الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسواق الرقمية للشركات الكبرى؟
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
شركات تكنولوجية عملاقة تواجه تباعا دعاوى وضغوطا من المفوضية الأوروبية، لمكافحة احتكارها العديد من الخدمات المقدمة للمستهلكين في دول التكتل، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
واعتبارا من سبتمبر/أيلول 2023 أقر الاتحاد الأوروبي قانون الأسواق الرقمية "دي إم إيه" (DMA)، وهو سلسلة تشريعات مناهضة للاحتكار تهدف إلى الحد من هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى في القطاع الرقمي.
القانون ركز على وضع مجموعة معايير لتنظيم حراس البوابة (الشركات التي تتحكم في الوصول إلى المنصات الرقمية الرئيسية مثل متاجر التطبيقات وخدمات المراسلة) ومنعهم من احتكار هذه الأسواق.
وبالعودة إلى تفاصيل القانون، فإنه كان يستهدف 6 شركات: ألفابت وأمازون وآبل وبايت دانس وميتا ومايكروسوفت، مع تهديدها بعقوبات تصل إلى غرامة 10% على مبيعاتها السنوية.
هذه القوانين بمثابة خطوة ثورية نحو تشجيع المنافسة في صناعة التكنولوجيا، وهو الهدف الذي تسعى إليه دول أخرى في أنحاء القارة، بحسب التقرير.
يأتي ذلك، في وقت فرضت شركات مثل آبل وألفابت في القطاع الرقمي، قوة لصالحها، تسيطر من خلالها على متاجر التطبيقات وخدمات الدفع عبر الهاتف المحمول والعديد من المنصات الرقمية الأخرى.
وبسبب هذه الهيمنة، أصبحت هذه الشركات قادرة على خنق المنافسة من خلال مجموعة متنوعة من التدابير، وفق مذكرة صادرة في أغسطس/آب الماضي عن المفوضية الأوروبية.
وتشمل هذه التدابير: تحديد أسعار الشركات الأصغر حجما، ووضع شروط وأحكام قاسية للمطورين لتقديم تطبيقاتهم على منصات رقمية كبيرة، والدخول في صفقات حصرية مع الموردين لضمان عدم حصول المنافسين على الموارد نفسها.
بعبارة أخرى، أصبحت شركات التكنولوجيا العملاقة هذه قادرة على تحديد الشركات التي تنجح في الصناعة.
وبفضل قانون مكافحة الاحتكار، تمكنت المفوضية الأوروبية في مارس/آذار الماضي من إجبار شركة آبل على فتح نظام الدفع عبر الهاتف المحمول للمنافسين، بعد تحديد أن ممارساتها انتهكت بروتوكولات القانون الجديد.
والآن أصبح بإمكان شركات الدفع الاستفادة من نظام المحفظة في أجهزة آيفون، لتقديم خدمات الدفع للمستهلكين الأوروبيين الحاملين لأجهزة آبل.
بايت دانس المالكة لتيك توك من ضمن الشركات التي سيشملها القرار (الأناضول)نفس الشركة، تعرضت إلى غرامة تبلغ 1.84 مليار يورو في مارس/آذار الماضي، بسبب انتهاك قانون مكافحة الاحتكار، بعد ادعاء سبوتيفاي (Spotify) بأن آبل حدّت من المنافسة من مواقع بث الموسيقى الخارجية من خلال فرض قيود عليها على متجر التطبيقات الخاص بها.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي تخوض مايكروسوفت تحقيقات متعددة، أبرزها تحقيق من قبل الجهات التنظيمية الأوروبية بشأن اتهامات بأن الشركة تمنع العملاء من استخدام برامج أمان معينة تقدمها شركات تقنية أخرى على أنظمة الشركة.
كذلك، تواجه مايكروسوفت قضايا مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي بسبب اتهامات بربط تطبيق الاتصال المرئي "تيمز" مع حزمة تطبيقات "أوفيس" و"مايكروسوفت"، ما يُعتبر ممارسة قد تقيد المنافسة.
هذه القضية بدأت عقب شكوى قدمتها شركة "سلاك" المنافسة عام 2020، وتم تعزيزها بشكاوى لاحقة من شركات أخرى مثل الفافيو (Alfaview).
المفوضية الأوروبية رأت أن إضافة "تيمز" كجزء من هذه الحزم دون إعطاء خيار للعملاء أدى إلى تمييز غير عادل لصالح مايكروسوفت، مما أضر بالمنافسة.
ورغم إعلان مايكروسوفت عن فصل تيمز عن الحزم الرئيسية منذ أبريل/نيسان 2024، فإن الاتحاد الأوروبي اعتبر أن هذه التعديلات غير كافية وطالب بمزيد من الإجراءات لاستعادة التوازن في السوق.
أما عملاق التواصل الاجتماعي ميتا المالك لفيسبوك وإنستغرام وواتساب وفيسبوك ماسنجر، فإنه يواجه عدة قضايا متعلقة بمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي.
أبرز هذه القضايا اتهامها باستغلال موقعها المهيمن وربط خدمة فيسبوك ماركت بليس (Facebook Marketplace) بشكل غير قانوني بمنصتها الاجتماعية "فيسبوك".
واعتبرت المفوضية الأوروبية أن هذه الممارسات تمنح ماركت بليس مزايا تنافسية غير عادلة، ما يعرض منافسيها لخطر الإقصاء، إضافة إلى فرض شروط تجارية غير عادلة على مقدمي الإعلانات الآخرين.
بناءً على هذه الانتهاكات، فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها حوالي 798 مليون يورو (837 مليون دولار).
القضية بدأت عام 2021، وواصلت ميتا الدفاع عن نفسها بقولها إن المستخدمين ليسوا ملزمين باستخدام ماركت بليس، لكنها أعلنت نيتها استئناف القرار.
إضافةً لذلك، تواجه ميتا تحقيقات أخرى تتعلق باستخدام بيانات المعلنين بشكل قد يضر المنافسة، في إطار قوانين مكافحة الاحتكار الأوروبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المفوضیة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی مکافحة الاحتکار
إقرأ أيضاً:
لماذا تتزايد سرعة الرياضيين باستمرار؟
تبين فيديوهات المسابقات الرياضية في الماضي مدى بطء الألعاب مقارنة بالرياضات الحديثة، ولا يتعلق الأمر فقط بسرعة اللاعبين، وإنما وتيرة حركة الكرة، والسبب أن سرعة اللعب في معظم الرياضيات تتزايد باستمرار.
ولا يوجد تعريف عالمي لسرعة اللعبة، ولكن غالباً ما يتم قياسها باستخدام مقاييس، مثل: معدل التمرير، أو سرعة الكرة، أو متوسط سرعة حركة اللاعب أثناء المباريات.
وفي ورقة بحثية نشرها "ذا كونفيرسيشن" للباحث كيفين نورتون، من جامعة نيو ساوث ويلز، قال: الحركة الأسرع تليها فترات راحة أطول هي الطريقة التي تطورت بها العديد من الرياضات على مدى العقود القليلة الماضية.
والمثال الذي يقدمه البحث هو مباريات هوكي الجليد، فهناك حوالي 300 دورة (تحولات) للاعبين لكل فريق. انخفضت أطوال التحولات بنسبة 7% إلى حوالي 45 ثانية لكل منها، خلال فترة 10 سنوات حتى عام 2010 مع تسارع اللعبة.
كرة القدمأما تفسيره لتطور السرعة في كرة القدم فيستند إلى دراسات أظهرت أن معدلات التمرير زادت بنسبة 19% للرجال، و26% للنساء، عبر البطولات الـ 9 الماضية لكأس العالم.
ووفق "مديكال إكسبريس"، زادت سرعة الكرة المتوسطة بنسبة 7% للرجال، و18% للنساء خلال نفس الوقت.
ويوضح نورتون: "الحاجة إلى السرعة مدفوعة بفوائد التسجيل: فإذا كان الفريق قادراً على تحريك الكرة كثيراً وبدقة، فإن هذا يقلل من الوقت الذي يستغرقه الفريق المنافس لتنظيم دفاعه".
إن الهياكل الدفاعية غير المنظمة أسهل في الاختراق، حيث تنفتح الفجوات بين لاعبي الفريق المنافس.
مثلاً، ارتبطت معدلات التمرير الأسرع في كرة السلة بالمزيد من محاولات التسجيل، وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص بعد فقدان الكرة، عندما تكون الدفاعات غير منظمة بشكل جيد.
إن اللعب الأسرع يتطلب اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة، مثل التوقيت المثالي للانتقال إلى أفضل وضع لاستقبال الكرة، أو إبعاد لاعبي الفريق المنافس الخطيرين عن الحدث.
مهارات أفضلهذا اللعب الأسرع يتطلب تقديم مهارات أفضل بسرعات عالية، مثل: التقاط الكرة أو حبسها أثناء الجري. ويتضمن ذلك توقع مكان التحرك، ومتى يجب الرد بحركات تشبه التخفي.
كما يتضمن ذلك لياقة بدنية أكبر، والقدرة على تكرار الجهود عالية الكثافة، حيث يمكن للاعب الأكثر لياقة التعافي بشكل أسرع وتراكم إجهاد أقل، وهذا من شأنه أن يساعد الرياضي على استخدام القوة المثلى، مع أخطاء أقل.
علاوة على ذلك، تشير الأدلة إلى أن "كثافة" اللاعبين تتزايد في العديد من الرياضات الميدانية، وهو ما يقلل من الوقت اللازم للرد ويفرض مهارات متفوقة في حركة اللاعبين المزدحمة.
إن التمرير الدقيق والتوقيت الدقيق عبر هذه المساحة المزدحمة أمر ضروري.
حتى تحريك الجسم عبر مساحة مسدودة يتطلب خفة الحركة والقوة.
ولهذا السبب، يتم تخصيص الكثير من وقت التدريب للمحترفين للألعاب على مساحة ميدانية محدودة لتحسين هذه المتطلبات وصقل مهارات اتخاذ القرار.
الإصاباتهناك مشكلة محتملة أخرى للرياضات ذات السرعة العالية، وهي العلاقة بمعدلات الإصابة الأعلى.
يتضمن الاصطدام بلاعبي الفريق المنافس زيادة في الطاقة الحركية التي يجب أن تمتصها أجسام الرياضيين. فقد يؤدي هذا إلى كسور العظام، ومعدلات ارتجاج ترتفع مع قوى التأثير السريعة.
كما تؤدي سرعات الجري الأسرع إلى المزيد من شد العضلات والإجهاد.
ماذا عن المستقبل؟يمكن أن يكون للسرعة المتزايدة للرياضات عدة تأثيرات في المستقبل، وخاصة في مجال تحديد المواهب وتجنيد اللاعبين، وفي الرياضات النسائية.
إن النساء أكثر ميلاً إلى التنافس على القوة والتحمل. وهذا يعني أن القائمين على التوظيف من المرجح أن يعطوا الأولوية للرياضيين السريعين في سباق السرعة المتصاعد.
وفي بعض الرياضات، بما في ذلك دراستنا لكرة القدم، وجد أن سرعة الرياضة النسائية تتزايد بمعدل أسرع من الرجال.
وعلى مدى تاريخ قصير نسبياً للرياضة الاحترافية، أظهرت النساء مكاسب مذهلة. ويعني هذا أن سرعة وأسلوب الرياضة النسائية سوف يشبهان بشكل متزايد سرعة وأسلوب ألعاب الرجال.