نحب المطر… لكن ليس مطر الرصاص إلى الصدور
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
صراحة نيوز- حسن محمد الزبن
في آب اللهاب نحب وندعو أن تمطر السماء، حتى تتوقف المراوح عن الدوران، والمكيفات عن التشغيل، حتى نخفف حمل الطاقة الذي يلسع جيوب المواطنين فقيرهم وغنيهم، لكن نبقى في وجل وخوف في كل فرح وفي نشوة زهاء بما يقدم عليه البعض عن التعبير عن غبطتهم بإطلاق الرصاص بكل اتجاه نحو السماء، وهو يعلم أن حصاد هذا الرصاص حياة مواطن آمن على شرفته، أو يتجول في حديقته، أو يعبر مع المارة في الشارع، أو يتجول في الأسواق لشراء طبخة اليوم، أو قضاء حاجة له، وفي بغتة الانتشاء بالفرح ومن يحتفلون على طريقتهم بالألعاب النارية والأسلحة الأتوماتيكية والمسدسات دون مراعاة لكل مبادرات الدولة والأجهزة الأمنية بالتوعية والتثقيف المجتمعي لظاهرة طفت على السطح وأصبحت عادة الأفراح أهم سماتها إطلاق العيارات النارية، متجاهلين خطورتها وتهديدها لحياة الإنسان من طلقة جاءت طائشة من مجموع الرصاص الماطر، لتخطف طفلا بريئا يلعب في الحارة مع أقرانه، أو صبية بعمر الفل والياسمين تتهيأ للخطبة أو الزواج، أو أب أو أم عائدين من العمل وهم يجاهدون للقمة العيش لا أكثر، لكن لا يزال من بيننا من يصر على زرع الحزن والألم لدى الآخرين، بل قد يشرب نفسه من كأس هذا الحزن والألم بما تفعله يداه، وقد يكون أول الضحايا من رصاصاته الطائشة نفس بريئة جاءت تشاركه الفرح وتقدم الواجب كما هو معروف في عاداتنا، فهل تقبل أن تقتل ضيفك أو جارك أو ابنك أو أخاك، بالتأكيد الجواب لا…
لذلك علينا أن نسمو ونرتقي بتعبيرنا عن أفراحنا، ونسطر قصصا جديدة من الوعي في إيقاف ظاهرة إطلاق الرصاص، هذه العادة التي تعد من الخطيئة، وتعد من الأعمال الآثمة، لأن رصاصة طائشة واحدة كفيلة بقتل نفس، أو تكون سببا في إعاقة لدى فرد من مجتمعنا الذي نحب، أن حصاد الرصاص الماطر أرواح بريئة لا ذنب لها حتى وإن كان الإيذاء غير مقصود بحسب رأي مطلق الرصاص، إلا أنه عندما يكون الحصاد موجعا فعلينا أن نتوقف ونتأمل وأن نجد حلا لحماية مجتمعنا، وأن ندرك أن التفاخر وإظهار مظاهر الفرح لم تكن في يوم من الأيام بأن نفقد من نحب على من ينتشي فرح ويتراقص بخيلاء وهو يتباهى أمام الناس بإطلاق الرصاص تعبير عن فرحه.
ولا نقول إلا ما يرضي الله اتقوا الله بأنفسكم أولا ثم اتقوه في أولادكم وأبآءكم وأمهاتكم وزوجاتكم وأقرباءكم وجيرانكم وأهل ديرتكم وأبناء عشيرتكم ومن تحبون.
حمى الله الأردن،،
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
احذروا المطب يا عرب!
د. أحمد بن علي العمري
كان العرب والمسلمون خير أمة أُخرجت للناس، ولكنهم عندما ابتعدوا عن دينهم ومبادئهم وقيمهم وشيمهم ونخوتهم، ضعفوا ووهنوا ولم تعد لهم قائمة. يقول الله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85).
ولا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام؛ فبالإسلام أعز الله العرب والمسلمين، وبدونه أصبحوا كما هم الآن. وعندما نقول الإسلام، فإننا نؤكد على الاعتدال والسلام والتسامح وقبول الآخر مهما اختلف، فلا غلو في الدين، ولا تطرف، ولا همجية، ولا تعصب، ولا نبذ، ولا إقصاء، ولا طغيان، ولا جبروت.
فلماذا نحن هكذا الآن؟ إنَّ أبواب الإسلام مفتوحة، وربنا غفور رحيم.
عندما ننظر لواقعنا المرير الآن، يتضح لنا الآتي:
لقد ماتت اتفاقيات مدريد وأوسلو روحًا وجسدًا، وماتت كامب ديفيد ووادي عربة روحًا، ولم يبقَ منها سوى الهيكل العظمي بدون أي مضمون أو محتوى. وقد هرولت بعض الدول مؤخرًا نحو التطبيع بدون أي مقابل. فهل نفعت خطط السلام؟ وهل قُبلت المبادرة العربية التي هي معروضة على الطاولة منذ عشرات السنين؟ أسمع الآن وأشاهد من يلوم المقاومة... فماذا بقي؟!
لقد استدرجتنا إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية عبر مراحل متعددة حتى أوصلتنا إلى ما نحن عليه. لقد كانوا من قبل يحلمون بحل الدولتين، ومع تحول الزمن وتقدمه، أصبح هذا مطلبًا لنا صعب المنال.
فالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الدولة الموعودة، بدأت تتلاشى، والمستوطنات تقضمها من كل حدب وصوب في استنزاف متواصل دون حول ولا قوة من الدولة أو حتى من أشقائها، بل وحتى أمتها كاملة.
ويظهر لنا مؤخرًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصرح بأن سكان غزة يجب أن يرحلوا للدول العربية المجاورة، مؤكدًا أن هذه الدول سوف توافق وتقبل بذلك، ليلتقطها نتنياهو ويعزف على جميع أوتارها وبشتى الألحان.
ترامب ونتنياهو أنفسهم يعلمان كما يعلم الجميع أن هذا الأمر مستحيل وغير قابل للتطبيق ولا يحمل أي معنى أو مضمون أو منطق. وإن فرضنا جدلًا وافقت بعض هذه الدول -لا سمح الله ولا قدر- فهل سيُوافق الغزاويون أنفسهم؟ أمر يستحيل مناله.
ولكنهم، وقد أصبح الهدف واضحًا وجليًا، يريدون أن تنتقل الدولة برمتها إلى قطاع غزة وفي شريطها الضيق، مدعين أنَّه سيكون لهم مطار وميناء وينفصلون تمامًا. وبعد ذلك، تبني إسرائيل جدارًا عازلًا حتى لو بطول 50 أو حتى 100 متر ليصعب على الصواريخ تجاوزه. وبهذا يكون على القدس السلام إلى الأبد، ويمكن بعد ذلك -والعياذ بالله- أن يُهدم المسجد الأقصى ويُبنى بدلًا منه الهيكل اليهودي المزعوم.
وبالمقابل، قد يحصل في قطاع غزة ما لا يُحمد عقباه ولا ما كنَّا نريده أو نتمناه، وهو أن تتناحر الفصائل الفلسطينية على القطاع رغم ضيقه، وتدخل في حرب أهلية أجارهم وأجارنا الله منها.
لهذا نقول ونذكر -لعل الذكرى تنفع- حذارِ حذارِ أن تقعوا في المطب، ويكفي ما مضى من مطبات ونكسات وتعثر وتشرذم وتفتت وخلاف واختلاف.
فهل هناك آذان صاغية وعقول مدبرة؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر