جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا إلى قيم القوة والسعي للارتقاء بالنفس والمجتمع، وشدد على أن العجز مرفوض في الإسلام، خاصة إذا كان مرتبطًا بالتقصير في عبادة الله أو عمارة الأرض، ورغم ذلك، فإن المؤمن العاجز خير عند الله من الفاجر القوي، لأن المؤمن يمتلك القيم والأخلاق التي تعزز الحضارة الحقيقية.
أوضح جمعة أن الإسلام يدعو إلى الجمع بين الإنجاز والقيم، مشيرًا إلى أن الإنجاز الذي يخالف الأخلاق والقيم مرفوض تمامًا. وأضاف أن الإنجاز الحقيقي يتطلب الالتزام بالمبادئ والثوابت، وليس فقط تحقيق النجاح المادي أو الظاهري. وذكر أن الأمم السابقة، مثل قوم عاد، وقعوا في فخ الغرور بإنجازاتهم، كما ورد في القرآن الكريم.
قال الله تعالى:
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)،
مشيرًا إلى أن نبي الله هود عليه السلام حاول تذكيرهم بأن نعم الله تزيد بالإيمان والتقوى، لكنهم تمسكوا بباطلهم وقالوا:
(سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعِظِينَ).
التوازن بين الكم والكيفأكد الدكتور جمعة أن الإسلام يُعلي من شأن الكيف على الكم، والقيم الإنسانية على الإنجازات المادية. وأوضح أن المسلم الحقيقي هو من يقدّم التقوى على الإنجاز، ويراعي حقوق الإنسان قبل بناء المنشآت.
وما ترك الله لنا طريقًا يبلغنا رضاه وجنته إلا وقد أرشدنا إليه، وحثنا عليه رسوله الكريم ﷺ ، وما ترك لنا طريقا يؤدي بنا إلى النار إلا وحذرنا منه وأحدث لنا منه ذكرا، وتركنا رسول الله ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
فلما زاغ الناس عن المحجة البيضاء شاع الفساد، وفشت الفتن من حولنا، تلك الفتن التي وصفها سيدنا رسول الله ﷺ فقال : (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل : أبي يغترون ؟ أم علي يجترئون ؟ فبي حلفت، لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانًا) [رواه الترمذي]. وفي ذلك تصديق لقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) .
رسالة للمسلمين اليوماختتم جمعة حديثه بالدعاء أن يرزق الله المسلمين الرشد والصواب في أعمالهم، ويحقق التوازن بين الإنجاز المادي والروحي، مشددًا على أهمية تقديم القيم الإنسانية والدينية كمعيار أساسي للنجاح والتقدم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم التوازن الله المسلمين
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الادعاء بأن الكون بلا إله ينافي العقل
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن خلق الكون يجعل كل إنسان في حيرة بسبب عظمته، قائلاً إن «الله عندما خلق الكون خلق بينه علاقات كثيرة جدًا، تجعلنا مذهولين أمام عظمة الله وقدرته».
واستنكر علي جمعة، خلال تصريحات تليفزيونية، مساء اليوم الأربعاء، ادعاء البعض بأن الكون بلا خالق، معلقًا: «اللي يقول إن الكون ده بلا إله يبقى كلام مجانين».
شيخ الأزهر يشرح معنى اسم الله «الودود» في القرآن
علي جمعة يحذر من تصديق العرافين: الجن قد يتدخل
شاهد.. صلاة العشاء والتراويح من الجامع الأزهر ليلة 6 رمضان
هل يمكن تغيير مواعيد الحج؟.. عالم أزهري يرد
وأشار علي جمعة، إلى أن الإبداع والدقة في خلق الكون لا يمكن أن تحدث من دون وجود إله.
وأوضح علي جمعة، «اللي بيقول إن الكون بلا خالق عامل زي اللي بيقول إن في زلزال حصل في مطبعة، فالحروف نزلت وجات جنب بعضها، وكونت شعر اندلق في الكتاب».
وبسؤاله عما إذا كان قارئ الفنجان أو عالم الأبراج قادرًا على معرفة ما سيحدث في المستقبل، نوه بأن هؤلاء الأشخاص يعتمدون على صفات وأحداث عامة عند البشر.
وأكد أن «قارئ الفنجان بيقول حاجات عنا موجودة عند كل الناس، قدامك طريق سفر، هذا كلام عام، ما كل الناس عندها طرق سفر، يقول لك على فكرة أنت شايل هم، مين فينا مشالش هم أو معندوش مشكلة في الفلوس والأولاد والصحة؟».
وأجاب عن سؤال آخر ورد إليه عما إذا كان بعض الشيوخ يعلمون الغيب، قائلًا: «قطعا لا».