‏مسقط - العمانية

استقبلت سلطنة عُمان اليوم عبر ميناء السلطان قابوس أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم سفينة "سويسو فرونتير" اليابانية، ضمن برنامجها لزيارة عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط.

واطلع معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وعدد من المسؤولين في قطاعات الهيدروجين والنقل واللوجستيات على المرافق العامة للسفينة والمتمثلة في غرفة التحكم بنقل الهيدروجين باستخدام تقنية الواقع المعزز والتي استعرضت تصورًا حول نقل الهيدروجين المسال على النطاق التجاري والجدوى الاقتصادية لمشروعات النقل.

وقال معالي المهندس وزير الطاقة والمعادن إن الزيارة تأتي للتعرف على إمكانية نقل الهيدروجين والتحديات التي واجهتها السفينة أثناء عملية النقل والبناء، إضافة إلى الخطط المستقبلية للشركة لبناء ناقلات هيدروجين كبيرة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على الهيدروجين خلال المرحلة المقبلة، متطلعًا إلى مزيد من التعاون بين سلطنة عُمان واليابان في عملية إنتاج الهيدروجين وإسالته.

وأكد معاليه- لوكالة الأنباء العُمانية- أن سلطنة عُمان قطعت شوطًا كبيرًا ومتسارعًا في مجال الهيدروجين وتسعى لتكون من أوائل الدول التي تقوم بتصدير الهيدروجين الأخضر خاصةً إلى مختلف دول العالم واستخدامه في الصناعات المحلية بديلًا للغاز المستخدم حاليًّا.

من جانبه، أوضح سعادة جوتا ياما موتو سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان أن زيارة هذه الناقلة لسلطنة عُمان تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين في كافة المجالات وخاصة في قطاعي الطاقة والهيدروجين، وتأتي تقديرًا للتوجّه الاستراتيجي الذي تتبناه سلطنة عُمان لاستغلال هذا القطاع الواعد، مؤكدًا على أهمية وجود ناقلات الهيدروجين في ربط الموزعين بالسوق.

وتعد السفينة "سويسو فرونتير" أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم، تمت صناعتها في اليابان من قِبل شركة "كاواساكي" وتشغلها "شل" اليابان، حيث يتم نقل الهيدروجين المسال وفق معايير فنية محددة بدرجات حرارة تصل إلى 235 درجة مئوية تحت الصفر، وقد نجحت السفينة خلال شهر فبراير 2022 في نقل أول شحنة من الهيدروجين المسال من أستراليا إلى اليابان.

وتمثل السفينة محطة تجريبية مهمة للبحث والتطوير في مجال الهيدروجين، حيث تقوم بنقل كميات كبيرة من الهيدروجين، وتبلغ الحمولة القصوى للسفينة 1250 مترًا مكعبًا، وتقدر تكلفة بنائها بنحو 359 مليون دولار أمريكي.

وتمثل اليابان شريكًا استراتيجيًّا لسلطنة عُمان في مجال الطاقة وترتبط بمذكرة تعاون وقّعت مطلع يناير 2023 في مجالات الهيدروجين، ووقود الأمونيا، وتدوير الكربون والطرق الحديثة لإنتاج الميثان.

يُشار إلى أن سلطنة عُمان عززت مكانتها في مشروعات الهيدروجين الأخضر عبر توقيعها على عدد من المشروعات لإنتاج 750 ألف طن في العام من الهيدروجين الأخضر بقيمة استثمارية تقدر بـ 30 مليار دولار أمريكي في مرحلة المزايدات الأولى، مع طرحها 3 مناطق امتياز بمحافظة ظفار وفق مرحلة المزايدات الثانية والمتوقع إسنادها بنهاية الربع الأول من عام 2024، وصولًا لخططها المستقبلية لإنتاج أكثر من مليون طن في عام 2030 و8 ملايين طن في عام 2050.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد توقيع اتفاقية لإنتاجها.. ماذا تعرف عن الأمونيا الخضراء وأبرز مزاياها؟

تكتسب الأمونيا الخضراء أهمية متزايدة باعتبارها حامل طاقة واعدًا ووقودًا نظيفًا في مسيرة التحول نحو اقتصاد خالٍ من الكربون، وتكمن أهميتها في العديد من الجوانب، أهمها تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي، مما يعزز أمن الطاقة ويقلل من تقلبات الأسعار؛ لذا وتزامنا مع توقيع اتفاقية مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء بمدينة دمياط، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي المشترك المنعقد بالقاهرة خلال يومي 29 و30 يونيو الجاري، نوضح ما هي الأمونيا الخضراء وكيف يتم إنتاجها وما مزاياها.

ما الأمونيا الخضراء؟

وبحسب ما أوضحه الدكتور أحمد سلطان، دكتور مهندس متخصص في شؤون النفط والطاقة، على موقع المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، فإن الأمونيا الخضراء تمثل خيارًا وحلًا آخر قد يصبح أكثر أهمية من الهيدروجين الأخضر الذي يُنظر إليه بوصفه الوقود النظيف الأمثل في عملية تحول الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة والنظيفة؛ إذ يبحث العالم عن الطريق الأمثل والأسرع للوصول إلى الحياد الكربوني.

عملية إنتاج الأمونيا

وعلى الرغم من كون الأمونيا ليست جديدة على العالم؛ إذ يتم إنتاجها بكميات هائلة في جميع دول العالم لاستخدامها في الأسمدة الزراعية، فإن عملية إنتاجها تعتمد على الغاز الطبيعي في المقام الأول أو أنواع الوقود الأحفوري الأخرى في عمليات الإنتاج، مما يجعلها تسهم بنحو حوالي 1.6% من معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفُتح المجال في الفترة الأخيرة أمام انتاج الأمونيا نتيجة لانتشار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وعدم القدرة على تخزين الكهرباء في الأوقات التي لا يحتاجها المستهلك؛ إذ جاءت الحاجة إلى استخدام هذه الطاقة المتجددة وقت عدم الحاجة إليها بإنتاج الأمونيا الخضراء.

وعرَّف «سلطان» الأمونيا بأنها عبارة عن مركب يتكون من ذرة نيتروجين واحدة 82% وثلاث ذرات هيدروجين 18%، ورمزها الكيميائي هو NH3، كما أنها غاز ذي رائحة قوية ونفاذة، مضيفًا أنها تُستخدم في صناعة الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية وصناعة المستحضرات الطبية والصناعات المعدنية والنسيج والمنظفات المنزلية وتنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والمتفجرات وغيرها.

مزايا إنتاج الأمونيا الخضراء

وهناك أنواع مختلفة من الأمونيا، منها الأمونيا الرمادية، الأمونيا الزرقاء، الأمونيا الفيروزية، والأمونيا الخضراء التي يوفر إنتاجها العديد من المزايا، منها:

1. الحد من انبعاثات الكربون:

تُنتج الأمونيا الخضراء باستخدام الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، مما يجعلها خالية من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عكس الأمونيا التقليدية التي تعتمد على الغاز الطبيعي كمدخل رئيسي، وبالتالي تساهم في مكافحة تغير المناخ.

2. تخزين الطاقة المتجددة:

تعد الأمونيا الخضراء ناقلًا فعالًا للطاقة؛ إذ يمكن تخزين طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية الفائضة في صورة أمونيا، ثم استخدامها لاحقًا لتوليد الكهرباء أو تشغيل وسائل النقل أو لأغراض أخرى.

3. تنويع مصادر الطاقة:

تساهم الأمونيا الخضراء في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي، مما يعزز أمن الطاقة ويقلل من تقلبات الأسعار.

4. تحفيز النمو الاقتصادي:

يتوقع أن يفتح إنتاج الأمونيا الخضراء مجالات جديدة للنمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل في مجالات تصنيع المعدات وتطوير التكنولوجيا والبنية التحتية.

6. تعزيز الاستدامة:

تعد الأمونيا الخضراء عنصرًا هامًا في تحقيق أهداف الاستدامة، فهي تساهم في الحد من انبعاثات الكربون، وتخزين الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

اتفاقية مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء

وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، مراسم توقيع اتفاقية مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء بمدينة دمياط، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي المشترك المنعقد بالقاهرة خلال يومي 29 و30 يونيو الجاري، وجاءت الإتفاقية بين الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، وشركة مصر لإنتاج الأسمدة «موبكو»، وشركة سكاتك النرويجية، وشركة يارا النرويجية.

ويأتي المشروع في إطار تنفيذ استراتيجية قطاع الطاقة المصري، التي تستهدف تعزيز قدرات الدولة في مجال استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، حسب تصريحات الدكتور محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، التي أدلى بها على هامش التوقيع.

مقالات مشابهة

  • الذهب الأخضر
  • وزير الإنتاج الحربي يتابع تنفيذ أول محطة بمصر لإنتاج الطاقة الكهربائية من المخلفات
  • BP تنضم لتحالف يضم "مصدر" لتنمية الهيدروجين الأخضر في مصر
  • مصر.. 4 اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر بـ33 مليار دولار
  • بعد توقيع اتفاقية لإنتاجها.. ماذا تعرف عن الأمونيا الخضراء وأبرز مزاياها؟
  • بقدرة 100 ميجاوات بالسخنة.. مدبولي يشهد توقيع اتفاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاقية تعاون لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاقية تعاون لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء برأس شقير
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات بالسخنة
  • كيف تتنافس سلطنة عمان في قطاع الهيدروجين والطاقة النظيفة عالميا؟