فلسفة «أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» تجسد التأمّل والحوار الإنساني
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
البندقية (الاتحاد)
احتفالاً باليوم العالمي للفلسفة سنويّاً، والذي يصادف 21 نوفمبر، تظهر اليونسكو القيمة الدائمة للفلسفة في تطوير الفكر البشري في كل ثقافة وكل فرد.
بهذه المناسبة، قالت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، إن فلسفة المعرض الفني «عبدالله السعدي أماكن للذاكرة.
وتصف اليونسكو الفلسفة بأنها اختصاص مشوق، كما أنها ممارسة يوميّة من شأنها أن تحدث تحوّلاً في المجتمعات. وتحث الفلسفة على إقامة حوار الثقافات، إذ تجعلنا نكتشف تنوع التيارات الفكرية في العالم، وهذا ما جسده الفنان عبدالله السعدي في معرضه الفردي «أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» في بينالي البندقية، حيث تتشابك أعماله مع سلالة من الشعراء القدامى الذين ألهمتهم رحلاتهم في الصحراء لكتابة قصائد خالدة، وهذا ما يجسد دعوة اليونسكو إلى ممارسة التساؤلات النابعة من الاندهاش بالعالم وبالبيئة المحيطة.
وقال طارق أبو الفتوح القيّم الفني للمعرض: «بنيت فلسفة عبدالله السعدي في معرض أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان على التأمّل والحوار الإنساني الممتد على مدى عقود، حيث قدم السعدي رؤاه المفاهيمية المرتبطة أساساً بالمرجعيات القديمة والبيئة والذاكرة المكانية والبيئية، يقدّم أعمالاً فنية تشهد على تاريخ قريب متعدّد الطبقات للفن الإماراتي المعاصر، ويحمل في الوقت نفسه أصولاً موغلة في القدم، وارتباطاً تاريخياً بالغ الوضوح مع مراحل إبداع الشعراء القدامى من شبه الجزيرة العربية من حيث الارتباط بالطبيعة والمكان الجغرافي، وحالات التأمل والإلهام الفني».
وأضاف أبو الفتوح: «إن تعبير (أماكن الذاكرة) طرح لأول مرة من قبل المؤرخ الفرنسي بيير نورا كمقابل حسي لماهية الذاكرة الجمعية للأمة الفرنسية، ثم ظهرت مشروعات تنظيرية مماثلة على المستوى الأوروبي، وتلاها العالم الناطق بالإنجليزية، ثم غيرهم من الأمم، حتى بدأ العمل مؤخراً على أماكن للذاكرة العالمية. يُعرّف بيير نورا أماكن الذاكرة على أنها ليست أماكن جغرافية أو ذات أبعاد ملموسة فحسب، بل هي أيضاً تشمل كتباً أو أغاني أو أعمالاً فنية وأياماً تذكارية، ونصوصاً فلسفية وعلمية وأنشطة رمزية، وغيرها، تشكل جميعها مكونات لتلك الذاكرة الجمعية التي تمثل تواريخ موازية وغير رسمية تتخطى الروايات المعروفة، والموثقة، والسياقات الملموسة، والمحسوسة».
حول ارتباط فلسفة أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان بلغة الضاد، قالت ليلى بن بريك: «عند النظر إلى سياق ممارسة عبدالله السعدي الإبداعية والذاكرة الجمعية التي تؤثر في عمله، لا يمكن إغفال دور اللغة، إذ يحتضن العالم العربي واحدة من أقدم الذاكرات اللغوية في العالم، حيث تمتد الأصول اللغوية إلى ما يربو على ألفي عام، وهي تعد الرابط الأساسي، ثقافياً وفكرياً ووجدانياً، بين شعوب تعيش في مساحات شاسعة تمتد من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، وترتبط تلك الذاكرة اللغوية بأماكن متنوعة للذاكرة الجمعية».
افتتح المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية 20 أبريل الماضي أبوابه للزوار بمشاركة دولية واسعة تضم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، و87 مشاركة وطنية من دول العالم، ويهدف إلى تسليط الضوء على القصص غير المروية حول الفنون والعمارة في دولة الإمارات العربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفلسفة جناح الإمارات بينالي البندقية عبدالله السعدي بینالی البندقیة عبدالله السعدی
إقرأ أيضاً:
بينالي الفنون بجدة.. رحلة بين الفن المعاصر والإسلامي
جدة "العُمانية": انطلق بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية معرض بينالي الفنون الإسلامية بنسخته الثانية، تحت شعار "وما بينهما"، ويستمر حتى 25 مايو القادم.
ويقام المعرض بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي يعد نقطة التقاء لثقافات متعددة، مع مرور ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًّا.
ويقدم البينالي حوارًا مبتكرًا بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة، مستكشفًا عمق المعاني الإيمانية وطرق التعبير عنها من خلال مشاعر الإنسان وأفكاره وأعماله الإبداعية.
ويستعرض البينالي هذا العام أكثر من 500 قطعة أثرية وأعمالًا فنية معاصرة بمشاركة واسعة من المؤسسات العالمية، ما يعزز مكانته كمنصة مركزية للفنون الإسلامية.
وتشمل الأعمال المعروضة تحفًا أثرية وقطعًا تاريخية من متاحف عالمية، مثل متحف اللوفر ومتحف فكتوريا وألبرت، إلى جانب مؤسسات مختصة بالفنون والثقافات الإسلامية من تونس إلى طشقند وتمبكتو إلى يوغياكارتا.
وتتضمن فعاليات النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية مجموعة من الأعمال المعارة من متاحف ومؤسسات عالمية مرموقة، مثل: متحف اللوفر في باريس ومتحف فكتوريا وألبرت في لندن، بالإضافة إلى مؤسسات متخصصة بالفنون والثقافات الإسلامية من معهد أحمد بابا في تمبكتو، ومتحف الفن الإسلامي في الدوحة، والمعهد التركي للمخطوطات في إسطنبول، كما تشارك مؤسسات محلية مثل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران، ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة ومكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض.
ويجمع البينالي بين مشاهدة تحف وأعمال فنية من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما في ذلك العرض الأول لكسوة الكعبة المشرفة خارج مكة، وبين أعمال فنية معاصرة لأكثر من 30 فنانًا من السعودية ودول الخليج والعالم.
ويتألف البينالي من سبعة أقسام فريدة هي: البداية، والمدار، والمقتني، والمظلّة، والمكرّمة، والمنوّرة، والمصلّى، ويشتمل برنامجه الثقافي على محاضرات وحلقات عمل ومبادرات مجتمعية تسعى لتعزيز الإبداع والتأمل الفني.