المفتي دريان لنقابة المحررين: لا نريد إتفاقا يتناقض مع السيادة
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، قبل ظهر اليوم، وفدا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها:
"صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، دار الإفتاء هي دار الوطنية والاعتدال، والمواقف المسؤولة النافية للتفرقة والانقسام، والحاثة على الوحدة الجامعة التي تتهدل خيوطها، ولا تتبعثر حروفها.
أضاف :"ومن هذا المنطلق، تأتي زيارتنا لتزكية الاتجاهات الوفاقية للقيادات الروحية والتي تمثلت في القمة الروحية ألاخيرة، وما صدر عنها من توصيات تدعو إلى الحوار والكلمة الطيبة وتغليب المصلحة الوطنية.
صاحب السماحة، في كل مرة نزوركم في هذه الدار الكريمة، نستوحي الكثير من العبر، ونستلهم الدروس في كيفية تقديم العام على الخاص، وإيثار الانفتاح على التقوقع وثقافة وصل الضفاف، والسعي الدائم إلى توطيد ركائز الوفاق الحقيقي بين اللبنانيين جميعا في هذه الايام الصعبة، المحفوفة بالاخطار الوجودية التي تواجه وطنهم".
أضاف :"أننا أحوج ما نكون اليوم إلى التضامن، والتعاون لتجاوز هذه المحنة، والسعي إلى حل ينهي مآسي لبنان، لا يكون على حساب إستقلاله، سيادته، ووحدة أرضه وشعبه.
إن لبنان يمر في أوقات عصيبة، ولا تزال أبواب الحلول مستغلقة، والآفاق ملبدة، والغيوم المتكاثفة تمنع حتى آلان تسلل بصيص نور يحيي ألامل في النفوس.
وإذ ندرك تماما مقدار التعقيدات التي تحوط بوضعنا الراهن، والعقبات التي تكبل المبادرات الرامية إلى إطفاء نار الجحيم الاسرائيلي التي تحرق وطننا، وتفتك بناسه، فإننا نعول على دوركم انتم، ودورالقمة الروحية في العمل على قطع الطريق على ما تخطط له الدولة العبرية لزرع الفتنة وتعكير السلم الاهلي، وبدا واضحا أن جغرافية اعتداءاتها ونوعية استهدافاتها واساليبها الدعائية الخبيثة تصب في خدمة المخطط التي تسعى الى تنفيذه".
المفتي دريان
ورد المفتي دريان بكلمة رحب فيها بمجلس النقابة، وأشاد بدور الصحافة الذي يبني لا الذي يهدم، وقال:"أهل السنة في لبنان هم مرجعية دينية إسلامية وطنية لهم تاريخهم العريق في الحفاظ على مصلحة لبنان واللبنانيين، بدءا من المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وكل أبناء الطائفة الذين قدموا دماءهم في سبيل لبنان وسيادته ووحدة أبنائه".
وقال:"نحن لا نرفع السيف في وجه أحد بل نرفع الكلمة الطيبة وهذا ما اعتدنا عليه. أنتم تتابعون كصحافيين كل القضايا التي يعاني منها الوطن والمواطنين في الحرب التي يشنها علينا الكيان الصهيوني والذي لا يحتاح الى مبررات ليقوم بما يقوم به، ونحن لا نريد الدخول في الأسباب الكامنة وراء هذا العدوان على لبنان.
العدوان الإسرائيلي على لبنان ليس بجديد فقد اعتدنا على الاعتداءات الاسرائيلية منذ زمن وهو يضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط.
مخطط العدو الأسرائيلي اليوم هو تدمير لبنان وبناه التحتية وهذا ما نشاهده في الجنوب والبقاع والضاحية وفي الكثير من المناطق التي تتعرض لعدوان وحشي.
قد تسألون وأنا أسأل معكم: متى تنتهي هذه الحرب الوحشية التي يشنها وإلى أين نحن ذاهبون؟ أقول: لا أحد في لبنان يمكن له أن يعطيكم جوابا شافيا. المبعوث الأميركي آموس هوكستين أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين، لم نعلم فحواها ومضامينها والبنود التي تم التدول فيها، مع العلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل".
وتابع :"نحن، في انتظار النتائج وإعتدنا على الإسرائيلي أن يضع الهدف الذي يريده أمامه ويعمل كل ما في وسعه للوصول اليه ولتحقيقه. وأنا أعتقد أن أبرز أهدافه في هذه الحرب هي زرع الفتنة بين اللبنانيين، وأنا منذ بداية العدوان والمجازر اليومية التي ترتكب أحذر من الفتنة الداخليّة، التي إذا وقعنا فيها نكون قد قدمنا أكبر هدية للعدو، لذلك ناشدت وأناشد عبركم الا نقع في هذا الفخ، ومن أجل ذلك كانت القمة الروحية في بكركي والبيان الذي صدر عنها رسالة إلى الداخل اللبناني ورسالة الى العمق العربي ورسالة للمحافظة على الثوابت التي تحفظ وحدة لبنان واللبنانيين. وانبثق عن القمة الروحية لجنة متابعة تعمل وتجتمع لمواكبة تنفيذ المقررات والتوصيات التي صدرت عن القمة الروحية".
واستطرد المفتي دريان :"بالعودة الى وقف النار، أقول أن الدولة اللبنانية في غياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي دولة الأستاذ نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنية، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه الا يكون وقفا مؤقتا بل ثابتا وطويلا، لأن لبنان شبع الحروب والقتل والدمار.
وأعود وأكرر أن السنة في لبنان ليس لديهم مشروعهم الخاص وليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة، لذلك أدعو كل القيادات في لبنان للعودة الى منطق الدولة التي تحمي وتصون الجميع".
وعن القمة الإسلامية العربية، قال المفتي دريان :" كانت قمة في كل شيء وخصوصا في سؤالها، كما سبق لنا أن سألنا في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، عن القدس والأقصى وغزة وعن فلسطين، وأتمنى الا نقول في قادم الأيام عن لبنان. والإهتمام بلبنان يجب الا يعتبره أحد تدخلا في سيادة لبنان، ولكننا نريد الا يترك لبنان كما تركت فلسطين".
أضاف، "إرسال المساعدات أمر جيد يساعد على مقومات الصمود، لكننا في لبنان من الأصدقاء والأخوة نريد دعما ديبلوماسيا كبيرا من أجل وقف الحرب على لبنان، ولنزع آلة القتل والتدمير عن رقاب اللبنانيين.
لبنان لم يعد يحتمل أزمات. شبعنا من الأزمات المعيشية والمالية والإقتصادية والإجتماعية والصحية. اللبناني، الذي نهبت أمواله وجنى عمره في المصارف شبع حروبا وأزمات اقتصادية وأجتماعية".
وعن الشغور الرئاسي، قال:"أنا أول من حذر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الإجتماع اجتماعا مذهبيا، ولكن أعود وأقول: ألا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي".
أضاف :" لا نريد إتفاقا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن ينجز الإستحقاق الرئاسي بكل سرعة. كل الأمور بالنسبة لنا هي أولية ولبنان بحاجة إليها.
وأختم لأقول أن اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول أن الأمور بخواتيمها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القمة الروحیة المفتی دریان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عضو بمجلس السيادة السوداني يؤكد: ساعة النصر اقتربت
قال إبراهيم جابر إبراهيم، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للجيش السوداني، إن ساعة النصر الكامل للجيش على قوات الدعم السريع قد اقتربت، حسب تعبيره، في حين أكد الجيش السوداني أن الأهداف الممثلة في الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش في مركز الخرطوم قد تحققت.
وجاء تصريح إبراهيم جابر إبراهيم المذكور آنفا خلال كلمة له أمام ضباط وجنود سلاح المدفعية، في مدينة عَطبرة بولاية نهر النيل شمالي البلاد.
في غضون ذلك، قال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش استعاد فجر اليوم الخميس حي العزبة شرق شمال الخرطوم بحري، بعد معارك مع قوات الدعم السريع، وأشار المصدر إلى أن حي العزبة كان يعد قاعدة حصينة للدعم السريع.
كما أكد أن الجيش يواصل "تنظيف" الخرطوم بحري والتقدم نحو محلية شرق النيل.
في هذه الأثناء، قال الجيش السوداني إن قواته تتقدم في محوري، رئاسة شرطة محلية الخرطوم بحري، و"جسر المَك نِمر" الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري والخرطوم، وفق تعبيره.
وأضاف الجيش السوداني، عبر صفحته على فيسبوك، أن قواته تدحر قوات الدعم السريع، وتكبدها خسائر كبيرة، وتطارد فلولها الهاربة، حسب تعبيره.
قوات العمل الخاص بالقوات المسلحة تبسط سيطرتها على محور جسر المك نمر جهة بحري وتتقدم بثبات لتنظيف كل المنطقة – محلية بحري – ٢٩ يناير ٢٠٢٥م. #فيديو #السودان #القوات_المسلحة_السودانية #المقاومة_الشعبية – تحت قيادة القوات المسلحة – نحن في الشدة بأس يتجلى#حرب_الكرامة… pic.twitter.com/blZF7HFNhZ
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) January 29, 2025
في غضون ذلك، ذكرت مصادر في الجيش، للجزيرة، أن الجيش بسط سيطرته على عدد من الأحياء وسط وغربي مدينة الخرطوم بحري. وأفادت المصادر بأن وجود قوات الدعم السريع بالمدينة انحصر في جزئها الجنوبي الغربي.
إعلانوبث جنود تابعون للجيش والقوات المساندة له مقاطع مصورة من حي "الدناقلة"، وسط أنباء عن تقدم الجيش أيضا في منطقة "سوق سعد قشرة" الرئيسي، وحي "الديوم".
وتأتي هذه التطورات بعد تأكيد مصدر عسكري في الجيش قال إن الجيش والقوات المساندة سيطرت أمس الأربعاء بشكل كامل على مدينة الخرطوم بحري، بما في ذلك جيوب بالجزء الجنوبي الغربي من المدينة كانت خارج السيطرة، في حين أعلنت قوات الدعم السريع مقتل قائد كبير في صفوفها أول أمس الثلاثاء.
وفي تصريح للجزيرة، أكد المصدر أنهم يعملون مع السلطات المختصة على تأمين عودة المدنيين إلى منازلهم بمدينة الخرطوم بحري في القريب العاجل.
بيانات أخرىوفي بيانات أخرى، قال الجيش السوداني إن الأهداف المتمثلة في الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش في مركز الخرطوم قد تحققت.
وذكر في آخر بياناته، عبر صفحته على منصة إكس، أن تلك الأهداف تحققت من دون تعريض المدنيين إلى الخطر، مع المحافظة على الممتلكات الخاصة، وحماية البنية التحتية، طبقا لعقيدة راسخة للجيش السوداني، وفق تعبيره.
وقال إن الطريق إلى القيادة العامة تم عبر تخطيط القيادة وتكتيك القادة وعزم وبسالة وتضحيات وفداء الجندي السوداني، على حد قوله.
وكان الجيش السوداني أعلن تمكنه من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر "القيادة العامة" في الخرطوم منذ عام ونصف العام، وذلك بعد معارك وسط الخرطوم بحري.