شهدت الحرب تطورًا نوعيًا جديدًا مع إعلان كييف أن موسكو أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات لأول مرة على الأراضي الأوكرانية. وأكد سلاح الجو الأوكراني أن هذا الصاروخ استُخدم في هجوم استهدف مدينة دنيبرو خلال الساعات الأولى من صباح الخميس.

إطلاق أول صاروخ عابر للقارات

يُعتبر هذا التصعيد الأول من نوعه منذ بداية الحرب في فبراير 2022، حيث تستخدم هذه الصواريخ عادة لضرب أهداف بعيدة المدى بدقة عالية، ما يفتح الباب لمزيد من التداعيات الدولية.

و تباينت ردود الفعل بين موسكو وكييف فيما أكدت أوكرانيا استخدام الصاروخ، رفض الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التعليق بشكل مباشر على هذه الادعاءات، قائلًا: “ليس لدي ما أقوله حول ذلك”.

تأتي هذه الخطوة الروسية في أعقاب التصريحات الغربية الأخيرة التي تسمح لكييف باستخدام صواريخ طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، مما يزيد من حدة التوترات بين الجانبين.

مشاركة أميركية وتصعيد جديد

و جاء قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، من بينها صواريخ “أتاكمز” (ATACMS)، أحدث نقلة نوعية في طبيعة الصراع. هذه الصواريخ، التي دعت كييف إلى استخدامها منذ أشهر، مكّنت أوكرانيا من استهداف مواقع عسكرية روسية على مسافات طويلة، ما دفع موسكو إلى اعتبار هذا التحرك بمثابة تصعيد خطير.

و حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من أن استخدام هذه الأسلحة سيؤدي إلى “مشاركة مباشرة” من حلف شمال الأطلسي في الحرب.

تداعيات التصعيد على الساحة الدولية

تتزامن هذه الخطوة مع أجواء دولية متوترة بعد منح الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية.

و من جهتها، وصفت موسكو هذا التطور بأنه إشارة واضحة على رغبة الغرب في تصعيد الصراع، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تضع الأوضاع في المنطقة على حافة الهاوية.

محاولة لتغيير المعادلة العسكرية

يرى محللون عسكريون أن استخدام موسكو لصواريخ باليستية عابرة للقارات قد يكون ردًا على الضربات الأخيرة التي استهدفتها باستخدام صواريخ غربية. تهدف هذه التحركات إلى إعادة فرض النفوذ العسكري الروسي، وإرسال رسالة واضحة لكييف وحلفائها بأن الكرملين على استعداد لاستخدام كل الأدوات الممكنة لتحقيق أهدافه.

تساؤلات المجتمع الدولي حول النزاع

و مع استمرار التصعيد بين الطرفين، يتساءل المجتمع الدولي عن مستقبل هذا النزاع، وما إذا كانت هذه التحركات العسكرية الجديدة ستقود إلى مزيد من التوترات الإقليمية أو تؤدي إلى إشعال مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استهداف مواقع عسكرية الاراضي الاوكرانية الرئيس الروسي فلاديمير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الروس الحرب الأوكرانية الرئيس الروسي الولايات المتحدة دميتري بيسكوف سلاح الجو الأوكراني صاروخا باليستيا صواريخ طويلة المدى

إقرأ أيضاً:

بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

مع استمرار التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا.

وأكد ترامب أنه في حال عدم استجابة روسيا لإنهاء النزاع، فإنه سيفرض تعريفات جمركية مرتفعة وعقوبات إضافية تستهدف الاقتصاد الروسي بشكل مباشر.

حيث كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أنه يضغط من أجل تسوية الحرب كـ "خدمة كبيرة" لروسيا ورئيسها.

كان ترامب قد صرح سابقًا أنه مستعد للتفاوض من أجل تسوية سريعة للصراع الذي بدأ بالغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

من جانبه  أبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتفاوض شريطة أن تقبل أوكرانيا بمكاسب روسيا الإقليمية التي تبلغ نحو 20% من أراضيها، ويرفض انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي المقابل، لا ترغب كييف في التنازل عن أي أراضٍ، رغم تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي مؤقتًا.

وفي تصريحات جديدة، أكد ترامب أنه سيتحدث قريبًا مع بوتين، مشيرًا إلى احتمال فرض مزيد من العقوبات إذا استمر الرئيس الروسي في رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أن الحرب ستتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى صفقة قريبا، مشددًا على أن التوصل لتسوية ستكون الطريقة الأسهل والأفضل لتجنب المزيد من التصعيد.


من جانبه قال السفير الأوكراني بالقاهرة، ميكولا ناهورني، إننا نرحب بنوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط على روسيا، لأن مفاتيح إنهاء الحرب تكمن على وجه التحديد في الكرملين.

أضاف ناهورني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بوتن هو من بدأ الحرب ويجب عليه أن يتخذ خطوات عملية ملموسة لإنهائها، ومن المهم للغاية أن يكون السلام دائمًا وعادلًا، عكس ذلك هو مجرد توقف مؤقت سيستغله بوتن من أجل استعادة قدرته على مواصلة العدوان.


أكمل حديثه قائلا:" أننا نأمل في أنه بفضل الدور القيادي للولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا، ستتمكن أوكرانيا من اتخاذ موقف قوي بما يكفي لتحقيق السلام العادل، وتتطلع أوكرانيا إلى مناقشة تلك الأمور خلال اتصالات مستقبلية مع الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته".

أكد السفير الأوكراني بالقاهرة على ضرورة تهيئة الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير موقف روسيا، التي لا تريد في الوقت الحالي أي مفاوضات أو نهاية للحرب، كما أنها لم تغير خططها للقضاء على الدولة الأوكرانية بالكامل واحتلال أراضيها والاستيلاء على مواردها الطبيعية ومحو الهوية الوطنية الأوكرانية.


و ختم حديثه قائلًا:" من  أجل تهيئة تلك الظروف يجب تطبيق المحاور الرئيسية لصيغة السلام وكذلك خطة النصر التي أعدتها أوكرانيا، وقبل أي مفاوضات، تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية حقيقية، وستشكل الدعوة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وسيلة مؤكدة لإقناع روسيا بأنها لن تكسب شيئًا من الحرب".

 

 

من جانبه أخري أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في إنهاء الأزمة الأوكرانية بشكل نهائي، وإنما تسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق على المستوى الدولي.


أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تدعو إلى المفاوضات، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي تلك المفاوضات إلى حل دائم للأزمة، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تطالب بحل عادل وشامل للأزمة يشمل استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

أستكمل حديثه قائلًا:" روسيا تري أن مشكلتها ليست مع أوكرانيا كدولة، بل مع السياسات الأمريكية في القارة الأوروبية، حيث ترى أن الحل الأنسب يكمن في ضمان الأمن في أوروبا من خلال إيجاد صيغة توافقية بشأن هذا الأمن.


نوه الدكتور ملحم، إلى أن تصريحات الولايات المتحدة حول رغبتها في حل الأزمة الأوكرانية تعكس في الحقيقة محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع الدولية، وليس إنهاء الصراع بشكل نهائي.

وأكد أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى التهدئة في أوكرانيا، والتخفيف من العقوبات المفروضة على روسيا، التي رغم معاناتها من هذه العقوبات، تمكنت من تجاوز تأثيراتها بشكل عام.


أشار إلى أن الهدف الأمريكي قد يتمثل في كسب روسيا إلى جانبها، خصوصًا في ظل الموقف الصيني الذي يبدو غير فاعل في هذا السياق مؤكدًا أن روسيا لا تستطيع بناء نظام دولي جديد بمفردها، وتحتاج إلى دعم من دول أخرى، ما يجعل التحرك الصيني محدودًا في بعض المجالات الاقتصادية.

واختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، حديثه قائلًا إن الولايات المتحدة قد تسعى إلى تبريد الجبهة الأوكرانية، وتحقيق تسوية مؤقتة، بهدف تقليل تأثير الصين على الساحة الدولية، ودفع روسيا إلى الوقوف على الحياد بين الصين والولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • تطورات الأحداث والطريق لوقف الحرب والديمقراطية
  • أوكرانيا تستهدف منشأة صواريخ روسية وبوتين يشترط لإنهاء الحرب
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية فى هذه الحالة.. تفاصيل
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • التأمين الصحي الشامل: لأول مرة منذ إنشاء الهيئة اعتماد إطار موازني متوسط المدى
  • بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
  • الأمير سلطان بن سلمان: نظرة الملك عبدالعزيز الاقتصادية بعيدة المدى كما تنظر الدولة الآن عبر خطط التنمية ورؤية المملكة 2030 واختراق الزمن والواقع
  • روسيا تحاول السيطرة على جزر بالقرب من خيرسون الأوكرانية