ثلاث فتيات وامرأة غامضة.. ننشر الفصل الأول من رواية «البوشّيه»
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تنشر «البوابة نيوز» الفصل الأول من رواية «البوشّيه»، للكاتبة السعودية نوف أنور، والتي تصدر قريبا عن مؤسسة «الباشكاتب للسيناريو والنشر والسينما». وتتناول الرواية الواقعة في 140 صفحة تقريبا، بغلاف للفنان التشكيلي المصري محمد الشيمي، حكاية عن شبح امرأة غامضة يحيط بامرأة رقيقة -لكنها بائسة- تعافر من أجل إيجاد سلامها النفسي، في وقت تتعرض فيه لابتعاد الحبيب والغربة وخيانة أقرب صديقاتها.
يقول الناشر: في روايتها الأولى، تقدم نوف أنور قصة ثلاث فتيات تبدأ في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، سحر وحصة وميسون، تربطهن صداقة قديمة بدأت منذ حرب الكويت واستمرت لسنوات مليئة بالتفاصيل والأسرار. سحر، التي تملك حدسًا قويًا، تعيش في فوضى بسبب امرأة غامضة تلاحقها، وتقلب حياتها إلى جحيم مليء بالألغاز. حصة تخفي سرًا كبيرًا يجعلها تبني عالماً من الأكاذيب، بينما ميسون، رغم حياتها الفوضوية وسعيها وراء الرفاهية، تمثل الأمان لصديقاتها.
ومع مرور الوقت، تتشابك أحداثهن، حيث تتداخل خيوط الخوف والحب والصراعات. مما يدفعهن لمواجهة تحديات قاسية، تكشف أسرارًا، وتغير مسار حياتهن إلى الأبد.
1
ارتفعت أصوات النساء بالأغاني والزغاريد، وهن يملأن المكان بالضجيج، تفرقن في ساحة منزل «بو علي» في مجموعات صغيرة يربطها الذهاب والمجيء والضحكات المرحة. يُزيدهن تألق تلك الأنوار التي تفترش النخيل، وأشجار اللوز. وتتلألأ على البيت أفواج من النساء، يلتحفن أجسادهن بـ«العباءة السوداء»، وهن في كامل زينتهن وأثوابهن المزرية بالخيوط الذهبية، والفتيات بأثواب النشل الملونة. بينما تفوح من المنزل رائحة الطيب من الدخون، والعود المخلوط برائحة المشموم، والياسمين والحناء.
امتلأ المكان بالأغطية المزخرفة بالزهور الملونة، وجلست صفوف من النساء بمواضع مختلفة بشكل منتظم، وخصص الوسط للرقص. وعلى الواجهة، كانت الجدران مغطاة بقماش أخضر من الزري، والأرائك الخضراء، وصينية دائرية تقليدية، مزينة بالمشموم والياسمين والنثور، ومعاصير الحنة الملفوفة بإحكام وتفوح منها الرائحة الخنينة.
كانت الفتيات قد صنعن دائرة حول المرأة العجوز التي ترسم الحناء ليُشاهدن الرسوم التي تُزيّن يد العروس، وتختلط أصواتهن ما بين الإعجاب والمطالبة بأن تكون كلٌ منهن هي التالية. وأخريات من النساء الكبار، الجالسات في وجود أم العروس وهي تتباهى بعطايا من سيصير في الليلة التالية زوج ابنتها. وطائفة ثالثة انهمكت في الغناء والرقص، صانعة أكبر قدر من الضجيج.
بكامل زينتها، كانت حصة تتوسط الجميع بجمالها الدافئ، ورغم رغبة والدتها الملحة بتغطية وجهها هذه الليلة -حتى لا يذهب نورها يوم زفافها- إلا إنها رفعت الغطاء عن وجهها، وسلّمت يديها الممتدتان للمرأة، لتقوم بنقشها بالأغصان المتفرعة بالأوراق والزهور.
كانت الفتيات يتراقصن بأثوابهن «النشل»، وشعور بعضهن مسدول على الأكتاف، وأخريات مجدلة ومزينة بالمشموم والريحان. وبالطبع لا تخلو أعناقهن وأياديهن من عقود الياسمين. إلا أن حرارة الجو زادت وجوههن احمرارًا ولمعانًا، وبالرغم من ذلك لم يمنعهن من التوقف عن الرقص، خاصة مع وجود فرقة «زبيدة» ودفوفها التي كانت تُلبي رغبة الفتيات بغناء أغاني سوق الكاسيت التي يرغبن بها، وفي الوقت نفسه، تُلبي رغبه الأمهات بالأغاني والأهازيج الشعبية.
وسط كل هذا كانت سحر جالسة في سكون، بدت كزهرة حائط وحيدة بجمالها اللافت رغم شحوب وجهها ونظراتها الشاردة، ترفض بلباقة كل محاولات الأخريات في جذبها نحو الدائرة الراقصة أو رسّمة الحناء، تدير عينيها في الحاضرات وتكتفي بهزة رأس بسيطة كلما قابلتها عين إحداهن، تتجنب النظر إلى النسوة الكبار ممن يرمقنها بنظرات هي مزيج بين الفضول والإشفاق، لأنها لم تتزوج بعد رغم حُسنها الواضح.
تعلم ما يُفكرن فيه، البعض يراها «منحوسة»، والأخرى «ممسوسة»؛ وغيرهن لقّبنها بـ «الحسناء التعيسة». تعرف هذا وتتجاهله، ولولا أن الليلة هي حناء «حصة»- أعز صديقاتها منذ الطفولة- لما غادرت منزلها لتصطدم بتلك الوجوه المُشفقة، فقط حصة هي الوحيدة القادرة على إخراجها من العُزلة مهما عبست أيامها أو انشغل ذهنها.
"ألا زلتِ تحلمين بتلك المرأة؟
قطع السؤال أفكارها، فرفعت رأسها لتجد حصة واقفة أمامها. تأملتها فوجدتها بارعة الحسن كما اعتدن أن يظهرن، أمسكت بيدها وتأملت الرسم في إعجاب، وجذبتها لتجلس بجوارها وأشارت حولهن..
-الجميع سعداء من أجلك، وأنا أولهّن.
=لا تتجاهلي ما أقول.. سألتك عن تلك المرأة. أهي سبب شرودك وقت زفافي؟
-لا شيء يؤخرني عنك.
=إذن.. احك لي.
-اليوم؟! يا لك من مجنونة يا فتاة!!
=هو اليوم نفسه الذين تكتفين فيه بالجلوس كنبات الزينة. دون أن تُشاركيني الرقص، أو تمتد يد العجوز على يدك المرمرية لتصنع لوحة تُزيد من فتنتك. احك لي، فربما يُذهب الحديث ثِقَل ذهنك، وتشاركيني فرحتي.
شعرت سحر بالخجل من قولها، لكنها أقرت في نفسها بأن ما تقوله صحيح. حصة هي الوحيدة التي لا تصف هواجسها وأحلامها بالجنون. منذ حكت لها عن تلك المرأة الغامضة التي تشاهدها منذ شهور وتستحوذ على أحلامها وخيالات اليقظة.
- تطاردني دومًا.. هي نفسها، بعباءتها السوداء الطويلة، وغطاء وجهها الذي لا يبدو منه سوى عينين فاتنتين. تثير الرعب فيَّ بنظرتها الثاقبة. ثم سُرعان ما تختفي. أراها في كل موضع، وتذوب مع فزعي.
= وتكتفي بالصمت؟
- ليس اليوم، ربما هذا ما جعلني أبدو في هذا الارتباك.
= لِمَ؟ ماذا حدث؟
- فيما بعد، لا أريد أن أبدو كطائر شؤم في يوم عرسك، دعينا نعود إلى النساء ثم أستكمل الحكي في يوم آخر.
= سأنشغل كثيرًا في الأيام المُقبلة.
- يا حبيبتي، أسعد الله وقتك وحفظ سرك، لا يوجد لديَّ أكثر من الوقت، ولا توجد حكاية أخرى تؤرق مضجعي. لا تهتمي، فسوف أنتظر.
تبادلتا الابتسام، وقامت أم العروس وأمسكت بيدها، تصاعدت الزغاريد، وارتفعت أصوات النساء بالغناء وكأن طاقتهن تضاعفت مع مشاركة سحر التي طافت ترقص حول حصة، ورسمت على وجهها ابتسامة لتُخفي توترها الزائد من تلك المرأة التي لا تنفك عن مطاردة ذهنها.
"قلت أوقفي لي وارفعي البوشيه... خليني أروي ضامر العطشاني
شفت الجدايل وأحسبك رومية.. ثاري الزلوق مقرضة ياخواني
الخد ياضي لي برق وسميه.. والعين تشبه ساعة الربان"..
لم تقاوم النساء الرقص على هذه الأغنية رقصة «الخماري»، فالفتيات وضعن الأكمام الواسعة لثوب النشل على الرأس، والنساء استعّن بالبوشيه لتغطية جزء من وجوههن؛ وبدأن يتمايلن بأجسادهن جانبًا بهدوء وبعدت خطوات إلى الوراء.
صنعت مع الفتيات دائرة كبيرة، توسطها العروس والمرأة العجوز، التي ما انفكت تصيح مُباركة العروس بكلمات لم تتبين أكثرها. أصرت العروس على والدتها أن ترقص لأنها تعرف أن والدتها تتقن «الخماري»، لكنها كانت تخشى من أحاديث النساء، فعادة أم العروس لا ترقص وتكون أقرب إلى الرصانة والثقل؛ إلا أن حصة أصرت قائلة «الزمن تغير يما»، بينما قامت سحر لتمسك بيدها وترقصان سويًا.
بعد قليل، اندمجت سحر مع الفتيات، وبدأت صورة المرأة تنزاح عن ذهنها فشعرت أنها أكثر حيوية، خرجت من الدائرة وأمسكت بيد والدة حصة واندمجتا في الرقص، حركت جسدها أكثر فزاد انطلاقها، بدأت تدور حول نفسها في مرح.
فجأة شعرت وكأن كل ما حولها اختفى، بدأت الدنيا في الإظلام لكنها لم تستطع أن توقف جسدها عن الدوران، بدت الأصوات من حلوها كأنها تأتي من بئر سحيقة، فارتجف جسدها بقوة لكنها لم تتوقف.
ثم ظهرت المرأة..
بدت تمامًا كما تراها من بعيد، عباءتها السوداء الطويلة والغطاء الشفاف الذي لا تُدرك ماهيته بينما عيناها لمعان من خلف الغطاء اقتربت منها المرأة فارتعبت وحاولت الصراخ لكنها لم تستطع، بدت في عيناها اللامعتين جذبة غريبة، أطبقت فمها وهي تتساءل كيف تراها في كل الاتجاهات رغم دوران جسدها.
شعرت بيد ثقيلة توضع على كتفها والأضواء تعود إلى بصرها شيئًا فشيء، انتفض جسدها وهي تسمع همسات تتعالى باسمها لتجد حصة أمامها ترمقها بنظرة قلقة، انتفضت مرة أخرى ثم أطلقت صرخة عالية وسقطت فاقدة الوعي.
«لم أشعر بنفسي إلا والنساء يُحطن بي وهن فزعات، كانت حصة أكثرهن فزعًا، لمحت في عينيها الخوف واللهفة لا الضيق والغضب رغم أني- بشكل ما- أفسدت ليلتها الجميلة. تلفت حولي لأجدنني مُستلقية على الأريكة وقد ابتل وجهي وغرق أنفي في مزيج من العطور استُخدمت لإفاقتي، نهضت مُرتبكة بعد تلك الفوضى التي أثرتها وشكرت حصة وكررت أسفي عشرات المرات قبل أن أستقل سيارتي وأغادر. أعلم أنها ليست غاضبة، فنحن أصدقاء منذ كنا في الثانية عشرة من عمرنا، لكني لا أستطيع منع نفسي من الضيق والخجل؛ ولا أستطيع كذلك أن أمحو من ذهني تلك المرأة الغامضة».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ثلاث فتيات امرأة غامضة رواية تلک المرأة التی ت
إقرأ أيضاً:
ارتداء العروس 7 فساتين فوق بعضها.. الزواج في واحة سيوة «عادات وتقاليد»
كانت الفتاة تتزوج في سن التاسعة قبل أربعينيات القرن الماضي، وكان لرجل في سن السبعين أو الثمانين عاما أن يتزوج فتاة في هذا السن بصداق لا يتجاوز ستة ريالات، تقدم بقيمتها ملابس للعروس، والطلاق سهل كالزواج لدرجه أن الطفلة قد تمر على عشرة رجال قبل بلوغها 30 من عمرها ثم بدأ معدل ارتفاع سن الزواج إلى 16 سنه بعد ستينات القرن الماضي، والفتاة التي لا تتزوج في هذا السن تصبح عانسا.
كما كانت هناك عادة صارمة تمنع الرجل من مباشرة حياته الطبيعية مع زوجته قبل انقضاء سنتين على الأقل، فلديهم الاعتقاد أنه إذا بلغت البنت سن البلوغ في منزل زوجها فإن هذا يكون مدعاة لبقائها أكثر طاعة وإخلاصا له.
وبعض من أهل سيوة وإن كانوا قلة لا يزالوا يتمسكون جزئيا بهذه العادات ولكنهم وجدوا أن نصف عام أو أقل من ذلك كافي جدا لهذا الغرض نظرا لأن العروس صارت ناضجة سلفا.
وعندما يصل الفتى إلى سن الزواج ويرى العروسة التي تناسبه أو التي انفتح لها قلبه، فإنه لا يجرأ أن يطلب يدها من والدها بل عليه الرجوع إلى أكبر ذويه سنا يتقدم الى والد العروس ويطلب يدها.
والأفراح عادة في سيوة تكون بعد موسم بيع البلح او موسم بيع الزيتون، وعند الاستعداد ليوم الزفاف المتفق وطبقا لما ورد في مخطوط سيوة (التاريخ المحلي لواحة سيوة ) تدعى كافه المدينة ويأكلون الزقاة (القرع العسلي) مضافا إليه العدس والبقول وهو طعام مألوف في سيوة تقوم بتجهيزه أسرة العروس رغم أن الفرح( العرس) يتم في بيت أسرة العريس.
وقبل العرس بمدة كافية بعد أن تكون كافة الترتيبات قد تمت بين أسرة العروسين تبدأ البنات في تطريز الطرح السيوي والتي يبلغ عددها أحيانا في جهاز العروس 30 طرحا، ويتم إعداد ثوبين للعروس أحدهما أبيض وآخر أسود، الحياة بوجهيها.
وبعد الانتهاء من تحضير ملابس الزواج وشراء الحلى للعروس، وفي ليلة الزواج تتوجه العروس في مجموعه من رفيقاتها وبعض النساء من أقاربها ليلا لتستحم في عين العرائس(عين الحمام) أو عين كليوباترا، لأن كليوباترا استحمت وهى كانت بعيدة عن أعين المارة.
وقد تم استبدال عين الحمام بعين طموسي في بداية القرن الماضي وأصبحت العروس تغتسل في هذه العين مرتدية، رداء واحدا عصر يوم عقد القران، وعند هذه العين تقوم العروس بخلع الاسطوانة المزركشة التي تسمى الأدرم من حزامها الدائري الذي يسمى الأغرو وتسلمها لأمها او لإحدى خالاتها لكي تستخدمها بعد ذلك إحدى أخواتها الصغار، أو أي بنت من بنات الأسرة في المستقبل.
وتقوم أصحاب العروس وأقاربها من النساء بالغناء والطبل في رحلة الذهاب والعودة من العين على ان تقابلهم في منتصف طريق العودة النساء والبنات من أقارب العريس لمشاركتهم الغناء والتصفيق والطبل حتى الوصول إلى منزل العروس، ثم ترتدي ثوبها الأبيض وتنتظر بعد ذلك في غرفة منفردة بحيث لا تراها البنات غير المتزوجات، فربما يتم ذلك لإيجاد حد فاصل بين حياتها الماضية وما هي مقدمة عليه من حياة تختلف تماما عن لهو وبراءة الصبا، إنه إعداد نفسي يتم في صمت.
وفي ليله الزواج تقوم امرأة لديها خبرة تصحبها البنات ممسكات بالفوانيس الملونة لتقمن بعمل الزينة وتسوية الشعر وعجن الحناء والاهتمام بالحناء شديد وواضح، ويتفننون في زخرفة اليد والقدم، وقد كانوا قديما يستخدمون الخيط والحبال لعمل النقوش، أما الآن فإنهم يستعملون( ستيكرز) الذي تم جلبة من ليبيا أو مطروح أو من غيرهما، وبذلك تنوعت النقوش والأشكال واختفت الزخارف البدوية.
ثم تأتي المرأة الخبيرة بوضع العطور وروح الورد واللمسات الجمالية الأخيرة، وترتدي العروس في ليلة زواجها ملابس العرس وهي سبعة فساتين فوق بعضها البعض، على النحو التالي:
الأول وهو الملاصق للبشرة ويكون أبيض اللون خفيفا شفافا.
الثاني يكون أحمر شفافا.
الثالث يكون أسود.
الرابعيكون لونه أصفر.
الخامس لونه أزرق.
السادس من الحرير الوردي.
أما السابع فيكون من الحرير الأخضر.
وفوق كل هذا ترتدي فستانا خاصا بالزفاف مطرزا بتطريز غالي التكاليف حول الرقبة، وتضع على رأسها شالا من الحرير الأحمر على أن الحلي من الفضة التي تتزين بها تتكلف مبلغا كبيرا من المال، ثم يأتي أقارب الزوج لاصطحاب العروسة إلى منزل الزوجية، فعندما يراهم أهل العروس يقفلون باب المنزل لمنعهم من الدخول، إلا أن هؤلاء يحاولون الدخول بالقوة لأخذ العروس، فيرفض أهلها تسليمها مدعين أنهم لا يسلمونها إلا عند أذان الصباح.
لذلك يقوم أهل الزوج برشوة المؤذن للأذان في غير الميعاد وبعد عدة مناوشات بين الأهلين تتقدم جارية تحمل سيفا أو سكين وتحمل العروس وهي ملفوفة في شال أبيض يسمى الجرد 12 إلى منزل الزوج.
كانت العروس تركب الحمار أما الآن فتركب أحدث السيارات، وعند وصولها منزل الزوج يقابلها أهل الزوج بالتهليل والرقص والطبل والغناء ويخرج المدعوون من منزل الزوج، وتدخل الجارية وهي تحمل العروس ملفوفة بالجرد وتضعها في حجرة الزوجية على أن لا تلمس قدمي العروس الأرض قبل دخولها حجرة الزوجية، لأن ذلك يبعث التشاؤم وتضع قصعة بها طعام على عتبة هذه الحجرة ثم يأتي الزوج يريد الدخول فتبادره الجارية بقولها تشتريها فيجاوبها بوزنها تتركه الجارية وتنصرف ويقابل الزوج عروسة بعد أن يمر من فوق القصعة.
وفي الماضي من عشرات السنين عن ليلة الزفاف كان هناك بعض الطقوس التي تجري في حضور خال العروس أو عمها أو هما معا وهو أمر حساس يتعلق بالشرف بالنسبة لأسرة العروس.
وعند أذان الصباح يهرب الزوج إلى الحقول ويمضي فيه نهاره ويعود ليلا إلى منزله، ويستمر ذلك لمده ثلاثة أيام وذلك حياء من والديه وأقاربه، وفي ثالث يوم يأتي أهل العروس لغسل رجليها فيرسل أهل الزوج جمارا وفاكهة وبعد ذلك تسير الأحوال عادية.
كانت حجرة الزوجية يتم تأسيسها بفرش بسيط لعل أهم ما فيه إن كان العريس غنيا أم فقيرا الصندوق الخشبي المزين المصاحب للعروس، والذى تضع فيه كل متعلقاتها الشخصية، ولاتزال تتمسك به كما يحتوى جهاز العروس على مجموعه من المتكئات المحشوة فضلا عن أواني وأدوات صنع الشاي.
اقرأ أيضاًرئيس مدينة سيوة يتواصل مع أبناء الواحة بزيارة المكتبة والبيت السيوي
الاستشفاء بالرمال الساخنة في سيوة: تجربة علاجية تجمع بين الطبيعة والتراث
سيوة تواصل برامجها لدعم المرأة السيوية في ظل مواجهة التغيرات المناخية