رؤية طموح لتمكين الأطباءمن تقديم حلول مبتكرة ورعاية صحية حديثة

مركز المحاكاة والابتكار الطبي.. نقلة نوعية في التدريب الطبي وتطوير المهارات

معالجة 7300 طلب للتحقق من الشهادات العلمية والخبرات العملية والتراخيص المهنية

46 اتفاقية تعاوندولية وابتعاث 1001 طبيب وطبيبة في برامج الزمالة والاختصاص

«عمان»: يمضي المجلس العماني للاختصاصات الطبية بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه الطموحة، وذلك بتطوير التعليم والتدريب الطبي في سلطنة عمان، ومنذ تأسيسه، يمضي المجلس قدمًا في مسيرة الريادة واضعًا نصب عينيه هدف تحقيق المعايير العالمية في التأهيل والتدريب الطبي بما يتماشى مع أهداف رؤية «عمان 2040».

ويعكس هذا الالتزام سعي المجلس الدؤوب لتقديم مستوى رفيع من التعليم الطبي الذي يتجاوز الأساسيات نحو بناء كوادر طبية متميزة.

وفي إطار خطته الخمسية (2021-2025)، يسعى المجلس إلى وضع أسس ومعايير وطنية متقدمة للبرامج التدريبية، من خلال رؤية طموح تركز على تمكين الأطباء المتدربين وتزويدهم بقدرات تمكنهم من تقديم حلول مبتكرة ورعاية صحية متقدمة، كما يهدف المجلس إلى تطوير نظام تعليمي يتناغم مع المستجدات العالمية، بما يعزز كفاءة الممارسين الصحيين وقدرتهم على مواكبة التطورات الطبية الحديثة، مسهمًا بذلك في رفع مستوى الرعاية الصحية في سلطنة عمان وتحقيق أهدافها الاستراتيجية في قطاع الصحة.

شهد العام الأكاديمي (2024/ 2025) انضمام 196 طبيبًا وطبيبة لبرامج الاختصاص المحلية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، والتي تشمل 20 برنامجًا تخصصيًّا، بالإضافة إلى التحاق 5 أطباء ببرامج الزمالة المحلية الحالية البالغ عددها 7 برامج. ومنذ تأسيس هذه البرامج في 2006، التحق 2438 طبيبًا وطبيبة ببرامج الاختصاص، فيما بلغ إجمالي عدد الملتحقين ببرامج الزمالة المحلية 36 طبيبًا وطبيبة منذ انطلاقها في 2018. تأتي هذه البرامج وفق معايير مجلس الاعتماد الدولي للتعليم الطبي العالي (ACGME-I)، ما يضمن جودة التدريب ومطابقته لأعلى المستويات العالمية. وقد خرّج المجلس 15 دفعة من الأطباء حتى عام 2024، ليصل إجمالي عدد الخريجين إلى 1364 طبيبًا وطبيبة، جميعهم مؤهلون لتقديم خدماتهم في مختلف المؤسسات الصحية.

وفي إطار التطوير المستمر، يتيح المجلس العماني للاختصاصات الطبية سبعة برامج زمالة محلية، تشمل مجالات دقيقة، منها: أمراض القلب للأطفال والبالغين، وأمراض الدم والأورام للأطفال، والطب الوراثي، وطب وجراحة الأذن، وأمراض الدم للكبار، والعناية المركزة للأطفال.

كما حقق مركز المحاكاة والابتكار الطبي إنجازات مختلفة في مجال التدريب الطبي خلال عام 2023، إذ نفذ 371 برنامجًا تدريبيًّا وحلقة عمل متخصصة في مجالات المحاكاة والتدريب العملي، استفاد منها نحو 6699 متدربًا. وتضمن هذا العدد 132 دورة تدريبية محلية ودولية حضرها 925 متدربًا حتى أكتوبر 2023، ما يعكس التزام المركز بتطوير المهارات الطبية على نطاق واسع.

ومن أبرز إنجازات المركز حصوله على جائزتين في فئتي «الابتكار» و«الطابعة ثلاثية الأبعاد»، تكريمًا لدوره البارز في دمج التكنولوجيا الحديثة ضمن التدريب الطبي، ما يسهم في رفع كفاءة الكوادر الصحية، إضافة إلى ذلك، ينفذ المركز مبادرة «صحتنا» التي تستهدف طلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، واستفاد من هذه المبادرة 44 طالبًا وطالبة؛ بهدف تعزيز الوعي الصحي لدى النشء وتقديم تجربة تعليمية مبتكرة لهم.

الكفاءة المهنية وتطوير الخدمات

بهدف تحسين أداء الممارسين الصحيين ورفع كفاءتهم في سلطنة عمان، اعتمد قسم التطوير المهني المستمر 585 نشاطًا تعليميًّا شمل ورش عمل، ودورات تدريبية، ومحاضرات تفاعلية، موجهة إلى ممارسين من مختلف التخصصات الصحية. تركزت هذه الأنشطة على تطوير المهارات الفنية والعملية، بالإضافة إلى الجوانب الأخلاقية والاحترافية. وحتى نهاية أكتوبر 2024، زاد عدد المستفيدين الجدد من البوابة الإلكترونية «حكيم» إلى 2977 مستخدمًا، ما يشير إلى إقبال متزايد على خدمات التطوير المهني المستمر، وتحقيق زيادة نسبتها 11.4% من إجمالي المستفيدين مقارنة بالعام الماضي.

كما قام قسم التطوير المهني بالتعاقد مع خبير متخصص في التطوير المهني لتحديث نظام النقاط المعتمدة بهدف تفعيل نموذج متكامل يرصد التقدم المهني المستمر، ويضمن تحفيز الممارسين على اكتساب نقاط تراكمية بناءً على مستويات متقدمة من التعليم المستمر. وشملت جهود القسم أيضًا تنظيم سلسلة من اللقاءات ودورات العمل التي تجمع المتخصصين لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات، وتحديد سبل تعزيز فعالية الأنشطة التدريبية وتحقيق أعلى مستويات الجودة.

في إطار رفع معايير الكفاءة وضمان مؤهلات الممارسين الصحيين العاملين أو الراغبين في العمل داخل سلطنة عمان، قام المجلس العماني للاختصاصات الطبية بمعالجة أكثر من 7300 طلب للتحقق من الشهادات العلمية والخبرات العملية والتراخيص المهنية منذ بداية عام 2024. يأتي ذلك تماشيًا مع أحكام اللائحة المستحدثة لتقييم ومعادلة الشهادات الصحية المهنية (46/ 2023)، والتي تهدف إلى تعزيز معايير الترخيص المهني وإعداد بيئة عمل صحية تتسم بالمهنية العالية.

وبهدف تحسين عمليات التقييم، بادر المجلس بتطوير امتحانات التصنيف المهني، إذ تم إعداد تسعة عشر امتحانًا في مجالات متعددة تشمل الطب العام، التمريض، الصيدلة، وفنيي المختبرات، والعلاج الطبيعي، والعلاج التنفسي، وأمراض الأشعة، وغيرها. ومن أجل تحقيق دقة وفعالية في التقييمات، تم تطوير نحو 10700 سؤال جديد، بمشاركة أكثر من 200 خبير في وضع وصياغة الأسئلة، مع التركيز على تحقيق توازن بين الجوانب النظرية والتطبيقية في الامتحانات لضمان تقييم عادل وشامل للمرشحين، وخلق جيل من الممارسين الصحيين المؤهلين وفق المعايير العالمية.

تطوير نظام الامتحانات

أحرزت دائرة الامتحانات تقدمًا ملحوظًا في تطوير نظام الامتحانات الأكاديمية عبر إطلاق منصة الامتحانات الكتابية الإلكترونية المحلية خلال عام 2023، التي تستهدف تعزيز دقة وفعالية التقييم الأكاديمي. وقد توسع بنك الأسئلة بشكل كبير ليضم أكثر من 75 ألف سؤال حتى أكتوبر 2024، ما يوفر تنوعًا واسعًا من الأسئلة ويعزز كفاءة الامتحانات وتغطيتها للمهارات والمعارف المطلوبة.

شهدت السنوات الأخيرة جهودًا مكثفة لتطوير الامتحانات محليًّا لتكون أكثر ملاءمة للتوجهات الأكاديمية للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، ويعتمد المجلس اليوم على الامتحانات المطورة محليًّا كأداة تقييم أساسية في برامج التعليم الطبي، حيث تشمل امتحان القبول، وامتحانات الجزء الأول والثاني الخاصة ببرامجه التدريبية.

وفي مجال التصنيف المهني، يقدم المجلس العماني 19 امتحانًا لمختلف التخصصات الصحية، وقد بلغ عدد المتقدمين لهذه الامتحانات 102711 متقدما منذ عام 2013 حتى 2024. يعكس هذا الرقم الإقبال الكبير على هذه الامتحانات، والذي يعكس من جانب آخر مكانتها في التحقق من أهلية الممارسين الصحيين للعمل في سلطنة عمان.

آفاق واسعة لابتعاث الأطباء

في إطار التزامه برفع مستوى الرعاية الصحية وصقل مهارات الكوادر الطبية، يسعى المجلس العماني للاختصاصات الطبية إلى توسيع آفاق التدريب الدولي والابتعاث، عبر بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات تعليمية وطبية مرموقة عالميًّا. وقد وقّع المجلس 46 اتفاقية تعاون دولية منذ تأسيسه حتى أكتوبر 2024، شملت مجالات تدريب متقدمة تهدف إلى تزويد الأطباء العمانيين بأحدث المهارات والمعارف.

وفي إطار برامج الابتعاث، قام المجلس منذ عام 2009 بابتعاث 1001 طبيب وطبيبة إلى برامج الزمالة والاختصاص، بالإضافة إلى بعثات طبية متخصصة في 17 دولة رائدة في التعليم الطبي المتقدم. يتلقى هؤلاء الأطباء تدريباتهم في بيئات تعليمية متميزة تضمن حصولهم على أفضل مستويات التدريب الطبي.

وحاليًّا، يواصل نحو 200 طبيب عماني تدريباتهم في عدة دول ذات سمعة متقدمة في المجال الطبي، تشمل كندا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، وأستراليا، وسنغافورة. يسهم هذا التنوع الجغرافي في إثراء خبرات الأطباء العمانيين، وتمكينهم من تقديم خدمات صحية متقدمة وفق أعلى المعايير العالمية، ما ينعكس إيجابًا على مستوى الرعاية الصحية في سلطنة عمان.

ويسعى المجلس باستمرار إلى مواكبة التحديات وتلبية تطلعات المستقبل من خلال إعداد كوادر طبية متميزة تملك الكفاءة والمعرفة لتقديم خدمات صحية رفيعة المستوى.

ويعمل المجلس على خلق بيئة أكاديمية متقدمة تجمع بين الابتكار والمعايير العلمية العالية، مما يسهم في توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية في سلطنة عمان، كما يحرص على توسيع مجالات التعاون الدولي، وتطوير نظم التقييم الأكاديمي، وتبنّي أحدث التقنيات في التدريب الطبي، ليصبح نموذجًا يحتذى به في التعليم الطبي المتطور على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجلس العمانی للاختصاصات الطبیة الممارسین الصحیین الرعایة الصحیة التطویر المهنی برامج الزمالة التعلیم الطبی التدریب الطبی فی سلطنة عمان طبیب ا وطبیبة فی إطار الطبی ا

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يترأس اجتماعاً للجنة التنسيق العليا للطوارئ ويؤكد أهمية بناء قدرات الكوادر الطبية

شمسان بوست / عدن:

ناقش إجتماع لجنة التنسيق العليا للطوارئ متعددة القطاعات الذي عقد اليوم، في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، الوضع الوبائي الراهن للحميات وعدد من الأمراض الأخرى والدور المناط بالجهات ذات العلاقة في مجابهة التحديات الراهنة.

وخلال الاجتماع الذي حضره نائب وزير الصحة الدكتور عبدالله دحان، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتور محمود الظاهر، ومدير مكتب اليونيسيف بعدن الدكتور سحر حجازي، قدم مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل الدكتور ياسر باهشم، عرض للوضع الوبائي الراهن والمشكلات والتحديات وجملة من التوصيات الهادفة تعزيز التعاون المشترك بين الجهات المختلفة وتبيان الأدوار الفاعلة لكل قطاع.

فيما قدمت مدير إدارة الترصد الدكتورة حنان الطريمي عرض مماثل عن الوضع الوبائي لامراض الكوليرا والحصبة والدفتيريا والإجراءات والتدابير المتخذة من وزارة الصحة والاشكاليات والتحديات الماثلة أمامها.

وفي الاجتماع اكد وزير الصحة ،على ضرورة تضافر الجهود والاتجاه لاعداد خطة عمل مشتركة للاستجابة لمواجهة الحميات في مختلف المحاور على المستوى الوطني والمحلي واستخلاص الحلول العملية في إطار الصحة الواحدة كمظلة جامعة.. مشدداً على ضرورة تفعيل الدور الإعلامي والارشادي وتركيزهما في المناطق ذات الاشكاليات العالية وخلق تعاون وثيق بين الاعلام والتثقيف الصحي وتقديم رسالة توعوية هادفة يتفاعل معها الجميع.

واوضح الدكتور بحيبح، أن كثير من الأمراض ممكن تفادي الإصابة بها من خلال الالتزام بأخذ التطعيمات الخاصة بها وهي مرحلة وقائية غاية في الاهمية تمنع الإصابة بكثير من الأمراض التي هي قابلة للتمنيع.. لافتا إلى ضرورة أن يلعب المركز الوطني للتثفيف والإعلام الصحي والسكاني الدور الفاعل في تجسيد الرسالة التوعوية والإرشادية المهمة لصحة المجتمع.

وحث وزير الصحة وسائط الإعلام المختلفة إلى التفاعل الإيجابي مع الإجراءات والتدابير التي تتخذها وزارة الصحة لمجابهة الحميات والأمراض الأخرى والعمل على على خلق شراكة مجتمعية تخدم المجتمع.

في فعالية أخرى، أكد وزير الصحة العامة والسكان، أهمية التدريب في بناء قدرات الكوادر الطبية في غرف الطوارئ بالمرافق الصحية وسد الاحتياج المتزايد للكوادر النوعية المنقذة لحياة الناس.

وقال الدكتور بحيبح في اختتام دورة تدريب مدربين على الرعاية الطبية الطارئة التي نظمها المركز الوطني للطوارئ والاسعاف بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبدعم من البنك الدولي “أن الرعاية الطارئة هي المقياس الاول لتحسين جودة العمل في اي مستشفى واستجابة النظام الصحي”.. مشيراً إلى دعم الوزارة لتبني مثل هذه الدورات لرفع كفاءة الطواقم العاملة في غرف الطوارئ في المركز وفي المناطق الطرفية.

من جانبها اشارت القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى اليمن الدكتورة افريما، إلى أن هذه الدورة التدريبية النوعية التي يبنى عليها لإنقاذ حياة الناس لبرامج قادمة تأتي ضمن خطة المكتب الاقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.. متمنية أن تعكس كل المفاهيم التي احتوتها مفردات الدورة على الصعيد العملي.

وتلقى ثلاثون طبيبا وممرضا من المشتغلين بأقسام الطوارئ في المستشفيات المركزية بالمحافظات المحررة خلال الدورة التي استمرت أربعة أيام عدد من المعارف والمهارات العلمية النظرية والتطبيقية المتصلة برعاية الطوارئ وفقا ومجموعة من ادوات منظمة الصحة العالمية.

مقالات مشابهة

  • الري تبحث رفع كفاءة الموارد المائية وتطوير الأداء المؤسسي
  • الرعاية الصحية: إنشاء أول مدينة طبية خضراء للسياحة العلاجية بشرم الشيخ
  • الاحتلال يمنع أحد أعضاء المجلس المركزي من المشاركة في الجلسات
  • دبي الإنسانية تستعرض تحسين كفاءة توصيل المساعدات
  • وزير الصحة يترأس اجتماعاً للجنة التنسيق العليا للطوارئ ويؤكد أهمية بناء قدرات الكوادر الطبية
  • محافظ المنيا يشهد قافلة طبية مجانية بمغاغة ويؤكد دعمه المستمر للارتقاء بالخدمات الصحية
  • علاجك بالمجان وأنت في مكانك!.. قافلة طبية بقرية في المنيا تشمل كافة التخصصات الطبية
  • قافلة طبية مجانية بمغاغة للارتقاء بالخدمات الصحية بمحافظة المنيا
  • إحالة «هشام جوجل» المتهم بابتزاز خطيبته بالفيوم للأمراض النفسية وانتظار التقرير الطبي
  • مديرة إدارة المستلزمات بـ«الرعاية الصحية»: نبني منظومة طبية متكاملة وفقًا لأعلى المعايير الدولية