نظمت مدرسة بني مزار الثانوية للبنات ، برئاسة صفاء محمد عبد الهادي مدير المدرسة ، دورة تدريبية بعنوان القيادة الإبداعية على مدار يومان لمديري المراحل التعليمية ( الثانوي – الإعدادي – الإبتدائي ) ، والتي حاضرها أشرف كمال الأديب والكاتب الصحفي بجريدة الوفد ، ومدير مكتب الوفد بالمنيا .

 

وذلك بحضور هشام كمال وكيل المدرسة، وسهام ماهر وكيل شؤون الطلبة، وأمل إسماعيل وكيل شؤون العاملين، وكرستين عزمي مشرفة التدريب، والمهندس أحمد محمد مدير التدريب بالمدرسة، وتصوير أحمد عبد الفتاح إسماعيل،  حيث تحدث الكاتب الصحفي بجريدة الوفد أشرف كمال، عن القيادة الإبداعية  قائلا ، تعد القيادة الإبداعية في التعليم أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على تحسين جودة التعليم وتطوير المدارس ، وإن القادة الإبداعيين هم الذين يتمتعون بالقدرة على تحفيز الإبتكار والتغيير في البيئة التعليمية ، وتطوير استراتيجيات فعالة لتحقيق النجاح.

في هذا المقال، سنناقش بعض استراتيجيات القيادة الإبداعية في التعليم وكيف يمكن تطبيقها في المدارس.

ويمكن القول إن القيادة الإبداعية في التعليم تلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة التعليم وتطوير المدارس ، ويجب على القادة الإبداعيين أن يكونوا قدوة للمعلمين والطلاب، وأن يشجعوا الابتكار والتفكير الإبداعي، وأن يطوروا استراتيجيات لتحفيز الابتكار والتفكير الإبداعي، وأن يطوروا ثقافة التعلم المستمر والتحسين المستمر في المدرسة.

وأضاف كمال، أن التعليم اصبح بمثابة الإستراتيجية القومية الكبرى في دول العالم المتقدم ، فالبداية الحقيقية للتقدم، الإقتصادي، والإجتماعي، والثقافي، هي التعليم، ولا يخفى على أي منا في بلدان العالم الثالث أو الدول النامية، أن طريق الإصلاح يبدأ من إصلاح وتطوير السياسات التعليمية والتنظيمية، ولعل خير مثال علي ذلك، النموذج الماليزي، والياباني، والصيني، إذ تحولت جميع موارد هذه الدول وسياساتها إلي خدمة التعليم . 

وأشار كمال، الي دول النمور الأسيوية، التي حققت معدلات عالية من النمو الإقتصادي، يرجع إلى إتجاه الحكومات في الطريق الصحيح ، والبداية بإصلاح السياسات التعليمية ، ويعتبر التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته ومراحله ، ركنا أساسياً من أركان تنمية الموارد البشرية ، فقد أثبتت الدراسات أن العامل الحاصل على شهادة عليا ، يفوق بمقدار 75% عن قرينه ، والحاصل على شهادة الثانوية،  يفوق قرينه بمقدار 45% ، والحاصل على شهادة أدنى من الثانوية ، يفوق قرينه بمقدار 25% فى إنتاجية العمل .

 

لافتا كمال ، بينما كشفت دراسات ، شولتتر ، ودينسون ، ومارى بومان ، وبيكر بالولايات المتحدة الأمريكية ، ما يفرز قيمة الإستثمار فى البشر ، فقد وجد من نتائج إحدى تلك الدراسات بأن ( 36% : 70% ) من الزيادة فى الدخل القومى ، للفترة من 1929 : 1957 ، تعود إلى تعليم العمال ، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن 50% من الزيادة فى الدخل القومى للسنوات 1911-1961 ، تعود إلى تحسين مستوى التعليم ، وعززت ذلك نتائج دراسة أخرى ، بأن التعليم ساهم بنسبة 42% فى زيادة الدخل القومي . 

ومضيفا كمال ، اذن يمكن القول أن قضية التعليم قضية أمن قومي ، وهنا نطرح سؤال هام أين تكمن مشكلة التعليم في مصر ؟ هل هي مشكلة مناهج ؟ ام معلمين ؟ ام سياسات ؟ ام ثقافة مجتمعية ؟ في عصر النهضة ( عصر محمد علي ) ، كان على يقين بأن نهضة مصر ، تبدأ بنظام تعليمي حديث ، واتبع ما عرفه باحثو هذا المجال بالهرم التعليمي المقلوب ، كإستراتيجية لإعداد معلميين وخبراء ، على درجة عالية من الكفاءة للتدريس في المراحل الأولي من التعليم ، مع إستدعاء خبراء ومناهج دراسية ، في صورة تغذية راجعة تحقق رؤيته في التأسيس لعصر النهضة .

 

منوها كمال خلال المحاضرة ، أما اليابان التي عانت ويلات القنبلة الذرية والدمار ، فبدأت بالتعليم ولعل الصورة المشهور ، والتي شاهدها الجميع للمعلم الياباني الذي يجلس مع تلاميذه يعلمهم وسط الدمار والخراب لتنهض اليابان عملاقا للتكنولوجيا والإقتصاد ، وفى الولايات المتحدة الأمريكية ، حدثت ثورة تعليمية ومراجعة شاملة لنظام التعليم فى عام 1957م ، وذلك عندما أطلقت روسيا أول قمر صناعى لها وفى عام 1983م ، أصدر الرئيس الأمريكى الأسبق ريجان تقريره المشهور (أمة في خطة ) ، ثم تابع بوش إهتمامه بالتعليم وكان برنامجه ( شعب من الطلاب ) ، ثم صدر أخيراً تقرير آخر لبوش الإبن (أمه مازالت فى خطة ) ، من كل هذا نجد أن الولايات المتحدة تعطي إهتماماً متزايداً للعملية التعليمية ، أكثر من اهتمامها بالمصانع وغيره . 

 

اما الواقع في مصر فالمشكلة ليست مشكلة منفردة لكل من ، مبنى ، أو معلم ، أو منهج ، أو متعلم ( تلميذ ) ، المشكلة تخطيط نظام تعليمي يتمتع بنظرة مستقبلية نظام متفرد ، لا هو نظام أمريكي ، أو فرنسي ، أو ياباني ، بل يجب أن يكون نظاما مصريا قلبا وقالبا ، نابع من البيئة المصرية مشاكلها ومتطلباتها ، وخطة تنميتها ومستقبلها ، ليس من الضروري أن تنجح الرؤية والسياسة التعليمية المتبعة ، لمجرد انها نجحت في بلدان أخرى .

 

وأن تطوير التعليم يتطلب وضع إستراتيجية طموحة ، وأهداف تعليمية واضحة ، وأن تعمل جميع مدخلات ومخرجات النظام التعليمي ، لتحقيق هذه الأهداف لابد أن ينبع النظام التعليمي من البيئة ، وليس العكس بمعني أن تدهور العملية التعليمية ، تنتج عنه فئات إجتماعية ، تعانى إلى جانب البطالة مشكلات كثيرة ، مثل ضياع الهوية الأخلاقية والثقافية ، وعدم الإنتماء لثوابت وجود الفرد ، ( الوطن – الدين – الأسرة ). 

 

و في رأي ، فإن ما نتعرض له من إتهامات الآن كعرب ومسلمين بالإرهاب وغيره ، أحد أسبابه هو تخلف وتأخر السياسات التعليمية في الوطن العربي ككل وليس بمصر فقط ، ولقد بدأت معظم الدول العربية فى مراجعة نظامها التعليمى ، بما يتلاءم مع متغيرات العصر ، فلقد حدثت بعض الإصلاحات والتجديدات التعليمية ، وقد كانت الريادة  لمصر قبل غيرها من الدول العربية ، حتى تثبت للعالم كله أننا وطن له حضارة وله تاريخ وله عراقة .

 

ومع ذلك فهناك بعض المشروعات التعليمية ، التي تطبق الآن في مصر ، والتي اثبتت في مراحلها الأولى ، تقدم ملحوظ كمشروع تطوير وتحسين التعليم الأساسي ، ودراسات عديدة لتطوير التعليم الجامعي،  ويبقي ان يتم كل هذا التطوير في إطار واحد ، وليس جزر منعزلة عن بعضها البعض ، ويجب أن توضع سياسة تعليمية تتسم بالإستمرارية والبقاء والمرونة ، التي تسمح بالتعديل والتطوير ، يجب أن تتحول المدارس إلي مدارس فعالة فعليا ، وليس مجرد حبر على أوراق ، لتكون جزء من نظام تعليمي مطور ، تقدم الرؤى وتجمع المعلومات التي تمد بها صانعي القرار التعليمي ، فتنعكس السياسة التعليمية القومية ، على المجتمع ككل وتدور حركة التنمية والتطور .

 

وتحدث الدكتور محمود حسن ، أنه  يجب على القادة الإبداعيين تشجيع الابتكار والتفكير الإبداعي بين المعلمين والطلاب ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء بيئة تعليمية تشجع على الإستكشاف والتجربة والتعلم النشط ، يجب أن يتم توفير الدعم والموارد اللازمة للمعلمين والطلاب لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية. يمكن أيضاً تشجيع التعاون والعمل الجماعي بين المعلمين والطلاب لتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز الإبتكار.

 

كما يجب على القادة الإبداعيين أن يكونوا قدوة للمعلمين والطلاب. يجب أن يكونوا مثالاً يحتذى به في الابتكار والتفكير الإبداعي. يمكن للقادة الإبداعيين تحقيق ذلك من خلال توفير الفرص المناسبة للتطوير المهني والتدريب على الابتكار والتفكير الإبداعي. يجب أن يكون للقادة الإبداعيين رؤية واضحة للمستقبل وأهداف محددة لتحقيق التغيير والتحسين في المدرسة.

 

وتحدثت صفاء محمد الهادي مدير مدرسة بنيمزار الثانوية للبنات ، أنه يجب على القادة الإبداعيين تطوير استراتيجيات لتحفيز الابتكار والتفكير الإبداعي في المدرسة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل ومسابقات ومشاريع تعليمية تشجع على الابتكار والتفكير الإبداعي. يجب أن يتم توفير الفرص للمعلمين والطلاب للتعبير عن أفكارهم وتطويرها وتحويلها إلى حقائق. يمكن أيضاً توفير الدعم المالي والتقني لتنفيذ المشاريع الإبداعية.

 

كما يجب على القادة الإبداعيين تطوير ثقافة التعلم المستمر والتحسين المستمر في المدرسة. يجب أن يتم تشجيع المعلمين والطلاب على الاستمرار في تطوير مهاراتهم ومعرفتهم وتحسين أدائهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الفرص للتدريب والتطوير المهني والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات التعليمية. يجب أن يتم تشجيع المعلمين والطلاب على تقديم الملاحظات والاقتراحات لتحسين العملية التعليمية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أخبار محافظة المنيا المعلمین والطلاب للمعلمین والطلاب فی المدرسة یجب أن یتم

إقرأ أيضاً:

التسويق الرقمي والتفكير التصميمي لخدمة حاملي المشاريع موضوع دورة تكوينية استفاد منها شباب

« التسويق الرقمي والتفكير التصميمي في خدمة حاملي المشاريع والمقاولين الشباب »… كان هذا موضوع دورة تكوينية اليوم السبت 26 أبريل 2025 نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بجهة الرباط-سلا-القنيطرة.
وحسب بيان المؤسسة، فقد أطر فعاليات هذه الدورة نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين، الذين قدموا عروضًا تفاعلية ركزت على تعزيز قدرات الشباب، وتمكينهم من الأدوات اللازمة لإنجاح مشاريعهم الخاصة.
في هذا الإطار، استعرض طارق ألما، رئيس مصلحة الخدمات المقاولاتية والمقاولة الصغيرة جدا بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، مختلف آليات المواكبة التي تعتمدها الوكالة لتقوية كفاءات الشباب، وتعزيز فرص اندماجهم في سوق الشغل. كما سلط الضوء على الاستراتيجيات المعتمدة لدعم المقاولات الصغيرة جدًا، وكذا مبادرات إدماج البنيات الاقتصادية غير المهيكلة بهدف تحقيق الاستدامة والتطور. وقد تلا ذلك تدخل السيد محمد الدراوي، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي لعمالة سلا، حيث تطرق بتفصيل إلى البرامج والآليات الموجهة لدعم حاملي المشاريع، سواء من حيث التمويل أو المصاحبة الإدارية وتعزيز القدرات. وأبرز بالمناسبة النتائج الإيجابية التي حققتها منصة مواكبة الشباب بمدينة سلا، والتي مكنت آلاف الشباب من إنجاح مشاريعهم، مذكّرًا بأن هذا الإنجاز « سيكون محط احتفاء بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ».


من جهته، قدّم بدر الزاهر الأزرق، أستاذ باحث في قانون الأعمال والاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عرضًا معمقًا حول أهمية التسويق الرقمي بالنسبة للمقاولات الناشئة، مسلطًا الضوء على الإمكانيات الهائلة التي توفرها الأدوات الرقمية الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، محركات البحث، الإعلانات الموجهة، الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، لاستهداف الأسواق بكفاءة عالية. كما أبرز الاستراتيجيات والتقنيات الكفيلة بتقليص التكاليف وتحقيق أداء تسويقي أكثر فعالية مقارنة بالتسويق التقليدي. وفي سياق مكمل، قدّم كريم بنجلون، دكتور في الاقتصاد والتدبير وخبير في التواصل، مداخلة حول « التفكير التصميمي »، موضحًا ارتباطه الوثيق بالفكر المقاولاتي المعاصر. وأكد أن التفكير التصميمي لم يعد مجرد تقنية لحل المشكلات، بل أصبح منهجية إبداعية تتمحور حول احتياجات الزبون، تجمع بين الإبداع والفعالية لإنتاج حلول أكثر ملاءمة واستدامة.

وحسب المؤسسة فقد شملت هذه الدورة التكوينية محاور مكملة في مجالات حيوية، مثل إحداث المقاولات، دراسات الجدوى، المحاسبة، الإطار القانوني، التمويل، الإدارة الفعالة، والتواصل المهني. وقد استفاد من هذه الدورة حسب المؤسسة، بشكل مباشر أكثر من 800 شاب وشابة من مدينة سلا ومحيطها، إلى جانب أكثر من 100 ألف مستفيد عن بعد عبر المنصات الرقمية، في إطار رؤية شمولية تهدف إلى دمقرطة التكوين وضمان تكافؤ الفرص. كما تم اعتماد مقاربة النوع، حرصًا على إشراك النساء والأشخاص في وضعية إعاقة، إيمانًا بأن التمكين الاقتصادي الشامل لا يتحقق إلا بمشاركة فاعلة ومنصفة لجميع مكونات المجتمع.

كلمات دلالية مؤسسة الفقيه التطواني

مقالات مشابهة

  • عبد اللطيف: تعزيز التعاون بين الوزارة وصندوق تطوير التعليم يسهم فى دعم العملية التعليمية
  • وزير التعليم يبحث التعاون مع صندوق تطوير التعليم لدعم المنظومة التعليمية
  • وفد سوري كندي يبحث مع وزير التعليم العالي إقامة مشاريع تعليمية وأكاديمية
  • بدعم من القيادة السياسية.. منظومة التعليم العالي تشهد طفرة غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة
  • المتحف القبطي يُنظم محاضرة بعنوان «مصر مهد الرهبنة القبطية»
  • برج الحوت.. حظك اليوم الأحد 27 أبريل 2025 : إنجاز العمل الإبداعي
  • التسويق الرقمي والتفكير التصميمي لخدمة حاملي المشاريع موضوع دورة تكوينية استفاد منها شباب
  • الاقتصاد البرتقالي 4.0: نهج شامل للتنمية الصناعية الإبداعية المستقبلية (3- 6)
  • إحالة أوراق قاتل شقيقته وزوجة والده إلى فضيلة المفتى بالمنيا
  • مجلس التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس يبحث الاستعدادات النهائية لامتحانات الفصل الدراسي الثاني