لبنان ٢٤:
2024-12-22@05:54:09 GMT
المفتي دريان لنقابة المحررين: لا نريد إتفاقا يتناقض مع السيادة
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، قبل ظهر اليوم، وفدا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها:
"صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، دار الإفتاء هي دار الوطنية والاعتدال، والمواقف المسؤولة النافية للتفرقة والانقسام، والحاثة على الوحدة الجامعة التي تتهدل خيوطها، ولا تتبعثر حروفها.
أضاف :"ومن هذا المنطلق، تأتي زيارتنا لتزكية الاتجاهات الوفاقية للقيادات الروحية والتي تمثلت في القمة الروحية ألاخيرة، وما صدر عنها من توصيات تدعو إلى الحوار والكلمة الطيبة وتغليب المصلحة الوطنية.
صاحب السماحة، في كل مرة نزوركم في هذه الدار الكريمة، نستوحي الكثير من العبر، ونستلهم الدروس في كيفية تقديم العام على الخاص، وإيثار الانفتاح على التقوقع وثقافة وصل الضفاف، والسعي الدائم إلى توطيد ركائز الوفاق الحقيقي بين اللبنانيين جميعا في هذه الايام الصعبة، المحفوفة بالاخطار الوجودية التي تواجه وطنهم".
أضاف :"أننا أحوج ما نكون اليوم إلى التضامن، والتعاون لتجاوز هذه المحنة، والسعي إلى حل ينهي مآسي لبنان، لا يكون على حساب إستقلاله، سيادته، ووحدة أرضه وشعبه.
إن لبنان يمر في أوقات عصيبة، ولا تزال أبواب الحلول مستغلقة، والآفاق ملبدة، والغيوم المتكاثفة تمنع حتى آلان تسلل بصيص نور يحيي ألامل في النفوس.
وإذ ندرك تماما مقدار التعقيدات التي تحوط بوضعنا الراهن، والعقبات التي تكبل المبادرات الرامية إلى إطفاء نار الجحيم الاسرائيلي التي تحرق وطننا، وتفتك بناسه، فإننا نعول على دوركم انتم، ودورالقمة الروحية في العمل على قطع الطريق على ما تخطط له الدولة العبرية لزرع الفتنة وتعكير السلم الاهلي، وبدا واضحا أن جغرافية اعتداءاتها ونوعية استهدافاتها واساليبها الدعائية الخبيثة تصب في خدمة المخطط التي تسعى الى تنفيذه".
المفتي دريان
ورد المفتي دريان بكلمة رحب فيها بمجلس النقابة، وأشاد بدور الصحافة الذي يبني لا الذي يهدم، وقال:"أهل السنة في لبنان هم مرجعية دينية إسلامية وطنية لهم تاريخهم العريق في الحفاظ على مصلحة لبنان واللبنانيين، بدءا من المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وكل أبناء الطائفة الذين قدموا دماءهم في سبيل لبنان وسيادته ووحدة أبنائه".
وقال:"نحن لا نرفع السيف في وجه أحد بل نرفع الكلمة الطيبة وهذا ما اعتدنا عليه. أنتم تتابعون كصحافيين كل القضايا التي يعاني منها الوطن والمواطنين في الحرب التي يشنها علينا الكيان الصهيوني والذي لا يحتاح الى مبررات ليقوم بما يقوم به، ونحن لا نريد الدخول في الأسباب الكامنة وراء هذا العدوان على لبنان.
العدوان الإسرائيلي على لبنان ليس بجديد فقد اعتدنا على الاعتداءات الاسرائيلية منذ زمن وهو يضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط.
مخطط العدو الأسرائيلي اليوم هو تدمير لبنان وبناه التحتية وهذا ما نشاهده في الجنوب والبقاع والضاحية وفي الكثير من المناطق التي تتعرض لعدوان وحشي.
قد تسألون وأنا أسأل معكم: متى تنتهي هذه الحرب الوحشية التي يشنها وإلى أين نحن ذاهبون؟ أقول: لا أحد في لبنان يمكن له أن يعطيكم جوابا شافيا. المبعوث الأميركي آموس هوكستين أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين، لم نعلم فحواها ومضامينها والبنود التي تم التدول فيها، مع العلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل".
وتابع :"نحن، في انتظار النتائج وإعتدنا على الإسرائيلي أن يضع الهدف الذي يريده أمامه ويعمل كل ما في وسعه للوصول اليه ولتحقيقه. وأنا أعتقد أن أبرز أهدافه في هذه الحرب هي زرع الفتنة بين اللبنانيين، وأنا منذ بداية العدوان والمجازر اليومية التي ترتكب أحذر من الفتنة الداخليّة، التي إذا وقعنا فيها نكون قد قدمنا أكبر هدية للعدو، لذلك ناشدت وأناشد عبركم الا نقع في هذا الفخ، ومن أجل ذلك كانت القمة الروحية في بكركي والبيان الذي صدر عنها رسالة إلى الداخل اللبناني ورسالة الى العمق العربي ورسالة للمحافظة على الثوابت التي تحفظ وحدة لبنان واللبنانيين. وانبثق عن القمة الروحية لجنة متابعة تعمل وتجتمع لمواكبة تنفيذ المقررات والتوصيات التي صدرت عن القمة الروحية".
واستطرد المفتي دريان :"بالعودة الى وقف النار، أقول أن الدولة اللبنانية في غياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي دولة الأستاذ نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنية، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه الا يكون وقفا مؤقتا بل ثابتا وطويلا، لأن لبنان شبع الحروب والقتل والدمار.
وأعود وأكرر أن السنة في لبنان ليس لديهم مشروعهم الخاص وليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة، لذلك أدعو كل القيادات في لبنان للعودة الى منطق الدولة التي تحمي وتصون الجميع".
وعن القمة الإسلامية العربية، قال المفتي دريان :" كانت قمة في كل شيء وخصوصا في سؤالها، كما سبق لنا أن سألنا في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، عن القدس والأقصى وغزة وعن فلسطين، وأتمنى الا نقول في قادم الأيام عن لبنان. والإهتمام بلبنان يجب الا يعتبره أحد تدخلا في سيادة لبنان، ولكننا نريد الا يترك لبنان كما تركت فلسطين".
أضاف، "إرسال المساعدات أمر جيد يساعد على مقومات الصمود، لكننا في لبنان من الأصدقاء والأخوة نريد دعما ديبلوماسيا كبيرا من أجل وقف الحرب على لبنان، ولنزع آلة القتل والتدمير عن رقاب اللبنانيين.
لبنان لم يعد يحتمل أزمات. شبعنا من الأزمات المعيشية والمالية والإقتصادية والإجتماعية والصحية. اللبناني، الذي نهبت أمواله وجنى عمره في المصارف شبع حروبا وأزمات اقتصادية وأجتماعية".
وعن الشغور الرئاسي، قال:"أنا أول من حذر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الإجتماع اجتماعا مذهبيا، ولكن أعود وأقول: ألا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي".
أضاف :" لا نريد إتفاقا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن ينجز الإستحقاق الرئاسي بكل سرعة. كل الأمور بالنسبة لنا هي أولية ولبنان بحاجة إليها.
وأختم لأقول أن اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول أن الأمور بخواتيمها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القمة الروحیة المفتی دریان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
دريان: لإصدار قانون العفو العام الشامل من دون استثناءات
اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن "قضية الموقوفين الإسلاميين هي قضية أخلاقية وإنسانية محقة"، داعياً إلى "إصدار قانون العفو العام الشامل دون استثناءات وإنهاء هذا الملف فوراً، وطي صفحة الماضي مع قناعتنا بأن أغلبية الموقوفين الإسلاميين الموجودين في السجون لديهم مظلومية بتهمٍ أطلقوا عليها العديد من المسميات".وأكد دريان خلال لقائه أهالي الموقوفين الإسلاميين وغيرهم من مختلف المناطق اللبنانية أن "دار الفتوى تتعاطى مع هذا الملف بروح المسؤولية الوطنية والقدرة على التواصل مع المسؤولين لإنهاء قضية العفو العام الشامل التي استمرت لسنوات طويلة".
وكتب خلدون قواص في" الانباء الكويتية": أوفد المفتي دريان بعض معاونيه إلى الجهات المختصة لمتابعة هذا الملف الشائك بعيدا من الأضواء.
اضاف: تؤكد المعلومات ان عدد الموقوفين 350 منهم 180 لبنانيا و170 سوريا، باعتبار ان الكثير من هؤلاء اعتقلوا بسبب دعمهم للمعارضة السورية حينذاك وصنفوا بالإرهابيين. وتشهد الساحة اللبنانية تحركا نيابيا وشعبيا وحقوقيا باتجاه دار الفتوى، للعمل على إصدار قانون عفو عام يشمل كل الفرقاء، بحيث تطبق العدالة والمساواة بحق الجميع سواء كانوا لبنانين أو سوريين.
هناك مشاريع قوانين متعددة لبعض الكتل النيابية تسعى إلى إقرارها في المجلس النيابي. وبعض هذه الكتل تدرس هذه المشاريع مع مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، بحيث يكون قانون العفو العام بدون استثناءات لا من حيث العمر ولا من حيث الاتهام.
وهناك توجه نحو توافق نيابي لتقديم مشروع عفو عام موحد بين ما تطرحه العديد من الكتل النيابية في لبنان.
وأكدت المعلومات المتوافرة أن بعض القوى السياسية والنيابية تعارض إصدار قانون العفو العام الشامل الذي يعمل عليه. وترى هذه الكتل انه لابد من بعض الاستثناءات في قانون العفو العام، وتجرى اتصالات في هذا الإطار لتوحيد الرؤية قبل عرض المشروع على المجلس النيابي خشية عدم إقراره. وهذا ما تسعى اليه القوى السياسية والنيابية والشعبية بإصدار قانون عفو عام.