هل تركب الطائرة للمرة الأولى؟ إليك نصائح الأطباء لرحلة آمنة
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
يثير التفكير في السفر بوسيلة سريعة مثل الطائرة في مساحة مزدحمة وكمية قليلة من الأكسجين، خليطا من المشاعر المقلقة. كما أن مجرد تخيل شخص ما مصاب بوعكة صحية في الطائرة يدبّ الذعر في قلبك.
لكن الواقع يشير إلى أنه لا داعي للقلق، فقد اتضح أن هناك تخصصا كاملا في الرعاية الصحية الوقائية يسمى طب الفضاء الجوي، يركز على علاج الطيارين وفرق الطائرات ورواد الفضاء.
قالت الدكتورة لي سبيشر، الطبيبة الباطنية المتخصصة في طب الفضاء الجوي في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة ورئيسة جمعية الطيران المدني الطبّية، في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز "نحاول الحفاظ على صحة الناس في بيئة غير صحية".
اتبع هذه الخطوات الصحية في كل خطوة من خطوات سفرك حتى تستمتع برحلة آمنة:
عند حجز الرحلةالتفكير في رحلة صحية يبدأ من لحظة حجز الرحلة. ينصح الزميل في جمعية الطب الفضائي الدكتور باولو ألفيس "إذا كنت تعاني من دوار الحركة كثيرا، فاحجز مقعدا فوق الجناح، فهو المكان الأكثر استقرارا".
وينصح المرضى الذين يعانون من عدوى في الأذن أو الجيوب الأنفية أن يعيدوا النظر في رحلتهم. وقال "عندما تكون على متن طائرة، يمكن أن يجعل الاحتقان التكيف مع تغير ضغط الهواء صعبا، مما قد يؤدي إلى الألم والنزيف وحتى تمزق طبلة الأذن".
وقالت الدكتورة ميغان هاتفيلد، أخصائية علاج لب الأسنان في سوميت نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأميركية، إن "آلام الأسنان غير المعالجة وقنوات الجذر المؤجلة يمكن أن تكون مؤلمة بشكل مماثل أثناء الرحلات الجوية". ونصحت المرضى بأن يراجعوا طبيبهم إذا لاحظوا أي ألم أو تورم قبل سفرهم.
ويرى الدكتور ألفيس أن النصيحة الأولى للمسافرين هي إن كنت لا تشعر أنك بصحة جيدة بشكل عام فتجنب الطيران أو استشر طبيبك أولا. فالعديد من النوبات القلبية التي نراها تحدث أثناء الطيران، يقول المصاب بها بعد أن تحدث: "هل تعلم؟ لم أكن أشعر أنني بصحة جيدة قبل الصعود إلى الطائرة".
ينصح الدكتور ألفيس المرضى بأن يحملوا جميع أدويتهم في حقيبة اليد الخاصة بهم، وعدم وضعها في الحقيبة المجهزة للشحن.
وقال "إن الناس ينسون القيام بذلك، ثم يواجهون مشكلة مثل نوبة تنفسية أو رد فعل تحسسيا. وخمن ماذا؟ أدويتهم مقفل عليها في عنبر الشحن بالأسفل".
ينصح الأطباء أيضا أن تحضر قارورة الماء الخاصة بك على متن الطائرة، ليس فقط لأنه من المهم شرب كميات كافية من الماء، ولكن إذا كانت هناك اضطرابات في الرحلة، يجب على المضيفات البقاء جالسات، لذلك قد تشعر بالعطش لمدة طويلة قبل أن يحضرن الماء.
وقالت الدكتورة سبيشر "يمكنك أيضا إحضار أكياس شاي النعناع أو الزنجبيل، التي يمكن أن تهدئ معدتك. إذا كنت تعاني من مشاكل في المعدة، فاطلب من مضيفة الطيران بعض الماء الساخن".
عندما تصل المطارقال الدكتور ألفيس "إنه يجب تجنب المشروبات الغازية مع الوجبات لمدة ساعة على الأقل قبل الصعود إلى الطائرة". وأوضح أن تناول وجبة كبيرة يزيد من فرصة ابتلاع الهواء، وأن كل هذا الغاز سوف يتمدد في المرتفعات العالية. وقد يكون ذلك مؤلما وأحيانا يكون سيئا للغاية، وأضاف أن الألم يكون شديدا لدرجة أن الناس يعتقدون أنهم مصابون بالتهاب الزائدة الدودية.
قالت الدكتورة سبيشر "قبل الصعود إلى الطائرة، خذ ثانية لمراجعة قائمة بكل ما تحتاجه للرحلة، بما في ذلك الوجبات الخفيفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية".
أثناء الرحلةيجب التحرك قدر الإمكان أثناء الرحلات الجوية لمنع تجلط الأوردة العميقة خصوصا إذا كانت الرحلة طويلة. تحدث الجلطات في الأوردة العميقة عندما تتشكل جلطة دموية داخل الأوردة العميقة الكبيرة في الجسم، وعادة في الساق.
وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية إلى أهمية الحرص على النهوض كل ساعتين على الأقل. قالت الدكتورة سبيشر "يجب عليك أيضا تمديد وتمرين قدميك وكاحليك أثناء الجلوس".
يجب أن تعلم أن مياه الصنبور في الطائرة غير صالحة للشرب. لذا، إذا كنت تريد تنظيف أسنانك في حمام الطائرة، فاستخدم المياه المعبأة بدلا من مياه الصنبور.
الخطر الصحي الوحيد لا داعي للخوف منه هذه الأيام هو أن يجلس أحد المدخنين بجانبك، لأن التدخين ممنوع على متن الطائرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
دمشق- لم تعد العاصمة السورية كما كانت؛ تغيّر إيقاعها، واختلفت تفاصيل يومياتها، وصارت الحياة فيها تتدفق بوتيرة جديدة. في شوارع دمشق المتشابكة وأزقتها العتيقة، يتداخل صوت محركات السيارات مع صخب الأسواق، وتمتزج رائحة المازوت بدخان المقاهي، بينما تتردد في الأرجاء نقاشات سياسية بلا تحفظ أو مواربة، فـ"الحيطان لم تعد لها آذان" كما كان يقول السوريون.
لم يعد شيء على حاله، فالاختناق المروري تضاعف بعد سقوط النظام، وأعداد السيارات في الشوارع زادت بشكل ملحوظ. الصرافون الجوالون صاروا جزءا من المشهد اليومي، يتنقلون بأوراق نقدية مكدسة، يعرضون خدماتهم علنا دون خوف من الملاحقة. أما الجدران التي لطالما حملت صور حافظ وبشار الأسد، فقد أضحت فارغة، إيذانا بدخول حقبة جديدة.
شوارع دمشق تعيش اختناقا مروريافي قلب العاصمة السورية، لا تكاد السيارات تتحرك، لا سيما في مناطق وسط البلد. يشكو سكان دمشق من ازدحام غير مسبوق، وهو ما يؤكده سائقو التاكسي الذين يقضون ساعات في الطرقات. يقول أحدهم إنه بدأ يشكو من ألم في ركبتيه من كثرة التنقّل بين دواستي الوقود والدبرياج.
يرجع البعض السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات، إذ باتت تلك التي كانت تُباع قبل أشهر بـ15 ألف دولار، تُعرض الآن بـ3 آلاف فقط. ومع هذا التراجع المفاجئ، اندفع كثيرون نحو الشراء، خشية أن تعاود الأسعار ارتفاعها في أي لحظة.
لكن ليس هذا العامل الوحيد لتفاقم المشكلة، فقد توافد إلى دمشق عدد كبير من السوريين القادمين من المحافظات الأخرى بسياراتهم الخاصة، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق حينما كانت البلاد مقطّعة الأوصال. كما اختار بعض المغتربين القدوم إلى سوريا بسياراتهم، ليضيفوا عبئا جديدا على الشوارع التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد من المركبات.
إعلاناللافت أن الاختناقات المرورية لم تعد مصحوبة بالتوتر المعتاد، بل اختفت الشتائم التي كانت تُطلق في أثناء الزحام -حسب سائق التاكسي المسن الحاج أبو طارق- الذي قال إن "الكفريات" (الألفاظ الكفرية) لم تعد تُسمع أيضا.
بورصة مفتوحة على الأرصفةفي ساحات المدينة وعلى أرصفتها، باتت تجارة العملات مشهدا مألوفا؛ عشرات الصرافين الجوالين ينتشرون في الشوارع، يحملون رزما ضخمة من الأوراق النقدية، ينادون على المارة، ويعرضون أسعار الصرف التي تتغير كل لحظة.
حتى وقت قريب، كان التعامل بالدولار في السوق السوداء جريمة قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون. أما اليوم، فقد أصبح الأمر علنيا تماما. بعض هؤلاء الصرافين يستخدمون عدادات نقدية لإضفاء طابع الاحترافية، بينما يعمد آخرون إلى استغلال الزحام والضجيج لخداع الزبائن، حيث يقومون بإنقاص ورقة أو اثنتين من المبلغ المتفق عليه من دون أن يلاحظوا ذلك.
المفارقة أن الأوراق النقدية القديمة من الدولار لم تعد تحظى بالقيمة نفسها، إذ يرفض الصرافون قبولها بالسعر نفسه الذي تُصرف به الأوراق الجديدة، بل يفرضون عليها خصما عند التصريف.
كما بات موضوع الصرافة أشبه بالبورصة، إذ يتغير سعر الصرف كل بضع دقائق، ويجد المواطنون أنفسهم مضطرين لمتابعة هذه التقلبات عن كثب، خشية أن تفقد أموالهم جزءا من قيمتها بين لحظة وأخرى.
حقيبة الأموال ضرورة يوميةفي ظل غياب أنظمة الدفع الإلكتروني العالمي، بات حمل كميات كبيرة من النقود أمرا لا مفر منه، إذ لا وجود لبطاقات ائتمانية دولية، ولا مجال للتحويلات المصرفية، فالأموال تتنقل مباشرة من يد إلى يد في اقتصاد يعتمد على التعامل النقدي بالكامل.
ومع تضخم الأسعار، أصبحت المبالغ المطلوبة للمعاملات اليومية ضخمة إلى الحد الذي لم تعد معه المحافظ التقليدية أو الجيوب كافية لرزم النقود السميكة، وهو ما يضطر كثيرين إلى حمل حقائب صغيرة مخصصة للنقود.
إعلان بائعو البنزين المتجولونلم تعد العملات وحدها السلعة الغريبة التي تباع على الأرصفة، فالبنزين أيضا أصبح سلعة متاحة على قارعة الطريق، حيث تصطف عبوات الوقود بانتظار الزبائن الذين بات بعضهم يعتمدون على المهربين بدلا من محطات الوقود.
يزعم البعض أن هذا البنزين مصدره لبنان، حيث يُشترى من هناك بأسعار أقل، ثم يُهرب إلى دمشق ليباع مقابل هامش ربح جيد. أما آخرون، فيقولون إن جودته (95) أفضل من ذاك المتاح في محطات الوقود (91).
الجدران بلا صور آل الأسدوفي شوارع العاصمة السورية، لم يعد هناك أثر للصور الضخمة التي لطالما غطت الجدران لعقود، فاختفت صور الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه المخلوع بشار تماما، من دون أن تحل محلها صور للرئيس الجديد أحمد الشرع، كما اختفت الأقوال "المأثورة للقائد الخالد" حسبما يطلق عليه محبوه.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقدام البعض على طباعة أعلام تحمل صورة الرئيس الشرع، سرعان ما صدرت تعليمات رسمية بإزالتها ومنع طباعتها مجددا.
في المقابل، لا تزال بقايا العلم السوري القديم موجودة وإن بخجل، خصوصا على الأبواب الحديدية لبعض المحال التجارية.
أما في محلات التحف والمقتنيات القريبة من الجامع الأموي، فلا تزال بعض التذكارات تحمل رموز العهد السابق، لكن كثيرا منها خضع لتعديلات سريعة، كما قال أحد التجار مبتسما، "في يوم سقوط النظام، أمسكت القلم وبدأت أعدل على بعضها. أجريت عملية ’تكويع‘ سريعة لبعض التحف والتذكارات".
في مقاهي العاصمة السورية، لم تعد السياسة موضوعا محظورا، بل باتت هي الموضوع الأكثر تداولا بين الجالسين. بعد أن كانت هذه النقاشات تتم في الماضي همسا وبصوت منخفض -هذا إن تجرأ أحدهم على خوضها- أصبح الجميع يتحدثون اليوم بلا قيود، يذكرون أسماء السياسيين الجدد ويناقشون مستقبل البلاد بصوت مرتفع وبلا خوف.
الأمر اللافت أن بعض المقاهي، مثل مقهى الروضة الشهير، لم تكتفِ بذلك، بل بثت أغاني ساخرة عن النظام السابق، وسط تفاعل كبير من رواد المكان، الذين لم يعتادوا مثل هذا الانفتاح من قبل.
إعلاندمشق التي تغيرت ملامحها، بات فيها كل شيء مختلفا، من حركة المرور إلى التداول العلني للعملات الصعبة، وصولا إلى خوض الناس في السياسة بلا خوف. ومع ذلك، تحتفظ هذه المدينة العريقة بروحها الفريدة، حيث يمتزج القديم بالجديد في مشهد لا تراه في كثير من المدن.