وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادات آسيا
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الحرب التجارية الوشيكة من شأنها أن تخلق الكثير من الضغوط لآسيا، بالإضافة إلى قوة الدولار المتوقعة بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية.
وارتفعت قيمة الدولار جزئيا منذ إعادة انتخاب ترامب، إذ من المتوقع أن تدفع التعريفات الجمركية الضخمة المقترحة وتخفيضات الضرائب والحملة الصارمة على الهجرة والتضخم إلى الارتفاع، مما قد يجبر بنك الاحتياطي الاتحادي الأميركي على إبقاء الفائدة أعلى لفترة أطول، وهو الرهان الذي يمكن رؤيته من خلال الارتفاع في عائدات السندات.
وتميل المعدلات المرتفعة للفائدة على السندات إلى جعل العملة أكثر جاذبية، وهو ما من شأنه أن يسبب للبنوك المركزية في آسيا مشاكل صعبة.
مخاطر سارية التأثيروحسب الصحيفة، فإنه في حين تظل الصين الهدف الرئيسي لترامب -مع تهديدات بفرض تعريفات جمركية تزيد على 60% على الواردات منها- فإن الضرر الجانبي قد يمتد عبر اقتصادات آسيا المترابطة.
وأصبحت آسيا باستثناء الصين تعتمد بشكل متزايد على الطلب الأميركي، مع ارتفاع حصتها من الصادرات إلى الولايات المتحدة من 11.7% في أكتوبر/تشرين الأول 2018 إلى 14.7% الآن، وفقا لبنك مورغان ستانلي الأميركي، ويعكس هذا التحول جزئيا إعادة توجيه الصادرات الصينية عبر دول جنوب شرق آسيا.
تتوقع "وول ستريت جورنال" أن تسمح الصين بتراجع عملتها بنسبة محدودة (شترستوك)وأشارت الصحيفة إلى أن ضعف العملات مقابل الدولار قد يساعد في تخفيف الضربة الناجمة عن زيادة التعريفات الجمركية من خلال جعل الصادرات أكثر قدرة على المنافسة مقارنة بالسلع الأميركية، لكنه في المقابل قد يخاطر كذلك بتسريع تدفقات رأس المال إلى الخارج (لاستغلال ارتفاعات الدولار وزيادة الفائدة على السندات الأميركية)، مما يمثل تحديا خاصا للصين التي تتعامل مع تباطؤ الاقتصاد بسبب انهيار سوق الإسكان (العقارات) لديها.
وانخفضت قيمة اليوان بنحو 10% مقابل الدولار خلال الحرب التجارية الأخيرة في عامي 2018 و 2019، لكن التعريفة المقترحة هذه المرة أعلى بكثير من المرة الأخيرة، لذلك قد يحتاج اليوان إلى الانخفاض أكثر.
ومن المرجح أن تتخذ بكين نهجا مدروسا، في انتظار إعلان التعريفات الفعلية قبل أن تقرر ما ستفعله، وتتوقع الصحيفة أن يُسمح ببعض التراجع في قيمة اليوان، لكن ربما لا يُسمح بانخفاض حاد، نظرا لمخاطر فرار رأس المال من البلاد.
ضعف العملةوقد لا تشكل تدفقات رأس المال إلى الخارج مصدر قلق كبير للاقتصادات الآسيوية الأخرى، لكن ضعف العملة من شأنه أن يزيد الضغوط التضخمية، إذ يرفع تكاليف السلع المستوردة، خاصة الطاقة والغذاء، حسب الصحيفة.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن هذا قد يفرض بعض القيود على درجة التيسير النقدي التي يمكن أن تحدث في المنطقة (تضطر الدول إلى إبقاء الفائدة مرتفعة لعدم خسارة الاستثمارات في سنداتها، خاصة مع ارتفاع الفائدة على السندات الأميركية).
وباستثناء اليابان، من المتوقع أن تخفض أغلب الاقتصادات الآسيوية الفائدة العام المقبل، وحتى بالنسبة لليابان -التي كانت آخر دولة خرجت من تجربة أسعار الفائدة السالبة (دون الصفر)- فإن انخفاض قيمة الين قد يجبر بنكها المركزي على رفع الفائدة بسرعة أكبر من القدر المريح له.
وذكرت الصحيفة أن العديد من البنوك المركزية الآسيوية لديها احتياطيات وفيرة من العملات الأجنبية، مرجحة أن تتدخل لمنع عملاتها من التراجع بسرعة كبيرة، ومع ذلك فمن المرجح أن تتدفق رؤوس الأموال إلى خارج المنطقة إذا ظلت الفائدة في الولايات المتحدة أعلى من تلك في آسيا.
وبحسب "جيه بي مورغان"، هبطت الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان بمعدل 13% خلال فترات قوة الدولار منذ عام 2008.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وول ستریت جورنال
إقرأ أيضاً:
الدولار في أدني مستوياته خلال أسبوع بعد سلسلة ارتفاعات متتالية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسببت البيانات الأمريكية هذا الأسبوع في دفع مستويات الدولار الأمريكي إلى التراجع من أعلى مستوى في عامين مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، ليسجل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.2% وذلك بعد أن سجل سلسلة من الارتفاعات استمرت 6 أسابيع متتالية.
وأشار التقرير الفني لجولد بيليون، الصادر اليوم ساعد تراجع الدولار على دعم أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى تصريحات عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات لا يزال ممكنا هذا العام إذا ضعفت البيانات الاقتصادية الأمريكية بشكل أكبر.
التوقعات حالياً في الأسواق تشير أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم في يناير الجاري، وقد تصل إجمالي عمليات خفض الفائدة هذا العام إلى مرتين بداية من شهر يونيو القادم.
أيضاً تترقب الأسواق تولي الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور بداية من يوم الاثنين القادم، وسط توقعات أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يبدأ في فرض تعريفات جمركية جديدة كما صرح من قبل، وهو الأمر الذي قد يدعم التضخم ويجبر البنك الفيدرالي على التوقف عن خفض الفائدة.
جدير بالذكر أيضاً أن الطلب على الملاذ الآمن قد تراجع هذا الأسبوع وهو ما عمل على الحد من مكاسب الذهب، يأتي هذا بعد أن تم الإعلان عن الاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما قلل من المخاوف الجيوسياسية في الأسواق.
ووفقا لمجلس الذهب العالمي أعلنت الصين عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب ليصل إجمالي الأصول المدارة إلى مستوى قياسي بلغ 9.7 مليار دولار بنسبة ارتفاع 150% على مدار العام الماضي.
فقد أعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة 10 طن من الذهب خلال شهر ديسمبر، وهي ثاني عملية شراء للشهر الثاني على التوالي. و قد أدى هذا إلى رفع احتياطيات الصين الرسمية من الذهب إلى 2280 طناً لتمثل 5.5% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي، و أعلى بنحو 44 طناً من مستواها في نهاية عام 2023 .