مذكرات ميركل تكشف عن أسرار التعامل مع ترامب واختبارها لبوتين
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
سرايا - في مذكراتها المرتقبة، التي تحمل عنوان "الحرية: ذكريات 1954-2021"، تكشف المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن تجربتها في التعامل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
المذكرات، التي ستُنشر في أكثر من 30 دولة في 26 نوفمبر الجاري، تعرض مقتطفات مثيرة حول الصعوبات التي واجهتها ميركل في التعامل مع ترامب، الذي وصفته بأنه شخص ذو عقلية تجارية يركز على الربح والخسارة.
وتصف ميركل في المذكرات كيف طلبت نصيحة البابا فرانسيس للتعامل مع ترامب بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة. كان هدفها إقناع ترامب بعدم الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
ووفقًا لميركل، قدم البابا نصيحة عامة مفادها: "انحنِ، انحنِ، انحنِ، ولكن تأكد من ألا تنكسر". وكتبت ميركل أن البابا أدرك فورًا أن حديثها كان عن ترامب ورغبته في مغادرة الاتفاقية المناخية.
وتصف ميركل ترامب بأنه يرى العالم من منظور المطور العقاري الذي "لا يمكنه بيع قطعة أرض إلا مرة واحدة"، وأنه إذا لم يحصل عليها، فسيحصل عليها شخص آخر.
هذا التصور أثر، وفقًا لميركل، على طريقته في التعامل مع السياسة الدولية. كما أشارت إلى إعجاب ترامب الواضح بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من القادة السلطويين.
وحين تولى ترامب منصبه في عام 2017، كانت ميركل واحدة من أطول القادة المنتخبين خدمة وأكثرهم تأثيرًا في الاتحاد الأوروبي. خلال فترة ولايتها، تعاملت مع أزمات كبيرة، من أزمة ديون منطقة اليورو إلى جائحة كورونا وغزو روسيا الأولي لأوكرانيا في عام 2014.
في تلك الفترة، اعتُبرت ميركل "زعيمة العالم الحر"، وهو لقب يُمنح تقليديًا للرؤساء الأمريكيين. ومع ذلك، كتبت ميركل في مذكراتها، التي أُعدت قبل إعادة انتخاب ترامب، أنها تأمل بشدة أن تحقق نائبة الرئيس كامالا هاريس فوزًا في المستقبل.
وتتضمن المذكرات أيضًا تفاصيل عن لقاءات ميركل مع فلاديمير بوتين . وصفته بأنه شخص يسعى بشدة لأن يُؤخذ على محمل الجد ومستعد دائمًا للانتقام.
وكتبت ميركل: "رأيته كشخص لا يريد أن يُحتقر، مستعد دائمًا للرد بعنف... قد تجد ذلك طفوليًا أو مثيرًا للاحتقار، لكن هذا يعني أن روسيا لم تختفِ أبدًا عن الخريطة".
وأشارت ميركل أيضًا إلى أن غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 ربما كان محسوبًا ليتزامن مع خروجها من السلطة.
ونقلت عن بوتين قوله: "لن تكوني مستشارة إلى الأبد، وعندها سينضمون إلى الناتو، وأنا أريد منع ذلك".
ورغم الشعبية الكبيرة التي تمتعت بها ميركل خلال سنواتها الـ16 في السلطة، إلا أن إرثها يواجه انتقادات متزايدة. يتهمها البعض بالمبالغة في الاعتماد على الطاقة الروسية، مما ساهم في الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022 وفي التحديات الاقتصادية التي تواجهها ألمانيا حاليًا.
مع ذلك، عبرت ميركل في أكثر من مناسبة عن عدم ندمها على سياساتها تجاه روسيا، واختارت البقاء بعيدًا عن الأضواء منذ مغادرتها المنصب. المذكرات، التي ستُطلق في واشنطن في 2 ديسمبر بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تسلط الضوء على رحلتها السياسية وتعاملها مع قادة العالم، بما في ذلك ترامب وبوتين.إقرأ أيضاً : المحكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال لنتنياهو وغالانتإقرأ أيضاً : إعلام عبري: مصرع مستوطن نتيجة سقوط صاروخ على مدينة نهارياإقرأ أيضاً : نفوق جندي اسرائيلي من لواء جولاني في لبنان
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#ألمانيا#ترامب#لبنان#مدينة#كورونا#جائحة#الحرية#بوتين#الرئيس#باريس
طباعة المشاهدات: 1167
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-11-2024 03:20 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس ترامب ترامب باريس ترامب ترامب العالم ترامب بوتين ترامب جائحة كورونا روسيا العالم الرئيس بوتين روسيا روسيا بوتين ألمانيا الرئيس ترامب روسيا العالم ألمانيا ترامب لبنان مدينة كورونا جائحة الحرية بوتين الرئيس باريس التعامل مع میرکل فی فی عام
إقرأ أيضاً:
الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
في السنوات القادمة ستصبح إفريقيا أكثر أهمية مقارنة بأي وقت آخر في العصر الحديث، فخلال العقد المقبل من المتوقع أن ترتفع حصتها من سكان العالم إلى 21% من 13% في عام 2000 و9% في عام 1950 و11% في عام 1800، ومع تزايد شيخوخة سكان باقي العالم ستتحول إفريقيا إلى مصدر بالغ الأهمية للعمل، فأكثر من نصف الشباب الذين يلتحقون بالقوة العاملة العالمية في عام 2030 سيكونون أفارقة.
هذه فرصة عظيمة لأفقر القارات، لكن لكي تنتهزها بلدان القارة (54 بلدا) سيلزمها أن تفعل شيئًا استثنائيًا وهو التخلص من ماضيها ومن أرثوذكسية الدولة الكئيبة التي تُمسِك بخناق أجزاء كبيرة من العالم (تقصد الإيكونومست بأرثوذكسية الدولة الاعتقاد التقليدي بمركزية الدولة وهيمنتها على الاقتصاد والمجتمع والسياسة وجعل هذه الهيمنة أساسا للحكم وتنظيم الحياة - المترجم). سيلزم قادة إفريقيا تبني الأنشطة الإنتاجية الخاصة والنموَّ وحرية الأسواق. إنهم بحاجة إلى إطلاق ثورة رأسمالية.
إذا تابعتَ التطورات في إفريقيا من بعيد ستكون مدركًا لبعض متاعبها كالحرب المدمرة في السودان وبعض جوانبها المضيئة كالهوس العالمي بموسيقى «آفروبيتس» الإفريقية التي ارتفع معدل بثها عبر منصة «سبوتفاي» بنسبة 34% في عام 2024، وما يصعب استيعابه واقعُها الاقتصادي الصادم الذي وثقته الإيكونومست في تقرير خاص نشرته هذا الشهر وأسمته « فجوة إفريقيا»
التحولات التقنية والسياسية التي شهدتها أمريكا وأوروبا وآسيا في العقد الماضي لم تؤثر إلى حد بعيد على إفريقيا التي تخلفت كثيرا وراء الركب. فدخل الفرد في إفريقيا مقارنة بالدخل في باقي العالم هبط من الثلث في عام 2000 إلى الربع. وربما لن يكون نصيب الفرد من الإنتاج عام 2026 أعلى عن مستواه في عام 2015. إلى ذلك أداء عملاقين إفريقيين هما نيجيريا وجنوب إفريقيا بالغ السوء. بلدان قليلة فقط مثل ساحل العاج ورواندا تجنبت ذلك.
خلف هذه الأرقام يوجد سجل بائس لركود الإنتاجية. فالبلدان الإفريقية تشهد تحولا كبيرا بدون تنمية. فهي تمر عبر اضطرابات اجتماعية مع انتقال الناس من المزارع إلى المدن دون أن يترافق ذلك مع ثورات زراعية أو صناعية، وقطاع الخدمات، الذي يجد فيه المزيد من الأفارقة فرص عمل، أقل إنتاجا مقارنة بأي منطقة أخرى. وهو بالكاد أكثر إنتاجا في الوقت الحالي من عام 2010.
البنية التحتية الضعيفة لا تساعد على ذلك، وعلى الرغم من كل الحديث عن استخدام التقنية الرقمية والطاقة النظيفة لتحقيق قفزة إلى الأمام تفتقر إفريقيا إلى مستلزمات القرن العشرين الضرورية للازدهار في القرن الحادي والعشرين. فكثافة طُرُقِها ربما تراجعت، وأقل من 4% من الأراضي الزراعية مَرويَّة ويفتقر نصف الأفارقة تقريبا جنوب الصحراء إلى الكهرباء.
للمشكلة أيضا بُعدٌ آخر لا يحصل على تقديرٍ كافٍ. فإفريقيا «صحراء» من حيث توافر الشركات. في السنوات العشرين الماضية أنتجت البرازيل شركات تقنية مالية عملاقة وإندونيسيا نجوما تجارية وتحولت الهند إلى الحاضنة الأكثر حيوية لنمو الشركات في العالم. لكن ليست إفريقيا. فهي لديها أقل عدد من الشركات التي تصل إيراداتها على الأقل إلى بليون دولار مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم، ومنذ عام 2015 يبدو أن هذا العدد قد تقلص، المشكلة ليست في المخاطر ولكن في الأسواق المبعثرة والمعقدة التي أوجدتها كل هذه الحدود السياسية الكثيرة في القارة، فبورصات إفريقيا المُبَلْقَنة (المجزَّأة) ليست جاذبة للمستثمرين.
وتشكل إفريقيا 3% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم لكنها تجتذب أقل من 1% من رأسماله الخاص.
ما الذي يجب أن يفعله قادة إفريقيا؟ يمكن أن تكون نقطة البداية التخلي عن عقود من الأفكار الرديئة. تشمل هذه الأفكار تقليد أسوأ ما في رأسمالية الدولة الصينية التي تتضح نقائصها والركون إلى الإحساس بعدم جدوى الصناعة التحويلية في عصر الأتمتة ونسخ ولصق مقترحات تكنوقراط (خبراء) البنك الدولي.
النصائح الجادة التي يقدمها البليونيرات الأمريكيون عن السياسات الكلية من استخدامٍ للناموسيات (للوقاية من الملاريا) وإلى تصميم ألواح الخلايا الكهروضوئية مقبولة. لكنها ليست بديلًا لإيجاد ظروف تسمح للشركات الإفريقية بالازدهار والتوسع.
إلى ذلك، هنالك نمط خطير من التفكير التنموي الذي يوحي بأن النمو لا يمكنه التخفيف من الفقر أو أنه ليس مهما على الإطلاق طالما هناك جهود للحد من المرض وتغذية الأطفال والتلطيف من قسوة الطقس. في الحقيقة في كل الظروف تقريبًا النمو الأسرع هو السبيل الأفضل لخفض الفقر وضمان توفر موارد كافية للتعامل مع التغير المناخي.
لذلك يجب أن يتخذ القادة الأفارقة موقفا جادا تجاه التنمية. عليهم استلهام روح الثقة بالذات في التحديث والتي شوهدت في شرق آسيا في القرن العشرين وحاليا في الهند وأماكن أخرى.
هنالك بلدان إفريقية قليلة مثل بوتشوانا وإثيوبيا وموريتشوس التزمت في أوقات مختلفة بما أسماها الباحث ستيفان ديركون «صفقات التنمية». إنها اتفاق ضمني بين النخبة بأن السياسة تتعلق بزيادة حجم الاقتصاد وليس فقط النزاع حول اقتسام ما هو موجود. المطلوب المزيد من مثل هذه الصفقات النخبوية.
في الوقت ذاته على الحكومات بناء إجماع سياسي يحبذ النمو. والأمر الجيد وجود أصحاب مصلحة أقوياء حريصين على الدينامية الاقتصادية. فهناك جيل جديد من الأفارقة الذين ولدوا بعد عدة عقود من الاستقلال. إنهم أكثر اهتماما بمستقبلهم المهني من عهد الاستعمار.
تقليص «فجوة إفريقيا» يدعو إلى تبني مواقف اجتماعية جديدة تجاه النشاط الاقتصادي الخاص وريادة الأعمال مماثلة لتلك التي أطلقت النمو في الصين والهند. فبدلا من تقديس الوظائف الحكومية أو الشركات الصغيرة يمكن للأفارقة إنجاز الكثير مع المليارديرات الذين يركبون المخاطر باتخاذ قرارات استثمارية جريئة.
وتحتاج البلدان الإفريقية كل منها على حِدة إلى الكثير من البنى الأساسية من الموانئ والى الكهرباء وأيضًا المزيد من التنافس الحر والمدارس الراقية.
هناك مهمة أخرى ضرورية وهي التكامل بين الأسواق الإفريقية حتى تستطيع الشركات تحقيق أكبر قدر من اقتصاد الحجم الكبير واكتساب الحجم الذي يكفي لاجتذاب المستثمرين العالميين. هذا يعني المضي في تنفيذ خطط إيجاد مناطق لا تحتاج إلى تأشيرة سفر وتحقيق التكامل بين أسواق رأس المال وربط شبكات البيانات وأخيرا تحقيق حلم المنطقة التجارية الحرة لعموم إفريقيا.
عواقب استمرار الوضع في إفريقيا على ما هو عليه ستكون وخيمة.
فإذا اتسعت فجوة إفريقيا سيشكل الأفارقة كل فقراء العالم «المُعْدَمين» تقريبا بما في ذلك أولئك الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي. وتلك ستكون كارثة أخلاقية. كما ستهدد أيضا عبر تدفقات الهجرة والتقلب السياسي استقرارَ باقي العالم.
لكن ليس هنالك سبب لتصوير الأمر وكأنه كارثة والتخلي عن الأمل. فإذا كان في مقدور القارات الأخرى الازدهار سيكون ذلك ممكنًا أيضًا لإفريقيا. لقد حان الوقت لكي يكتشف قادتها الإحساس بالطموح والتفاؤل. إفريقيا لا تحتاج إلى إنقاذ. إنها أقل احتياجًا إلى النزعة الأبويَّة والرضا بالواقع والفساد وبحاجة إلى المزيد من الرأسمالية.