البيسري في أمر اليوم: وحدة اللبنانيين تبقى السلاح الاقوى في الدفاع عن الاستقلال
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
وجه المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري إلى العسكريين "أمر اليوم"، بمناسبة العيد الحادي والثمانين للاستقلال، وهذا نصه:
"أيها العسكريون،
في هذه المناسبة الوطنية، نحتفلُ بالعيد الحادي والثمانين للاستقلال، ولبنان مضرّجٌ بدماءِ شهدائهِ وجَرحاه، واضطرار الكثيرينَ من ابنائه إلى ترك منازلهِم المُدمّرة وبلداتِهم المُهدّمة.
أيها العسكريون،
يأتي عيدُ الاستقلالِ هذا العام في ظل تحدياتٍ جسيمة، وعدوانٍ اسرائيلي مستمر يستهدفُ وطنَنا بأرضه وشعبه ومؤسساته، حيث اختلَطَت دماءُ الشعب المقاوم بدماءِ شهداء المؤسسات العسكرية والامنية، وعلى رأسها شهداءُ المديرية العامة للامن العام، في أبهى صورةٍ تعكسُ حقيقةَ الارادة الوطنية الجامعة في الدفاع عن لبنان الوطن والكيان مهما بلغت التحديات، في مواجهة استمرار الاحتلال بأساليبه الخبيثة في زرع الفتنة بين اللبنانيين، وضرب وحدتهم الوطنية التي تبقى السلاح الاقوى في الدفاع عن الاستقلال.
أيها العسكريون،
نتيجة العدوان الاسرائيلي الغاشم والمُستمر على بيروت وضاحيتها الجنوبية، والبقاع والجنوب ومناطق لبنانية أخرى، إضطرّ عددٌ كبيرٌ من إخوانكُم اللبنانيين إلى تركِ بلداتِهم وقراهُم قسراً، مما يوجبُ عليكم الوقوف إلى جانبِهم وتقديم العونِ والمساعدةِ لهم، وتسهيل معاملاتِهم التي يتقدمون بها إلى دوائر الأمن العام ومراكزه. وهنا لا بد من توجيه التحية الى جميع اللبنانيين الذين بادروا الى مساعدة اخوانهم واحتضانهم مُجسدينَ بذلك أسمى صورةٍ لروحِ التكاتف والوحدة الوطنية.
أيها العسكريون،
إن الاستقلالَ الحقيقي لا يكتملُ الا بإتمام الاستحقاقات الدستورية وفي مُقَدَّمِها انتخاب رئيسٍ للجمهورية، لإعادة الانتظام الى مؤسسات الدولة وتمكينِها من مواجهة الازمات والتحديات. ان هذا الواجبَ الوطني مسؤوليةٌ تقعُ على عاتقِ كلِّ القوى السياسية لأنّ الفراغَ يُهدّدُ ويعرقلُ مسيرةَ النهوضِ بلبنان.
أيها العسكريون،
في هذه المناسبةِ أؤكد على الدورِ الأساسي الذي تضطلِعُ به المديرية العامة للامن العام في حماية الوطن وصَوْنِ استقلاله، حيث كانت ولا تزال في طليعة المؤسسات الساهرةِ على امنِ اللبنانيين والتصدي لكل محاولاتِ المسّ بالأمن القومي بالتعاون مع الجيش وسائر الاجهزة الامنية. فنحن ملتزمون بمضاعفة الجهد لتعزيز منظومةِ الحمايةِ الوطنية والحفاظِ على امن لبنان واستقراره.
أيها العسكريون،
في عيدِ الاستقلال، ادعوكُم الى التمسكِ بالأملِ والايمانِ بقدرةِ لبنان واللبنانيين على تجاوزِ التحديات، والعمل من اجل مستقبلٍ افضل لوطننا ليبقى لبنان ارضَ الانسان ومساحةَ تلاقٍ وحرّية.
عشتم وعاش الامن العام وعاش لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أيها «العتيق» غادرهم
عندما ينقضي أكثر من ٣٠ عامًا وأنت لا تزال تعمل في مؤسسة واحدة ثِق كل الثقة أن أي فكرة تأتي بها معتقدًا أنها عظيمة وخلاّقة ستكون «غير مُرحب بها» من قِبل الجيل الجديد الذي تعمل معه، لا تُفاجأ أبدًا إذا لم يتم الاحتفاء بالفكرة أو التصفيق لها أو تم سحقها فهي بحسب تصورهم «عتيقة» تمثل جيلا انتهى ومرحلة ولّت واندرست.
إنهم ينظرون إليك كمُعوِق للعمل بل مُثبِط تتخلف عن العالم بملايين السنوات الضوئية.. يا عزيزي، أنت -وهذا مؤسف- لا تتقن الإنجليزية ولا تجيد التعامل مع الحاسوب والأجهزة الإلكترونية المستخدمة في نظام العمل، وإن كنت مسؤولًا فإنك بلا شك تجهل أساليب الإدارة الحديثة.
ومما يزيد الأمر سوءًا أنك مُغيَّب عن عالم التواصل لا تفقهُ سوى التعامل مع الـ«واتس أب» لكن ماذا عن «تيك توك» و«سناب شات» و«إنستجرام»؟.. لنسأل سؤالًا آخر أكثر واقعية: هل بإمكانك صياغة أهدافك وإدخالها إلى منظومة «إجادة» لقياس الأداء الفردي أم سيتعين عليك ككل مرة الاستعانة بزميلك الشاب الذي بطلبك المكرر هذا تُكرسُ في رأسه فكرة أنك تعيش خارج الزمن ويجب أن تتنازل عن كُرسيك من أجل شاب طموح مُقبل على الحياة؟
فوق هذا كله يتم القبض عليك متلبسًا مرات عديدة وأنت تُنكس رأسك وتغُض البصر عندما يُجبرك اجتماع مهم تحضره شابة منفتحة تتمترس خلف «جايد نس» الذي لا يعرف الرحمة، وقد كنت قبل ذلك تسعى بكل ما أُوتيت من قوة إلى التهرب من حضور مثل هذه الاجتماعات فتختلق الأعذار تحاشيًا للفتنة.
في العديد من المناسبات تتعرض للأسئلة المُلغّمة نفسها التي لا ترغب في سماعها: في أي سنة تعينت بالوزارة الوالد؟ ما درجتك المالية العم أبو أحمد؟ متى كانت آخر ترقية حصلت عليها؟ لماذا لم تخرج للتقاعد حتى اليوم رغم أن زملاءك كلهم خرجوا؟
وأنت وهذا ما يمكن ملاحظته تجيب على الأسئلة متظاهرًا بأنك لا تعبأُ كثيرًا بما يرمون إليه مع أنك مدرك أنهم يطلبون منك الرحيل طوعًا طالما لم تُصبك سهام موجة التقاعد التي أصابت من سبقوك.. وتعي أيضًا أن المكان بات ضيقًا على استيعاب رجل قديم مثلك ترافقه أدوية السكري والضغط والكوليسترول أينما ذهب.
إنهم باختصار يتمنون رحيلك يا عزيزي؛ لأنهم يريدون أن يتنفسوا هواءً نقيًا -كما يرددون- ورغم ذلك لا تزال «الله يهديك» صامدًا عتيًا لا تُحركك الرياح تمامًا كـ«جبل شمس» متمسكًا بمقولتك الشهيرة «جالس جالس على رأسهم لين يدفروني وحدهم».
النقطة الأخيرة..
يقول الكاتب الروسي «تشيخوف»: «حين لا تحب المكان استبدله، حين يؤذيك الأشخاص غادرهم».
عُمر العبري كاتب عُماني