواً بنسبة 11 بالمئة في عدد الزيارات من المملكة المتحدة، وبنسبة 30 بالمئة من الهند، وبنسبة 58 بالمئة من الصين، مما ساهم في تعزيز مكانتها كوجهة شاطئية وطبيعية وثقافية رائدة.
ومن المقرر اكتمال العديد من المشاريع المميزة في جزيرة ياس خلال عام 2025، بما في ذلك افتتاح المرحلة الأولى من توسعة "ياس ووتروورلد – جزيرة ياس، أبوظبي"، والتي تمتد على مساحة 16,900 متر مربع، وتضم 12 لعبة وتجربة جديدة، ومن المتوقع افتتاحها الصيف القادم 2025، وتشمل المشاريع الإضافية الأخرى تطوير وجهة شاطئية بطول 560 متراً، لتشكِّل إضافة جديدة لتجارب الترفيه ونمط الحياة العصري في ياس باي ووترفرونت. كما تستعد "عالم وارنر براذرز™ – جزيرة ياس، أبوظبي" لتوسيع نطاق تجاربها الترفيهية من خلال إطلاق معالم جذب جديدة من عالم "دي سي"، وإطلاق "عالم هاري بوتر السحري"، إلى جانب لعبتين إضافيتين، مما يُعزز من التجارب الغامرة والحافلة بالمغامرات الذي تشتهر به الوجهة.
ومن المقرر استكمال "متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي" نهاية عام 2025، والذي يُتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في المنطقة، تقدّم رحلة شيقة عبر تاريخ العالم الطبيعي، مستعرضاً التنوع الحيوي المذهل لكوكب الأرض. وفي غضون ذلك، استقبل مشروع "تيم لاب فينومينا أبوظبي" أول ضيوفه في المنطقة الثقافية في السعديات. وتم افتتاح هذه التجربة الفنية متعددة الحواس، والممتدة على مساحة 17 ألف متر مربع، في 18 أبريل، بالشراكة مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي والمجموعة الفنية اليابانية الرائدة عالمياً "تيم لاب"، وتديرها شركة "ميرال إكسبيرينسز".
وتعزيزاً لمكانتهما كوجهات رائدة للتميز والابتكار، حصدت جزيرتا ياس والسعديات أكثر من 190 جائزة مرموقة خلال عام 2024. وفيما فازت جزيرة ياس خلال العام الماضي بأكثر من 175 جائزة، نجحت جزيرة السعديات بترسيخ مكانتها كوجهة شاطئية رائدة في الشرق الأوسط بحصولها على أكثر من 20 جائزة مرموقة. وتعكس هذه التكريمات التزام ميرال بنشر أجواء الفرح والبهجة وخلق تجارب لا تُنسى بالإضافة إلى تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة عالمية المستوى للترفيه والتسلية.
وتتولى ميرال مسؤولية إدارة وتسويق جزيرة ياس، والإشراف على استراتيجيات إدارة الوجهات السياحية في جزيرة السعديات. كما تضم محفظة ميرال تجارب ووجهات عالمية المستوى تسهم بدفع عجلة النمو الاقتصادي الكبير لأبوظبي ودولة الإمارات، بما يسهم في تعزيز إيرادات السياحة وخلق فرص العمل. يأتي ذلك في إطار دعم استراتيجية أبوظبي السياحية الجديدة لعام 2030، والتي تستهدف استقطاب 39.3 مليون زائر سنوياً، وخلق 178 ألف فرصة عمل، وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 90 مليار درهم سنوياً بحلول عام 2030.