“عطايا” يدعم الخدمات الصحية في غزة بعدد من سيارات الإسعاف ضمن عملية الفارس الشهم 3

قدم مشروع “عطايا”عددا من سيارات الإسعاف لدعم الخدمات الصحية في قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم3، التي وجهت بها القيادة الرشيدة، لتوفير الاحتياجات الإنسانية للأشقاء في غزة وتم إرسال السيارات ضمن محتويات الباخرة الخامسة التي وصلت مؤخرا إلى ميناء العريش بجمهورية مصر العربية.


وقالت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية إن “عطايا” أصبح أحد المبادرات الرائدة لدولة الإمارات في تعزيز مجالات التنمية الإنسانية والاجتماعية حول العالم إلى جانب مساهمته الفاعلة في استدامة العطاء، من خلال المشاريع الرائدة التي يتبناها في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتي تفي بأغراض التنمية المنشودة في المجتمعات الأقل حظا.
وأشارت إلى ما يعانيه القطاع الصحي في غزة من تحديات كبيرة بسبب التردي الذي أصابه بفعل الأحداث الجارية هناك، وقالت :”درست مبادرة عطايا بعناية الاحتياجات الفعلية للأشقاء هناك، وكان القرار تخصيص ريع الدورة الأخيرة من معرض عطايا لدعم القضايا الإنسانية للفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم خاصة في النواحي الصحية”.
وقالت سموها إن سيارات الإسعاف تم توفيرها بناء على الحاجة الماسة لها في الوقت الراهن هناك لإسعاف المرضى وإنقاذ الأرواح، وأضافت أن هذه المبادرة من عطايا تضاف إلى سجل وإنجازات دولة الإمارات لصالح الفلسطينيين في المجال الصحي، خاصة أن الدولة تبنت العديد من البرامج والمبادرات التي عززت قدرة القطاع الطبي في غزة ووفرت رعاية أكبر للأشقاء هناك.
وأكدت أن هذه السيارات ستساهم في مساعدة المؤسسات الصحية على أداء دورها وتمكين الكوادر الطبية من الوصول إلى المرضى والمصابين في الوقت المناسب وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة العليا لمبادرة “عطايا” برئاسة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، كانت قد قررت تخصيص ريع الدورة الـ “13” لمعرض عطايا، لدعم الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأحداث في قطاع غزة، والتضامن معهم في ظروفهم الراهنة، وذلك عبر تبني عدد من المبادرات التنموية والصحية تحت شعار ” يدا بيد لحملة – تراحم من أجل غزة”، وبالفعل وجد المعرض تجاوبا كبيرا من الجمهور، وبلغ ريعه حوالي 9 ملايين درهم ومنه تم توفير سيارات الإسعاف، التي ستسهم في تعزيز الخدمات الصحية في غزة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الخدمات الصحیة فی سیارات الإسعاف فی غزة

إقرأ أيضاً:

“التجربة التي وثبت بالعطاء ومهدت لولوج ايقونات فنية تخصصت بالإبداع وحده”

بقلم : سمير السعد ..

في العام 1956، وفي أزقة شعبية تتنفس البساطة والأصالة، ولد أبو الحسن صلاح مهدي، الذي شاءت الأقدار أن يسكن بجوار عميد المسرح الميساني، الراحل عيسى عبد الكريم. كانت حكايات هذا العميد الإبداعية تسري في أجواء الحي، وتسللت إلى خيال الطفل الذي بدأ يتأمل الصور المسرحية ويسكن عوالمها بعيونه الصغيرة.
كان أبو الحسن يؤمن بأن الله قد منح كل إنسان موهبة، تاركًا له حرية أن يبرزها أو يتركها ضامرة. جرّب كرة القدم والرسم، لكنه لم يجد نفسه فيهما. حتى جاءت اللحظة الحاسمة على مقاعد الدراسة المتوسطة، حينما اختاره المخرج مهدي حمدان للمشاركة في عمل مسرحي. كانت تلك اللحظة هي بداية الرحلة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، رحلة مليئة بالشغف والتجدد.
لم تكن تلك البداية إلا محطة أولى في مسيرته. تتلمذ على يد كبار المخرجين مثل رضا جابر، قاسم مشكل، فاضل سوداني، عبد الأمير كاظم، وعبد الجبار حسن، الذين فتحوا له أبواب الإبداع المسرحي. بدأ رحلته كممثل في مسرحيات مثل “فوانيس أمينة”، “محاكمة الرجل الذي لم يحارب”، و”بائع الدبس الفقير”، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة، حيث نهل من علم عمالقة المسرح العراقي مثل بدري حسون فريد، جاسم العبودي، سامي عبد الحميد، وحميد محمد جواد.
في الأكاديمية، تألق في أعمال مسرحية عالمية مثل “هاملت”، “مارا صاد”، و”الجبل المهزوم”، مؤكدًا أنه لا يمثل على خشبة المسرح فقط، بل يعيش الدور ويتنفسه.
بعد تخرجه، عاد إلى ميسان ليبدأ تجربة احترافية مليئة بالعطاء في قسم النشاط المدرسي. وكان أول أعماله الإخراجية “الكرماء” عام 1982، مسرحية أثارت جدلًا فكريًا وفنيًا واسعًا، ما رسّخ قناعته بأن المسرح الحقيقي هو الذي يثير الفكر ويدفع المشاهد للتساؤل والتفاعل. ومن هنا ولدت أعماله المتميزة، مثل “من سيرة المدعو حمد”، “لعبة الجد والهزل”، و”عبدول الوالي”.
تميز بإصراره على تقديم شخصياته بمستوى فني عالٍ، سواء من حيث الأداء أو التفاصيل الدقيقة، مثل الملابس والمكياج والإكسسوارات، ما جعله يستحق جوائز عديدة، أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان “ينابيع الشهادة” ببابل عن دوره في مسرحية “اللوح الثاني عشر” عام 2014.
لم يكتفِ بصناعة أعمال فنية مبهرة، بل كان دائم الحرص على تمهيد الطريق للأجيال الجديدة. ساهم في نشأة العديد من المبدعين الذين أصبحوا اليوم أعمدة في المشهد المسرحي العراقي، مثل ماجد درندش، علي صبيح، وأحمد شنيشل.
امال في مجال السينما، أثبت أنه وجه مميز يمتلك قدرة استثنائية على تجسيد الشخصيات. شارك في أفلام روائية مثل “ما بعد الحب” و”الأغنية”، وقدم أعمالًا توجيهية للقوات المسلحة خلال أصعب فترات العراق.
من أبرز التجارب المسرحية التي انفرد بها هي “تجربة القصب”، المستوحاة من طبيعة ميسان، التي تزينها نباتات القصب الذهبية. في مسرحية “المعمورة”، تأليفًا وإخراجًا، جعل القصب بطلًا رمزيًا يحمل رسالة العمل.
رغم سنواته الطويلة في المسرح والسينما، لا يزال أبو الحسن صلاح مستمرًا في العطاء. يكتب المقالات المتخصصة، يقيم الورش المسرحية، ويشارك في لجان تحكيم المهرجانات، مؤمنًا بأن الفن رسالة إنسانية لا تنضب.
هكذا، يواصل قطار رحلته، متجاوزًا الحدود الزمنية والعمرية، ليبقى رمزًا حيًا للإبداع والإيثار، وشاهدًا على أن المسرح يمكن أن يكون أكثر من مجرد خشبة؛ إنه حياة تنبض بالإنسانية.
أبو الحسن ، ذلك الفنان الذي لا يكف عن البحث والتجديد، ينظر إلى المسرح على أنه أكثر من مجرد وسيلة ترفيهية أو منصة لعرض الأفكار. المسرح بالنسبة له رسالة حياة، وساحة للإلهام والتأمل، ومساحة لتفجير القضايا الإنسانية التي تتجاوز حدود المكان والزمان.
في كل مرة يقف فيها على خشبة المسرح، أو يقدم نصًا جديدًا، يحمل في أعماقه هموم الإنسان وآماله. إنه يحرص دائمًا على أن يكون العمل المسرحي صادقًا ومؤثرًا، يجسد الواقع بروح الفن، ويثير في الجمهور مشاعر التساؤل والدهشة.
ما يميزه انه ليس فقط موهبه فذه ، بل إنسانيته العميقة. هو ذلك الفنان الذي يرى النجاح الحقيقي في بناء الآخرين. سواء كان مخرجًا، كاتبًا، أو ممثلًا، كان دائمًا معطاءً، يفتح أبواب الإبداع لمن حوله، ويمنح الفرصة لكل من يؤمن به.
لم يكن مجرد صانع للمسرح، بل كان أبًا وأخًا وصديقًا لكل من عمل معه. من خلال جهوده في تدريب الشباب، ورعاية المواهب الصاعدة، وضع حجر الأساس لجيل جديد من الفنانين العراقيين الذين حملوا شعلة المسرح إلى أفق جديد.
رغم تقدمه في العمر، فإن لا يعرف للراحة معنى. هو كالنهر المتدفق الذي يروي كل من يقترب منه. إرثه الفني يتجاوز أعماله المسرحية والسينمائية، ليشمل القيم الإنسانية التي زرعها في كل من تعامل معه.
يعرفه الجميع انه ليس مجرد اسم في تاريخ المسرح العراقي، بل هو قصة نضال وجمال، رمز للإبداع الذي لا ينضب، وصورة مشرقة للفن الإنساني. سيرته هي دعوة لكل من يؤمن بالفن، بأن يستمر في العطاء رغم كل الصعاب، وأن يجعل من الفن رسالة للحياة والحب.
في كل محطة من محطات حياته، أثبت أن الإبداع لا عمر له، وأن المسرح هو المساحة التي يعبر فيها الإنسان عن أعماق روحه، وينير بها طريق الآخرين. هذه المسيرة الممتدة، المليئة بالعطاء والإنجاز، هي شهادة حية على أن الفنان الحقيقي يعيش خالدًا في قلوب الناس وفي ذاكرة الأجيال.

اخيرا .. أبو الحسن صلاح مهدي هو أيقونة مسرحية وإنسانية نادرة، تعلمنا من خلاله أن الفن الحقيقي هو الذي يزرع الأمل في النفوس، ويترك بصمة لا تمحى في قلوب كل من يعايش تجربته. إنه ليس مجرد فنان، بل معلم للأجيال، وقصة تلهمنا جميعًا أن نجعل من حياتنا مسرحًا للجمال والإنسانية.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب وإصابة 4 أشخاص فى تصادم 3 سيارات ودراجة نارية بالسويس
  • الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • «الفارس الشهم 3» تواصل إغاثة نازحي غزة من البرد
  • “مشرف إدارة الخدمات الطبية بالداخلية”: ندعم جهود منظومة الرعاية الصحية في موسم الحج
  • “الشهري” يكشف عن أهم العوامل التي تسبب نقص هرمون الذكورة.. فيديو
  • “التجربة التي وثبت بالعطاء ومهدت لولوج ايقونات فنية تخصصت بالإبداع وحده”
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • قوات صنعاء تستهدف حاملة الطائرات “ترومان” وقطع حربية أمريكية أخرى شمال البحر الأحمر
  • الفرقة 19 مشاة: المضادات الأرضية تصدت لمحاولة استهداف سد مروي بعدد من المسيّرات أطلقتها “ميليشيا” الدعم السريع اليوم
  • «الفارس الشهم 3» تغيث نازحي غزة من برد الشتاء