منذ دخوله عالم السياسة، برز دونالد ترامب كأحد أكثر الرؤساء الأمريكيين ارتباطا بالإعلاميين واستخداما لمنصاتهم للتأثير على الرأي العام، لم يقتصر دوره على التواصل الإعلامي فقط، بل انعكس اهتمامه بالإعلام على اختياراته لأعضاء فريقه الحكومي ومستشاريه.

وعمد ترامب إلى اختيار شخصيات بارزة من الإعلام والإذاعة، ممن يمتلكون تأثيرا مباشرا على جماهير محددة، لتشكيل حكومته وتوجيه سياساته.



ونشر موقع "أي نيوز" تقريرا أعده دانيال بيتس قال فيه إن ترامب قضى معظم حياته في التلفزيون واستخدم الأداة الإعلامية لتعيين شخصيات منها في معظم مناصب حكومته الهامة، حيث تتكون "الحكومة التي تقوم على التلفزيون" أربعة مذيعين أو ضيوفا من فوكس نيوز والطبيب التلفزيوني المعروف محمد أوز.

وقال التقرير  الذي ترجمته "عربي21"، إن ما يجمع بينهم هو أنهم بدون خبرة أو مؤهلات في العمل الحكومي، لكنهم يشتركون مع ترامب في رؤيته ويتميزون بالولاء المطلق له، ومن أهم الرموز التي اختارها ترامب من فوكس نيوز هو مقدم البرامج في الشبكة بيتر هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع، مع أنه لم يعمل أبدأ في الحكومة غير أنه خدم في وحدات المارينز، أما أوز الذي تعرض للسخرية في السابق نظرا لنظرياته حول الدواء، فقد رشح لتولي مراكز الرعاية والخدمات الطبية. وهما أهم وأكبر برنامجين حكوميين للعناية الصحية.


وأكد التقرير أن مرشح ترامب لوزارة النقل شارك في برنامج تلفزيون الواقع "ذي ريال وورلد" في التسعينات من القرن الماضي، وظهرت إلى جانبه زوجته، واشتكى مقدم البرامج ستيفن كولبيرت من العدد الكبير من الشخصيات التلفزيونية في حكومة ترامب، حيث قال هذا الأسبوع "كل برنامج يتلقى مكالمة، وأين العرض الوظيفي لي؟ أين؟".

وبحسب التقرير، تعتبر حكومة ترامب2 هي نسخة معززة من إدارته الأولى حيث حصل المدير السابق لشركة إكسون موبيل، منصب وزير الخارجية، لأن شكله مناسب للوظيفة، وقد تردد ترامب في تعيين جون بولتون، مستشارا للأمن القومي لأن شاربه لا يناسب للظهور على التلفزيون. واشتكى مالك مسابقة الجمال ومقدم برنامج "المتدرب" في الماضي من شكل مستشاره للأمن القومي الأول، الجنرال أتش أر ماكمستر، وقال إنه يرتدي مثل "مندوب مبيعات للبيرة"، ولم يستمر معه سوى عام واحد.

ولفت التقرير إلى أن بيتر لوج، الأستاذ المشارك في كلية الإعلام والشؤون العامة في جامعة جورج واشنطن، قال إن ما نراه الآن ليس تشكيل حكومة بل "أشبه بترامب وكأنه يقابل النجوم" لعرضه، وأضاف إنه "يبحث عن رجال مظهرهم صارخ ويمارسون أداء مبالغ فيه" و "هي نسخة تلفزيونية عن الكفاءة والقوة بدلا من أن تكون النسخة التي أثبتت جدارتها، إنها سياسة ديزني لاند، ويجب ألا تكون حقيقية". وقال: "لا تحتاج لأن تكون ذكيا أو تظهر بمظهر الذكي أو الجيد، وهذا هو ما يريده".


وتابع الموقع خلال التقرير أن ريتش هينلي، الأستاذ المشارك في الصحافة بجامعة كويننباك علق بإن اختيارات ترامب تظهر أن "التلفزيون هو البوابة التي يفسر من خلالها العالم"، وأضاف أن هذا "يعطي حسا وأنك ستستخدم ذلك كوسيلة تدقيق لمن سيكون معك في الفريق" و "لا يعرف عنه أنه قارئ نهم ويتعمق في قراءة النصوص، بل يكتفي بقراءة الأخبار ولكنه يرى العالم من خلال التلفزيون"، ومن بين النساء القليلات اللاتي اختارهن ترامب في حكومته ليندا مكماهون التي رشحها لتكون وزيرة التعليم. ولكنها ليست بعيدة عن عالم التلفاز، فقد كانت مسؤولة عن مباريات المصارعة العالمية أو "دبليو دبليو إي"، وهو ما يشير إلى أنها تفهم قوة الاستعراض.

وأردف التقرير أن لودج قال "ما يلخص ترامب أكثر من أي شيء آخر، هو عندما تحدث مصارع محترف في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي هذا الصيف"، فلم يكن الهدف من ظهوره "الرياضة ولكن الاستعراض"، و"بالنسبة لدونالد ترامب، فالسياسة والسياسات هي جزء منهاـ ولكن الاستعراض هو المهم، واستعراض الحكومة أهم من الحكومة نفسها، وهذا يشكل بحد ذاته أمرا خطيرا"

وذكر معد التقرير أن كون المرشح يبدو جيدا على شاشة التلفزيون يمنحه أيضا فرصة في مجالات أخرى من حياته، مثل الرشوة المزعومة التي قدمها هيغسيث لامرأة كان على علاقة بها. ولأجل هذا يبدو أن ترامب مستعد لتجاهل المزاعم التي تحدثت عن ممارسة مرشحه لمنصب المدعي العام مات غاتز، الجنس مع قاصرة عمرها 17 عاما في حفل تم تعاطي فيه المخدرات. وهو ما يعطي صورة أن الإدارة الحالية تختلف عن الأولى التي عين فيها المتطرفون من اليمين ودعاة التفوق العرقي الأبيض.

كما قال جيف غولاتي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بينتلي حسب التقرير: "جزء من الأجندة هو تفكيك الحكومة" وهي "ليست عن تقليصها كما في عهد رونالد ريغان، فهم يتعاملون مع البيروقراطية كعدو للشعب وسيقومون في الحد الأدنى بتنظيف البيت" و "عندما كان الرؤساء في الماضي يريدون زحزحة الوضع في واشنطن، كانوا يختارون أشخاصا محنكي بأجندة أيديولوجية ولكن لديهم خبرة في مجال السياسة الذي تمتع الوزارة بصلاحيات فيه".

وأضاف "ما يحدث هنا هو أن ترامب يسخر من الخبراء ومن العلماء ومن الأكاديميين من خلال تعيين أشخاص ليست لديهم خبرة في الحكومة أو مجال السياسة التابع لصلاحيات الوزراة" وعلق لوج إن "أفضل سيناريو" هو أن عدم كفاءة من تم اختيارهم في الحكومة يعني أنهم لا ينجزون الكثير". 


وكل هذا يترك أثره على معنويات العاملين في الحكومة، والتقارير عن المدعين العامين في وزارة العدل الخائفين من اضطرارهم إلى رفع قضايا ذات دوافع سياسية ضد أعداء ترامب.

وأشار التقرير إلى أن غولاتي قال "هناك توتر عام" و "سترون الكثير من المغادرين، بعضهم طوعا وبعضهم بالإكراه. سيكون لديك مناصب شاغرة لفترة طويلة" و"لن يتم إنجاز العمل ولن يحصل الناس على إجابات من الحكومة في الوقت المناسب". على الرغم من الجدل، قد لا يكون ترامب قد انتهى من تعييناته، وقد يكون هناك بعض التعيينات لبعض مقدمي بودكاست من "عالم الرجال "الذي ظهر فيه ترامب بشكل متكرر أثناء الحملة، وقال هينلي: "أنا فقط أنتظر أن يحصل مقدم برنامج بودكاست على موعد. لا أعرف ماذا سيحصلون عليه"، و"قد يكون تعيينا سياسيا ولكن حتى في هذه الحالة، لا أعتقد أن جو روغان سيقبل خفض أجره"، في إشارة لمقدم بودكاست والمعلق والكوميدي المعروف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الإعلامي الإعلام الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحکومة التقریر أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع كروم

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار "غوغل" على بيع متصفّحها "كروم"، في إجراء يهدف إلى مكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

ويشكّل هذا الطلب تغييرا عميقا في استراتيجية هيئات المنافسة التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلها منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين تقريبا.

وفي وثيقة قضائية، طلبت وزارة العدل من المحكمة فصل نشاطات غوغل التابعة لمجموعة "ألفابت"، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها كذلك من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وردا على الطلب الحكومي، أكّد كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في غوغل، أن المسؤولين القضائيين "اختاروا الدفع بأجندة تدخلية جذرية".

وأشار إلى أن الاقتراح "من شأنه تقويض مجموعة من منتجات غوغل" ويضعف استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي.

والصيف الماضي، دان القاضي الفدرالي في واشنطن أميت ميهتا مجموعة "غوغل" بارتكاب ممارسات غير شرعية لتأسيس احتكارها في مجال البحث عبر الإنترنت والحفاظ عليه.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يعرض الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل.

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، من المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، ما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الفصل للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا على عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير. ومن المرجح أن تقوم إدارة ترامب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل.

ورشح ترامب برندن كار لرئاسة الهيئة الناظمة للاتصالات الأميركية والذي يسعى إلى "تفكيك كارتل الرقابة" الذي تفرضه شركات التكنولوجيا العملاقة "فيسبوك" و"غوغل" و"أبل" و"مايكروسوفت".

إلا أن الرئيس المنتخب أشار كذلك إلى أن قرار التفكيك سيكون مبلغا به.

تريد وزارة العدل أن تتخلى "غوغل" عن متصفّح "كروم" وهو الأكثر استخداما في العالم، لأنه نقطة دخول رئيسية إلى محرك البحث، ما يقوض فرص منافسين محتملين.

وبحسب موقع "ستات كاونتر" المتخصّص، استحوذت "غوغل" في أيلول/سبتمبر على 90 % من سوق البحث العالمية عبر الإنترنت.

وكشفت المحاكمة على امتداد عشرة أسابيع، المبالغ الضخمة التي دفعتها "ألفابت" لضمان تنزيل "غوغل سيرتش" على الهواتف الذكية خصوصا من شركتَي "آبل" وسامسونغ".

وبدأت الإجراءات القضائية خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب (2017-2021) واستمرت في عهد الرئيس جو بايدن.

وستعيد مقترحات السلطات، إذا قبل بها القاضي، تشكيل سوق البحث عبر الإنترنت.

وتواجه شركة "غوغل" حملة قضائية أوسع نطاقا على خلفية شبهات في انتهاكات لقوانين المنافسة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي  أكتوبر، أمر قاض فدرالي "غوغل" بالسماح بإتاحة منصات منافسة في متجرها للتطبيقات ("بلاي ستور") لصالح شركة "إبيك غيمز" الناشرة لألعاب الفيديو التي أطلقت الإجراء القضائي في حق المجموعة الأميركية العملاقة.

مقالات مشابهة

  • فريق الإعلام الحكومي يعلن وصول آلاف الأطنان من المواد العاجلة إلى الشعب اللبناني
  • المكاري شارك في أعمال المجلس الحكومي الدولي لتنمية الإعلام
  • ترامب يعتمد على عالم التلفزيون والنجوم في تشكيل إدارته
  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع كروم
  • الإعلام الحكومي: 4 مجازر بغزة راح ضحيتها 112 شهيدًا وأكثر من 120 جريحًا
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • ترامب يصالح وسائل الإعلام بعد تصريحات إطلاق النار.. سأعمل مع الصحافة العادلة