هل يمكن أن تصبح بشرتنا خضراء مثل فيلم "ويكد"؟ العلم يجيب
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
مع انطلاق العروض العالمية للفيلم الخيالي "ويكد"، طُرحت أسئلة كثيرة حول إمكانية تحوّل بشرة الناس فعلياً إلى اللون الأخضر كما حصل مع إحدى الشخصيتين الرئيستين في الفيلم الساحرة "إيلفابا" التي تحولت لاحقاً إلى "ساحرة الغرب الشريرة".
وبحسب أحداث الفيلم، تحوّلت بشرة إيلفابا إلى اللون الأخضر الزاهي، بعدما تجرّعت والدتها دوماً مجهولاً خلال الحمل بها، ما أسفر عن تبدّ لون بشرتها، الذي يكون لاحقاً سبباً في تعرضها للتنمر وتحوّلها إلى الشر.
هذه الحكاية وإنْ كانت خيالية، إلا أنها تتشابه مع الواقع، وفقاً لما تذكره "المكتبة الوطنية للطب" في واشنطن.
وكشفت المكتبة عن وجود أدلة على حالة "غير سحرية" تسبّب في تحول بشرة الشابات إلى اللون الأخضر.
وتُسمى هذه الحالة "الإصابة بالكلور"، وهو نوع من فقر الدم الذي يُنقص اللون الأحمر من الخلايا الدموية، والذي ظهر كثيراً بين الفتيات والشابات في القرنين الـ18 والـ19.
المرض الأخضروبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" عن المكتبة الوطنية، يحدث نقص الصباغ عندما تكون خلايا الدم الحمراء شاحبة أكثر من المعتاد، وذلك نتيجة نقص هرمون الـ"هيموغلوبين"، أو الصباغ الحامل الأكسجين في الدم.
ويعتقد أن هذه الحالة تنجم أيضاً عن نقص الحديد في الدم، وبالإضافة إلى عدم علاجها بتناول بمكملات الحديد، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن نحو 4 من كل 10 فتيات وشابات مراهقات في الولايات المتحدة يعانين من نقص الحديد.
يُطلق عليه أيضاً "المرض الأخضر"، لأنه يحوّل الجلد إلى اللون الأصفر المائل إلى الاخضرار، مصحوباً بالإرهاق، ضيق التنفس، تقطع الدورة الشهرية، انخفاض الشهية، وحتى ظهور لون مائل إلى الأزرق داخل العينين.
وفيما اعتبرت المكتبة أن فئة الشابات هنّ الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وأطلق الأطباء في العصور الوسطى اسمين على هذا المرض "داء الاخضرار" و"مرض العذراء".
كما أن الروائي العالمي ويليام شكسبير ، استعمل عبارة "مصابة بمرض الاخضرار". خلال وصفه حالة جولييت المشتاقة لروميو والممنوعة من اللقاء به.
كما أنه أصبح موضوعاً شائعاً لرسامين الصور الشخصية في تلك العهود، إذ ارتبط اللون الأخضر المميز منذ فترة طويلة بالطبيعة والثروة والشباب وقلة الخبرة والحسد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غرائب اللون الأخضر إلى اللون
إقرأ أيضاً:
مفاوضات الرياض بين روسيا والولايات المتحدة خطوة مُبشرة الى الأمام
مارس 26, 2025آخر تحديث: مارس 26, 2025
رامي الشاعر
ما أعلن عنه الكرملين بأن التفاصيل “الفنية” للمحادثات الروسية الأمريكية لن تنشر، وأن نتائج المفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي في الرياض لن تنشر. فأن السبب في ذلك يعود لأن الاتصالات بين الوفدين كانت تحمل “طابعا تفصيلياً فنياً”، ولن ينشر محتواها، وقد أعيدت التقارير الصادرة عن المحادثات التي استمرت زهاء 12 ساعة إلى العاصمتين موسكو وواشنطن، ويجري تحليلها، وعندها فقط “سيكون من الممكن الحديث عن بعض التفاهمات” الا انه يمكنني القول وبأختصار بأن العديد من القيود التي كانت مفروضة على روسيا قد تم الاتفاق على رفعها بل وتعهدت الولايات المتحدة بأنها سوف تساعد روسيا في أمور عديدة تتعلق برفع تلك القيود.
نقلت “بلومبرغ” كذلك، نقلا عن مصدر، أن وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا يناقشان الآن، بعد مغادرة الوفد الروسي مساء أمس عقب انتهاء المحادثات، وقف إطلاق النار في البحر الأسود.
بدوره صرح ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المحادثات الروسية والأمريكية في الرياض ركّزت على قضية سلامة الملاحة في البحر الأسود، مؤكدا ضرورة وجود ضمانات واضحة لأي اتفاق جديد بشأنها، وقال، في حديثه للقناة الأولى الروسية، إن “ما تمت مناقشته في الرياض (الاثنين)، كان كما اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، قضايا الملاحة الآمنة في البحر الأسود في المقام الأول”.
وعاد لافروف للتذكير بأن ما أدى إلى فشل مبادرة البحر الأسود المرة السابقة كانت “ألاعيب الغرب”، الذي كان يستغل المبادرة لمصالحه الشخصية، دون اعتبار القضايا الملحة للأمن الغذائي لدول إفريقيا والجنوب والشرق العالميين. وأكد لافروف على رغبة روسيا في أن تكون سوق الحبوب والأسمدة “قابلة للتنبؤ”، و”ألا يحاول أحد إبعاد روسيا عن هذه الأسواق”.
في السابق كانت الموانئ الغربية ترفض استقبال السفن الروسية، وشركات التأمين ترفض التأمين على السفن الروسية، والبنوك ترفض التعامل مع البنوك الروسية لتسوية صفقات الحبوب. بالتالي كان الجزء الأول فقط من الصفقة، الخاص بتأمين صادرات أوكرانيا من الحبوب هو ما ينفض، أما ما يخص روسيا، فكان يتم إهماله وتجاهله والتسويف بشأنه.
إنها القصة المكررة مئات المرات بينما يقول الغرب شيئا، وما ينفذ على أرض الواقع شيء آخر، هو ذات الأمر في اتفاقيات مينسك التي اعترف بوروشينكو الرئيس الأوكراني السابق والمستشارة الألمانية السابقة ميركل والرئيس الفرنسي السابق هولاند بأن أحدا منهم لم يكن يعتزم تنفيذ هذه الاتفاقيات، وإنما كانت “مجرد ذريعة” لاكتساب الوقت لتسليح أوكرانيا، وإعدادها “للحرب”.
لهذا، لا ينبغي علينا أن نتوقع أن يكون الحوار بين موسكو وواشنطن من السهولة بحيث يمكن التوصل إلى توافق أو تناغم في غضون أسابيع أو حتى أشهر. فحتى لو تطورت العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوياتها من التعاون والتفاهم، وحتى الصداقة، فيجب أن يدرك الجميع أن جوهر المشكلة الأساسية تكمن في الجذور التاريخية للأزمة وانعكاساتها على الوضع الراهن.
لقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث سابق له مع مدونين أمريكيين، إنه من الصعب أن يتوافق شخصان بنسبة 100%، فما بالك بالعلاقات بين الدول، لكن، والحديث للافروف، يجب على الدول أن تبحث عن مناطق التطابق في بعض المصالح، وأن تبذل قصارى جهدها لتطوير هذه المساحات المشتركة، ووضع المشاريع الاقتصادية ومشاريع البنى التحتية موضع التنفيذ للبناء على التوافقات، وعندما لا تتطابق المصالح، يتعين على الدول المسؤولة، لا سيما النووية، ولا سيما القوى العظمى، أن تفعل كل ما بوسعها لمنع هذه التناقضات من التصعيد إلى مواجهة.
لذلك، فإنه من المفهوم والمعلوم والواضح أن المصالح بين روسيا والولايات المتحدة لا تتطابق من حيث المبدأ، ومن حيث رغبة الولايات المتحدة ونهجها الذي لم يتغير بعد في الإبقاء على الهيمنة الأحادية على العالم، أما روسيا فتسعى لحماية أمنها القومي من تمدد “الناتو”، الذي وصل إلى حدودها الغربية، التي كان هتلر ومن قبله نابليون قد تعدوا عليها، وكلنا نعرف بقية القصة ومصير قواتهما والحروب والمعارك التي يدرسها طلاب العلوم الاستراتيجية والعسكرية في جميع أنحاء العالم.
أساس الخلاف هو تلك الأوهام الأمريكية من جهة، والمخاوف الروسية المشروعة من جهة أخرى، وطالما لم تتنازل الولايات المتحدة عن أوهام الاستمرار في السعي نحو الهيمنة، وتهديد الأمن القومي الروسي، وإضعاف روسيا، ومحاولة الضغط عليها، أو إملاء إرادة تقف أمام مصالحها، بما في ذلك ما يتعلق بمسار مجموعة “بريكس” التي تضم دولا تبلغ قيمة الناتج المحلي الإجمالي لها أكبر من مجموعة الدول العشرين، فإن ترامب أو بايدن أو أي رئيس أمريكي سابق أو لاحق لن يصلوا إلى أي نتيجة من حوارهم مع موسكو.
ربما استوعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يبدو، استحالة هزيمة روسيا في أرض المعركة، وما يمكن أن تجلبه هذه المعركة من صدام نووي مرعب للجميع، وأتمنى أن يكون قد استوعب بالتزامن استحالة الاستمرار في سياسات الهيمنة على العالم، كما واستحالة إيقاف مسيرة التاريخ الحتمية نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، وحق الشعوب والدول في تقرير مصيرها واستقلاليتها واستخدام ثرواتها ونظام تطورها وأمانها من أي تهديد خارجي أو تلاعبات استخباراتية داخلية من خلال عناصر أمنية مزروعة.
لهذا، فقد يكون ما يحدث من استعادة المسار الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة هو أمر إيجابي، وبالفعل فإن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، إلا أن الطريق طويل وصعب وشاق، ويتطلب الاتفاق ليس فقط التقاط الصور التذكارية والابتسامات الصفراء أمام عدسات الإعلام في المؤتمرات الصحفية، وإنما اتباع نهج عقلاني ومنطقي في المفاوضات الشاقة (مثل تلك التي استمرت 12 ساعة في الرياض!)، بحيث يتفهم الجانب الأمريكي أن ميثاق الأمم المتحدة كتب بدماء الشعوب، ودفعت البشرية من أجله أرواح عشرات الملايين من المحاربين والمدنيين في حرب ضروس، نشأت على أنقاضها هيئة الأمم المتحدة، وأن مبادئ حق وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، واحترام السيادة والأمن للدول بصرف النظر عن موقعها الجغرافي أو حجمها أو ناتجها المحلي الإجمالي هي أسس ذلك الميثاق الذي يتعين على العالم أجمع احترامه والانصياع له.
ولهذا السبب يطرح السؤال نفسه بشأن معنى وجود حلف مثل حلف “الناتو” عقب تفكك حلف “وارسو”، لا سيما أن عقيدة “الناتو” وفقاً لما تقوله المستندات هي عقيدة “دفاعية” لا هجومية. بصيغة أخرى: أي تهديد تمثله روسيا بالنسبة لأوروبا يجعل من السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية تقترح خطة “طموحة” بمبلغ 800 مليار يورو، ورفع ميزانية الدفاع للدول حتى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، أليست تلك عسكرة واضحة للقارة الأوروبية، في الوقت الذي لا تملك فيه روسيا أي نوايا، وهو الواضح من جميع البيانات الاستخباراتية وبيانات الأقمار الصناعية العسكرية لحلف “الناتو”، للهجوم أو تهديد أي من دول أوروبا؟
إن الفارق بين حقيقة البيانات والمعلومات التي يمتلكها الغرب، وتحديداً ما يعرفه الخبراء العسكريون المحترفون، وبين تصريحات السياسيين المتهورين أمثال السيدين ماكرون وستارمر، هو تحديداً ما ينبغي على الولايات المتحدة أن تتحرك ضده، وإلا فإن ما نفهمه هو أن ترامب ليس سوى امتداد لبايدن، ولكن تحت لافتة وشعارات براقة مختلفة. على أرض الواقع، التصعيد مستمر، وأوكرانيا ماضية على خط العدوان، وأوروبا من ورائها، ولا نعلم لماذا لا تتحرك القيادة في واشنطن لوقف أوكرانيا ومن ورائها أوروبا عند حدودها، والجلوس حقا إلى طاولة المفاوضات على أسس ومبادئ واضحة وشفافة.
لقد جرى الحديث في الرياض بين الوفدين الروسي والأمريكي، ثم الأوكراني الأمريكي حول أمن الملاحة في البحر الأسود. لا بأس، إذا تمكنت الأطراف من التوصل إلى اتفاق ما يضمن للأطراف مصالحها دون تلاعب أو مراوغات، ما يمكن أن يشكل أساسا لمفاوضات مستقبلية بشأن تسوية ما، أو وقف إطلاق نار ما. لكن ما يحدث على الأرض حتى الآن لا يدفع إلا نحو حذر مشوب بالقلق.
لسان الحال الروسي يقول: “خدعنا مراراً، ولن نخدع هذه المرة أيضاً”.