قام مدير الجامع الأزهر بزيارة تفقدية لرواق القرآن الكريم في محافظة الغربية. تأتي هذه الزيارة في سياق متابعة سير الدراسة في مختلف فروع الرواق الأزهري وتقييم أداء الدارسين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم.

 

وخلال الجولة، أبدى مدير الجامع الأزهر إعجابه الكبير بمستوى الأداء الذي أظهره الدارسون، مشيدًا بحماسهم واجتهادهم في حفظ وتلاوة آيات الله.

كما أوصى د. عودة بانتهاج طريقة "المصحف المعلم"، التي تعتبر من الأساليب الفعالة في تعليم القرآن الكريم. وأوضح أن هذه الطريقة تسهم في ضمان تحقيق نتائج جيدة في الحفظ والتلاوة والتجويد، حيث تتيح للدارسين القدرة على فهم معاني الكلمات وطرق النطق الصحيحة.

 

وفي إطار زيارته، التقى مدير الجامع الأزهر بعدد من المحفظين برواق القرآن الكريم، حيث ناقش معهم التحديات التي تواجه العملية التعليمية والسبل الممكنة لتطويرها. وأكد على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاستماع إلى أئمة التلاوة وجهابذة علوم القراءات والتجويد، أمثال الشيخ الحصري والمنشاوي، واستخدام التطبيقات التعليمية والبرامج الرقمية لتعزيز تجربة الحفظ وتحسين مهاراتهم.

 

كما شدد المدير على ضرورة تقديم الدعم المستمر للدارسين، سواء من خلال توفير الموارد التعليمية المناسبة وتوفير المقارئ المستمرة، أو من خلال تنظيم ورش العمل والدورات التدريبية للمعلمين، مما يسهم في تحسين جودة التعليم القرآني.

 

وفي ختام الزيارة، قدم المدير شكره وتقديره للجهود المبذولة من قبل المحفظين والدارسين، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارات تعكس اهتمام الرواق الأزهري بتعزيز تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء البلاد، مما يساهم في بناء جيل جديد يتمتع بفهم صحيح لكتاب الله وقِيَمه.

 

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر الشريف اللقاء الثاني لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "بشارة الميلاد وطهارة النسب الشريف". وحاضر في الملتقى أ.د نادي عبد الله، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والأستاذ الدكتور، صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية السابق، وأدار اللقاء فضيلة الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

 

في البداية قال د. نادي عبدالله المولى عزَّ وجلّ يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس. فاصطفى أنبيائه من لدن آدم عليه السلام، اختياراً فيه صفوة وفضل ومنة، إلى أن جمع كل الفضائل في خاتمهم سيدنا محمد ﷺ.

 

وبيّن أستاذ الحديث وعلومه أن شرف نسب وطهارة شخص النبي ﷺ أمر واضح فهو ﷺ ذكره الله وطهره في كل أموره. في عقله هداية ورشد لأنه يلتقي بوحي السماء، وقلبه قد حفظه ربه. حينما كان يتنزل عليه جبريل بآيات القرآن كان يتعجل ويحرك لسانه خشية أن ينساه، فقال له المولى تبارك وتعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. جمع الله كل الأنوار وكل الأسرار في قلب نبينا المختار ﷺ، وزكي نطقه وقوله، فهو لا ينطق إلا حقاً، ليس سباباً ولا لعاناً، ولا بفاحش في القول، بل كان ﷺ كل ما يقوله حق. وزكَّاه في فؤاده وشرح له صدره، وكمَّله بصفات الجمال والكمال، وطهره من الذنوب والأوزار. ثم مدحه وزكاه كله فقال:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.

أما عن نسبه ﷺ وطهارة هذا النسب الطاهر يتحدث النبي ﷺ بنفسه عن طهارة نسبه المبارك. هذا اللؤلؤ الذي جرت خرزاته النقية الطاهرة من أول سيدنا آدم الى أبويه ﷺ. يقول ﷺ: (إن اللهَ اصطفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطفى قريشًا من كنانةَ، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ). وجد ﷺ في قوم غلبت عليهم نفوسهم، وتغيرت فيهم الفطرة فكانوا يأتون بأشياء من أفعال الجاهلية كوأد البنات، وأكل حق الضعيف، وأمور غير أخلاقية تفشت في مجتمعاتهم. فكانت مهمة النبي ﷺ أمر ثقال وهى أن يخرج هذه النفوس من ظلماتها لاستقبال وحي الله عزّ وجلَّ ونور النبوة العطر. أراد النبي ﷺ أن يخلص تلك النفوس من هواها ومن شهواتها لتنغمس في حب الله ورسوله.  فأوجد طائفة من المؤمنين أحبوا الله ورسوله أكثر من حبهم لأنفسهم وأولادهم وزوجاتهم، وأحدث ﷺ تغييراً جذرياً في مجتمع عصبي همجي ليصبح مجتمعاً قائداً ورائداً.

 

وأوضح د. نادي أنه حين نتحدث عن شرف نسبه ﷺ وطهارته لابد أن نأخذ من وصفه الشريف، وأن نتخلق من خُلقه العظيم. يقول ﷺ: (آلُ محمَّدٍ كلُّ تقيٍّ)، فكل من اتقى الله وطهر قلبه وخلقه نال من نسب سيدنا رسول الله ﷺ. وكل نسب ينقطع يوم القيامة إلا من انتسب إلى سيدنا محمد ﷺ، انتسب إليه بالعمل الصالح، وأن يهتدي بهديه، ويقتدي بخلقه، موصياً بالاقتداء بأخلاق رسول الله ﷺ، واتباع وسنته، والسير على نهجه، وأن تصبغ الأمة نفسها في شرع المولي تبارك وتعالى، ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾.

 

من جانبه أوضح د. صلاح عاشور أن الحديث عن مولده ﷺ حديث عطر وماتع. فبشارة مولده ﷺ التي أكد المؤرخون على أنها كانت حقيقة ثابتة، أثبتها كثير من المؤرخين من خلال الأمور التي وقعت قبل ميلاده ﷺ وكانت تنبئ فعلا باقتراب ظهور رسالة سماوية في هذه الأرض، وفي هذه البقعة المباركة من الجزيرة العربية -مكة المكرمة- كما كان يوجد أشخاص يرون أن ما عليه قومهم هو باطل، وأن عبادة الأصنام والأحجار لا تفيد ولا تنفع. كانوا يعرفون بالأحناف ومنهم قص بن ساعده، وزيد بن عمرو بن نوفيل. كما توجد بعض الأمور التاريخية التي تؤكد على أن هناك رسول سيبعث منها حادثة الفيل. كانت كل هذه مؤشرات تؤكد على اقتراب ظهور دين جديد ونبي جديد فتهيأت له المنطقة.

 

وأشار أستاذ التاريخ إلى أنه منذ بزوغ فجر الإسلام تغيرت كثير من المفاهيم التي كانت سائدة في العالم قبل قدوم الإسلام، حيث قدم منهجاً وفكراً جديدين، غيرا تلك المفاهيم المغلوطة. ويكفي أن الإسلام خلص العالم من ذلك الارتكاز الذي كانت فيه البشرية قبل ظهور الإسلام. جاء الإسلام ليخلص العالم من الفساد الذي كان موجوداً قبل الإسلام، وأخرج الإسلام العرب من الجزيرة العربية إلى شتى بقاع الدنيا لنشر علوم الدين وجعلهم أمة ذات شأن. والمتدبر فى القرآن الكريم يجده يؤكد على أن الدين عند الله الإسلام وما دون ذلك فليس هو الدين الصحيح.

 

وفى ذات السياق ذكر الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، أن ميلاد النبي ﷺ كان ضرورة للبشر كافة، كما بعث أيضاً للناس كافة، فكانت به تمام الرسالات. ولذلك كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. فرسول الله ﷺ دعوة سيدنا إبراهيم، وبشارة الرسل من بعده، وبه تمت الرسالات. وكان ميلاده ﷺ ميلاد النور. يقول ﷺ: (مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيانًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به ويَعْجَبُونَ له ويقولونَ: هَلّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ قالَ فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتَمُ النبيِّينَ.) فكانت هذه بشارة ميلاد الهدى والنور ﷺ.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مدير الجامع الأزهر الجامع الازهر الأزهر مدیر الجامع الأزهر القرآن الکریم النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية: سنعمل على تعزيز مكانة الجامعة داخلياً وخارجياً

أكد مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية البروفيسور محي الدين عبدالله حسن العمل على تعزيز مكانة الجامعة داخلياً وخارجياً وذلك من خلال اتباع ملامح السياسة العامة للجامعة والمتمثلة في وضع خطة استراتيجية واضحة والتركيز على جودة التعليم والبرامج من خلال تحديث المناهج الدراسية لتكون متوافقة مع احتياجات سوق العمل وتعزيز البحث العلمي وخدمة المجتمع من خلال تشجيع أعضاء هيئة التدريس والطلاب على البحث العلمي وبناء شراكات مع مؤسسات لتطوير البحث العلمي وتطبيق نتائجه وتطوير البنية التحية واستغلالها والإهتمام بالطلاب وشؤونهم وذلك بالاستماع إلى احتياجات الطلاب والعمل على حل مشاكلهم، وبناء وتعزيز العلاقات الخارجية وخلق بيئة اجتماعية معافاة.جاء ذلك لدى مخاطبته الثلاثاء 25مارس 2025م الاجتماع الأول لمجلس عمداء الكليات التعليمية بحضور الدكتور أيوب عبدالله علي امين الشؤون العلمية والدكتور عبدالرحمن صديق محمد وكيل الجامعة وعضوية المجلس حضورياً واسفيرياً.وقال مدير الجامعة بروفيسور محي الدين سنستخدم مرتكزات المنهجية الإدارية للمحافظة على كيان الجامعة ورسالتها واهدافها والتزام ثوابت وتقاليد الجامعة، وأضاف “نقدر جهود السابقين ونذكرهم بالخير وسنتبع نهج الشورى والالتزام بنتائجها، ونراعي حقوق جميع العاملين بالجامعة بمختلف درجاتهم دون فرز والاستماع لتظلماتهم وشكواهم”.وأضاف قائلا “نؤمن بضرورة التحول الرقمي بالتركيز على التقنية ونركز على تطبيق معايير ضمان الجودة والاعتماد وبناء شراكات وعلاقات داخلية وخارجية”.وفي ذات السياق أكد وكيل الجامعة الدكتور عبد الرحمن صديق محمد ان وكالة الجامعة ستسعى لتحقيق طموح العاملين بالجامعة والعمل على دفع متأخراتهم واستخدام الشفافية المالية، والعمل على تمويل امتحانات الطلاب في كل المراكز وتحسين استحقاق العاملين في الامتحانات ، وقال دكتور عبدالرحمن صديق ” بدأ العمل في أم درمان لتجهيز المدينة الجامعية بالثورة لمعاودة العمل الإداري والتعليمي” .واستعرض الاجتماع مصفوفة الشؤون العلمية في الفترة من مارس إلى سبتمبر 2025م التي قدمها الدكتور أيوب عبدالله علي والتي اشتملت على مرحلة ما قبل انعقاد الامتحانات ومرحلة انعقاد الامتحانات ومرحلة انعقاد مجلسي الأساتذة والعمداء ومرحلة إعلان التقويم الدراسي الجديد.هذا وأقر الاجتماع تحديد الخامس من ذو القعدة 1446 موعداً لامتحانات الدور الثاني للفصلين الأول والثاني لجميع الكليات عدا كليتي التربية والحاسوب وامتحانات الدور الأول للفصل الثاني للفرقة الثانية والثالثة كلية التربية والثانية والثالثة والرابعة كلية الحاسوب وامتحانات الدور الأول للفصلين الأول والثاني للفرقة الأولى الطلاب الجدد لجميع الكليات بمراكز الامتحانات داخل السودان حيث ترتب الجامعة سبع مراكز موزعة توزيعاً جغرافياً تمت فيه مراعاة الظروف الأمنية للبلد لتقليل تكلفة انتقال الطلاب والطالبات، وتأجيل النظر في المراكز الخارجية تلبية لقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • احتفالية كبري لتكريم حفظة القرآن الكريم من طلاب وطالبات معاهد بهبيت الحجارة
  • جمعية ضيوف الإسلام لتنمية المجتمع بالفيوم تكرم حفظة القران الكريم
  • مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية: سنعمل على تعزيز مكانة الجامعة داخلياً وخارجياً
  • بث مباشر.. صلاة العشاء اليوم في الجامع الأزهر بحضور آلاف المصلين
  • بث مباشر.. صلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر في ليلة 27 رمضان
  • مركز شباب منية طوخ بالغربية يُكرم 306 من حفظة القرآن الكريم والأمهات المثاليات
  • شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا
  • الرئيس السيسي: الأزهر والأوقاف يبذلون جهودا مخلصة لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة
  • علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
  • إذاعة القرآن الكريم.. 61 عامًا من الريادة في نشر تعاليم الإسلام