في إحدى المصادفات الفلكية المثيرة والأولى من نوعها، عثرت مجموعة من الفلكيين على مجرتين تقعان على استقامة واحدة عند النظر إليهما من الأرض، إذ تقف إحداهما خلف الأخرى كأنهما عدسة مزدوجة.

وبفضل تأثير الجاذبية الهائل، يحدث انحناء للضوء الصادر من خلفهما، فيتضخم كاشفا عن تفاصيل لم تكن مرئية من قبل، وما يكشف عنه الباحثون أن المصدر الضوئي البعيد القابع خلفهما يعود أصله إلى ثقب أسود عملاق ومضيء يُعرف بالكويزار (نجم زائف)، ينبعث منه ضوء يسلك مسارا متعرجا حول المجرتين.

والكويزارات هي مجرات بعيدة جدا عن الأرض، تحتوي على منطقة غازية ساخنة ونشطة جدا محيطة مباشرة بثقب أسود هائل، وتصل درجة حرارتها المئوية إلى مئات الآلاف، ولذلك فإن تلك المنطقة تكون لامعة جدا، وهي ما يلاحظه العلماء في تلك المجرات البعيدة.

وإضافة إلى ذلك، تعمل العدسة المزدوجة على كسر الأشعة وتضخيم الأجسام الفلكية خلفها، لتمنح الفلكيين فرصة لإجراء قياسات دقيقة لمعدل التوسع الكوني المعروف بثابت هابل، وقد أفاد الفريق البحثي من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بهذه النتائج في ورقة بحثية لم تُراجع بعد.

هذه الحلقة تمثل تشوها لصورة أحد المجرات الواقعة في خلفية المجرة الظاهرة في المركز (ناسا) عدسات آينشتاين

يعرف علماء الفلك حوالي 1000 حالة يظهر فيها تأثير الجاذبية القوي للأجرام السماوية الضخمة، مثل المجرات والعناقيد المجرية، حيث تنحني أشعة الضوء القادمة من مصادر ساطعة خلفها، تماما كما تنبأت به نظرية النسبية العامة لألبرت آينشتاين.

تسمى هذه الظاهرة "عدسة الجاذبية"، ويشبه الأمر أن تضع أمام عينيك على الطاولة كوب ماء فيشوه صورة ما يقع في خلفيته، لكن في الفضاء فإن جاذبية المجرات هي ما يفعل ذلك، حيث تشوه صورة المجرات الأخرى التي تقع في خلفيتها بالنسبة لنا ونحن نلتقط الصورة.

وغالبا ما تكون عناقيد المجرات عدسات غير مثالية، مما يؤدي إلى إنتاج صور مشوهة، أما المجرات الإهليلجية التي تمتاز بتماثل أشكالها ولبها الكثيف، فتعمل كعدسات بسيطة مشابهة للعدسات المستخدمة في النظارات أو المناظير التي نعرفها.

سنوات من الرصد والتحليل

في عام 2017، اعتقد الباحثون أنهم اكتشفوا نظاما استثنائيا في مجرة J1721+8842، وهي مجرة إهليلجية تشكل عدسة جاذبية تنحني خلالها أشعة ضوء صادرة عن كويزار يقع خلفها، وعليه ينتج 4 صور مكررة للمصدر الضوئي ذاته، وتعتبر هذه الأنظمة ذات أهمية علمية كبيرة، لأن سطوع الكويزارات يتغير بمرور الوقت.

على مدار عامين، استخدم الفريق البحثي تلسكوب نورديك البصري لدراسة المجرة، ووثق التغيرات في الصور الأربع للكويزار. وفي أثناء عمليات المسح، ظهر فجأة ضوءان باهتان إضافيان، مما دفع الفريق للاعتقاد بأنها صور مكررة ناتجة عن كويزار آخر قريب من الأول.

ولكن عند دراسة الضوءين الجديدين بشكل أدق، لاحظوا أن خصائصهما تطابق تماما خصائص الضوء في الصور الأربع الأصلية، مما يعني أن الضوء كان صادرا من كويزار واحد فقط، تكرر 6 مرات، ويُعزى هذا الأمر لوجود عدسة مزدوجة لمجرتين مصطفتين وراء بعضهما.

وباستخدام نموذج حاسوبي لتتبع المسارات المحتملة للضوء القادم من الكويزار، خلص الفريق إلى أن اثنتين من الصور نتجتا عن انحناء الضوء حول المجرتين في مسار متعرج.

ومن خلال دراسة الفروق الزمنية في الصور الست ومسارات الضوء المختلفة، يأمل الفريق في حساب قيمة دقيقة للغاية لثابت هابل، ويعتبر هذا الإنجاز مهما، لأن قيمة ثابت هابل موضع جدل بين الفرق العلمية التي تقيسه بطرق مختلفة، وهو ما يعرف بمعضلة "توتر هابل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

هل تركب الطائرة للمرة الأولى؟ إليك نصائح الأطباء لرحلة آمنة

يثير التفكير في السفر بوسيلة سريعة مثل الطائرة في مساحة مزدحمة وكمية قليلة من الأكسجين، خليطا من المشاعر المقلقة. كما أن مجرد تخيل شخص ما مصاب بوعكة صحية في الطائرة يدبّ الذعر في قلبك.

لكن الواقع يشير إلى أنه لا داعي للقلق، فقد اتضح أن هناك تخصصا كاملا في الرعاية الصحية الوقائية يسمى طب الفضاء الجوي، يركز على علاج الطيارين وفرق الطائرات ورواد الفضاء.

قالت الدكتورة لي سبيشر، الطبيبة الباطنية المتخصصة في طب الفضاء الجوي في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة ورئيسة جمعية الطيران المدني الطبّية، في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز "نحاول الحفاظ على صحة الناس في بيئة غير صحية".

اتبع هذه الخطوات الصحية في كل خطوة من خطوات سفرك حتى تستمتع برحلة آمنة:

عند حجز الرحلة

التفكير في رحلة صحية يبدأ من لحظة حجز الرحلة. ينصح الزميل في جمعية الطب الفضائي الدكتور باولو ألفيس "إذا كنت تعاني من دوار الحركة كثيرا، فاحجز مقعدا فوق الجناح، فهو المكان الأكثر استقرارا".

وينصح المرضى الذين يعانون من عدوى في الأذن أو الجيوب الأنفية أن يعيدوا النظر في رحلتهم. وقال "عندما تكون على متن طائرة، يمكن أن يجعل الاحتقان التكيف مع تغير ضغط الهواء صعبا، مما قد يؤدي إلى الألم والنزيف وحتى تمزق طبلة الأذن".

وقالت الدكتورة ميغان هاتفيلد، أخصائية علاج لب الأسنان في سوميت نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأميركية، إن "آلام الأسنان غير المعالجة وقنوات الجذر المؤجلة يمكن أن تكون مؤلمة بشكل مماثل أثناء الرحلات الجوية". ونصحت المرضى بأن يراجعوا طبيبهم إذا لاحظوا أي ألم أو تورم قبل سفرهم.

ويرى الدكتور ألفيس أن النصيحة الأولى للمسافرين هي إن كنت لا تشعر أنك بصحة جيدة بشكل عام فتجنب الطيران أو استشر طبيبك أولا. فالعديد من النوبات القلبية التي نراها تحدث أثناء الطيران، يقول المصاب بها بعد أن تحدث: "هل تعلم؟ لم أكن أشعر أنني بصحة جيدة قبل الصعود إلى الطائرة".

يثير التفكير في السفر بوسيلة سريعة مثل الطائرة في مساحة مزدحمة وكمية قليلة من الأكسجين خليطا من المشاعر المقلقة (مواقع التواصل) عندما تحزم أمتعتك

ينصح الدكتور ألفيس المرضى بأن يحملوا جميع أدويتهم في حقيبة اليد الخاصة بهم، وعدم وضعها في الحقيبة المجهزة للشحن.

وقال "إن الناس ينسون القيام بذلك، ثم يواجهون مشكلة مثل نوبة تنفسية أو رد فعل تحسسيا. وخمن ماذا؟ أدويتهم مقفل عليها في عنبر الشحن بالأسفل".

ينصح الأطباء أيضا أن تحضر قارورة الماء الخاصة بك على متن الطائرة، ليس فقط لأنه من المهم شرب كميات كافية من الماء، ولكن إذا كانت هناك اضطرابات في الرحلة، يجب على المضيفات البقاء جالسات، لذلك قد تشعر بالعطش لمدة طويلة قبل أن يحضرن الماء.

وقالت الدكتورة سبيشر "يمكنك أيضا إحضار أكياس شاي النعناع أو الزنجبيل، التي يمكن أن تهدئ معدتك. إذا كنت تعاني من مشاكل في المعدة، فاطلب من مضيفة الطيران بعض الماء الساخن".

عندما تصل المطار

قال الدكتور ألفيس "إنه يجب تجنب المشروبات الغازية مع الوجبات لمدة ساعة على الأقل قبل الصعود إلى الطائرة". وأوضح أن تناول وجبة كبيرة يزيد من فرصة ابتلاع الهواء، وأن كل هذا الغاز سوف يتمدد في المرتفعات العالية. وقد يكون ذلك مؤلما وأحيانا يكون سيئا للغاية، وأضاف أن الألم يكون شديدا لدرجة أن الناس يعتقدون أنهم مصابون بالتهاب الزائدة الدودية.

قبل الصعود إلى الطائرة خذ ثانية لمراجعة قائمة بكل ما تحتاجه للرحلة (مواقع التواصل الاجتماعي)

قالت الدكتورة سبيشر "قبل الصعود إلى الطائرة، خذ ثانية لمراجعة قائمة بكل ما تحتاجه للرحلة، بما في ذلك الوجبات الخفيفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية".

أثناء الرحلة

يجب التحرك قدر الإمكان أثناء الرحلات الجوية لمنع تجلط الأوردة العميقة خصوصا إذا كانت الرحلة طويلة. تحدث الجلطات في الأوردة العميقة عندما تتشكل جلطة دموية داخل الأوردة العميقة الكبيرة في الجسم، وعادة في الساق.

وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية إلى أهمية الحرص على النهوض كل ساعتين على الأقل. قالت الدكتورة سبيشر "يجب عليك أيضا تمديد وتمرين قدميك وكاحليك أثناء الجلوس".

يجب أن تعلم أن مياه الصنبور في الطائرة غير صالحة للشرب. لذا، إذا كنت تريد تنظيف أسنانك في حمام الطائرة، فاستخدم المياه المعبأة بدلا من مياه الصنبور.

الخطر الصحي الوحيد لا داعي للخوف منه هذه الأيام هو أن يجلس أحد المدخنين بجانبك، لأن التدخين ممنوع على متن الطائرة.

مقالات مشابهة

  • الصور الأولى لكمرات مترو الإسكندرية «أبوقير - محطة مصر» قبل تركيبها
  • هل تركب الطائرة للمرة الأولى؟ إليك نصائح الأطباء لرحلة آمنة
  • «بتكوين» تصل إلى 97 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق
  • «بيتكون» تصل إلى 97 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخه
  • سعر البتكوين يحطم حاجز 95 ألف دولار للمرة الأولى في التاريخ
  • سعر البتكوين يحطم حاجز 95 ألف دولار للمرة الأولى
  • «رؤية مصر 2030».. نواب البرلمان: القيادة السياسية تعاملت مع أزمة الطاقة العالمية بشكل استباقي ومحطة الضبعة النووية خير دليل
  • جامعة الفيوم: مهرجان الفيوم السينمائي يطلق البوستر الرسمي للدورة الأولى
  • للمرة الأولى.. الدنمارك تحصد لقب ملكة جمال الكون |تعرف على الفائزة بالقب