صراحة نيوز:
2025-01-30@23:18:26 GMT

نحب المطر… لكن ليس مطر الرصاص إلى الصدور

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

نحب المطر… لكن ليس مطر الرصاص إلى الصدور

صراحة نيوز- حسن محمد الزبن

في آب اللهاب نحب وندعو أن تمطر السماء، حتى تتوقف المراوح عن الدوران، والمكيفات عن التشغيل، حتى نخفف حمل الطاقة الذي يلسع جيوب المواطنين فقيرهم وغنيهم، لكن نبقى في وجل وخوف في كل فرح وفي نشوة زهاء بما يقدم عليه البعض عن التعبير عن غبطتهم بإطلاق الرصاص بكل اتجاه نحو السماء، وهو يعلم أن حصاد هذا الرصاص حياة مواطن آمن على شرفته، أو يتجول في حديقته، أو يعبر مع المارة في الشارع، أو يتجول في الأسواق لشراء طبخة اليوم، أو قضاء حاجة له، وفي بغتة الانتشاء بالفرح ومن يحتفلون على طريقتهم بالألعاب النارية والأسلحة الأتوماتيكية والمسدسات دون مراعاة لكل مبادرات الدولة والأجهزة الأمنية بالتوعية والتثقيف المجتمعي لظاهرة طفت على السطح وأصبحت عادة الأفراح أهم سماتها إطلاق العيارات النارية، متجاهلين خطورتها وتهديدها لحياة الإنسان من طلقة جاءت طائشة من مجموع الرصاص الماطر، لتخطف طفلا بريئا يلعب في الحارة مع أقرانه، أو صبية بعمر الفل والياسمين تتهيأ للخطبة أو الزواج، أو أب أو أم عائدين من العمل وهم يجاهدون للقمة العيش لا أكثر، لكن لا يزال من بيننا من يصر على زرع الحزن والألم لدى الآخرين، بل قد يشرب نفسه من كأس هذا الحزن والألم بما تفعله يداه، وقد يكون أول الضحايا من رصاصاته الطائشة نفس بريئة جاءت تشاركه الفرح وتقدم الواجب كما هو معروف في عاداتنا، فهل تقبل أن تقتل ضيفك أو جارك أو ابنك أو أخاك، بالتأكيد الجواب لا…
لذلك علينا أن نسمو ونرتقي بتعبيرنا عن أفراحنا، ونسطر قصصا جديدة من الوعي في إيقاف ظاهرة إطلاق الرصاص، هذه العادة التي تعد من الخطيئة، وتعد من الأعمال الآثمة، لأن رصاصة طائشة واحدة كفيلة بقتل نفس، أو تكون سببا في إعاقة لدى فرد من مجتمعنا الذي نحب، أن حصاد الرصاص الماطر أرواح بريئة لا ذنب لها حتى وإن كان الإيذاء غير مقصود بحسب رأي مطلق الرصاص، إلا أنه عندما يكون الحصاد موجعا فعلينا أن نتوقف ونتأمل وأن نجد حلا لحماية مجتمعنا، وأن ندرك أن التفاخر وإظهار مظاهر الفرح لم تكن في يوم من الأيام بأن نفقد من نحب على من ينتشي فرح ويتراقص بخيلاء وهو يتباهى أمام الناس بإطلاق الرصاص تعبير عن فرحه.


ولا نقول إلا ما يرضي الله اتقوا الله بأنفسكم أولا ثم اتقوه في أولادكم وأبآءكم وأمهاتكم وزوجاتكم وأقرباءكم وجيرانكم وأهل ديرتكم وأبناء عشيرتكم ومن تحبون.
حمى الله الأردن،،

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

أيـن أنـا الآن؟

تخيل أنّ هناك رجُلًا عاش فترة طويلة من حياته دون أن يعمل جاهدا لرسالة حياته، وأهدافه الشخصية في مختلف جوانب الحياة، حتى وصل به الحال بأنه لا يدري شيئا عن هواياته ومواهبه وإمكاناته... قضى 30 سنة في العمل بمؤسسته وبعدها انتقل إلى التقاعد، وبعد مضي مدة قصيرة من الزمن وهو يعيش نمط حياته الجديد تفاجأ بالنقص في موازنة مصروفاته الشهرية، وأصبح معه وقت طويل لا يعرف كيف يقضيه.

الآن يشعُر بالملل، وتظهر عليه ملامح الأزمة النفسية، نصحهُ صديقه بأن يبدأ في ممارسة هواياته ليعيش حياة سعيدة دون كلل ولا ملل، وأن يُسخّر قدراته ومواهبه في امتلاك حِرفة ما، تدر له ما يسدّ العجز المالي الذي يعاني منه، ويدّخر بعض الشيء للمستقبل، لكنه وللأسف لم يتمكن من التعرف على هواياته ومواهبه، وبالتالي استصعب عليه الحال الأخذ بهذه النصيحة.

أسوأ أنواع الشعور هو شعور النهوض من السبات العميق، والندم على ما فات وعدم اغتنام أهم الأمور في الحياة كما جاء في وصية النبي لأحد الصحابة، ففي حديث ابن عباس رضي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ» وهو لا يدري ما رسالته في الحياة؟ ولا يعرف مقومات ذاته؟ ولا يدري أين هو الآن؟ ولا يعرف ماذا يريد؟ بالفعل إنه أسوأ شعور.

شعور الذات على ما فات من الضياع، ذلك أن الوقت لا يمكن استرجاعه، والفرص قد لا تتعوض فلننتبه، حتى لا نقع في مثل هذا الضياع الكارثي، فهناك بشر ضاعوا في الحياة وخسروا خسرانا مبينا.

أنا لست اسما وجسما فحسب، بل أنا مبادئ وقيم، مبادرات وعمل، هوايات ومواهب، أنا إنسان طموح وصاحب رؤية عظيمة، أنا هنا ليكون لي أثر طيب.

فهل أنا مدرك لمواهبي ونقاط قوتي حتى أسخرها في تحقيق رسالتي وأهدافي؟ هل أنا مدرك لنقاط ضعفي فأجتهد في تحسينها؟ هل أنا مدرك للفرص المتاحة لي وأستغلها؟ وهل أنا مدرك التهديدات التي تواجهني، فأحذر منها؟ صديقي: ذاتك أغلى شيء في حياتك، بذاتك يعلو قدرك ومكانتك، اعتن بذاتك وتعرف على مواهبك وقدراتك، اكتشف الكم الهائل من إمكاناتك ومواهبك ونقاط قوتك لتكون واعيا بذاتك وتنهض بها نحو المعالي. قال تعالى: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ الذاريات 21. وقال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ القيامة 14.

نحن معشر البشر رزقنا الله سبحانه وتعالى نِعمًا عظيمة ولا يمكن حصرها، صديقي: انظر إلى صحتك فهي نِعمة وقوة، انظر إلى سمعك وبصرك فهما قوة، انظر إلى خيالك وأفكارك فهما قوة، انظر إلى عقلك الذي يُفرق بين الحق والباطل فهو قوة، انظر إلى باقي مقوماتك العديدة التي منحك إياها رب العزة والجلال عن سائر المخلوقات فهي محل نعمة وقوة تعينك في صنع النجاح والإبداع. قال تعالى: ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم 34).

لنجد ذواتنا، علينا أن نتعرف عليها، ومعرفة الذات أمر سهل، يتطلب منا فقط رحلة استكشافية عميقة مع ذواتنا، جلسات خلوية نحلل فيها ذواتنا، نقيّم أنفسنا، ماذا حققنا؟ وماذا نطمح؟ وهل لدينا المقومات التي تعيننا؟ نأخذ بآراء المقربين منا، نستعين باختبارات مقاييس أنماط الشخصية وتحديد نقاط القوة، ونستعين بجلسات استكشاف الذات مع المختصين.

الحمد لله بعد رحلتي الاستكشافية لذاتي تعرفت على الكم الهائل من المواهب والقدرات والإمكانات، وأخيرا تعرفت على شغفي وهواياتي، ونقاط قوتي وضعفي، تعرفت على عاداتي الحسنة لتعزيزها، وتعرفت على عاداتي السيئة للتخلص منها، وتعرفت على قيمي التي تشغلني كثيرا في الحياة فأرتبها حسب أولويات حياتي.

عموما أصبحت الآن مُدركا للإجابة: أين أنا الآن؟ وأين أنا من رسالة حياتي؟ وما الإمكانات التي أمتلكها في سبيل تحقيق أهدافي وطموحاتي؟ وبهذه الرحلة الاستكشافية أصبحت مؤهلا للمرحلة القادمة من مراحل التخطيط الاستراتيجي الشخصي وهي «التهديف» وإعداد خطة أهدافي مستعينا بمواهبي وقدراتي، ومخططا لتطوير ذاتي.

وفي الختام، كلما نكون واعين بذواتنا، نستغل قدراتنا ومواهبنا في تحقيق أحلامنا وأهدافنا، وعندما نحقق أحلامنا وأهدافنا نصبح شاكرين للرزاق الوهاب، وبالتالي يعلو قدرنا عند الله سبحانه وتعالى، وعند بني جنسنا، هذا ونلتقي بإذن الله تعالى في المقال القادم (ماذا أريد؟).

مقالات مشابهة

  • رحم الله جيل عانا وصبر وكافح
  • أيـن أنـا الآن؟
  • أطلقوا الرصاص ترهيبًا.. الجيش الإسرائيليّ يتقدم باتجاه هذه البلدة
  • "حماية الأطفال والنساء من أثر التعرض لعنصر الرصاص" حلقة استشارية بالهيئة الإنجيلية
  • بسبب الرصاص الطائش.. تضرر عدد كبير من السيارات في محيط سيتي سنتر
  • كراكتير عمر دفع الله
  • من كلّ بستان زهرة 93
  • سعيد الرقباني: مجتمعنا يَقوى بالأسرة
  • رحلة صيد تتحول إلى مأساة بسيدي بنور
  • نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس