"شهر زاد" تفرق بين توفيق الحكيم وطه حسين وتجمعهما مرة أخرى
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
إن الصداقة بين توفيق الحكيم وطه حسين قد بلغت أشدها على جبال الألب بفرنسا حيث اجتمعا سويا عام 1936 فى القرية الصغيرة «سالاتش» إحدى قرى جبال الألب الفرنسية التى تتوزع فيها عدة فنادق متوسطة الحال فنزل فى إحداها طه حسين ليلحق به توفيق الحكيم، وأرسل الحكيم رسالة لطه حسين بتواجده فى نفس الفندق التى يجلس فيه، فعرف طه حسين توفيق الحكيم على بعض بالأماكن الجديدة التى لم يكن يعرفها الحكيم، على الرغم بخبرته فى فرنسا وباريس وجنباتها وهو جبل الألب.
وصحمل الحكيم بين يديه ما استطاع من كتب وصحف ومنذ وصوله وهو لا يصمت عن الحديث فى كل شيء وأى شيء ولم يشغله حتى طعام الغداء عن مواصله حديثه من الجبل والمناخ وقراءاته فى الصحف والكتب واخبار النشاط الأدبى فى مصر، وفى إمكانية ترجمة كتابه "شهرزاد" وتجسيدهها وتمثيلها على خشبة المسرح، حتى إذا انتهى الغداء، وصار الحكيم مشغولا بالإعداد للصيد.
ويقول الحكيم على لسان «شهرزاد»: «فى القصر المسحور أنى أعرف هذا الصنف من الرجال انه لم يصطاد لن يصطاد سمكة فى حياته، ولا أحسب أنه يذهب يوميا بحيرة أو نهر إنما هو يخلق فى رأسه كل هذه الرغبات ويعد للوصول إليها ويغمر نفسه فى ذلك الجو الذى ابتدعه خياله حتى اذا كان على بعد خطوة من التنفيذ والحقيقة انهار حلمه ولم يعد يعنيه من اللأمر شيئا».
وعلى الجانب الآخر، فيصف طه حسين فى «القصر المسحور» أيضا توفيق الحكيم الذى رأى الجبل لأول مرة والثلج الأبيض الذى يغطيه لأول مرة فيقول أنه لم يخطر بباله قط أن الجبل الأبيض والثلج الأبيض الذى يغطيه شيء يرى، فلما رآه كاد يخرج من طوره لولا أن تمالك واصطنع الوقار وهو يقسم لنا جهد إيمانه ليصعدن فيه وليبلغن قمته، فإذا صعبنا ذلك قال فى براءة الصبى النقى: «أليس يكفى أن أعدو إليه من الصبح وأعوذ منه حين ينتصف النهار فادرك معكم الغداء».
وهذه مجموع من المداعبات المتبادلة بين طه حسين والحكيم اكتملت فصول كتابهما المشترك «القصر المسحور» الذى كانت فيه شهرزاد هى البطل الذى جمعهما، فقد مات شهريار جليسها وأنيسها فصارت تبحث عن أنيس وجليس، وكلا من طه حسين والحكيم يحاول الفوز بها دون الآخر، وذلك عن طريق كيد كلا منهما للآخر عند «شهرزاد»، فينتهز طه حسين فرصة ليوجه نقده للحكيم عن طريق لسان شهرزاد على كتابه «شهرزاد» الذى قامت بسببه مشكلة عكرت صفو الصداقة بين الأديبين الكبيرين بسبب عدم رضاء طه حسين عن شهرزاد وانتقده بسببها انتقادا كبيرا، أما فى القصر المسحور فقد كان معه رقيقا، شهرزاد فرقت الاثنين حينا وجمعتهما حينا آخر ووضع كل منهما كتابا خاصا عنها، فنجد أن لطه حسين كتب «أحلام شهرزاد»، ووضع الحكيم مسرحيته «شهرزاد» حتى اشتركا معا فى كتاب «القصر المسحور».
ورصدت سهير القلماوى، إحدى تلاميذ طه حسين: أن الأديبين قد تأثرا بشهرزاد الغربية لا العربية بعد أن انتهت قصتها الخرافية أو أسطورتها، لا شهرزاد العربية التى تقبل على الغداء ومعاناتها والتجربة الموحية بكل عجيب من الصراع بالأمل واليأس والخوف والاطمئنان والحب والكره.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طه حسين توفيق الحكيم شهرزاد طه حسین
إقرأ أيضاً:
لبيئة آمنة للأطفال.. محافظ قنا يشدّد على توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة
بحث الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، آليات توفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة، لا سيما تلك المقامة بالأدوار العليا، وذلك في إطار تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية والحماية المدنية، فى خطوة تعكس حرص الدولة على حماية الأطفال وضمان نشأتهم فى بيئة تعليمية آمنة وصحية.
جاء ذلك خلال اجتماع بديوان عام المحافظة، بحضور اللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، ومجدى حسن حسين، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد يوسف، وكيل وزارة الصحة، وعنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد عبد الرحيم عرفة، وكيل وزارة الشباب والرياضة، و يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، والنقيب محمود جلال، رئيس قسم الوقاية بالحماية المدنية، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية المعنية.
واستعرض محافظ قنا والحضور، الوضع الراهن للحضانات التي تعمل بدون ترخيص، والبالغ عددها 68 حضانة على مستوى المحافظة، فضلا عن مناقشة أبرز التحديات التي تواجهها هذه الحضانات، والسبل الممكنة لتذليل العقبات أمام حصولها على التراخيص القانونية، مع التأكيد على ضرورة استيفاء كافة اشتراطات الحماية المدنية والسلامة العامة، حفاظًا على أرواح الأطفال وسلامتهم.
وشدّد محافظ قنا ، على أهمية قيام لجنة شئون دور الحضانات بتكثيف جهودها لزيادة أعداد الأطفال الملتحقين بتلك الحضانات، مع الالتزام الكامل بالاشتراطات والمعايير الأساسية، موجهاً بضرورة تشجيع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة على التوسع في إنشاء حضانات نموذجية تقدم خدمات تعليمية متميزة، وتتبنى وسائل تعليمية مبتكرة تسهم في تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم الذهنية.
وتناول الاجتماع أيضًا عددًا من المقترحات والأفكار التي من شأنها تحفيز أصحاب الحضانات على تقنين أوضاعهم، مع التشديد على تكثيف عمل اللجان الرقابية لمتابعة الأداء وضمان الالتزام بمعايير السلامة، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بما يحفظ سلامة الأطفال ويصون حقوقهم.
واختتم محافظ قنا، الاجتماع بالتأكيد على أن الدولة تولي مرحلة الطفولة المبكرة اهتمامًا خاصًا، لما لها من دور محوري في تشكيل وعي الطفل وتأسيس شخصيته، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تدّخر جهدًا في دعم الحضانات وتوفير كافة السبل التي تضمن بيئة تعليمية آمنة وصحية لجميع الأطفال.