ملتقى دوحة الشعراء يكرم الفائزين بمسابقة (الحداثة الشعرية في الشعر العمودي) بالمركز الثقافي في حمص
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
حمص-سانا
اختار ملتقى “دوحة الشعراء” منبر المركز الثقافي بحمص لتكريم الفائزين في مسابقة (الحداثة الشعرية في الشعر العمودي) الحاصلين على المركزين الأول والثاني من بين مئات المشاركين من سورية والوطن العربي، وذلك بحضور عدد كبير من الادباء والشعراء والنقاد من مختلف المحافظات السورية.
وألقى الشاعر محمد الحسن خلال حفل التكريم كلمة أوضح فيها مفهوم الحداثة في الشعر العمودي المعاصر، لافتاً إلى أن الشعر في عملية تطور مع الحياة، من حيث الوزن والشكل ولكن ذلك لا يعني خروج القصيدة عن هدفها الأساسي وهو تحقيق الذائقة الجمالية في الايقاع.
كما تحدث الشاعر إبراهيم الهاشم عن عمل اللجنة التي قيمت النصوص المشاركة واصفاً تجربة شعر الحداثة بالجميلة والمميزة، حيث أظهرت مستويات عالية من الحرفية لدى عدد كبير من شعراء الملتقى ما يبشر بمستقبل مضيء للقصيدة الحداثية.
وألقى الشعراء الفائزون في المركزين الأول والثاني، وعددهم أكثر من ثلاثين شاعراً وشاعرة، وقدموا من جميع المحافظات، قصائدهم التي فازوا بها بالمسابقة ثم جرى تكريمهم وتقديم الجوائز تقديرا لإبداعهم في نظم القصيدة النثرية والعمودية بأسلوب حداثي يستحق الإضاءة عليه.
مديرة الملتقى الشاعرة وعد صبح أوضحت في حديث لـ سانا أن الملتقى الذي يضم تحت جناحيه الأدبي والشعري أكثر من ألفين وخمسمئة عضو من مختلف بلدان العالم، يُعنى بالشعراء من مختلف المستويات والأعمار وأنواع الأدب شعراً وخاطرة ونثراً، ويسلط الضوء على الشعراء الموهوبين والمغمورين فيقدم لهم الدعمين المادي والمعنوي، ويساعدهم لشق طريقهم للظهور الإعلامي، ويقيم لهم أمسيات شعرية وحفلات تكريم ومسابقات لتميزهم وتحفيزهم على تقديم الأفضل.
وكان ملتقى دوحة الشعراء الذي أسسته الأديبة الراحلة أميمة إسبر منذ ثلاث سنوات، ويشرف عليه الشاعر عبد الكريم اللامي أصدر ديوانه الأول يضم سبعة وسبعين شاعراً وشاعرة، معظمهم من سورية بهدف بناء قاعدة للأدب والارتقاء بالشعر من خلال إعادة بريق القصيدة العمودية حصراً لأنها أصل الشعر العربي ووثيقته الفعلية.
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مواسم المطر وتجليات الوطن في بيت الشعر بالشارقة
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية مفعمة بالإبداع والبلاغة، حلقت فيها الكلمات عاليا نحو سماوات الجمال، وذلك مساء يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، وشارك فيها كل من الشاعر السوري توفيق أحمد، والشاعرة اليمنية الدكتورة نجود القاضي، والشاعر المصري طارق الجنايني، وقدمها الإعلامي اللبناني وسام شيا، وحضرها الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى جمع كبير من الجمهور المتنوع بين شعراء ونقاد ومحبين، والذين كانوا في الموعد مع القصيدة على مسرح بيت الشعر، وتفاعلوا مع الشعراء الذين اعتلوا منصته، وصدحوا بأجمل نصوصهم.
وبدأت الأمسية بمقدمة الإعلامي وسام شيا، قدم فيها الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال فيها: ” شكراً لمن شرَّعَ النوافذ والأبواب على مصراعيها وبنى الصروحَ والمنابرَ لتشرقَ شمسُ الثقافة والشعر والابداع على الدوام من الشارقة، بفضلِ رعايته ودعمه المتواصل وعطائه اللامحدود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والشكر موصول لدائرة الثقافة التي واكبت النهضة الثقافية الفريدة وشكلت العمود الفقري لها لتصبح الشارقة قبِلةً للعالم أجمع، ولبيت الشعر الذي أضحى منارةً تجذب فراشات الابداع من كل حدبٍ وصوب لتتوهج في هذي الفضاءات بجهدٍ متواصل وعطاءٍ لا ينضب من مدير بيت الشعر الأستاذ محمد البريكي، وشكراً لكل من ساهم في إحياءِ أجمل ما حبا الله سبحانه خلقه وهي الكلمة”.
ثم بدأت القراءات مع الشاعر توفيق أحمدالذي غزل في نسيج نصه عواطف الفقد والحنين إلى الماضي، وذلك في قصيدته “كيف كنا” التي تستدعي الذكريات، والتي يقول مطلعها فيها:
إبكِ ياليلُ مثلَ قلبي المعنّى
صار طقساً بكاؤنا… صار فنّا
أيها الوجدُ كيف تغتال حُلمي
وعلى ساعديكَ قلبي تثنّى
يا سقى اللهُ كيف كنا رفاقاً
ذاكرٌ أَنتَ يا ترى كيف كنَّا !!
أنت تشدو بأجمل الشعر عنِّي
وأنا في يديكَ أهتزُّ غصنا
ثم قرأ قصيدة أخرى، بعنوان “لعينيك”، عبرت عن مشاعر الحب وما يلاقيه الأحبة من لوعة وعتاب وما يتطلعون إليه من أحلام السعادة في خضم أحزانهم، وقد قال فيها:
لعينيكِ هذا الحبُّ أعرفُ أننّي
إذا لم أقلْ شيئاً أكونُ أقولُ
أنا سَفَرٌ تلغي المسافاتُ نفسَها
وقولٌ له مثلُ الزمان فصولُ
فهلْ شجرُ الخابور يعرفُ أنني
لكلِّ قلوبِ العاشقينَ دليلُ
حزينٌ ويمشي الغيمُ فوق أصابعي
فهل بعد هذا الانتظار هطولُ
وبعد ذلك قرأت الشاعرة د. نجود القاضي، نصا بعنوان “غد خارج النص” ، كان بمثابة أمنيات من الكلمات التي تبحث عن السلام والمحبة للإنسانية ، فقالت:
غدًا يرسمُ الأطفالُ بالحُبِّ غيمةً
لها ظامئو الأوطانِ شوقًا تسابقوا
وحيثُ عيونُ الجُندِ يومًا تساقطَتْ
مجامرَ للذكرى استفاقتْ شقائقُ
على معطفِ الحربِ الثقوبُ انتفاضةٌ
تُسرِّبُ منها الذكرياتِ الدقائقُ
طبولُ نشيدِ الموتِ قد جفَّ صوتُها
وليس سوى شَدْوِ العصافيرِ ناطقُ
ثم قرأت قصيدة بعنوان “المواسم”، استدعت فيها مواجع الاغتراب ورؤى الوطن المكلوم الذي يحمله الشاعر معه في حله وترحاله، فقالت:
مطرٌ يدقُّ وأمنياتٌ تَفْتَحُ
ونوافذُ الوجع ِالقديمِ تُلوِّحُ
خلفَ الستائرِ كان وجهٌ غائمٌ
يرنو وأبوابُ المدينة ِ مسرحُ
والريحُ في صمتِ الهديلِ بكاؤها
خيلٌ بغاباتِ الكلامِ ستجمحُ
مذ قال لي قمرٌ بأنَّ مدينتي
ابتعدت وأنيَ للظلامِ سأَجْنَحُ
واختتم القراءات الشاعر طارق الجنايني، الذي قرأ نصا مشتعلا بالاسئلة والبحث عن مكامن الروح الشاعرة، التي تتوقد في إبداعها لتضيء، ، ومما قاله فيها:
إني أراكَ على مسافةِ ومضةٍ
منِّي وأبعدَ من شرودِ الأنجمِ..
ماذا معي؟ لا شيء غيرُ قصيدةٍ
سوداءَ غادرتِ المجازَ إلى دمي..
ورؤىً تُهشمُ بالدقائقِ أعظمي
ويدٍ تلوِّحُ للبعيدِ المغرمِ..
ذكرى على حدقِ السؤالِ ولوعةٍ
رفَّت على حطبِ الحنينِِ المُضرمِ
ثم قرأ نصا تغنى فيه بمكارم الرسول صلى الله عليه وسلم، ورسم في طياته نهرا من الكلمات الصادقة التي حاول من خلالها شرح عاطفته القوية واحتمائه بهدي النبي، ومما جاء فيها:
وكان ظني جهولًا بينما يدهُ
حمامةٌ بُعِثت من محكمِ الغسقِ.
حطت على جدولٍ مني ولست أعي
حطت على القلب أم حطت على الحدق
“أقبل” فكنتُ من الأمر الجميل صدىً
و”اقرأ” قرأتُ له من سورةِ العلقِ..
أليس هذا دمي؟! لكن نزفتُ شذى
سعيًا إلى الماء لا سكبًا على الطرقِ
وفي ختام الأمسية، كرّم الشاعر محمد البريكي، الشعراء ومقدم الأمسية.