عرض طلاب قسم العمارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مشروع تخرجهم في بينالي فينيسيا 2023 في معرض«Time Space Existence»، الذي يستضيفه المركز الثقافي الأوروبي (ECC) في إيطاليا عن إعادة تصور المناطق التاريخية وإعادة تصميمها وحفظ التراث والحرف اليدوية التي تميزها وذلك بشكل أكثر استدامة في مستقبل خال من الكربون.

سافرت الطالبتان ليلى هاني وهبة القماح إلى مدينة البندقية الشهر الماضي مع مشرف المشروع الدكتور شريف جبران، أستاذ العمارة المستدامة المساعد في كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لعرض نتائج عمل الفريق ولوحات المشروع كما شاركوا في مائدة مستديرة عن المشروع المعروض حاليًا في البينالي حتى نوفمبر القادم.

العمل المعروض هو نتاج تعاون بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة كوينز بلفاست بأيرلندا الشمالية وجامعة سالفورد بإنجلترا بدعم من المجلس البريطاني من خلال برنامج Going Global Partnership.

اشترك أيضا مصطفى زهران، وساجا سامح وأمجد عبد الجواد، الطلاب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في استديو التصميم للعمل على مشروع تخرجهم ضمن نفس المنحة البحثية على مدار عام من خلال استوديو تصميم دولي متصل، مع طلاب وأكاديميين من جامعتي كوينز وسالفورد لتبادل الرؤى والأفكار لإعادة تقييم استراتيجيات إزالة الكربون في المباني والمناطق التاريخية مع وضع اعتبار تنوع الثقافات واختلاف المناخ بين مصر وأيرلندا الشمالية وإنجلترا.

عمل الطلاب المصريين الخمسة على مدار عامهم الأخير بالجامعة في مجموعات لدراسة مواقع مختلفة مثل القاهرة التاريخية، ووسط القاهرة والإسكندرية قبل أن يعمل كل منهم على مشروع التخرج الخاص به. ركز الطلاب في تلك المشروعات على فكرة إعادة الاستخدام القائم على التكيف من خلال التفكير في المساحات التراثية كنظم بيئية كاملة وإعادة تخيل الاستخدام لتلك المباني وتصور مستقبلها مع تحقيق أهداف الاستدامة.

يقول الدكتور جبران أن هذا المشروع فتح باب النقاش حول مستقبل المساحات التراثية بتصور أكثر استدامة حيث أظهرت نتائج مشروعات الطلاب أن المساحات والأماكن التراثية يجب أن تكون جزءًا من مستقبلنا المستدام وأن التدخل المعماري الدقيق في المساحات والاقتصادات والمجتمعات، يمكن أن يؤدي إلى مستقبل مختلف تمامًا عن الشكل التقليدي في التعامل مع تلك الأماكن.

من خلال المرحلة البحثية الأولى وجد الطلاب أن الكثير من الأماكن التراثية فقدت ما يميزها من حرف وتقاليد خاصة بها وذلك مع تزايد الضغوط الاقتصادية. ومن ثم اكتشف الطلاب في استوديو التصميم كيف يمكن للحرف اليدوية أن تكون بمثابة الأساس للمهن المبتكرة والمستدامة التي تساهم في خفض الكربون لسكان الأماكن التراثية. كما تناول الطلاب وسائل الاستفادة من تقاليد وثقافة الأماكن التراثية كأساس لتطوير ممارسات مجتمعية جديدة ومستدامة ومرنة.

ركزت ليلى هاني في مشروعها على إعادة تصور لمنطقة الخليفة والتي ترى أنها منطقة فريدة من نوعها ولها طابع مختلف عن معظم معالم القاهرة الإسلامية. تقول هاني: "كان الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو تجاوز كل الحدود التقليدية في المنطقة من خلال إحياء ثقافة وحرفة الزجاج المعشق للتقريب بين الجوانب الثقافية والاجتماعية والتاريخية والبيئية للماضي الهش والمستقبل دائم التطور."

اختار الطالب مصطفى زهران حارة برجوان في حي الجمالية كمعلم للتراث العمراني المستدام في القاهرة مع التركيز في مشروعه على استخدام الحرف النحاسية والحفاظ على المباني التراثية في المنطقة بالتوازي مع خفض معدل الكربون. وقال زهران: "واجهتنا تحديات رئيسية تتمثل في إيجاد حلول توازن بين الحفاظ على التراث والاستدامة الخالية من الكربون وإحياء الحرف التقليدية والسياحة بطريقة صديقة للبيئة. وتمكنا من القيام بذلك من خلال المرحلة البحثية الدقيقة حيث قمنا بربط تلك العوامل المختلفة لإيجاد حلول قابلة للتطبيق لهذه القضايا تباعا."

من خلال مشروع تخرجه، وجد زهران أن العمارة المعاصرة منعزلة عن العمارة التقليدية وعما قدمته من تقاليد معمارية، وأضاف قائلا: "لدينا الكثير لنتعلمه من الماضي ولما يمكننا تطبيقه على المستقبل. نحن نملك التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد المجتمعات والعالم على الازدهار، كما يمكننا إحياء أمل الحرفيين في القاهرة من خلال تعزيز الابتكار الذي يناسب الاحتياجات الحديثة مع الحفاظ على جوهر حرفهم." يرى زهران أن ذلك سيؤدي إلى تعزيز رفاهية السكان والعاملين في تلك المناطق وسيسمح لهم بالعمل في بيئة توفر هواء نقي ومواد طبيعية مما سيسهم في الحفاظ على صحتهم ورفع إنتاجيتهم. كما يرى أن هذا النهج سيسهم في توفير الطاقة وإعادة تدوير المياه مما سيقلل بشكل كبير من تكلفة الكهرباء والمياه وانبعاثات الكربون.

كشفت مشروعات الطلاب عن الطبقات المتعددة التي تشكل نسيج التراث، وهو الأمر الذي يعتز به المشرف على المشروعات، حيث يقول جبران: "إن عرض أعمالنا في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ COP 27 ثم عرضها في البينالي هو أمر يدعو للفخر والاعتزاز، كما ساهمت ردود الأفعال الدولية الإيجابية التي حصلنا عليها في التأكيد على أهمية تلك المشروعات وحسن اختيار توقيتها."

بالنظر لمستقبل تلك المشروعات على أرض الواقع، يعتقد جبران أن العمل المستقبلي يجب أن يركز على إضفاء الطابع المؤسسي على استكشاف الأماكن التراثية، ويقول: "حتى لو ظلت هذه الأبحاث والاستكشافات مفاهيمية ونظرية، أي لم يتم تطبيقها، فمن المهم أن نتخيل ونستكشف وندرس ما يمكن أن يبدو عليه المستقبل المحتمل لهذه المباني والمناطق التراثية، حيث يمكن أن نستخدم هذا النهج لنقد أو تغيير الوضع الراهن."

اقرأ أيضاًالجامعة الأمريكية بالقاهرة تناقش الذكاء الاصطناعي والإعلام في العالم العربي.. غدا

وزير التعليم يبحث مع رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة مشروعات التعاون

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجامعة الأمريكية بالقاهرة من خلال یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تحت شعار «معًا نتعلم - معًا ننجح».. انطلاق مجموعات التقوية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالسويس

انطلقت اليوم بمحافظة السويس فعاليات مجموعات التقوية المجانية تحت شعار «معًا نتعلم، معًا ننجح»، وذلك برعاية اللواء أ.ح طارق الشاذلي محافظ السويس، الذي يولي التعليم اهتمامًا بالغًا باعتباره أساس بناء الإنسان وتنمية الوطن، في إطار الحرص على دعم طلاب الشهادة الإعدادية والنهوض بالعملية التعليمية.

وتأتي المبادرة بناءً على توجيهات الدكتور ياسر محمود، وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس، الذي يشدد دائمًا على أهمية تفعيل مجموعات التقوية المجانية داخل المدارس، وتقديم تعليم داعم ومحفّز لجميع الطلاب، سعيًا لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص ورفع مستوى التحصيل الدراسي.

وقد تابع تنفيذ المبادرة سيد حمدان، وكيل المديرية، الذي وجّه بتوفير الأجواء الملائمة داخل المدارس، وضمان الانضباط والالتزام الكامل بجودة المحتوى المقدم.

وبدأت أولى المحاضرات بمادة اللغة العربية، قدمها كامل إبراهيم، معلم اللغة العربية بمدرسة السويس الإعدادية الحديثة بنات، وسط حضور 110 طلاب.

وتلتها محاضرة في مادة الدراسات الاجتماعية، قدمها الأستاذ طه إبراهيم، والأستاذ أحمد الشحات، وبلغ عدد الطلاب الحاضرين 106 طلاب.

وتعكس هذه المبادرة رؤية تعليم السويس في تعزيز الشراكة المجتمعية، وتوفير تعليم مجاني عالي الجودة لأبناء المحافظة، تأكيدًا على أن النجاح يتحقق بالعلم والعمل والتكاتف: معًا نتعلم، ومعًا ننجح.

وفي سياق آخر نظمت، مديرية التربية والتعليم بمحافظة السويس، مجموعة من الفعاليات التوعوية في مدارس التربية الخاصة بالمحافظة، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتوحد، بتوجيهات وكيل الوزارة الدكتور ياسر محمود وإشراف وكيل المديرية سيد حمدان، و تهدف هذه الفعاليات إلى زيادة الوعي باضطراب طيف التوحد وتعزيز دمج الطلاب المصابين بهذا الاضطراب في المجتمع المدرسي.

مقالات مشابهة

  • خلال جولة مفاجئة بالمدارس.. مدير تعليم القاهرة تشدد على رصد الغياب
  • طلاب وطالبات جامعة حضرموت ينفذون وقفات احتجاجية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني
  • الولايات المتحدة تواصل إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين
  • تحت شعار «معًا نتعلم - معًا ننجح».. انطلاق مجموعات التقوية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالسويس
  • جامعة القاهرة تعلن برنامج الفعاليات والأنشطة الطلابية خلال شهر أبريل الجاري
  • طلاب سقطرى اليمنية يواجهون مخاطر البحر بسبب أزمة النقل الجوي
  • "تعليم القاهرة" تبدأ نشر نماذج البوكليت في مادة العلوم لطلاب الشهادة الإعدادية
  • "تعليم القاهرة" تعلن نشر نماذج البوكليت في مادة الرياضيات لطلاب الشهادة الإعدادية
  • شاهد بالفيديو.. من “بلكونة” شقتها بالقاهرة.. سيدة سودانية توثق لعودة مئات السودانيين إلى وطنهم و 9 بصات سفرية تنقل المواطنين يومياً من أمام العمارة التي تسكن فيها
  • محافظ أسيوط: تكثيف الجهود بالفصول لتحسين مستوى طلاب المدارس