على واقع أصوات المدافع والقصف الإسرائيلي المتواصل منذ 14 شهرا، والمأساة التي عاشها قطاع غزة، يأتي صوت طفلة صغيرة تدعى خديجة تبلغ من العمر 7 سنوات، تقف بشموخ، وتغني "حلوة يا بلدي" بصوت يملؤه الحنين والشجاعة وحب الحياة ولبلدها رغم آلة القتل الإسرائيلية.

وفي لحظة مؤثرة، تُظهر الطفلة، خديجة، من مركز للإيواء تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا ) ويفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، كيف يمكن للفن أن يكون رسالة تحدٍّ، وكيف يمكن لصوتٍ فلسطيني بريء أن ينقل للعالم قصة شعب يعاني من ويلات الحرب ولكنه لا يستسلم، رغم كل ما مرّ به الأطفال من قتل وتهجير وتجويع وفقدان لأدنى حقوق الطفولة.

مقطع الفيديو نشرته لويز واتريدج وهي ناشطة في وكالة الأونروا بغزة وعلقت على الفيديو قائلة: "خديجة البالغة من العمر 7 سنوات تغني بأعلى صوتها بينما يستمر القصف من حولنا. أصبح بعض الأطفال الذين يحتمون في هذه المدرسة التابعة للأونروا بلا أطراف بعد أن تعرضت لغارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 22 شخصا بينهم 6 أطفال. اليوم سيغنون وغدا".

#Gaza 7-year-old Khadija, singing her heart out as the bombing continues around us.

Some of the children sheltering at this @UNRWA school are now missing limbs, after it was hit in an Israeli airstrike that killed 22 people, including 6 children.

Today they sing. And tomorrow? pic.twitter.com/odczg7T1OI

— Louise Wateridge (@UNWateridge) November 17, 2024

المقطع انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، الذي يُحتفى به في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، بينما لا يزال الأطفال الفلسطينيون يتعرضون لاعتداءات تنتهك المواثيق الدولية.

ولاقى المقطع انتشارا واسعا عبر المنصات الرقمية ومن قِبل وسائل إعلام مختلفة، حيث التقطه الآلاف من المتابعين، وأعاد كثيرون تداوله ونشره، تعبيرا عن إعجابهم ببراءة الطفلة وتمسكها بجمال الأغنية، حتى في أحلك الظروف.

وشاركت الناشطة فلسطينية الفيديو عبر حسابها في فيسبوك، وكتبت: "أطفال غزة يغنون في ما يسمى "يوم الطفل العالمي". غص قلبي كثيرا وأنا أشاهد هذا الفيديو وأتأمل عيون أطفال يستهدفهم العالم بأسلحته الفجة. كم يحتاجون ليثبتوا للعالم طفولتهم؟".

حلوة يا بلدي من اطفال #غزة العزة
واحنا بنحبكم ونموت عليكم حبايبي
الله يحفظكم ويحفظ اهلنا في #غزة #غزة_الفاضحة #السودان #شمال_غرة_يموت_جوعاً pic.twitter.com/hm2BuISqiN

— ????????بنت الشريفRabab (@ElshrifeRa22076) November 20, 2024

أما الناشطة الفلسطينية نور سلمى فعلّقت على الفيديو قائلة: "يتصدر فيديو لطفلة تغني "كلمة حلوة وكلمتين، حلوة يا بلدي"، ينال إعجاب الجميع لكنه ينال حزني أيضا. تبكيني هذه الفيديوهات أكثر من الفرح. هل يمكن أن يُخفوا طفولتهم عن هذا القتل؟ لقد رأيناه يحبهم جدا ويختارهم دائما. هذه الفيديوهات تذكرنا بأنهم لم يريدوا إلا الغناء والركض والهروب من المدرسة، فلماذا هربوا من الحياة؟".

وأشارت إحدى المدونات عبر حسابها على منصة "إكس" إلى أن أطفال غزة نافذة أمل، وما أحلى أطفال غزة، يبهروننا دائما ببراءتهم رغم الحرب.

وأشار مغردون آخرون إلى أنه رغم مرور 14 شهرا من الموت والجوع والحصار والخذلان، لا يزال أطفال غزة يحلمون بالفرح، ويتحدّون رائحة الموت بالفرح والغناء للوطن، في أحد مراكز الإيواء رغم صعوبات الحياة.

رغم مرور 14 شهرا من الموت والجوع والحصار والخذلان لا يزال أطفال غزة يحلمون بالفرح ..يتحدون رائحة الموت بالفرح والغناء للوطن في أحد مراكز الإيواء: كلمة حلوة وكلمتين. حلوة يا بلدي. غنوة حلوة وغنوتين. حلوة يا بلدي املي. دايما كان يا بلدي. اني ارجعلك يا بلدي. pic.twitter.com/y768Evt3d8

— ali saada (@alisaada2) November 19, 2024

واعتبر آخرون أن "أطفال غزة في الحرب أبطال، وفي الحصار إرادة لا تنكسر. وفي الفن والذوق رأينا هذه الطفلة الصامدة. هذا جيل عاصر الحرب وأهوالها، وسيكون لهم شأن عظيم مستقبلا. لم تمنع الإبادة بحقنا إثبات حقنا في حياة كريمة مثل شعوب الأرض الحرة".

فتيات #غزة الجميلات
رغم قسوة الحرب و ظلم البشر …..مازال
ل "الكلمة الحلوة" مكان في قلوب من رأى بعينه الأرض تحترق في كل اتجاه !
"كلمة حلوة و كلمتين …حلوة يا بلدي "
و هل هناك احلى من #فلسطين ؟!#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/B9mlNGwWeP

— Khityar Abu Beesan (@YounisBahari) November 20, 2024

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حلوة یا بلدی أطفال غزة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

أطفال فلسطين في عيون «حمزة» المصري.. «أبطال خارقون يتعلم منهم الصبر»

بين آثار القتل والدمار كانت رؤية حمزة إبراهيم، صاحب الثمانية أعوام، مختلفة لأطفال فلسطين، يراهم أبطالاً خارقين بكل ما يتحملونه من صبر وكفاح، كلما تابع ما يُقال، أو يشاهد الصغار عبر التلفاز، يزيد إعجابه بقدرتهم على الصمود، يأمل بأن تكون هناك وسيلة مساعدة يستطيع أن يسهم بها فى إنقاذ صغار تبدّلت حياتهم، أصبح الموت أقرب إليهم من الدماء فى الوريد، لكنهم رغم كل هذا يتمتّعون بإيمان شديد بالله، لا يأكلون لأيام وليالٍ، يميتهم البرد القارس والحر الشديد فى فصول العام المتقلبة، ومع هذا لم تتزعزع ثقتهم بأن النصر قريب.

رؤية الأطفال لصغار فلسطين بعد الحرب

يروى «حمزة»، الطفل البالغ من العمر 8 سنوات، ويدرس فى الصف الثانى الابتدائى، لـ«الوطن»، أن الحرب الأخيرة التى حدثت فى فلسطين فى السابع من أكتوبر العام الماضى، جعلته يرى الأطفال بشكل مختلف، يتعلم منهم صفات كثيرة: «رغم التعب، وأنهم كل يوم بيُستشهدوا، لكنهم صابرين ومؤمنين بالله، ومقتنعين بأنهم هينتصروا، وأنا باتعلم منهم الصبر، وإنهم أكيد هينتصروا، هما صغيرين وبيموتوا، مالهمش ذنب، ونفسى الحرب تقف ويرجعوا يتعلموا تانى ويروحوا المدرسة».

لم يكن الصغير يعرف الكثير من التفاصيل عن فلسطين قبل الحرب، لكن الإعلام و«السوشيال ميديا» ساعدت فى نشر قصص الصغار وصورهم، كما قال: «قبل الحرب ماكنتش عارف عن فلسطين حاجة، بس السوشيال ميديا والتليفزيون نشرت قصص كتير عنهم، وكل مرة بيصعبوا عليّا، بس فخور بيهم وبقوتهم، لأنهم ثابتين ومتأكدين إنهم هينتصروا، ومن التفاصيل اللى عرفتها عن فلسطين إنهم محتَلين من زمان، والاحتلال بيموت فى أهالينا كل يوم، بس هما ولا مرة يأسوا، باشوف الأطفال زى سوبر مان».

الأهالي مصدر المعلومات الأول في القضية

لا توجد طريقة لمساعدة الأطفال، ولا الأهالى فى الحرب يستطيع الصغير أن يقدمها، لكن «حمزة» منذ بداية حملات الدعم بـ«المقاطعة» يحرص على شراء المنتجات المصرية، ويبتعد تماماً عن تلك الواردة فى قائمة المقاطعة: «فى المدرسة بنشارك فى الأنشطة، زى علم فلسطين، وبره مشارك من بدرى فى حملات الدعم من أولها، وكنت باشجع زمايلى عليها».

مقالات مشابهة

  • عم طفلة حضانة الغربية: لم نكتشف الواقعة إلا بعد انتشار الفيديو
  • الأطفال في السودان مأساة تحت نيران الحرب.. 2.3 مليون يصارعون الجوع
  • «حسن وجودي» يدعمان فلسطين من الإذاعة المدرسية.. منبر «التوأم» لرواية التاريخ
  • أطفال فلسطين في عيون «حمزة» المصري.. «أبطال خارقون يتعلم منهم الصبر»
  • رسالة دعم بالورقة والألوان من ابنة أسوان إلى أطفال غزة: «علمتونا الصبر»
  • فيديو صادم.. معلمة رياض أطفال تضرب طفلة على رأسها
  • في يومهم العالمي.. أطفال القدس يُعذّبون داخل السجون وخارجها
  • نجم The Vampire Diaries مشمئز بعد منحه مشروب ستاربكس..شاهد الفيديو
  • قصة 5 شقيقات يتيمات يواجهن مآسي الحرب على غزة بخيمة نزوح